دير الزور-سانا

افتتح في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور اليوم مركز “إسعاف الشرق” الذي جرى تجهيزه بدعم من منظمة أطباء بلا حدود بالتنسيق مع وزارة الصحة ممثلة بمديرية الصحة بالمحافظة لتقديم خدمات إسعافية صحية للمواطنين على مدار الساعة.

وأشار مدير صحة دير الزور الدكتور يوسف السطام في تصريح لـ سانا الى أن المركز يشكل إضافة نوعية للقطاع الصحي في المنطقة، حيث يقدم خدمات إسعافية على مدار الساعة، تشمل معالجة الإصابات والجروح والحروق والحالات الطارئة والحرجة، كما تم تجهيزه بسيارتي إسعاف مخصصة لنقل الحالات التي تتطلب رعاية متقدمة إلى مشافي مدينة دير الزور، مما يعزز من سرعة الاستجابة في الحالات الطارئة.

ولفت السطام إلى أن هناك أعمالا مباشرة لترميم مشفى عائشة في مدينة البوكمال، ليكون مشفى مركزياً عاماً لاستقبال المرضى والحالات الطبية بشكل مجاني، وذلك خلال فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر.

وأكد عدد من الأهالي أهمية المركز لتوفير الخدمات الصحية في منطقة عانت من نقص في المراكز الطبية المتخصصة طيلة حكم النظام البائد.

وتسعى وزارة الصحة عبر شراكات مع المنظمات الطبية الدولية لدعم القطاع الصحي بمختلف المحافظات، ولتجاوز التحديات التي يواجهها هذا القطاع جراء تدمير البنى التحتية ونقص التجهيزات الطبية والدوائية، وغيرها من جرائم النظام البائد بحق المؤسسات الخدمية في سوريا من قصف وفساد وترهل.

يشار إلى أن أطباء بلا حدود هي منظمة طبية إنسانية دولية مستقلة غير حكومية تقدم المساعدات الطبية إلى الأشخاص المتضررين من النزاعات والأوبئة والكوارث أو المحرومين من الرعاية الصحية.

تابعوا أخبار سانا على 

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: دیر الزور

إقرأ أيضاً:

“الروائي المريب” لفواز حداد .. يتجول في خفايا الواقع الثقافي زمن النظام البائد

دمشق-سانا

في روايته الأخيرة “الروائي المريب”، يغوص الأديب السوري فواز حداد عميقاً في تشريح حال الثقافة السورية زمن النظام البائد وكيف تم تدجينها وتحويلها إلى مجرد أداة للتطبيل لهذا النظام ، وتبرير سياساته القمعية تحت يافطات شتى، وقمع وإسكات كل صوت مثقف حر.

الروائي حداد يعتبر واحداً من الأسماء الأدبية التي واكبت الثورة السورية منذ بداياتها، وآمن بأفكارها ورؤاها ودافع عن مبادئها، ووثق لها في سيل من الروايات تجاوزت الخمس، ليكون عمله “الروائي المريب”، هو أحدثها.

وفي روايته هذه، لجأ حداد إلى تقنية الشخصية الغائبة، فبطل الرواية أسعد العراد غائب حاضر، حيث ينشر روايته الأولى ويختفي بعدها، ويترك خلفه طوفاناً من الأسئلة حول انتماءاته وفكره، ولا سيما أنه واصل النشر خارج إطار المؤسسات الثقافية التابعة للنظام وسلطته الأمنية، وشرع في رصد تاريخ سوريا منذ الانتداب الفرنسي، وحقبة الديمقراطية وصولاً إلى مرحلة الانقلابات العسكرية.

ونجد في الرواية أن طبقة المتثاقفين من أدباء ونقاد منتفعين من النظام البائد استنفروا لمعرفة من هذا الأديب الذي يطلقون عليه اسم الروائي الشبح، وحين عجزوا عن كشف هويته انساقوا لمهاجمته والنيل منه ومن روايته، لأنه كشفهم وعرّى نفاقهم للسلطة البائدة، التي كانت في قرارة نفسها تنظر باحتقار للثقافة وللمثقفين.

وحول هذه الرواية أوضح الأديب حداد في حديث لـ سانا الثقافية أن “الروائي المريب” ليست رواية شخصية ولا سيرة ذاتية، لعدم مطابقتها لمواصفات هذه الأنواع، ولكنها في الوقت نفسه ليست منقطعة الصلة عنهما، فالروائي يلجأ أحياناً إلى استعارات من حياته ومسيرته، مشيراً إلى أن هذه الرواية تروي عن أجيال من المثقفين، وتتناول تيارات أدبية تحولت إلى مفاهيم.

