سواليف:
2025-05-29@01:55:07 GMT

من كلّ بستان زهرة -90-

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

من كلّ بستان زهرة -90-

#ماجد_دودين

اسْتَيْقَظَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ، ومَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ، أيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ.

الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

مقالات ذات صلة الخطوة الثانية لصناعة العادات: التوق 2024/12/25

كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمؤمنينَ رَؤوفًا رَحيمًا، وهذا الحديثُ يُوضِّحُ جانبًا مِن شفَقتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أُمَّتِه، حيثُ تَحكي أمُّ المؤمنينَ أمُّ سَلَمةَ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ انْتبَهَ مِن نَومِه في لَيلةٍ مِن اللَّيالي، وكان في بَيتِها، مُتعجِّبًا ممَّا أنزَلَه اللهُ في تلك اللَّيلةِ مِن الفِتَنِ والعَذابِ، وما فتَحَه مِن خَزائنِ الرَّحمةِ وغيرِها، وعبَّرَ عن العذابِ بالفِتَنِ؛ لأنَّها أسبابُه، وعن الرَّحمةِ بالخزائنِ؛ لقولِه تعالَى: {خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ} [ص: 9].

وكانتْ هذه رُؤيا رَآها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في نَومِه، والمعنى: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رأى في تِلك اللَّيلةِ في المَنامِ أنَّه سيَقَعُ بعْدَه فِتَنٌ وبَلاءاتٌ، وأنَّه يُفتَحُ لأُمَّتِه الخزائنُ. وقد وقَعَت الفِتَنُ كما هو مَشهورٌ، وفُتِحَت الخزائنُ، حيثُ تَسلَّطَ الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم على فارسَ والرُّومِ وغيرِهما. ثمَّ أمَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بإيقاظِ زَوجاتِه للصَّلاةِ والاستِعاذةِ ممَّا نَزَلَ؛ ليَكونوا أوَّلَ مَن استعاذَ مِن فِتَنِ الدُّنيا، فلا يَنْبغي لهنَّ أنْ يَتغافَلْنَ عن العِبادةِ، ويَعتمِدْنَ على كَونِهنَّ أزواجَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقيل: خَصَّهنَّ لأنَّهنَّ الحاضراتُ حِينئذٍ. وقولُه: «فرُبَّ كاسِيةٍ في الدُّنْيا عاريةٍ في الآخِرةِ» أصلُ: «رُبَّ» أن تُستعمَلَ للتَّقليلِ، وقد تُستعمَلُ للتَّكثيرِ كما هنا، والمعنى: رُبَّ كاسيةٍ في نِعمةِ اللهِ، عاريةٍ مِن شُكرِها، أو رُبَّ كاسيةٍ في الدُّنيا بالثِّيابِ لوجودِ الغِنَى عاريةٍ في الآخِرةِ مِن الثوابِ لعَدمِ العَملِ في الدُّنيا، أو كاسيةٍ بسَتْرِ بَعضِ بَدنِها وكَشْفِ بَعضِه؛ إظهارًا لِجَمالِها، وقيل: تلبَسُ ثَوبًا رَقيقًا يَصِفُ بَدَنَها فهي وإنْ كانتْ كاسيةً لِلثِّيابِ فإنَّها عاريةٌ في الحَقيقةِ، أو رُبَّ كاسيةٍ بِالحُلَى وَالحُلِيِّ، ولكنَّها عاريةٌ مِن لِباسِ التَّقوَى، أو رُبَّ كاسيةٍ مِن خِلْعةِ التزوُّجِ بالرجُلِ الصالحِ عاريةٍ في الآخِرةِ مِن العَملِ لا يَنفعُها صلاحُ زوْجِها. وفي الحَديثِ: أنَّ للرَّجلِ أنْ يُوقِظَ أهلَه لَيلًا للصَّلاةِ وللذِّكرِ، ولا سيَّما عندَ آيةٍ تَحدُثُ، أو إثرَ رُؤيا مَخُوفةٍ. وفيه: مَشروعيَّةُ قولِ: «سُبحانَ اللهِ» عندَ التَّعجُّبِ. وفيه: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وفيه: أنَّ الصَّلاةَ تُنْجي مِن الفِتَنِ وتَعصِمُ مِن المِحَنِ. وفيه: التَّحذيرُ مِن نِسيانِ شُكرِ المُنعِمِ، وعدَمِ الاتِّكالِ على شَرَفِ الزَّوجِ.

***************

قال الحسن البصري: “تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق”

***************

قال هارون الرشيد لأبي العتاهية: عظني بأبيات من الشعر وأوجز. فقال:

لا تَأُمَنِ الموتَ في طَرْفٍ ولا نَفَس … وإن تمنَّعتَ بالحُجَّاب والحرسِ

واعْلَمْ بأنّ سِهامَ الموت قاصدةٌ … لكلِّ مُدَّرعٍ منّا ومُتَّرِسِ

ترجو النجاةَ ولم تَسْلُكْ طَرِيقَتها … إنّ السفينةَ لا تَجْرِي على اليَبسِ.

***************

قال رجل لوهيب بن الورد: عظني. قال: “اتقِ أن يكون اللهُ أهونَ الناظرين إليك”.

يعني: إذا أردت العصيان فاستح من الله، ولا تجعل نظره إليك لا يحول بينك وبين المعصية، فلو استعظمت نظره إليك لقلَّ أنْ تعصيه.

***************

قال رجل لحاتم الأصم: عِظْني. فقال: ” إن كنتَ تريد أن تَعصِي مولاك، فاعْصِه في موضعٍ لا يراك”.

***************

قال محمد بن المبارك: قلت لراهب: عظني وأوجز. قال: “كُلْ من حلال وارقد حيث شئت”، قلت له: فأين طريق الراحة؟ قال: “في خلاف الهوى”، قلت: فمتى يجد الرجل الراحة؟ قال: “عند أول قدم يضعها في الجنة”، قلت: بماذا أقطع الطريق إلى الله؟ قال: ” بالسهر والظمأ في الهواجر”.

***************

الحزن على الدنيا طويل، والموت من الإنسان قريب، وللنفس منه في كلَّ وقت نصيب، وللبِلى في جسمه دبيب، فبادر بالعمل قبل أن تنادى بالرحيل، واجتهد في العمل في دار الممر قبل أن ترحل إلى دار المقر”.

***************

إن الدنيا غمها لا يفنى، وفرحها لا يدوم، وفكرها لا ينقضي، فاعمل لنفسك حتى تنجو، ولا تتوانَ فتعطب.

***************

عن الفضيل بن عياض أنه دخل على هارون الرشيد فقال له: يا حسن الوجه، لقد وليتَ أمراً عظيمًا إني ما رأيت أحداً هو أحسن وجهًا منك، فإن قدرت أنْ لا تسود هذا الوجه بلفحة من النار فافعل. فقال: عظني. فقال الفضيل: ماذا أعظك، هذا كتاب الله تعالى بين الدفتين انظر ماذا عمل بمن أطاعه، وماذا عمل بمن عصاه؟ ثم قال: وإني رأيت الناس يغوصون على الدنيا غوصًا شديداً، ويطلبونها طلبًا حثيثًا، أما والله لو طلبوا الجنة بمثلها أو أيسرَ لنالوها”

***************

تجرَّدْ من الدنيا فإنك إنما … خرجتَ إلى الدنيا وأنتَ مجرَّدُ

***************

قال ابن القيم في الطب النبوي من كتابه زاد المعاد: ” والصلاة مجلبة للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى، مطردة للأدواء، مقوية للقلب، مبيضة للوجه، مفرحة للنفس، مذهبة للكسل، منشطة للجوارح، ممدة للقوى، شارحة للصدر، مغذية للروح، منورة للقلب، حافظة للنعمة، دافعة للنقمة، جالبة للبركة، مبعدة من الشيطان، مقربة من الرحمن. وبالجملة: فلها تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب وقواهما، ودفع المواد الرديئة عنهما، وما ابتلي رجلان بعاهة أو داء أو محنة أو بلية إلا كان حظ المصلي منهما أقل وعاقبته أسلم، وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا ولا سيما إذا أُعطيت حقها من التكميل ظاهراً وباطنًا. فما اُستدفعت شرور الدنيا والآخرة ولا استجلبت مصالحهما بمثل الصلاة.

