جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-03@20:41:08 GMT

موقف المقاومة وإسرائيل من الأسرى

تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT

موقف المقاومة وإسرائيل من الأسرى

 

 

د. عبدالله الأشعل **

المُقاومة الفلسطينية تُدافع عن أرضها وحقها في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يخطط لاقتلاع أهل فلسطين العرب من أرضهم والانفراد بفلسطين، بل وإلغاء كلمة فلسطين والعروبة وإحلال اسرائيل محل فلسطين كلها، وإحلال الهوية الصهيونية محل العروبة.

وواضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وَعَد إسرائيل بأمرين؛ الأول: إقامة إسرائيل الكبرى على حساب دول عربية مجاورة لإسرائيل انتهاكاً للقانون الدولي.

الثاني: إفراغ فلسطين من أهلها عن طريق الإبادة ودفع أهل البلاد إلى الهجرة فرارا من الموت بعد أن أعدوا العدة لذلك وأمدت واشنطن إسرائيل بأسلحة فتَّاكة وقال ترامب لست متأكدا من صمود اتفاق وقف إطلاق النار. ويقضي الاتفاق- ضمن بنوده- بتبادل تسليم الأسرى عن طريق الصليب الأحمر الدولي. على أساس أن عدد الأسرى الفلسطينيين أضعاف الأسرى الإسرائيليين والسبب في هذا التفاوت هو أن إسرائيل اعتقلت حتى الآن نصف الشعب الفلسطيني تقريبا وأحيانا تُعيد اعتقال المحررين.

واللافت للنظر أن قيادات المقاومة كانوا أسرى محررين ما يعني لدى إسرائيل أن الشعب الفلسطيني مصر على تحرير فلسطين في المرحلة الأولى من الاحتلال وربما في المرحلة الثانية تحرر فلسطين كلها من إسرائيل نفسها. وهذه نقطة مؤثرة جدًا في مستقبل إسرائيل خاصة بعد أن حاربت المقاومة عدوا يعتمد الجندي الإسرائيلي على قوته ويدرك أنه لص، بينما تستند المقاومة إلى ركن شديد وهو الله ووعده.

فالجندي الإسرائيلي يعرف أنه جزء من المشروع الصهيوني وتم غسل دماغه بالأكاذيب بأنه يهودي وان يهوديته والتوراة المحرفة أباحت لهم القتل والإبادة علماً بأن الصهاينة لا علاقة لهم بالشريعة اليهودية. وقد أظهرت حملتهم الإبادية في غزة وسكوت العالم عليهم وكأن إبادة غزة قرباناً لإنقاذ العالم.

 وظهر أن حقوق الإنسان والمجتمع الدولي وَهمٌ كبيرٌ، وأن واشنطن وبعض الدول الأوروبية شريك كامل لإسرائيل في خطة الإبادة بالجنود والأسلحة والتمويل والتغطية السياسية على المستوى الدولي على جرائم إسرائيل.

ولما كانت إسرائيل تجسيد للمشروع الصهيوني والمشروع الصهيوني راهن على سذاجة من استجابوا له، وسعى إلى إقامة دولة خاصة بهم تجنبهم الاضطهاد وسند الغرب لهم، تقوم هذه الدولة على الدعاية الصهيونية والهجرة الطوعية على أساس أن واشنطن تضمن لها الأمن، دولة آمنة بجيشها ذي القوة الخارقة وتحالفاتها وضعف العرب بسبب تمكين واشنطن لها، دفاعًا عن المهاجرين المخدوعين في أرضهم المقدسة، وحسب الرواية الصهيونية كل فلسطين ملك لهم والمطلوب إفراغ فلسطين من أهلها حتى يحل محلهم الصهاينة. ولم يتوانوا عن تزوير التاريخ بعد تزوير التوراة وتمسحوا باليهودية وقالوا على الله بغير الحق، والله ورسله وكتبه بريؤون منهم. وظهر أنه يستحيل التعايش تحت أسطورة حل الدولتين وتبين أن المشروع الصهيوني يخفي نواياه الحقيقية وتظاهر بأن الصهاينة يريدون أن يفلتوا من الاضطهاد ولذلك سعت بريطانيا إلى خداع العالم كله بأن قدمت مشروع قرار تقسيم فلسطين بين العرب واليهود، وظل العالم تحت هذا الوهم حتي كشفت إسرائيل عن خططها الحقيقية، فسارعت بإصدار قانون الدولة اليهودية عام 2017 وقانون حظر إقامة دولة فلسطينية 2023.

وأكدت محكمة العدل الدولية أن وضع إسرائيل في فلسطين هي أنها دولة محتلة لأراضي الغير. ولذلك استفز مشهد التسليم الصهاينة وهذا أحد عوامل تفكيك إسرائيل.

ففريق المقاومة اختار شبابًا صحيح التكوين العضلي بلباس عسكري مرتب، كما إن معاملة المقاوم الفلسطيني للأسير الصهيوني تتسم بأقصى الإنسانية رغم ظروفهم الصعبة، حتى أن بعض الأسرى قبل رأس المقاوم تعبيرًا عن الأسف لمعاملة الصهاينة للفلسطينيين، وكانت أيضا تعبيرا عن الامتنان لحسن المعاملة بما يعكس قيم الإسلام في مواجهة بربرية إسرائيل.

