بقلم: الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

على سفوح جبل عرفة، حيث تتعانق الدموع مع التراب، وترتفع الأكف نحو السماء، تتكرر ذات المناجاة كل عام من أفواه العراقيين الحالمين بالخلاص. هناك، بين الحجاج، يقف العراقي المنهك، لا يطلب مالاً ولا جاهاً، بل يتوسل أمناً وعدلاً وسقفاً لا ينهار، وحكومة لا تنهب. يتضرع أن تنقشع غمامة الفساد، أن تتبدل الوجوه التي التصقت بالكراسي حتى أدمتها، أن يُمحى الجوع من وجوه الأطفال، وأن تعود بغداد للابتسام.

لكن الله، الذي يسمع السر وأخفى، لا يُستجاب لهؤلاء. أو هكذا يبدو.
كل سنة… نفس الدعاء.
كل سنة… نفس الرد.
صمت.
وكأنما هناك شيء مكسور في سماء العراق. وكأن البلاد محكومة بلعنة أبدية، أو كأن الدعاء يتوقف عند حدود المنطقة الخضراء، يعود مكسوراً، مدحوراً، مكتظاً بـاللاءات و الأعذار الغيبية .
في التراجيديا السوداء العراقية، ليست المشكلة أن الله لا يستجيب، بل أن الفاسدين يزدادون وقاحة، والوجوه الباهتة تتجدد في دورات لا تنتهي، تنتقل من وزارة إلى وزارة، من حزب إلى حزب ، من منبر إلى منصة، كأنهم لا يُهزمون، كأنهم خُلقوا للخلود في مناصبهم، وخلق الشعب ليصفق أو يسكت أو يهاجر.

لكن، ماذا لو كان الجواب الإلهي دائماً حاضراً؟
ماذا لو أن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم؟
ماذا لو أن استجابة الدعاء تبدأ من صناديق الاقتراع، لا من الغيوم؟
من الشارع، لا من السماء؟
ربما لهذا السبب، لم تُستجب الأدعية. لأن من يُفترض أن يغيّروا الواقع، رضوا به. لأن الخوف غلب الحلم، واليأس قتل الإرادة، ولأن الشباب الذين كان يمكن أن يكونوا القادمين الجدد، حوصروا بين فقرٍ قاتل أو وطنٍ طارد.
ومع ذلك، في عرفة هذا العام، هناك بصيص أمل. في عرفة هذا العام، تصعد الدعوات ومعها أسماء جديدة تحاول أن تقتحم المشهد. وجوه لم تُلوثها الصفقات ولا التصفيق للجلادين. وجوه لا تملك إلا الصدق، وتحمل أوجاع الناس لا شعارات الأحزاب.
ربما… فقط ربما… هذه السنة تختلف.

ربما يستجيب الله، لا لأننا بكينا أكثر، بل لأننا وقفنا أكثر، وعزمنا أكثر، واخترنا وجوهاً جديدة لا تشبه كوابيس الأمس.
ربما تتحقق معجزة عرفة هذه المرة، وتبدأ رحلة الخلاص، لا من جبل، بل من بغداد نفسها.
ختاما عسى أن يصدق الدعاء وتسقط الأقنعة
ويولد عراقٌ جديد.

انوار داود الخفاجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

تحركات الرباعية ربما تضع الحكومة السودانية بين خيارين لا ثالث لهما

▪️هنالك تفكير لنخبة كبيرة من المثقفين وخريجي الجامعات وبعض القيادات بأن صف (حكومة الانقاذ وبعض الأحزاب الكبيرة طويلا) لذلك تجدهم مثل “لاعبي كرة القدم” في تنقلات مستمرة.