وسرُّ ذلك: أن الصلاة صلة بالله عز وجل، وعلى قدر صلة العبد بربه عز وجل تفتح عليه من الخيرات أبوابها، وتقطع عنه من الشرور أسبابها، وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه عز وجل، والعافية والصحة والغنيمة والغنى والراحة والنعيم والأفراح والمسرات كلُّها محضرة لديه ومسارعة إليه” (زاد المعاد، لابن القيّم)

***************

ارضَ من الدنيا باليسير مع سلامة دينك، كما رضِي أقوامٌ بالكثير مع ذهاب دينهم.

***************

صاحب واصحب من يخوّفك حتى يدركك الأمن، خير لك من أن تصحب وتصاحب من يؤمِّنك حتى يدركك الخوف”.

***************

إن كنتَ تَعْلَمُ ما تأتي وما تذَرُ … فكُنْ على حَذَرٍ قد يَنْفَعُ الحَذَرُ

واصْبرْ على القَدَرِ المَجْلوبِ وَارْضَ بِهِ … وإنْ أتاك بما لا تَشْتَهِي القَدَرُ

فما صَفا لامرئ عَيْشٌ يُسَرُّ بِهِ … إلاّ سَيَتْبَعُ يَوْماً صفوَهُ الكَدَرُ

***************

قال ابن رجب: “كان بعض العلماء يقوم السحر فنام عن ذلك ليالي، فرأى في منامه رجلين وقفا عليه وقال أحدهما للآخر: هذا كان من المستغفرين بالأسحار فترك ذلك!

يا من كان له قلب فانقلب، يا من كان له وقت مع الله فذهب، قيامُ السحر يستوحش لك، صيام النهار يسأل عنك، ليالي الوصال تعاتبك.

تغيرتمُ عنَّا بصحبةِ غيرِنا … وأظهرتمُ الهُجرانَ ما هكذا كُنَّا

وأقسمتمُ أنْ لا تحولوا عن الهوى … فحلتمْ عن العهد القديم وما حُلنا

لياليَ كنا نستقي من وصالكم … وقلبي إلى تلك اللياليَ قد حنَّا” (لطائف المعارف لابن رجب).

***************

اعمل؛ فإن متَّ لم تعُدْ أبداً، وانظر إلى الذّاهبين هل عادوا؟

تذهبُ أيّامنا على لعبٍ … منّا بها والذّنوب تزدادُ

أين أحبابنا وبهجتهم … بطيب أيّامِ عيشهم بادوا”

***************

قال عمر بن عبد العزيز لأبي حازم: عظني. قال: اضطجعْ، ثم اجعل الموتَ عند رأسك، ثم انظر ما تحب أن تكون فيه تلك الساعة فخذْ فيه الآن، وما تكره أن يكون فيك تلك الساعة فدعه الآن” (حلية الأولياء لأبي نعيم).

***************

قال الفضل بن يحيى: استدعاني الرشيد يومًا- وقد زخرف منازله وأكثر الطعام والشراب واللذات فيها- ثم استدعى أبا العتاهية فقال له: صِفْ لنا ما نحن فيه من العيش والنعيم، فقال أبو العتاهية:

عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً … في ظِلّ شاهقَةِ القُصورِ

يُسْعَى عليكَ بِمَا اشتهيْتَ … لدَى الرَّوَاح أوِ البُكُورِ

فإذا النّفوسُ تَقعَقَعَتْ … في ظلّ حَشرجَةِ الصّدورِ

فَهُناكَ تَعلَم مُوقِناً … مَا كُنْتَ إلاَّ فِي غُرُورِ

فبكى الرشيد بكاء كثيراً شديداً فقال له الفضل بن يحيى: دعاك أمير المؤمنين لتسره فأحزنته! فقال له الرشيد: دعه؛ فإنه رآنا في عمى، فكره أن يزيدنا عمى.

