“مخطط التهجير لم ينتهِ”.. دبلوماسي مصري سابق يعدد أسباب عودة إسرائيل للحرب على غزة
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
#سواليف
قررت إسرائيل استئناف الحرب على قطاع غزة بشكل مفاجئ بينما تدور في الغرف المغلقة مفاوضات لاستمرار التهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين، ما يثير تساؤلات حول دوافع العودة إلى المربع صفر.
وتقول إسرائيل إنها رصدت استعدادات قتالية لحركة حماس في غزة لشن هجوم جديد، ما دفعها لشن ضربة استباقية، كما تطالب بإعادة المحتجزين لدى الحركة لوقف الحرب، وتقول إنها لن تتفاوض إلا تحت النار.
لكن من منظور آخر، يرى محللون، أن هذه الأسباب الإسرائيلية ما هي إلا “ذرائع” لتحقيق أهداف أخرى، لا سيما مع وجود تحركات خلال الفترة الماضية ليست على هوى إسرائيل، من بينها تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مقترح تهجير سكان القطاع، في مقابل صعود المقترح المصري لإعادة الإعمار.
مقالات ذات صلة الذهب يرتفع محلياً 50 قرشاً 2025/03/20ويقول السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن “أعمال إسرائيل الوحشية في قطاع غزة تأتي تعبيرا عن إصرارها على مخالفة قواعد القانون الدولي وعدم احترامها لتعهداتها والاتفاقيات الموقعة وآخرها اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى”.
ويرى الدبلوماسي المصري السابق، أن الهدف من تهجير الفلسطينيين لم يتراجع لدى الإسرائيليين، وأن عودة الحرب تؤكد أنه “هدف دفين ولا زال في قلب وعقل المخطط الصهيوني الديني بشأن غزة والضفة الغربية”، موضحا أن هذا ما دفع مصر منذ البداية إلى مسارعة الخطى لصياغة المشهد على نحو يحقق مصالح كل الأطراف ويقود إلى الانسحاب الإسرائيلي والعمل على عملية الإعمار على الفور، قبل أن “تنقض” إسرائيل على الاتفاق بشكل مفاجئ.
ووصف التحرك الإسرائيلي الأخير بـ”العنيف والوحشي والذي يشكل جريمة حرب لا بد من توثيقها وتقديم مرتكبيها للمحاكمة”، مضيفا أن “مصر تعلم أن مخطط التهجير القسري ما زال قائما”.
وأشار إلى مبادرة مصر بالدعوة لمؤتمر دولي لإعادة الإعمار برعاية الأمم المتحدة ومصر في أبريل القادم؛ للتصدي لمخططات التهجير القسري وإعادة زمام المبادرة لعملية تفاوضية سلمية انقضت عليها إسرائيل.
وذكر أن مصر “فوجئت برؤية قدمها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف تتوافق مع رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تماما خلال الأيام القليلة الماضية، وتسعى للإفراج عن الرهائن بدون الالتزام بوقف إطلاق النار أو الانسحاب الإسرائيلي؛ ما يعد مخالفة صريحة واتفاقا جديدا كان من الصعب تمريره خلال هذه المرحلة”.
وقال حجازي، إن إسرائيل خرقت الاتفاق مرارا ولم تلتزم به و”قدمت في الأيام الأخيرة من عملية التفاوض طرحا مختلفا عما كان مقررا”، مشيرا إلى مخالفتها الكثير من بنود المرحلة الأولى وممارستها “القصف والقتل العمد لأبناء شعب فلسطين”، كما لم تلتزم ببنود الاتفاق فيما يتعلق بالبروتوكول الإنساني وإدخال الكرفانات والمعدات الثقيلة، والانتقال في اليوم الـ16 إلى التفاوض بشأن المرحلة الثانية الأهم والتي كانت تشمل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وبدء جهود إعادة الإعمار والوقف الدائم لإطلاق النار.
وأشار إلى تأثير الوضع الداخلي في إسرائيل على تحركات نتنياهو، وأنه “يحاول تمديد أمد بقاء حكومته من خلال التنصل من اتفاقية الهدنة ويحاول كسب الوقت للحفاظ على ائتلافه الحاكم وفي القلب منه الصهيونية الدينية والتي بدت مرتاحة لتصرفات الجيش الإسرائيلي والتي أتت بوحشيه غير مسبوقة”.
وأضاف أن “الحديث بات يدور ليس فقط على بقاء وزير المالية بتسالئيل سموتريتش بل عودة إيتمار بن غفير، وبالتالي تكتمل أركان المخطط الإسرائيلي لبقاء اليمين مسيطرا على السلط في البلاد وتوفير مساحة زمنية تحقق له قدرا من السيطرة والتملص من محاكمته بتهمة الفساد”.
