على عكس الدفعات الأربع السابقة، خرج الأسرى الإسرائيليون الذين أفرج عنهم ضمن الدفعة الخامسة من التبادل بأجساد هزيلة، صدمت الإسرائيليين، ودفعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتوعد المقاومة بدفع الثمن.

فقد تم تسليم الأسرى الثلاثة أوهاد بن عامي، وإيلي شعربي، وأور ليفي، في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وهم في حالة صحية من الهزال  تعكس ما تعرض له جميع سكان القطاع من تجويع على يد الاحتلال، كما يقول محللون.

ومع سيطرة الصدمة على الشارع الإسرائيلي، قال نتنياهو إن "المشاهد القاسية والفظيعة لظهور الرهائن في غزة لن تمر مرور الكرام"، في حين أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها حافظت على الأسرى الإسرائيليين رغم محاولات نتنياهو المتكررة لتصفيتهم خلال الحرب.

لكن هذا التهديد من جانب نتنياهو لا يحمل كثيرا من الجدية ولا يمثل نقلة نوعية في الضغوط الإسرائيلية، كما يقول المحلل السياسي أحمد الحيلة، الذي يرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "ليس لديه ما يفعله في الوقت الراهن على الأقل".

رسائل سياسية مهمة

وخلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، قال الحيلة إن الحديث عن فرض ضغوط إنسانية على سكان القطاع جراء صور الأسرى ليس واقعيا لأن نتنياهو لم يلتزم فعليا بكثير من الأمور الإنسانية التي نص عليها الاتفاق.

إعلان

كما أن الإدارة الأميركية لا تزال راغبة في مواصلة تنفيذ الاتفاق وخصوصا المرحلة الثانية التي تشمل الإفراج عن غالبية الأسرى الأحياء بمن فيهم الأميركيون، كما يقول الحيلة.

وحتى الحديث عن تنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة حماس، لا يمثل برأي الحيلة، قفزة كبيرة لأن الحرب قد توقفت لكنها لم تنته مما يعني أن المقاومة تضع في حساباتها احتمالات العودة للاشتباك أو التعرض للاغتيال.

لذلك، يعتقد المحلل السياسي أن نتنياهو "سيحاول التلاعب ببعض الأمور الميدانية مثل الانسحاب من محور نتساريم أو من القطاع ككل، وكذلك استبدال رئاسة الوفد المفاوض بشخصيات متوسطة الأهمية مما يعني أنه سيضيع أسبوعا آخر في الاستماع وليس الاتفاق على تفاصيل المرحلة الثانية".

وبالإضافة إلى ذلك، يقول الحيلة، إن حالة الصدمة التي أحدثتها صور الأسرى في الشارع الإسرائيلي ستضع نتنياهو تحت ضغط أكبر خلال الفترة المقبلة من أجل إطلاق سراح بقية الأسرى.

وقد دعت عائلات الأسرى في بيان إلى عدم الانتقام أو العودة للحرب بعد هذه الصورة التي قالت إنها توجب على الحكومة التوجه نحو صفقة واحدة شاملة.

وكان ظهور الأسرى على هذه الحالة بمثابة رسالة قوية من المقاومة للشارع الإسرائيلي مفادها أن أي مماطلة أو تعطيل لتنفيذ الاتفاق ستكون على حساب بقية الأسرى.

أما الرسالة السياسية الأهم والأقوى -كما يقول المحلل السياسي- فـ"هي تلك العبارة التي وضعتها القسام على منصة التسليم والتي قالت فيها: نحن اليوم التالي، لأن إسرائيل والولايات المتحدة لا تفهمان إلا لغة القوة، وستفكران كثيرا في مسألة الانقلاب على الاتفاق بعد هذه المشاهد".

سيحاول تفخيخ الاتفاق

وبالمثل، يعتقد الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن نتنياهو لن يفعل الكثير ميدانيا لتنفيذ هذا التهديد الذي "لا يريد منه سوى إيجاد فرصة لتفخيخ الاتفاق وإطالة أمده".