***************

دخل أبو حازم على سليمان بن عبد الملك، فقال: يا أبا حازم، مالنا نكره الموت؟! قال: لأنكم عمرتم دنياكم وأخربتم آخرتكم، فأنتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب، قال: فأخبرني كيف القدومُ على اللهّ، قال: أما المحسن فكالغائب يأتي أهله مسروراً، وأما المسيء فكالعبد الآبق يأتي مولاه مَحْزوناً، قال: فأي الأعمال أفضل؟ قال: أداء الفرائض مع اجتناب المحارم، قال: فأي القول اعْدَلُ؟ قال: كلمة حق عند من تخاف وترجو؟ قال: فأي الناس أعقل؟ قال: من عمل بطاعة اللّه؟ قال: فأي الناس أجهل؟ قال: من باع آخرته بدنيا غيره. قال: عِظْنِي وأوجز، قال: يا أمير المؤمنين، نَزِّه ربك وعَظِّمه بحيث أن يراك تجتنب ما نهاك عنه، ولا يفقدك من حيث أمرك به، فبكى سليمان بكاءً شديداً، فقال له بعض جلسائه: أسرفت- ويحك- على أمير المؤمنين، فقال له أبو حازم: اسكت؛ فإن اللّه عز وجل أخَذَ الميثاق على العلماء ليبيننّه للناس ولا يكتمونه. ثم خرج، فلما صار إلى منزله بعث إليه سليمان بمالٍ فردَّه، وقال للرسول: قل له: واللّه، يا أمير المؤمنين، ما أرضاه لك، فكيف أرضاه لنفسي؟ “.

***************

دخل ابن السِّماك يومًا على الرشيد فاستسقى الرشيد فأُتي بقُلَّة فيها ماء مبرَّد، فقال لابن السماك: عظني. فقال: “يا أمير المؤمنين، بكم كنت مشتريًا هذه الشربة لو مُنِعتَها؟ فقال: بنصف ملكِي، فقال: اشرب هنيئًا، فلما شرب قال: أرأيتَ لو مُنعت خروجها من بدنك بكم كنت تشتري ذلك؟ قال: بنصف ملكِي الآخر، فقال: إن ملكًا قيمةُ نصفه شربةُ ماء، وقيمة نصفه الآخر بولة لخليقٌ أنْ لا يُتنافس فيه”.

***************

لا تجعل نعمةَ الله عليك سببًا لمعصيته ” إن من حق المُنْعِم على المُنعَمِ عليه ألاّ يجعل ما أنعم به عليه سبباً لمعصيته”.

***************

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (…. والصلاة نور….) (رواه مسلم).

قال النووي: ” معناه: أنها تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به، وقيل: معناه: أنه يكون أجرها نوراً لصاحبها يوم القيامة، وقيل: لأنها سبب لإشراق أنوار المعارف وانشراح القلب ومكاشفات الحقائق لفراغ القلب فيها وإقباله إلى الله تعالى بظاهره وباطنه، وقد قال الله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [البقرة: ٤٥]. وقيل: معناه: أنها تكون نوراً ظاهراً على وجهه يوم القيامة، ويكون في الدنيا أيضًا على وجهه البهاء بخلاف من لم يصل، والله أعلم” (شرح النووي على صحيح مسلم).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف) (رواه أحمد (٣٠/ ٢٨٨)، وهو صحيح.).

***************

قال ابن رجب: ” كانت امرأة حبيب توقظه بالليل وتقول: ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدّامنا، ونحن قد بقينا!.

يا راقدَ الليل كم ترقدُ … قمْ يا حبيبيْ قد دنا الموعدُ

وخذْ من الليل وأوقاته … وِرْداً إذا ما هجع الرُّقدُ” (لطائف المعارف).

***************

قال ابن رجب: “من لم يشاركهم في هواهم ويذق حلاوة نجواهم لم يدر ما الذي أبكاهم، من لم يشاهد جمال يوسف لم يدر ما الذي آلم قلب يعقوب!