وإلى ذلك، فإن “الروائي المريب” ليست توثيقية وفقا لمؤلفها، بل هي أحداث وشخصيات ومواقف وتقلبات وتحولات ومحاولات للتمرد في عالم كان قاسياً على الأدب، كان فيه غبن لأدباء لم يأخذوا حظوظهم، رغم ما بذلوه من جهد، وكان حكراً على أدعياء الثقافة وشطار الأدب، من الزاحفين نحو المنافع والشهرة الكاذبة، ضمن مشهد عام استمر طويلاً.

وحول تقنية الشخصية الغائبة التي استخدمها في روايته، رأى حداد أنه في هذا النوع، يصبح غياب الشخصية يفوق حضورها، لأن ما يحركه غيابها من إبهام وتساؤلات، يخلق حولها هالة، تتضخم مع قوة تأثيرها، وبقدر ما يفعله غيابها تؤكد حضورها، حيث يكون هذا الغياب برأيه فعالاً بغموضه، وتستمد منه الرواية ديناميكيتها وتصاعد أحداثها وتوترها، وزئبقية شخصياتها، ما يناسب تعقيد مشاهد تدور في الخفاء.

وحول عبارة مثقفي الضباب التي استخدمها في روايته، يبين حداد أنها تعبير يشير إلى إخفاء بعض المثقفين مواقفهم الحقيقية، وعدم إظهارها، حسب الأحوال السياسية، وعندما تستدعي ظروفهم التحول من طرف إلى طرف، تكون مصالحهم هي العامل الأول في انحيازاتهم العلنية والسرية، وفي نفس الوقت كانوا يرمون الاتهامات على المعارضين من الطائفية والإرهاب والتأسلم، بينما كان انحيازهم للنظام الديكتاتوري.

وعن ميله لاستخدام السخرية في روايته كأغلب أعماله السابقة يعيد حداد ذلك لقسوة الأحداث، معتبراً أن السخرية وسيلة للتعرية، تفضح انحطاط مدعي الأدب على الرغم من الرطانة التنظيرية التي يتحلون بها، وإذا كانت السخرية سوداء، فلأن الواقع أسود، حيث ترعى الديكتاتورية ثقافة يحرسها أقزام أيديولوجيون، وعملاء للسلطة، احتلوا المشهد الثقافي طولاً وعرضاً طوال عقود، مزودين بعقلية مخابراتية، قمعية ومتغطرسة، تستعمل كل الوسائل لإقصاء الآخرين.

يشار إلى أن رواية الروائي المريب صدرت الشهر الماضي عن دار رياض الريس للكتب والنشر، ومؤلفها فواز حداد كاتب سوري من مواليد عام 1947، حائز إجازة في الحقوق من جامعة دمشق، وصدرت له 16 رواية، منها موزاييك دمشق 39 والولد الجاهل والسوريون الأعداء، ومجموعة قصصية بعنوان الرسالة الأخيرة، ومؤلفات بحثية، منها الثورة السورية: الأيام الأولى من يوم الغضب إلى يوم الحسم، ورشحت رواياته لعدة جوائز عالمية، ويعيش خارج سوريا منذ عام 2012.

تابعوا أخبار سانا على

مقالات مشابهة

  • أعمال صيانة وتأمين خط كهرباء لعدد من محطات المياه بمدينة البوكمال بديرالزور
  • بعد إعادة تأهيلها… افتتاح مرافق خدمية في بلدة البو عمر بريف دير الزور
  • أطباء بلا حدود: العنف والجوع يدمران حياة السودانيين بجنوب دارفور
  • أطباء بلا حدود تعلن تسليم أنشطتها في مأرب وتعز إلى السلطات المحلية
  • الوزير الشيباني: نشيد بالدور الحيوي الذي أداه الاتحاد الأوروبي بدعم اللاجئين حيث فتحت أوروبا أبوابها لمن فر من جرائم النظام البائد.
  • وزارة الصحة تُباشر أولى خطوات إنشاء مركز أورام متكامل بمدينة الزنتان
  • “الروائي المريب” لفواز حداد .. يتجول في خفايا الواقع الثقافي زمن النظام البائد
  • الحكومة تطلق خطة استعجالية لسد خصاص الأطر الصحية باستقطاب أطباء أجانب
  • أطباء بلا حدود: اللاجئون السودانيون يواجهون ظروفا قاسية في تشاد