نتنياهو يقر باعتقال آلاف الفلسطينيين وتصويرهم عراة ويُنكر سياسة التجويع بغزة
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- باعتقال آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة وتصويرهم عراة بزعم التحقق من عدم حيازتهم متفجرات، نافيا في الوقت ذاته وجود سياسة إسرائيلية ممنهجة لتجويع السكان، رغم تقارير أممية تؤكد وصول سكان القطاع إلى مستويات "غير مسبوقة من المجاعة" بعد أكثر من 600 يوم من الحرب.
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال كلمته في "المؤتمر الدولي لمكافحة معاداة السامية" الذي نظمته وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس الغربية أمس الثلاثاء، بحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وقال نتنياهو "نأخذ آلاف الأسرى ونصورهم ونطلب منهم خلع قمصانهم للتأكد من عدم وجود أحزمة ناسفة. آلاف وآلاف من الأسرى يخلعون قمصانهم، ولا ترى أي واحد منهم هزيلا، بل ترون العكس تماما"، في محاولة لنفي الاتهامات الموجهة لإسرائيل بتجويع سكان غزة كأداة من أدوات الحرب.
لكن تصريحاته أثارت استنكارا واسعا، إذ تتناقض مع تقارير أممية ومنظمات إنسانية تؤكد استخدام إسرائيل سياسة "التجويع كسلاح حرب"، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
فشل توزيع مساعداتوفي خطوة بديلة عن المعابر الإنسانية التي تغلقها منذ شهور، بدأت إسرائيل أمس الثلاثاء توزيع مساعدات "محدودة" عبر ما تُسمى "مناطق عازلة" جنوبي قطاع غزة، بالتنسيق مع "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل والمرفوضة من الأمم المتحدة.
إعلانغير أن العملية قوبلت بالفوضى، إذ اقتحم آلاف الفلسطينيين الجائعين مركز توزيع المساعدات، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى فتح النار عليهم، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الذي أكد وقوع شهداء وإصابات.
وبررت المؤسسة المدعومة إسرائيليا الحادثة باتهام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بوضع حواجز ومنع المدنيين من الوصول للمساعدات، في حين فنّد المكتب الإعلامي تلك الرواية في بيان رسمي قائلا "الادعاء بأن المقاومة منعت وصول المواطنين هو محض افتراء، ويهدف للتغطية على فشل إدارة الاحتلال".
وأضاف البيان أن "الفوضى سببها سوء إدارة المؤسسة الإسرائيلية، التي تدير ما تسمى المناطق العازلة، مما أدى إلى تدافع آلاف الجائعين نتيجة الجوع والحصار القاتل".
نتنياهو يتحدى الأمم المتحدةورغم مشاهد الانهيار الإنساني والمجاعة التي وثقتها الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وسط مطالبات دولية بوقف المجازر، واصل نتنياهو إنكار الوقائع قائلا "الكذبة هي أننا نتبع سياسة تجويع في غزة".
وزعم أن حماس "تحاول سرقة طرود المساعدات، ونحن نقوم بتأمينها"، وأن "عدة حوادث" وقعت خلال توزيع المساعدات، نتج عنها "فقدان مؤقت للسيطرة لكننا استعدنا السيطرة"، على حد قوله.
في المقابل، حمّل رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض أفيغدور ليبرمان حكومة نتنياهو مسؤولية ما حدث، وكتب عبر منصة إكس "الفوضى في مركز توزيع المساعدات هي نتيجة مباشرة لحكومة فاشلة".
صفقة تبادل الأسرىوحول ملف تبادل الأسرى، قال نتنياهو إن "إسرائيل حررت حتى الآن 197 رهينة، منهم 147 على قيد الحياة، وما نعرفه يقينا هو أن هناك 20 رهينة أحياء من أصل 255".
لكن تقارير إسرائيلية قدرت عدد الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة بـ58، في المقابل يقبع أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، يعانون من التعذيب والإهمال الطبي، مما أدى إلى استشهاد العشرات، وفق منظمات حقوقية.
إعلانمن جانبها، أعلنت حركة حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل وقف الحرب والانسحاب من غزة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، لكن الحكومة الإسرائيلية ترفض ذلك وتتمسك بشروط من مثل نزع سلاح الفصائل وإعادة احتلال القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد وإصابة نحو 177 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
ويعاني سكان غزة من ظروف كارثية نتيجة تدمير البنية التحتية وانهيار النظام الصحي ونقص الغذاء والمياه، حيث أصبح نحو 1.5 مليون فلسطيني بلا مأوى، وسط دمار طال أكثر من 70% من مباني القطاع، بحسب تقديرات أممية.