رغم عدائي الصريح للمليشيا إلا ان خطوتها في عدم استيعاب هذه التنقلات التي أتتها مثل (طبيق، وداحمد، بقال، الربيع، خالد، وآخرين) هو تفكير متقدم ولا أظن هو تفكيرها (أي المليشيا) رغم أن الذين أتت بهم لا يمثلون سوى (خط الإمارات العلماني والديانة الابراهيمية).
▪️كثير من الطبّالين (المستشارين والناشطين والضباط الذين خانوا القسم) كانوا يظنون بأنهم سيأتون فوق رؤوس (أم كعوكات) ويكونوا حكامًا ومسؤلين لكن وجدوا الصف ليس طويلًا فقط بل يستوعب (شخصيات لها باع طويل في العمالة والارتزاق)، لأن الإمارات هي التي تدفع المرتبات لذا تعيّن من تراه مناسبًا لخدمة مشروعها.

قريبًا وكل الذين تحدثوا عن ظلهم وظلم قبائلهم وانتقدوا حكومة تأسيس الإماراتية سيلتحقون بركب (زايلي ونعيمكي زايل).

▪️سؤال جوهري؟؟. هل تفتكرون أن “عبدالعزيز الحلو” سيكون نائبًا لحميدتي إلا إذا كان هو يعرف موضوع الذكاء الاصطناعي! وهو الذي رفض استبداله في المفاوضات؟
لماذا تم ابعاد عبدالرحيم دقلو واعتذار حميدتي وكل الأسرة تم سحب البساط منها؟
لماذا أم كعوكات المقاتلين تخلوا عنهم كحفاظات الأطفال المستعملة وتم رميها بعيدًا؟
نذكركم (اليسار) قال ماقدمه لنا حميدتي عجزت عنه بندقيتنا منذ 40 عامًا ارجعوا لتصريحات قحت 2022م!

▪️قادة المظاهرات قالوا بأن الدعم السريع سيكون سلم ومرحلة وسوف تختفي، الذاكرة مليئة بكل التصريحات، الآن حميدتي يعتذر وبالمنطق لا يمكن أن يكون راعي أو تاجر حمير رئيسًا لأي كيان. وعبدالرحيم قيل بأنه مصاب ولا استبعد أن تتم تصفيته لأنه (غبي) وحياته خطر على الآخرين فهو نفس عقلية (جوج ماجوج و ابو جود وبرشم وجلحة وقرن شطة) لا يختلف عنهم، فهو كرت وسيتم حرقه طالما وصلت تأسيس للنهايات التي تجعل العالم بين معترف ورافض.
▪️حراك الرباعية وتوقف الحرب بأطراف كردفان وانسحابات لبعض جنود المليشيا يوم أمس والأيام القادمة من كردفان سيعكس وضعًا جديدًا بإقليم دارفور، تحركات الرباعية ربما تضع الحكومة السودانية بين خيارين لا ثالث لهما:
1. إما قبول الاتفاق مع المليشيا.
2. أو الرباعية ستعترف بحكومة تأسيس.

وحتى حكومة تأسيس التي تم تعيينها ربما كثير منهم يجد نفسه ك (ياسر عرمان) بعد انفصال الجنوب، وهو شبيه بالنموذج الليبي، أما انشغال حكومة بورتسودان وتوقف عمليات الجيش بكردفان تعني بأن هنالك شيئًا يُدار تحت التربيزة ونسأل الله أن تكون العواقب سليمة.

جنداوي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الدعاء يوم الجمعة قبل المغرب للرزق
  • حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة .. الإفتاء توضح
  • أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا بأداء الصلاة
  • عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!
  • ماذا يركب الناس؟.. أكثر 10 سيارات شعبية ومبيعا في العالم
  • ما هي سورة الاستجابة؟.. تصعد بدعواتك إلى السماء بسرعة البرق
  • الطريقة الصحيحة للدعاء المستجاب
  • أوروبا تصعد لهجتها الصدامية تجاه إسرائيل
  • تحركات الرباعية ربما تضع الحكومة السودانية بين خيارين لا ثالث لهما
  • الخارجية الفلسطينية: هناك حراك دولي لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني