مع إصرار الائتلاف اليميني الحاكم في دولة الاحتلال الإسرائيلي على عدم تجنيد المتدينين المتشددين في صفوف الجيش، تؤكد المحافل العسكرية أن الدولة على أعتاب قرار تاريخي، قد يؤسس رسمياً مرحلة جديدة عنوانها القضاء على نموذج جيش الشعب، مما يعني أن يكون أمام خطر وجودي حقيقي.

الجنرال رام أميناخ العضو السابق في منتدى هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال، أكد أن "الإسرائيليين على أعتاب قرار تاريخي قد يؤسس رسميا في كتاب قانون الدولة عنوانه إلغاء نموذج جيش الشعب، وتشكيل خطر وجودي حقيقي، لأن القيادة الدينية المتطرفة والجهازين الأمني والسياسي يمهدون الطريق للاحتيال الكامل على الجيش، من خلال سنّ قانون للتهرب من الخدمة العسكرية الذي لن يكون هناك طريق للرجوع عنه".



وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أنه "مع وصول القضية لسنّ مشروع قانون في الكنيست، من المهم معرفة أخطر سبع خرافات وأكاذيب وأخطاء تبرز حول هذه القضية، أولها أن من يدرسون حقًا في المدارس الدينية اليهودية، يزعمون أن ذلك يعتبر تبريرا لامتناعهم عن الالتحاق بصفوف الجيش، وهذا هو الخطأ الأكثر شيوعًا، لأنهم في الحقيقة لا يتجندون في الجيش، وفي الوقت ذاته لا يلتحقون بسوق العمل، وهكذا حصلنا على أسوأ ما في العالم".


وأضاف أن "الإجراء الثاني لمواجهة هذه الأكاذيب يستدعي سنّ قانون تجنيد مرة واحدة وإلى الأبد يلبي احتياجات الجيش، تمهيدا لتجنيد شبان من اليهود المتشددين، يسمى قانون خدمة الأمن، مع إصدار حكم للمحكمة العليا ينص على وجوب اتباع القانون كما هو، بحيث أن أي تشريع آخر يصدر عن الكنيست سيضمن تجنيد الجميع للقيام بأداء هذه الواجبات".

وأوضح أن "الكذبة الثالثة تتمثل في الاعتقاد السائد بأن النظام السياسي هو الحلّ لظاهرة عدم تجنيد المتدينين في صفوف الجيش، مع أنه لا ينبغي سنّ أي قانون جديد، بل يجب تطبيق القانون الحالي فقط، وهذا الأمر في أيدي سلطة مكافحة الفساد التابعة لجيش الاحتلال فقط".

وأكد أن "الخديعة الرابعة التي يرددها المتدينون مفادها أن النظام السياسي الحالي في دولة الاحتلال أنشأ توجهاً عدوانيًا لتجنيد شبان المدارس الدينية، خاصة وأن التشريع السائد منذ 1977 شمل إعفاءهم من التجنيد بسبب عزلتهم في المدرسة الدينية حتى سن 26 عامًا، وعندما حاول الجيش تجنيدهم من خلال اعتباره جزءً من الحصص الدينية، فقد تم العمل بشكل انتقائي، وبذلك فإن الجيش لم يرسل أوامر التجنيد الإجباري لجميع الشبان المتدينين في سن 18 عامًا".


وأضاف أن "الأكذوبة الخامسة مفادها أن الجيش لا يريد، وغير قادر، على استيعاب هؤلاء المتدينين بأعدادهم كبيرة، مع أنه يعاني من نقص في آلاف الجنود، وبالتالي فإن بقاء ابتعادهم عن صفوفه يعني أن الأمر سيزداد سوءاً، وبالإمكان سؤال جنود الاحتياط الذين عادوا من مئات الأيام من القتال في غزة ولبنان خلال 2024 فقط، وسؤال الضباط الذين يواجهون مشكلة في إدارة كتائبهم وألويتهم، وبالتالي فإن هذا الوضع سيؤدي لخطر وجودي حقيقي".

وأشار أن "الإجراء السادس يستدعي خوض حوار مع القيادة الدينية المتطرفة التي لم تشجع تجنيد تلاميذهم في المدارس الدينية فحسب، بل دفعهم بعيدًا عن صفوف الجيش، مما أدى لولادة جيل جديد منهم تجرأوا على عدم الانخراط في الخدمة العسكرية، مما دفع شعبة القوى البشرية في الجيش لاعتبار هذه الظاهرة تحدياً لا تستطيع مواجهته، مع أن كل ما هو مطلوب هو إرسال أوامر التجنيد الإجباري لجميع اليهود المتشددين المتراوحة أعمارهم بين 17.5-19 عامًا، وبمجرد فعل ذلك فلن يكون هناك حافز لهم للتهرب من الخدمة العسكرية، دون الحاجة لفرضها بالقوة".

