يمانيون:
2025-06-13@15:53:17 GMT

وقفةٌ على أطلال الوداع المهيب

تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT

وقفةٌ على أطلال الوداع المهيب

سند الصيادي

هَوَى حصنٌ كبير ومنيع، كان أبرز أوتاد وميازين المنطقة والصراع في هذا العالم عُمُـومًا والمنطقة على وجه الخصوص، مبالغون أن قلنا إننا لم نخسر الكثير من الهيبة والقوة والتماسك، وَإقرارنا هذا لا يعني الانكسار أَو الهزيمة على الإطلاق، فالحرب سجال وكرٌّ وفر، ونحن أُمَّـة تعودت على أن تخسر في مسار المشروع عظيمَ الشخصيات منذ فجر الرسالة المحمدية، وروزنامة الدهر مليئةٌ بالمصابات الجلل من القادة الرموز الأعلام، وبأرشيفٍ زاخرٍ بهذه النكبات، التي كان لها ما بعدها من وثبات.

الموقف اليوم لم يعد يحتمل البكائيات، نحن نواجه التحدي الأخطر عبر كُـلّ الحقب؛ لذا دعونا نقرأ النقاط التي كسبناها من هذه الخسارة بواقعية مطلقة:-

أولها أن نجعل من هذا المصاب دافعًا للمراجعة والمعالجة؛ لأَنَّنا لو لم نفعل ونعد أنفسَنا جيِّدًا فَــإنَّنا سنخسر الكثير الكثير، ونحن نتأهب لخوض جولات جديدة من الحروب التي بدأناها بالفعل منذ أعلنا الثورة في كُـلّ هذا الكم من النفاق والتواطؤ والانبطاح وثقافة النأي بالنفس التي أصابت الأُمَّــةَ وَقوَّضت قدراتها، وحدَنا معنيون بأن نكمل الطريق، ليكن هذا إلهامًا للأُمَّـة المقاوِمة أن تنتقلَ من موضع المقاومة إلى التناظرية بالخسائر، على قاعدة السن بالسن والعين بالعين، وهذا يتحقّق بالمزيد من العمل المواكب لتحَرّكاتِ الأعداء ومحاكاة مخطّطاتهم وَالتنبؤ بالخطوات القادمة لهم وَالقفز أمامها لإفشالها.

وثانيها، أن مشهد التشييع المهيب والذي أرعب الكيانَ ودفعه إلى التخبط ومحاولة استعراض القوة دلالةٌ على حجم القلق الذي ينتاب هذا الغاصبَ من ارتدادات الفعل الذي أقدم عليه، خُصُوصًا وهو يحصي حجم الحاضنة التي اتسعت والوحدة العربية والإسلامية والإنسانية التي ارتسمت في محراب الوداع، وقد كان يمنِّي نفسه بأن يكون من نتائج هذا الاغتيال انفراطُ حلقات وعُرَى التماسك الداخلي في مكوناتها.

وثالثها، أن دماء السيد الجليل العزيز عزيزةٌ غالية ثمينة، وَجديرة بتحرير المنطقة بأسرها وليس التراجع، لا تفرطوا فيها ولتشعلوا كُـلّ المنطقة؛ مِن أجلِها، لتحتفظوا بكل ألم ووجع ولتزرعوا هذا الألم ولترعوه تمامًا كما تسقوا أيةَ شجرة، ولينموَ هذا الألم في صدوركم وقلوبكم ومنهجياتكم، ولتجعلوه قاعدةً لبناء قوة استراتيجية لا تنطفئ إلا بملحمة لا تشابهها ملحمةٌ في التاريخ، لتعكسوا حجمَ محبتكم وفقدانكم لهذه القامة بالتأكيد العملي إن دمَه لا يوازيه إلا النصرُ على الكيان وإنهاء وجوده، وليعلم أقذرُ مخلوقات الله أنهم ارتكبوا خطأ هو بدايةُ النهاية لهم.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

سيلفي الوداع ورحلة بلا عودة.. حلم عائلة ابتلعته مأساة الطائرة الهندية

قبل أن تلامس عجلات الطائرة مدرج الإقلاع، كانت صورة سيلفي واحدة كافية لتجسد الحلم. خمسة وجوه تبتسم للغد — براتيك، كومي، وثلاثة أطفال بأعين مليئة بالفضول. صورة أُرسلت على عجل إلى العائلة في أودايبور، كما لو أنها تقول: "نحن في الطريق. أخيرًا، بدأنا الحياة التي حلمنا بها." لكن الطائرة لم تصل.

وبدلًا من لمّ الشمل في لندن، جاء الخبر عبر إشعار عاجل: تحطم الرحلة AI171... لا ناجين.

وأعلنت الشرطة الهندية أن 260 قتيلا على الأقل سقطوا في تحطم الطائرة التي كانت متجهة الى لندن وعلى متنها 242 شخصا، قرب مطار مدينة أحمد أباد بغرب البلاد.

وقال مفوض الشرطة فيدي تشوداري إن "حصيلة تحطم الطائرة حتى الآن هي 260 قتيلا"، ما يرجح أن يكون 19 بينهم من المقيمين في مكان الكارثة قرب مطار أحمد أباد، بعدما كان مسؤول صحي أكد في وقت سابق نجاة راكب واحد.

فماذا نعرف عن قصة تلك العائلة؟

براتيك جوشي، الذي عاش ست سنوات في العاصمة البريطانية، لم يكن يسعى وراء حياة أفضل لنفسه فقط، بل كان يرسم خارطة مستقبل لعائلته التي أبقاها في وطنه حتى تستقر الأحلام.

مهندس برمجيات ناجح، كان يعمل بلا كلل لتأمين البيت، والمدرسة، والحياة التي لا تشبه شيئًا سوى ما وُعدت به الأسر في الغرب: الأمان، الفرص، والطمأنينة.

زوجته، الدكتورة كومي فياس، لم تكن مجرد طبيبة مشهورة في أودايبور؛ كانت امرأة تركت خلفها مكانتها، مرضاها، وبيتها، لتلحق برجلها وحلمها. قبل يومين فقط من الرحلة، قدمت استقالتها. قرار كبير، لكنه لم يكن متهورًا — بل نابع من يقين بأن الوقت حان لتبدأ الصفحة الجديدة.

ولثلاثة أطفال صغار، كانت الطائرة أكثر من وسيلة نقل؛ كانت بوابة إلى مغامرة، إلى أول مدرسة جديدة، إلى نزهات في الحدائق الإنجليزية، وربما أول تساقط ثلج. لكن في لحظة خاطفة، كل شيء تبخر.

أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • خطيب الجامع الأزهر: النبي خطب في 144 ألف بالحج دون مكبرات صوتية.. فيديو
  • على ضفاف الألم… جرحٌ أبكى الطفولة وأفزع القلوب!!
  • سيلفي الوداع ورحلة بلا عودة.. حلم عائلة ابتلعته مأساة الطائرة الهندية
  • ميقاتي للمجلس البلدي الجديد في طرابلس: التوافق بينكم سيؤدي إلى النجاح وستحققون الكثير بعيدا عن التدخل السياسي
  • بعد إصابة نجل تامر حسني.. أعراض انفجار الزائدة الدودية عند الأطفال
  • وقفة احتجاجية للمتقاعدين أمام السرايا تأكيداً على حقهم القانوني
  • إخفاء الألم.. كيف يواصل مراسل حرب مسيرته بينما عائلته هي الضحية؟
  • بعد خضوع ابن تامر حسني لعمليتين.. أعراض الزائدة الدودية وعلامات الخطر
  • هل يجب على الحاج المبيت بمكة بعد طواف الوداع؟.. الإفتاء تجيب
  • وقفة تضامنية حاشدة لدعم مادلين وكسر الحصار.. هكذا احتضنت غزة سفينة الأمل (صور)