وكانت مظاهر الصداقة بادية بين المقاوم والأسير بخلاف العلاقة العدائية بين الأسير الفلسطيني والسجان الصهيوني. واستفز وكان مشهد تسليم المقاومة للأسرى الصهاينة قد استفز المسؤولين الصهاينة الذين اعترفوا أن المقاومة انتصرت وهي تتصرف تصرف المنتصر وتعكس قيم الإسلام مقابل البربرية والوحشية التي ظهرت في سلوك إسرائيل.

سلوك المقاومة تجاه الأسرى يعكس حضارة الإسلام لدرجة أعتقد أن كثيرًا من الناس سوف يقتدون بسلوك المقاومة الحضاري ويدخلون الإسلام؛ فالمقاوم خير دعاية للإسلام.

هذه المظاهر وغيرها دفعت إلى التفكير في جدوى تبني الغرب للوحش الصهيوني. وكذلك اتخذت إسرائيل موقفا غريبا ضد المقاومة إذ اشترطت عليها عدم اقامة هذه الطقوس وعدم احتفال أهالي الاسري بهم. ولما رفضت المقاومة تلاعبت إسرائيل بالأسرى لديها.

إن سلوك المقاومة تجاه الأسرى سلوك طبيعي وليس مصطنعا، وهي دعاية قوية للعالم لكي يحكم من يستحق فلسطين، وهذا مسمار في نعش إسرائيل وهذا يضاف إلى أن العالم كله سمع الرواية الفلسطينية بعد أن ظلت الرواية الصهيونية تحتكر الساحة الدولية. ولذلك طوفان الأقصى يريد تحرير فلسطين من الاحتلال.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بينهم حسن سلامة.. هكذا تنتقم إسرائيل من رموز الحركة الأسيرة

غزة- تزايدت التحذيرات من مخطط إسرائيلي لاغتيال قادة ورموز الحركة الفلسطينية الأسيرة في السجون، وذلك بعدما تعمدت قوات الاحتلال زجهم في العزل الانفرادي والاعتداء عليهم بشكل وحشي مما أدى لمعاناتهم من مضاعفات صحية خطيرة.

ودقت مؤسسات الأسرى ناقوس الخطر الشديد من الانتهاكات المروعة التي تُرتكب داخل السجون، والتي ستؤدي إلى استشهادهم في أي لحظة، وكان آخرها تعرض القيادي الأسير حسن سلامة للتعذيب والتهديد.

وزجت إدارة السجون الإسرائيلية الأسير سلامة في عزل سجن مجدو قبل شهرين في ظروف سيئة جدا كما تصفها خطيبته غفران الزامل، حيث يتعرض لتفتيش مستمر، وانهال السجانون عليه بالضرب أكثر من 6 مرات خلال الأسبوعين الأخيرين.

عزل وتعذيب

وقالت الزامل، في حديث للجزيرة نت، إن سلامة يعاني حاليا من أوجاع في أسنانه وسقطت بعضها نتيجة الإهمال الطبي وسوء التغذية، ولم تقدم له إدارة السجن أي مسكّن يخفف ألمه حيث يعاني من وجع متواصل في الرأس. وأوضحت أنه يعاني من ضعف بالنظر، وترفض الإدارة توفير نظارة له رغم مطالبته بها منذ وقت طويل.

وتحدثت عن الظروف الصعبة التي يعيشها سلامة خلال الزيارة التي تسمح بها إدارة السجن في عزل مجدو، من حيث إحاطته بضباط مقنعين طيلة الوقت المخصص للزيارة، ورفض فك قيود يده، مما يجعله يواجه صعوبة في الإمساك بهاتف الزيارة التي تتم من خلف عازل زجاجي.

إعلان

ويقع سجن مجدو في منطقة مرج بن عامر قضاء حيفا شمال فلسطين المحتلة، وخصصته قوات الاحتلال الإسرائيلي للأسرى الفلسطينيين مع بدء الانتفاضة الأولى عام 1987.

وأشارت الزامل إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي وضعت الأسير سلامة في العزل الانفرادي بعد شهر من بدء الحرب على غزة ومنذ ذلك الحين يعيش بحالة انقطاع تام عن العالم الخارجي. ونوهت إلى أن إدارة السجن منعت زيارته لأكثر من 6 أشهر منذ عزله، حيث هدمت قوات الاحتلال منزله، واستشهد 3 من أخوته، وتوفيت والدته، ولم يعلم بكل هذه التفاصيل إلا بعد فترة طويلة.

ووفقا لها، فقد تم نقل الأسير سلامة لمقابلة ضباط الاستخبارات الإسرائيلية "الشاباك" مؤخرا، وتعرض للتهديد بعدم الإفراج عنه، وبأنه سيبقى في السجن ولن يسمحوا بالإفراج عنه أبدا.