وأكد أن “الدبلوماسية المصرية بدأت تكثف اتصالاتها سواء عن طريق رئيس الجمهورية أو وزير الخارجية وصولا لمرحلة تستعيد فيها زمام التفاوض السياسي والوصول إلى رؤية يقتنع بها الأطراف وإبعاد المشهد عن أيدي المتطرفين والمتشددين في إسرائيل”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف
إقرأ أيضاً:
إيران تجري مباحثات نووية بالقاهرة.. تصعيد دبلوماسي وسط تحذيرات دولية من “تجاوزات نووية”
البلاد – القاهرة
ضمن مسار الملف النووي الإيراني، بدأت إيران تحركات دبلوماسية مكثفة في القاهرة، في ظل توتر متزايد مع الغرب بشأن أنشطتها النووية. وتأتي هذه التحركات غداة صدور تقرير خطير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كشف عن تسارع في تخصيب اليورانيوم بدرجات قريبة من الاستخدام العسكري.
وقبيل انطلاق المحادثات، وجّهت طهران انتقادات شديدة اللهجة إلى الولايات المتحدة بسبب ما وصفته بـ”جمود الموقف الأمريكي” في ملف العقوبات. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن بلاده “لم تلحظ أي تغييرات جوهرية في موقف واشنطن حتى الآن”، مؤكدًا أن إيران تنتظر توضيحات أمريكية حول آلية رفع العقوبات بما يمنع تكرار فشل الاتفاقات السابقة.
كما دعت إيران إلى تقديم “ضمانات ملموسة”، معتبرة أن الاتفاق النووي لن ينجح دون ترتيبات تضمن عدم تراجع واشنطن عن التزاماتها، كما حدث سابقًا بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي عام 2018.
ويجري وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي محادثات في القاهرة مع كل من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، كما من المقرر أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الزيارة.
وبحسب الخارجية الإيرانية، فإن جدول الزيارة لا يقتصر على الملف النووي، بل يشمل أيضًا قضايا إقليمية معقدة مثل الحرب في غزة، وأزمات ليبيا والسودان.
الاجتماعات النووية تأتي في أعقاب تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كشف أن إيران باتت تملك 9,247.6 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب، وهو ما يزيد بأكثر من 45 ضعفًا عن الحد المسموح به في اتفاق 2015. كما أشار التقرير إلى أن إيران تسرّع تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب بشدة من عتبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي، ما أدى إلى تصاعد مخاوف الدول الغربية.
ورغم ذلك، رفضت طهران ما ورد في التقرير، متهمة الوكالة بـ”الاستناد إلى معلومات مضللة من إسرائيل”، واصفة التقرير بأنه “مسيس وغير موثوق”.
وفي لهجة تصعيدية، حذر وزير الخارجية عباس عراقجي من أن طهران سترد بقوة إذا حاولت الدول الأوروبية استخدام تقرير الوكالة الدولية كذريعة سياسية ضد إيران. وفي مكالمة هاتفية مع المدير العام للوكالة، طالب عراقجي بعدم السماح لبعض الأطراف – كفرنسا وبريطانيا وألمانيا – باستغلال التقرير لأغراض سياسية.
ويأتي هذا التصعيد بعد تحذيرات أوروبية باحتمال إعادة فرض العقوبات على إيران، إذا استمر برنامجها النووي في تهديد أمن القارة الأوروبية.
التحركات الإيرانية تتزامن مع مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، تجري بوساطة سلطنة عُمان، في محاولة لإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. ورغم أن واشنطن لم تعد رسميًا إلى الاتفاق بعد انسحابها في عهد ترامب، إلا أن محادثات غير رسمية لا تزال قائمة، خاصة بعد استئناف التعاون الأمني الإقليمي في أعقاب الحرب في غزة.
ومن المرتقب أن يعقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعًا مهمًا في 9 يونيو الجاري في فيينا، لمراجعة تطورات البرنامج النووي الإيراني في ضوء التقرير الأخير، وسط احتمالات متزايدة بصدور إدانة رسمية أو تفعيل آليات عقابية ضد إيران، في حال عدم إحراز تقدم في المفاوضات الجارية.
بين تحركات دبلوماسية مكثفة في القاهرة، وتصعيد إعلامي ضد الولايات المتحدة وأوروبا، تسعى إيران لإعادة تشكيل شروط التفاوض حول برنامجها النووي من موقع أقوى. لكن مع تجاوزات واضحة للاتفاقات السابقة، وتزايد القلق الدولي، يبقى اجتماع فيينا القادم بمثابة اختبار حاسم للمجتمع الدولي وقدرة الدبلوماسية على احتواء أزمة نووية تلوح في الأفق.