من لم يبتْ والحبُّ حشوُ فؤادِهِ … لم يدرِ كيف تَفتّتُ الأكبادُ

يا حُسنَهم والليلُ قد جنَّهمُ … ونورُهمْ يفوقُ نورَ الأنجمِ

ترنّموا بالذِّكر في ليلهمُ … فعيشُهم قد طابَ في الترنُّم

قلوبُهمْ للذكر قد تفرّغت … دموعُهم كلؤلؤ منظَّم

أسحارُهمْ بهم لهم قد أشرقت … وخلِعُ الغفران خَيرُ القِسمِ.

***************

ليس المراد بذكر الله تعالى ذكره باللسان فحسب، بل ذكره سبحانه يشمل: ذكر اللسان، وذكر القلب، وذكر الجوارح.

قال ابن حجر: “وقال الفخر الرّازيّ: المراد بذكر اللّسان: الألفاظ الدّالّة على التّسبيح والتّحميد والتّمجيد. والذّكر بالقلب: التّفكّر في أدلّة الذّات والصّفات وفي أدلّة التّكاليف من الأمر والنّهي حتّى يطّلع على أحكامها، وفي أسرار مخلوقات اللّه. والذّكر بالجوارح، هو أن تصير مستغرقة في الطّاعات، ومن ثَمّ سمّى اللّه الصّلاة ذكراً فقال: {فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: ٩]. ونقل عن بعضهم، قال: الذّكر على سبعة أنحاء: فذكر العينين بالبكاء، وذكر الأذنين بالإصغاء، وذكر اللّسان بالثّناء، وذكر اليدين بالعطاء، وذكر البدن بالوفاء، وذكر القلب بالخوف والرّجاء، وذكر الرّوح بالتّسليم والرّضاء”.

***************

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: أمیر المؤمنین یوم القیامة الله تعالى فی الآخ ر علیه وسل ه عز وجل فقال له ابن رجب قال ابن الف ت ن ى الله فی الد

إقرأ أيضاً:

المفتي العام للمملكة يوصي الحجاج بإخلاص الحج لله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم

أوصى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، حجاج بيت الله الحرام بإخلاص الحج لله تعالى، واتباع سنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وأن يعظموا حرمات الله وشعائره في آدائهم النسك.

جاء ذلك في كلمة توجيهية لسماحته بمناسبة دخول عشر ذي الحجة قال فيها: إنّ الله -سبحانه وتعالى- فضّل بعضَ الشهور والأيام، وجعلها مواسم للخيرات، وفضّل بعض البقاع والبلدان، فاشكروا الله تعالى أنْ بلّغكم هذه الأيام الفاضلة، أيام العشر، والأيام المعلومات، في هذه الأماكن المباركة.

وقد اختص الله -جل وعز- هذه الأيام بعبادات عظيمة؛ منها: الحج إلى بيت الله الحرام، والطواف، والسعي، وأداء المناسك، وسائر الأعمال الصالحة، كالإكثار من ذكر الله تعالى.

حجاج بيت الله الحرام: إنكم تؤدون في هذه الأيام المباركة مناسك الحج، وكلٌّ له أجره بإذن الله تعالى، متى ما أخلص العبدُ المسلمُ العبادةَ لله تعالى، وحده لا شريك له، اقتداءً بخليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- الذي نادى بالحج كما قال تعالى: “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ”، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، أمَا وقد وصلتم إلى هذه البقاع المباركة؛ فإنّ من الواجب على كل حاجٍ أن يلتزم بأداء العبادة على وجهها الصحيح، وأنْ يخلص العمل لله جل وعلا مستشعرًا عِظم هذه الأماكن، والأدب فيها، مستذكرًا قوله تعالى: “فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ”، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ”، فإذا أحرمتم بالحج وجب عليكم تعظيم هذا النسك، والبعد عن كل ما يفسده من الرفث والفسوق والجدال.

إخواني حجاج بيت الله الحرام: إن أمامكم أيامًا مباركة يأتي فيها الحاج مقتديًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ويتذكر معها ما ورد في حجة الوداع التي أبان فيها -صلى الله عليه وسلم- من قوله وفعله النسك الصحيح على ما يريده الله جل جلاله، والذي كان يوصي صحابته فيها بقوله: “خذوا عني مناسككم”.

