تحالف اليمين يتعزز بين المجر والولايات المتحدة .. كيف تؤثر عودة ترامب على طموحات أوربان في أوروبا ؟
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
نشرت في مجلة "نيوزويك"، تم تسليط الضوء على العلاقة المتنامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ما يعكس تقاربًا متزايدًا بين اليمين الأمريكي والقيادة الهنغارية.
وأشار المقال إلى أن أوربان، المعروف بسياساته القومية والمحافظة، أصبح شخصية مؤثرة بين الأوساط اليمينية في الولايات المتحدة.
وقد ظهر ذلك جليًا من خلال مشاركته في مؤتمر العمل السياسي المحافظ (CPAC) في عام 2022، حيث ألقى كلمة رئيسية حظيت باهتمام واسع.
وتُعتبر المجر تحت قيادة أوربان نموذجًا للعديد من المحافظين الأمريكيين الذين يشيدون بسياساته المتعلقة بالهجرة، وحرية الصحافة، والقيم العائلية التقليدية.
وقد أبدى ترامب إعجابه بأوربان، واصفًا إياه بـ"الزعيم القوي" وداعمًا لسياساته، رغم انه لم يتلق دعوة لحضور حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير الماضي.
نهاية روسية للحرب الأوكرانية .. هل نفذ ترامب شروط بوتين ؟
لوموند : أمريكا تمثل تهديدا للديمقراطية في أوروبا.. فورين بوليسي : الهند المستفيد الأكبر من سياسات ترامب.. لوفيجارو : في ألمانيا كل شيء يحتاج إلى إعادة بناء
ترامب يقيل رئيس هيئة الأركان المشتركة.. ويعلن مرشحه للمنصب
ترامب: يجب أن يتواصل بوتين وزيلينسكي لإنهاء الحرب
ويُبرز المقال أن هذا التقارب يعكس تحولًا في السياسة الأمريكية نحو تبني نماذج حكم محافظة مشابهة لتلك الموجودة في هنغاريا، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية الليبرالية في الولايات المتحدة.
ويُحذر المقال من أن هذا التحالف المتنامي قد يؤدي إلى تعزيز سياسات أكثر تشددًا في الولايات المتحدة، مستوحاة من التجربة الهنغارية، مما قد يؤثر على المشهد السياسي الأمريكي في السنوات القادمة.
تقارب أوروبي-أمريكي يميني: تأثير فوز ترامب على المشهد السياسي في هنغارياومنذ إعادة انتخاب فيكتور أوربان في 2014، 2018، و2022، تمكن من تعزيز قبضته على الحكم جزئيًا عبر قوانين انتخابية جديدة صاغها حزبه "فيدس-كادنب" مع الدستور الجديد.
وعلى الرغم من الانتقادات المستمرة من القوى الأجنبية، يواصل أوربان المضي قدمًا في سياساته، رافضًا التراجع أمام الضغوط الدولية.
وفي النصف الثاني من عام 2024، تولت هنغاريا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، وهي فرصة استغلها أوربان لدفع أجندته الخاصة على المستوى القاري.
وأثارت زياراته المفاجئة لكل من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اهتمامًا واسعًا، حيث سعى إلى إيجاد أرضية مشتركة لحل الصراع المستمر بين البلدين.
تحولات يمينية مع عودة ترامبوشهد العام الماضي تغيرات سياسية دراماتيكية حول العالم، حيث خسر العديد من القادة الحاليين مناصبهم في الانتخابات الكبرى. ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أصبح المشهد السياسي أكثر انسجامًا مع طموحات أوربان، مما يعزز النفوذ اليميني في أوروبا.
وفي مقابلة حصرية مع نيوزويك في الأمم المتحدة، انتقد وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو سياسات القادة الأوروبيين تجاه الحرب في أوكرانيا، معتبرًا أنهم ساهموا في تصعيد الصراع بدلًا من احتوائه.
وأكد سيارتو أن الحل الوحيد لإنهاء الحرب يكمن في مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا، مشيدًا بالجهود التي يبذلها ترامب لتحقيق تقارب مع موسكو.
وأضاف الوزير أن المجر، التي عانت سابقًا من الحكم الشيوعي، تدرك مخاطر الانحياز إلى أي كتلة سياسية عالمية، وتفضل تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو باعتباره أفضل سيناريو سياسي ممكن.
ويعكس هذا التقارب بين ترامب وأوربان اتجاهًا جديدًا في السياسة الدولية، حيث يسعى التيار اليميني إلى تعزيز نفوذه على حساب الأجندات الليبرالية التقليدية في أوروبا وأمريكا.
ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى تأثير هذا التحالف على مستقبل العلاقات الدولية والاستقرار العالمي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دونالد ترامب الولايات المتحدة الرئيس الأمريكي فيكتور أوربان رئيس الوزراء المجري المزيد الولایات المتحدة فی أوروبا
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في لندن
بدأت اليوم الاثنين محادثات تجارية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين في قصر لانكستر هاوس بلندن، في محاولة لإعادة إحياء الاتفاق الأولي الذي تم التوصل إليه في جنيف الشهر الماضي، والذي هدّأ مؤقتًا التوترات بين البلدين بسبب فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوم جمركية عالية على البضائع الصينية، ردت عليه بكين بفرض رسوم على البضائع الأميركية.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية أمس الأحد "ستعقد الجولة المقبلة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في بريطانيا يوم الاثنين… إننا أمة تدعم التجارة الحرة ولطالما كنا واضحين بأن الحرب التجارية ليست في مصلحة أحد، ولذلك نرحب بهذه المحادثات".
ويشارك في المحادثات وفد أميركي يقوده وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك والممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير، فيما سيرأس وفد الصين نائب رئيس مجلس الدولة خه لي فنغ.