يُعد سلامة أحد أبرز قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وُلد في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، واعتقلته قوات الاحتلال من مدينة الخليل عام 1996، وحُكم بالسجن 48 مؤبدا و30 عاما، أمضى منها 13 سنة في العزل الانفرادي.

الأسير عبد الله البرغوثي يواجه محاولات "اغتيال ممنهجة" داخل سجن جلبوع الذي يقبع فيه ويدخل في حالة غيبوبة متكررة جراء التعذيب حيث يتعرض للضرب الشديد "حتى أصبح جسده مغطى بالبقع الزرقاء، ورأسه مليئاً بكتل الدم، مع انتفاخ في عينيه وكسور في أضلاعه، مما يفقده القدرة على النوم"، بحسب… pic.twitter.com/PbbViV3x5Z

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) April 30, 2025

استهداف ممنهج

وفي إطار استهداف قيادة الحركة الأسيرة، دخل الأسير عبد الله البرغوثي في غيبوبة متكررة عقب تعرضه للتعذيب الشديد ما أدى إلى تغطية جسده بالبقع الزرقاء، وتكوّن كتل دم في رأسه، وانتفاخ في عينيه، وكسور في أضلاعه، وفقدانه القدرة على النوم.

وحكمت قوات الاحتلال على البرغوثي بالسجن المؤبد 67 مرة بالإضافة إلى 5200 عاما كأعلى حكم في التاريخ، وذلك بعد اعتقاله عام 2003 واتهامه بالمسؤولية عن مقتل 67 إسرائيليا.

إعلان

ووصف ناهد الفاخوري، مسؤول الإعلام في مكتب الشهداء والأسرى بحركة حماس، أوضاع قادة الأسرى في السجون بالمأساوية إثر تعرضهم للتعذيب والتهديد بشكل مباشر، ومنع إدارة السجون زيارتهم.

وقال للجزيرة نت إن كلا من حسن سلامة وعبد الله البرغوثي وعباس السيد ومعمر الشحروري ومحمد النتشة، يعيشون ظروفا قاسية في العزل الانفرادي، وتكرر إطلاق جنود الاحتلال الكلاب البوليسية عليهم لتنهش أجسادهم، وسكب الصابون السائل على جروحهم بعد تعرضهم للضرب المبرح، وإصابتهم بكسور وجروح في الرأس والأضلاع.

انتقام متعمد

وشدد الفاخوري على تعمد قوات الاحتلال إذلال رموز الحركة الأسيرة والانتقام منهم، وتذكيرهم بأعمالهم "الجهادية" التي اعتقلوا بناء عليها أثناء الاعتداء عليهم، مما يكشف عن نية إدارة السجون لاستهدافهم بشكل مباشر، لاسيما أن السجانين يتعاملون معهم بعنجهية دون أي رادع.

ويأتي الاعتداء على قيادة الحركة الأسيرة في الوقت الذي يتوقع فيه إطلاق سراحهم حال استكمال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وهو ما يزيد من احتمالية تعمد الاحتلال العمل على اغتيالهم قبل الإفراج عنهم.

وأكد مسؤول الإعلام في مكتب الشهداء والأسرى بحركة حماس أن الاعتداء الممنهج على الأسرى يأتي بتوجيهات من الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير وإدارة السجون الإسرائيلية، محذرا من أن حياتهم في خطر حقيقي، وقد يُفجع الفلسطينيون في أي لحظة بارتقاء عدد منهم نتيجة الاعتداء والتعذيب الصارخ.

يُذكر أن عدد الشهداء الأسرى الذين قضوا نتيجة التعذيب داخل المعتقلات ارتفع منذ بداية الحرب على غزة إلى 65 شهيدا، من بينهم 40 من سكان القطاع، مما رفع عدد الشهداء الأسرى منذ عام 1967 الى 302 شهيدا، ولا يزال الاحتلال يحتجز جثامين 74 منهم.

مقالات مشابهة

  • عائلات الأسرى : إسرائيل في طريقها للغرق في وحل غزة
  • “حماس”: شعبنا وعشائره سد منيع بوجه الفوضى ومخططات العدو الصهيوني
  • استدعاء الاحتياط.. إسرائيل تحشد 60 ألف جندي لتوسيع العدوان على غزة
  • فيما العالم يحتفل بحرية الصحافة.. دماء إعلاميي فلسطين تسيل في شوارع غزة
  • حماس تنظم وقفة في مخيم “الجليل” بلبنان دعماً لغزة والضفة
  • حماس: هجوم العدو الصهيوني على سفينة “الضمير” جريمة قرصنة وإرهاب
  • بينهم حسن سلامة.. هكذا تنتقم إسرائيل من رموز الحركة الأسيرة
  • لليوم الخامس: “العدل الدولية” تواصل جلساتها لمساءلة العدو الصهيوني بشأن التزاماته تجاه المنظمات الأممية في فلسطين
  • هآرتس: في ذكرى تأسيسها إسرائيل تتمزق من الداخل
  • البابا وإسرائيل وأكذوبة الحضارة اليهودية ـ المسيحية