أخي الحاج المبارك: اليوم الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية، قف فيه بمنى كما وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أصبح يوم التاسع من ذي الحجة، كان يؤدي الصلاة فيه في أوقاتها يقصر الرباعية، ومع إشراقة يوم عرفة تتجهون بعون الله إلى عرفة للوقوف فيها، حتى غروب شمس هذا اليوم، متذللين خاشعين مُلبّين، تسألون الله تعالى، وترجون غفرانه، وقبول حجكم وأعمالكم، وعودتكم مغفورًا ذنبكم، ثم تتجهون بعد الغروب إلى المزدلفة -المشعر الحرام-، وتقضون ليلتكم فيها، تؤدون صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا للعشاء عند وصولكم إليها، وعليكم السكينة والوقار، وتلتقطون الجمار، حيث يبدأ الحجاج مع يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة برمي جمرة العقبة والتوجه إلى المسجد الحرام للطواف فيه طواف الإفاضة، وتعودون إلى منى لقضاء أيام التشريق ورمي الجمرات الثلاث، وعليكم بالاقتداء بالنبي -صلى عليه وسلم-.

وأعمال يوم النحر: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، والذبح، والطواف، ومن قدّم بعضها على بعضٍ فلا شيء عليه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “افعل ولا حرج”، أسأل الله أن يكتب أجركم، وأن يتقبل منكم طاعتكم وأعمالكم.

اقرأ أيضاًالمملكةالمملكة تُدشن مبادرة “طريق مكة” في المالديف

إخواني الحجاج: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل- والإخلاص لله في العبادة بعيدًا عن البدع والشركيات التي قد يقع فيها بعض العوام، هدانا الله وإياهم، وقد هيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين -بقيادتها المسددة والموفقة- العلماء والمرشدين والموجهين والدعاة لبيان المنهج الصحيح وأداء هذا الركن العظيم وفق منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، التي أبان فيها كل أمر يحتاجه المسلم حينما قال لهم: “خذوا عني مناسككم”، والعلماء قد استعدوا لبيان ما يشكل على المسلم في أداء هذا النسك، ومراكز الإرشاد والتوجيه موجودة، وبلغات متعددة، وكتب ميسرة.

أخلصوا عملكم لله في كل ما تأتون من هذه المناسك، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ}، فالإخلاص الإخلاص، وسؤال العلماء فيما يشكل عليكم.

إخواني تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجزي ولاة الأمر على هذا التيسير للحج، وتهيئة جميع الإمكانات؛ ليؤدي الحجاج حجهم بالراحة والطمأنينة.

وفّق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، وأجهزة الأمن، ومؤسسات الدولة، على ما يقدمون من جهود مباركة، على كل الأصعدة، وما يقومون به من خدمة حجاج بيت الله الحرام، وما يشهده الحرمان الشريفان من تنظيم وترتيب لتسهيل وصول الحجاج، وقضاء مناسكهم بيسر وسهولة، كتب الله أجرهم وأعانهم ووفقهم لكل ما فيه خير للإسلام والمسلمين.

مقالات مشابهة

  • موقوف فرّ من المستشفى... والأمن يُلقي القبض عليه خلال ساعات (صورة)
  • أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة.. داوم عليه من مغرب اليوم
  • وقفة عرفات 2025 .. أفضل دعاء تقوله في أعظم أيام الدنيا
  • المفتي العام للمملكة يوصي الحجاج بإخلاص الحج لله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
  • ما قصة القاضي الذكي والمثل القائل الحرام يركب من لا حلال له؟
  • فضل العشر من ذي الحجة.. لماذا جعلها الله أعظم أيام الدنيا؟
  • من كل بستان زهرة – 101-
  • فتاوى تشغل الأذهان.. حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة.. لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. دار الإفتاء توضح
  • لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. الإفتاء توضح
  • دعاء الصباح لمن عليه امتحان.. بـ10 صيغ تحل أصعب الأسئلة بسهولة