ويأتي هذا التطور بعد أربعة أيام من اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الصيني شي جين بينغ، في أول تواصل مباشر بينهما منذ تنصيب ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعرب خلاله الطرفان عن استعدادهما لاستئناف التعاون الاقتصادي وتخفيف القيود.
إعلانوخلال الاتصال الذي استمر لأكثر من ساعة، طلب شي من ترامب التراجع عن الإجراءات التجارية التي ألحقت الضرر بالاقتصاد العالمي وحذره من اتخاذ خطوات تتعلق بتايوان من شأنها أن تمثل تهديدا، وفقا لتفاصيل صدرت عن الحكومة الصينية.
لكن ترامب قال على وسائل التواصل الاجتماعي إن المحادثات ركزت في المقام الأول على التجارة وأدت إلى "نتيجة إيجابية للغاية" بما يمهد الطريق لاجتماع اليوم الاثنين في لندن.
وتتهم كل من واشنطن وبكين الطرف الآخر بالتراجع عن اتفاق جنيف في مايو/أيار الماضي، والذي نصّ على خفض مؤقت للرسوم الجمركية التي تجاوزت 100%.
وكانت الصين قد أعلنت السبت الماضي عن موافقتها على بعض طلبات تصدير المعادن النادرة، دون تحديد البلدان أو القطاعات المستفيدة. ويُعد هذا التلميح خطوة أولى لإعادة تدفق المواد الخام الحيوية التي تسيطر عليها الصين عالميًا، والمستخدمة في صناعات دقيقة كالدفاع والطاقة والسيارات الكهربائية.
قلق أميركي من تباطؤ الإمدادات
وقال كيفين هاسيت، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني الأميركي، أمس الأحد عبر شبكة سي بي إس: "نحن نصرّ على عودة تدفق المعادن النادرة والمغناطيس دون تأخير، كما كانت قبل أبريل/نيسان الماضي، دون أن تعيق التفاصيل التقنية هذا الانسياب. وقد بات هذا واضحًا للجانب الصيني."
ويحاول الطرفان معالجة توتر تصاعد منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، إذ فرضت واشنطن رسومًا إضافية على واردات صينية، وردّت بكين بتقييد صادرات حيوية. كما شملت الخلافات قضايا أخرى تتعلق برقائق الذكاء الاصطناعي، وتأشيرات طلاب صينيين، ومنع تصدير مكونات حساسة إلى شركات صينية كبرى.
وقد تدهورت العلاقات التجارية مجددًا في الأشهر الماضية بعد أن فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية إضافية على المنتجات الصينية، وردّت بكين بتقييد صادرات المعادن النادرة والمغناطيس، في حين انتقدت الصين قيود واشنطن على رقائق الذكاء الاصطناعي من شركة "هواوي"، وبرمجيات تصميم الشرائح، ومحركات الطائرات، وتأشيرات آلاف الطلاب الصينيين.
وعلى الرغم من الإشارات الإيجابية التي نتجت عن الاتصال بين ترامب وشي، فإن التفاؤل في "وول ستريت" ظل محدودًا. فترامب، الذي وعد بإعادة تشكيل العلاقات التجارية الأميركية، لم يُبرم حتى الآن سوى اتفاق واحد جديد، مع المملكة المتحدة وفقا لبلومبيرغ.
إعلانوينتهي قرار ترامب بتجميد الرسوم على السلع الصينية في أغسطس/آب المقبل، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، تخطط الإدارة لإعادة فرض الرسوم التي أُعلن عنها في أبريل/نيسان الماضي، والتي قد تتجاوز النسبة الحالية البالغة 10%.
وأوضح جوش ليبسكي، رئيس قسم الاقتصاد الدولي في مجلس الأطلسي في حديث للوكالة، أن فشل اتفاق جنيف ناتج عن الغموض: "لقد تُركت العديد من البنود مفتوحة للتأويل، ودفع الطرفان الثمن خلال الأسابيع التالية. الآن، يريد الجانبان فقط العودة إلى ما تم الاتفاق عليه في سويسرا، ولكن بتفاصيل أوضح بشأن ما يُرخّص وما يُمنع."
ومع تزايد الضغوط الاقتصادية الداخلية في الصين، مثل الانكماش المستمر ومعدلات البطالة المرتفعة، يبدو أن بكين ترى في استئناف المحادثات فرصة لتحقيق مكاسب ملموسة.
وفي تعليق نشرته وكالة الأنباء الرسمية "شينخوا"، وُجّه انتقاد لواشنطن بسبب التعامل مع القضايا الاقتصادية من منظور أمني، محذّرة من أن "هذا التفكير سيُشكل العقبة الأكبر أمام التعاون المتبادل إذا لم يتم تصحيحه."
ورغم النقد، أبقت الوكالة الصينية الباب مفتوحًا لتحسّن العلاقات، مؤكدة أن "الولايات المتحدة والصين تتقاسمان مصالح مشتركة واسعة النطاق، وأن جوهر العلاقة الاقتصادية بينهما يقوم على المنفعة المتبادلة."
وفي لفتة رمزية، نقلت الخارجية الصينية عن ترامب ترحيبه بالطلاب الصينيين في الجامعات الأميركية، قائلًا إن "استقبالهم سيكون شرفًا له."
لكن المحللين في بلومبيرغ إيكونوميكس، ومنهم آدم فارار ومايكل دينغ، حذروا من أن الجولة الحالية من المحادثات ستكون أكثر تعقيدًا من سابقاتها.
وأوضحوا في تقريرهم أن "الفرص السهلة لتحقيق اختراقات أصبحت نادرة هذه المرة، ومع وجود ملفات حساسة على الطاولة، سيكون من الصعب الخروج بنتائج ملموسة."
إعلان