أعرب الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- عن خالص شُكره لفرصة إلقاء محاضرة رئيسية أمام جمعٍ رفيع من المفكرين، مؤكدًا على الصعوبة الكبيرة التي يواجهها الفيلسوف عند الحديث أمام هذه النخبة الفلسفية الواسعة.

المفتي: الفلسفة الإسلامية تدعو لإعمال العقل في استنباط الأحكام وفهم النصوص المفتي: التدين ليس تضييق على النفس والآخرين في حياتهم وأرزاقهم


وأضاف فضيلةُ المفتي خلال محاضرته الرئيسية التي ألقاها ضمن مؤتمر الجمعية الفلسفية المصرية، والذي استضافته دار الإفتاء المصرية، أنَّ أهمية الفلسفة الإسلامية تكمن في فهم الذات الإنسانية في هذا العصر الذي يعاني من تنامي الخلافات والنزاعات التي تهدد بتقويض التاريخ والحضارة الإسلامية.

كما تناول العلاقة بين الفلسفة الإسلامية والإيمان، مشيرًا إلى أن الفلسفة لا تتعارض مع الدين بل تكمل الفكر الديني. وأوضح أنَّ الفلسفة الإسلامية قد نشأت في ظل الدولة الإسلامية، وأنها رغم تأثرها بالفلسفة اليونانية، فقد قدَّمت إضافاتٍ هامةً تتماشى مع المبادئ الإسلامية.

وأشار الدكتور نظير عياد إلى أن الفلسفة الإسلامية القديمة قدَّمت رؤى عقلية حرة، كما تطور هذا الفكر خلال العصور الإسلامية من خلال فلاسفة مثل الكندي والفارابي، مرورًا بالغزالي وابن رشد، الذين اهتموا بتوفيق الفلسفة مع الدين دون التناقض بينهما. وأضاف أن الفلسفة الإسلامية قد تطورت على مر العصور، وظلت تراعي التوازن بين العقل والإيمان.

وفي السياق ذاته، ناقش فضيلته إشكالية عدم رواج الأفكار الفلسفية الإسلامية في أوروبا، معبرًا عن أهمية إعادة النظر في هذه القضية والنظر إلى الفلسفة الإسلامية باعتبارها جزءًا من التراث الفكري الذي لا يقل أهمية عن الفلسفة اليونانية.

كما أشار إلى أن الفلسفة الإسلامية لم تتوقف عن التطور، بل مرت بتحديات وانتقادات من مفكرين مختلفين، سواء في العصور الوسطى أو في العصر الحديث، حيث تطورت الفلسفة لتشمل مجالات مثل الفلسفة السياسية والفلسفة العلمية.

وأكد الدكتور نظير عياد في ختام محاضرته أن الفلسفة لن تختفي، بل ستستمر في التأثير على الفكر الإنساني من خلال فروعها المتنوعة، مثل الفلسفة التطبيقية والعلمية، التي تتكامل مع العلوم الحديثة. كما أشار إلى أن هناك تيارات فلسفية إسلامية حديثة، مثل الاتجاهات الفلسفية التنويرية والتصوفية، التي تسعى إلى العودة إلى الجذور الإسلامية والبحث عن الإصلاح السياسي والفكري.

واختتم المفتي المحاضرة بتوصيات تدعو إلى مزيد من البحث والتعاون بين الفلاسفة والمفكرين في مختلف المجالات لتعزيز فهم الفلسفة الإسلامية وتطويرها بما يتماشى مع متطلبات العصر الحديث، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على الهُويَّة الإسلامية التي تمثِّل جوهر الفكر الفلسفي الإسلامي وتضمن استمراريته كمنهج فكري وحضاري.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية مفتي الفلسفة الإسلامية الإفتاء الفلسفة الإسلامیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بينهم المفتي حسون.. إحالة 4 مسؤولين من عهد الأسد إلى التحقيق

بينهم المفتي حسون.. إحالة 4 مسؤولين من عهد الأسد إلى التحقيق

مقالات مشابهة

  • فناربخشه يربط شكرينيار بالعقد الدائم
  • المصرف المركزي يربط استقرار السوق بسعر إغلاق الدولار يوم الأحد
  • السلطات السورية تكشف مصير المفتي حسون
  • العشائر العراقية.. حصنٌ ودرعٌ بوجه الفكر المنحرف
  • بينهم المفتي حسون.. إحالة 4 مسؤولين من عهد الأسد إلى التحقيق
  • سموتريتش يطالب بإنشاء ممر يربط السويداء بـ إسرائيل
  • الصين تستضيف قمة منظمة شنغهاي للإعلام ومراكز الفكر
  • افتتاحية: عن الفلسفة الضائعة من سياق حياتنا
  • غزة ليست الحصار .. غزة هي السؤال
  • السعودية تقود نقلة نوعية في النقل الإقليمي.. ممر تجاري يربط القاهرة بأربيل