إعلان

لكن الشارع الإسرائيلي يحمل نتنياهو وليس المقاومة مسؤولية تردي الحالة الصحية للأسرى، وهو ما دفعه -برأي جبارين- لإطلاق هذا التهديد الذي يمثل محاولة لإلقاء المسؤولية على حماس.

وفي حين يبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي راغبا في التنصل من مراحل الاتفاق المقبلة أو تفخيخها أو إطالة أمدها عبر طرح مزيد من الشروط أو التعقيدات، فإنه لن يتمكن من فعل الكثير بسبب إدراك الإسرائيليين إلى أنه يحاول تدمير الصفقة، كما يقول جبارين.

ووفقا للخبير في الشأن الإسرائيلي، فإن نتنياهو "يحاول جمع كل هذه الأمور المهينة لإسرائيل حتى يضعها على طاولة المفاوضات أملا في تفخيخها أو إطالة أمدها، وربما لتنفيذ عمليات اغتيال لقادة المقاومة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات کما یقول

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: نواصل جهود "إعادة الرهائن" رغم رفض حماس

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل تواصل جهودها لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، رغم "رفض" الحركة. 

وأضاف نتنياهو في رسالة مصورة وجهها إلى عائلات الرهائن: "لقد أجريت مشاورات إضافية اليوم بشأن ملف الرهائن، كما عقدنا جلسات مكثفة خلال الأيام الماضية منذ عودة الوفد من قطر. نحن لا نتوقف عن المحاولة".

وأشار إلى أن "العقبة الكبيرة أمام التقدم هي حماس، التي تواصل رفضها التوصل إلى اتفاق"، مضيفا أن "الجميع يدرك ذلك، بمن فيهم أولئك الذين كانوا مخدوعين".

وأكد نتنياهو التزام حكومته بإعادة الرهائن، وقال: "لن نتراجع، وسنواصل العمل بكل السبل الممكنة من أجل إعادتهم".

والأحد، قال رئيس حركة حماس في غزة، خليل الحية، إن استمرار المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار لا يمكن أن يتم في ظل استمرار الحصار والإبادة وتجويع المدنيين في قطاع غزة، مؤكداً أن إدخال الغذاء والدواء فوراً وبشكل كريم هو "التعبير الجدي والحقيقي عن جدوى استمرار المفاوضات". وأضاف الحية في كلمة مسجلة أن "لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع لأطفالنا ونسائنا وأهلنا في قطاع غزة"، محذراً من أن حماس "لن تقبل أن يكون شعبنا ومعاناته ودماء أبنائه ضحية لألاعيب الاحتلال التفاوضية وتحقيق أهدافه السياسية". وتأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه مفاوضات التهدئة غير المباشرة بين حماس وإسرائيل تعثرا، واتهامات متبادلة بين الجانبين بعدم الجدية في التفاوض.

 

مقالات مشابهة

  • فصائل المقاومة ترحب بجهود مساندة فلسطين وتشترط لحل قضية الأسرى
  • ويتكوف يلتقي نتنياهو وعائلات الأسرى تدعو لمظاهرة
  • نتنياهو يلتقي ويتكوف في القدس.. المفاوضات والمجاعة أعلى جدول المباحثات
  • بالفيديو: نتنياهو يلتقي ويتكوف وعلى الطاولة مصير مفاوضات غزة
  • ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة
  • نتنياهو يدعم سياسة التصعيد ضد الأسرى
  • نتنياهو يحمل حماس مسؤولية إفشال المفاوضات
  • نتنياهو: نواصل جهود "إعادة الرهائن" رغم رفض حماس
  • حصيلة القتلى في قطاع غزة تتخطى 60 ألفا منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • باريس تحتضن المفاوضات بين الإدارة السورية وقسد