وأوضح أن "الخديعة السابعة تتعلق بضرورة التمييز بين أوامر الاستدعاء للخدمة العسكرية الموجهة للمتدينين، وتبلغ عشرة آلاف أمر وافق عليها وزيرا الحرب السابق يوآف غالانت والحالي يسرائيل كاتس، صحيح أنه حان الوقت لتحمل أعباء متساوية تقريبًا بين جميع اليهود، خاصة الخدمة في صفوف الجيش، لكن هذا الشعار قد يكون مضلّلا، وهو من اختراع المتدينين المتشددين أنفسهم، لأنهم سيجادلون بأن دراسة التوراة عبء عليهم أيضاً".


وختم بالقول إن "تجنيد اليهود المتشددين في صفوف الجيش أمر بالغ الأهمية، لكنه ليس باسم المساواة فقط، بل باسم توفير احتياجات أمن الدولة، لأن النقص في أعداد الجنود سيتفاقم عاماً بعد عام، وهذا يشكل خطراً وجودياً على الدولة برمّتها، لا أقل من ذلك".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الجيش اليهودية التجنيد الاحتلال الجيش اليهود الحريديم التجنيد صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی صفوف الجیش

إقرأ أيضاً:

آخر تطورات اختطاف السفينة مادلين على يد الجيش الإسرائيلي

قال تحالف أسطول الحرية، إن الجيش الإسرائيلي صعد على متن سفينته مادلين المتوجهة إلى غزة وانقطع الاتصال بها، بينما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن كوماندوز البحرية الإسرائيلية سيطر على السفينة.

واتهم تحالف أسطول الحرية القوات الإسرائيلية باختطاف المتطوعين على متن السفينة مادلين، ومن أولئك المتطوعين مراسل الجزيرة مباشر الزميل عمر فياض.

ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إنه يجري اقتياد السفينة مادلين نحو ميناء أسدود بعد السيطرة عليها.

وأضاف المصدر أنه يتم التحقق من هويات الأفراد الذين كانوا على متن السفينة تمهيدا لاستجوابهم، وأشار إلى أن الاستجواب سيتم في قاعدة تابعة لسلاح البحرية في ميناء أسدود.

وبث الجيش الإسرائيلي صورا للحظة اعتقال جميع الأفراد من النشطاء الأجانب على متن السفينة مادلين.

وفي وقت سابق، أعلن تحالف أسطول الحرية الذي نظم هذه الحملة لكسر الحصار عن غزة، أن صفارات الإنذار انطلقت على متن سفينته مادلين، وأن زوارق حربية إسرائيلية اقتربت منها وحاصرتها تزامنا مع تحليق مسيرة إسرائيلية وإلقائها سائلا أبيض مجهولا على السفينة.

وبثت النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، صورا لإطلاق صفارات الإنذار على السفينة مادلين وقالت "إنهم هنا"، في إشارة إلى اعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلي السفينة.

من جهتها أعلنت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي، أن زوارق إسرائيلية سريعة وصلت إلى السفينة مادلين. وأضافت ألبانيزي على منصة إكس، أن فريق السفينة أبلغ جنودا إسرائيليين بأنهم يحملون مساعدات إنسانية وأنهم سيغادرون بسلام.

وأوضحت ألبنانيزي، أن القارب مادلين لا يشكل خطرا على أمن إسرائيل، وتل أبيب لا تمتلك أي سلطة لإيقافه في المياه الدولية

وكانت "مادلين" أبحرت مطلع يونيو/حزيران الجاري من ميناء كاتانيا الإيطالي باتجاه قطاع غزة، في رحلة تهدف إلى كسر الحصار المفروض عليه من قبل إسرائيل.

وتحمل هذه السفينة على متنها 12 ناشطا من جنسيات متعددة منهم مراسل الجزيرة مباشر الزميل عمر فياض، إضافة إلى مساعدات إنسانية تشمل الغذاء والدواء والمعدات الطبية.

ومادلين هي السفينة الـ36 ضمن ائتلاف أسطول الحرية، الذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.

وقد سُميت السفينة على اسم "مادلين كُلاب" أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك في قطاع غزة، وقد فقدت والدها ومصدر رزقها بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي ينذر بإخلاء 10 أحياء شمال غزة «فوراً»
  • حزب شاس يصدم نتنياهو.. التصويت لحل الكنيست وسط أزمة تجنيد حادة
  • 32 شهيدا في غزة بنيران الجيش الإسرائيلي منذ الفجر
  • آخر تطورات اختطاف السفينة مادلين على يد الجيش الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة محمد السنوار تحت مستشفى في خان يونس
  • الجيش الإسرائيلي يعتقد أنه عثر على جثة محمد السنوار
  • هل عثر الجيش الإسرائيلي على جثة محمد السنوار؟
  • الجيش الإسرائيلي يعترف بنقص حاد في عدد جنوده
  • يوم صعب جدا في إسرائيل.. 21 قتيل وجريح في صفوف الجيش
  •  أبرز صحفي في إسرائيل: تتبع أكاذيب نتنياهو مهمة شاقة .. حتى حاملات طائرات لا تكفي