وتخضع غزة لحصار إسرائيلي خانق منذ 18 عاما وتزايدت شدته منذ اندلاع الحرب، مما حوّل القطاع إلى "منطقة كوارث" مغلقة، وسط تحذيرات من استمرار الانهيار الإنساني إذا لم يتم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: حكومة نتنياهو ترتكب جرائم حرب وتتخذ التجويع سلاحا
تناولت صحف ومواقع عالمية الأوضاع المتفاقمة في قطاع غزة، مؤكدة أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو ترتكب جرائم حرب ممنهجة، وتستخدم التجويع وسيلة لإخضاع السكان، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة قد لا يمكن احتواؤها.
ففي تقرير لصحيفة واشنطن بوست، رُصدت ظاهرة متنامية تتمثل في بحث العائلات الفلسطينية عن الطعام في النفايات، وهو مشهد غير مسبوق في غزة حتى في أسوأ ظروف الحصار السابقة، وفق وصف الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الممارسات المؤلمة بدأت بالظهور خلال الأشهر الأخيرة من الحرب، تحت وطأة الجوع المدقع، في وقت يحرص فيه كثيرون على القيام بها ليلا تجنبا للإحراج الاجتماعي.
من جانبها، أكدت منصة ذي إنترسبت أن إسرائيل تستخدم سلاح التجويع بفعالية في غزة، داعية إلى مواجهته بسلاح المساعدات الإنسانية العاجلة لوقف التدهور الكارثي في الوضع الغذائي.
ونقل الموقع عن منظمات إغاثية قولها إن الحصار الإسرائيلي لا يزال محكما، وإن الجيش يكثف استهدافه للجهات التي تحاول إيصال المساعدات، في وقت يعاني فيه واحد من كل 5 فلسطينيين من جوع حاد.
التعليم عن بعدوفي تحقيق لصحيفة لوموند الفرنسية، وُثّقَت محاولات صمود أكاديمية في غزة، حيث لجأت الجامعات الكبرى إلى التعليم عن بُعد لجذب آلاف الطلبة رغم دمار المؤسسات التعليمية.
إعلانوذكرت الصحيفة أن جامعتي الأزهر والأقصى، والجامعة الإسلامية، بادرت منذ صيف العام الماضي بإطلاق برامج إلكترونية، واعتبر عميد كلية الزراعة بجامعة الأزهر ذلك "تحديا قوميّا" في وجه الحرب.
أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فقد نشرت مقالا لرئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، اتهم فيه حكومة نتنياهو بارتكاب جرائم حرب، واصفا إياها بـ"العصابة الإجرامية" التي حولت غزة إلى منطقة كارثة إنسانية.
وشدد أولمرت في مقاله على أن العمليات العسكرية تفتقر لأي أهداف أو إستراتيجية واضحة، وأنها تُدار بدوافع سياسية شخصية، ما يمثل سابقة خطيرة في تاريخ إسرائيل السياسي والعسكري.
وفي السياق ذاته، كشفت الغارديان البريطانية عن رسالة موقعة من أكثر من 800 محام وقاض بريطاني، من ضمنهم قضاة سابقون بالمحكمة العليا، طالبوا فيها بفرض عقوبات على إسرائيل وتعليق عضويتها في الأمم المتحدة.
وأكد الموقعون أن هناك أدلة متزايدة على ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة، فضلًا عن خروقات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، مطالبين بتحرك فوري لوقف هذه الانتهاكات.
خطوة ضروريةوفي سياق منفصل، نشرت مجلة فورن أفيرز الأميركية مقالا تناول الأوضاع في سوريا، معتبرة أن تخفيف العقوبات الأخيرة خطوة ضرورية لكنها غير كافية لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية والسياسية.
وشدد المقال على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وسريعة لدعم جهود التعافي والاستقرار، مشيرا إلى أن التأخر في إعادة الإعمار قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الداخلية وتزايد التجاذبات الإقليمية.
وأخيرا، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين مطلعين أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتبنى موقفا غير متحمس تجاه دعم أوكرانيا، متأثرا بعوامل شخصية وسياسية.
وبحسب التقرير، فإن كراهية ترامب للرئيس الأوكراني زيلينسكي، ورفضه لسياسة العقوبات على روسيا، بالإضافة إلى قناعته بقدرته على التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تُشكل رؤيته بشأن الحرب.
إعلان