لجريدة عمان:
2025-12-09@04:04:58 GMT

افتتاحية: عن الفلسفة الضائعة من سياق حياتنا

تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT

افتتاحية: عن الفلسفة الضائعة من سياق حياتنا

إن أكثر ما نحتاجه اليوم ونحن نرى حجم المأزق الأخلاقي الذي يعيشه العالم، والهوة الكبيرة من ثورته التكنولوجية وتراجع قيمه ومبادئه هو العودة إلى الفلسفة التي تمت تنحيتها من حياتنا ومن آليات تفكيرنا ووعينا الفردي والجماعي لأسباب كثيرة جدا تراكمت عبر التاريخ، وبلغت ذروتها في عالمنا العربي، حيث اختلط سوء الفهم بالتخويف المتعمد من التفكير الحر.

لم تكن الفلسفة في يوم من الأيام من العلوم القديمة التي تجاوزها الزمن، ولا محض «معرفة نظرية» نخجل من استعمالها أمام أدوات العصر الجديد.. الفلسفة هي الوعي بالأدوات ذاتها، وهي من يُسائل لماذا نصنّع التكنولوجيا، قبل أن نتقن تشغيلها؟ وهي التي تضيء الأماكن المعتمة التي تركناها مغلقة في زوايا العقل، وتُعيد إلينا أسئلتنا المؤجلة، والمحرّمة، والمرمية في هوامش الأيديولوجيا أو الدين أو السلطة.

وحتى نستطيع بناء مقاربة حول أهمية الفلسفة في حياتنا يمكن أن ننظر إلى المدارس التي تُدرّس الرياضيات والفيزياء والبرمجة، ولا تُدرّس الفلسفة، باعتبارها تدرس علوما مهمة ولكنها تبقي المتعلمين فيها بعيدا عن ضميرهم ووعيهم بل وتجعلهم بلا مواقف واضحة من قضايا الحياة. ما فائدة أن نُخرّج مبرمجا لا يُميز بين القيمة والمعلومة؟ أو طبيبا لا يرى في مريضه إنسانا؟

إن الفلسفة في هذا السياق هي خط الدفاع الأخير عن الإنسان باعتباره كائنا أخلاقيا.

ولذلك فإن تدريس الفلسفة في المدارس، منذ السنوات الأولى، هو بمثابة تدريب على الشك النبيل، وعلى الفضول الخلاّق، وعلى الاختلاف دون خلاف وعداوة. تعلمنا الفلسفة دائما كيف نفكر؟ وكيف نطرح الأسئلة لنستطيع الفهم الحقيقي؟ وغياب مناهج الفلسفة عن الجامعات باعتبارها مقررات إجبارية يسهم في صناعة جيل تقني متقن، لكنه هش أمام الأفكار المغلقة، وخائف من التساؤل، ومتردّد أمام الاختيارات الكبرى.

وهذا طرح ليس وليد الثقافة العربية التي تعيش لحظات صعبة جدا، ولكنه طرح كل الحضارات العظيمة عبر التاريخ حيث كانت الفلسفة تؤسس لكل مراحل البناء الحضاري.. ولذلك فإن الدعوة لإعادة الفلسفة إلى الحياة هي موقف حضاري نحن في أمس الحاجة له اليوم، وإذا لم نُعلّم أبناءنا أن يسألوا، فإننا نهيئهم ليكونوا مجرد أدوات في آلة أكبر منهم. وإذا لم نفكر، فسيُفكَّر لنا.. وإذا لم تكن الفلسفة جزءًا من وعينا اليومي، فسنخسر المعركة مرتين: مرة حين نُهزم، ومرة حين لا نعرف حتى لماذا؟

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الفلسفة فی

إقرأ أيضاً:

اليوم.. قمة مرتقبة بين الأهلي والزمالك في دوري الكرة النسائية

يلتقي الفريق الأول لكرة القدم سيدات بالنادي الأهلي مع ضيفه الزمالك، في المباراة المقرر إقامتها في الثانية والنصف من عصر اليوم السبت، على ملعب الأهلي بالقاهرة الجديدة، ضمن منافسات الجولة الحادية عشرة من بطولة الدوري.

ويدخل الأهلي المباراة برصيد 25 نقطة، حصدها من الفوز في ثماني مباريات، والتعادل في مباراة، بينما تلقى هزيمة وحيدة بالمسابقة التي استهلها بالفوز على بالم هيلز 3-0، وعلى اتحاد بسيون 9-0، وعلى رع 5-0، وخسر من مسار 2-3، ثم فاز على المصري 5-0، وعلى المقاولون العرب 6-0، وتعادل مع زد 2-2، ثم الفوز على الطيران 12-0، وعلى البنك الأهلي 5-0، وعلى ساك 3-1، مسجلًا 52 هدفًا، فيما استقبلت شباكه 6 أهداف فقط.

وتُقام منافسات الدوري هذا الموسم بنظام المجموعة الواحدة من دورين (ذهابًا وإيابًا)، في نسخة تشهد المشاركة الثانية للأهلي، بعد ظهوره الأول في الموسم الماضي، والذي أنهاه بالمركز الثاني في جدول الترتيب، إلى جانب تتويجه بلقب كأس مصر.

ويضم الجهاز الفني لفريق سيدات الأهلي كلًا من ديميتري لوبوف مديرًا فنيًا، وحكيمة بوستة مدربًا عامًا، وتامر الدسوقي مدربًا للحراس، وعبد اللطيف رضا محللًا للأداء، ويارا صفوت المدير الإداري، وإبراهيم حمدان إداري شؤون اللاعبين، وأسماء الدمرداش طبيب الفريق، وراندا ياسر وهايدي العشيري للعلاج الطبيعي، ومكسيم التنهوفن مدرب اللياقة البدنية.

مقالات مشابهة

  • الحوار.. وإنزال الفلسفة إلى الاجتماع
  • سلامي .. نفكر بإراحة حاملي البطاقات الصفراء أمام مصر
  • الأهلي يتعادل مع بتروجت في دوري الجمهورية للشباب 2005
  • «أهلي 2005» يتعادل مع بتروجت في دوري الجمهورية للشباب
  • مطاردة غير مرئية… «كان كيس أسود» يكشف شبح القمامة في حياتنا
  • الأهلي يواجه بتروجت اليوم في دوري الجمهورية للشباب 2005
  • مبعوث ترامب إلى سوريا يخيب آمال الأكراد
  • بعد خسارة كرة السيدات .. خالد طلعت:كوارث الزمالك تتواصل
  • وزيرة التربية تعليقًا على المدارس التي ستُقفل: اتخذت قرارًا بمنحها فرصة هذا العام
  • اليوم.. قمة مرتقبة بين الأهلي والزمالك في دوري الكرة النسائية