3 استراتيجيات تتحرّك بها إيران لردع إسرائيل
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
فرضت إسرائيل على إيران حربًا بدأت بضربات مركّزة ودقيقة اغتالت من خلالها قيادات عسكرية وشخصيات علمية، واستهدفت منشآت عسكرية ونووية طالت أحياء مدنية في طهران، ومدنًا أخرى في إيران في الثالث عشر من يونيو/ حزيران.
وأفضت تلك العملية في ساعاتها الأولى إلى اغتيال عدد مهم من قادة القوات المسلحة والعلماء النوويين في إيران، إلى جانب عدد كبير من المدنيين، ولم تتضح بعد أبعاد الهجمات وآثارها على المنشآت المستهدفة.
فإيران المنهمكة في نقاشاتها حول المفاوضات النووية تعلم من تجاربها السابقة في التعاطي مع واشنطن أن للأخيرة مقدرة واضحة في تحديد خطوط التحرّك الإسرائيلي. وكان الوضع كذلك مثلًا عند بدء المفاوضات المنتهية بتوقيع اتفاق 2015.
ولاستمرار المفاوضات بينها وواشنطن، كان الظن المرجّح في الدوائر الإستراتيجية الإيرانية تقييد الولايات المتحدة تحرّكات إسرائيل المعادية لإيران؛ حتى اتضاح مخرجات العملية التفاوضية.
ولا يعني ذلك بأي حال من الأحوال استبعاد المواجهة بشكل تام، لكنها تعني أن الخيار الأرجح لواشنطن كان استمرار التفاوض لا التصعيد العسكري.
إعلانغيرَ أن واشنطن استخدمت، كما يبدو، الخطاب التفاوضي غطاءً للضربة الإسرائيلية. فقد كانت قد أوعزت للوسيط العُماني بتأمين الظروف اللازمة لعقد جلسة تفاوضية سادسة مع إيران يوم الخامس عشر من يونيو/ حزيران، أي ثلاثة أيام فقط من بدء العملية العسكرية الإسرائيلية.
ورغم تصريح وزير الخارجية ماركو روبيو بعدم مشاركة واشنطن في العملية الإسرائيلية، غرّد رئيسه ترامب بأن الضربة أتت بعد انتهاء الأمد الزمني الذي حدّده سلفًا بشهرين، وأن إيران لم تستفد من الفرصة الدبلوماسية التي أُتيحت لها، ما يشير إلى تنسيق عالي المستوى بين الطرفين.
يقول ذلك لطهران، فيما يقول إن الضربة هي جزء من العملية التفاوضية في المنظور الأميركي؛ لدفع طهران لتقديم تنازلات تمنّعت في الجولات السابقة عن تقديمها.
بيدَ أن المنظور الإسرائيلي لهكذا عملية مختلف تمامًا عن المأرب الأميركي في دبلوماسيته إزاء طهران. ومن الأرجح أن تركّز إيران على أوجه الخلاف بين الطرفين في ردودها على العملية الإسرائيلية.
بعد تلقّيها الضربة الموجعة، بدأت طهران بسرعة تحرّكات للتكيّف مع الوضع المستجد. وكان من الأرجح ألا تتركّز الردود الإيرانية على البُعد العسكري ولا على المعتدي فحسب.
فها هي إيران تفاوض واشنطن وتناكف الثلاثي الأوروبي في ملفها النووي، وتتلقّى ضربة إسرائيلية في خضمّ ذلك كلّه. وبذلك، لا تخرج الردود الإيرانية عن ثلاث استراتيجيات عريضة:
أولًا: ملء الفراغ واستعادة القيادة والسيطرةنشر مكتب المرشد الأعلى، منذ صبيحة الهجوم- أي بعد ساعات قليلة من استهداف القادة العسكريين قرارات تعيين خلفاء لهؤلاء، وأوكل في تلك القرارات، وفي العناوين العريضة، مهمة الرد على المعتدي. وبعد بدء القصف الإيراني الأهداف الإسرائيلية، اتضح تعافي منظومة القيادة والسيطرة من الصدمة الأولية للعدوان الإسرائيلي.
يتّضح من التعيينات حرص القيادة الإيرانية على طمأنة الشارع الإيراني، وهو ما استمر في الخطاب المتلفز للمرشد، والذي تزامن مع عملية "الوعد الصادق 3" – من جهة، وإظهار المقدرة العسكرية على التكيّف واستعادة المبادرة رغم فقدان إيران قيادات رئيسية في قواتها المسلحة من جهة أخرى، وهو بالأحرى موجّه للمعتدي وداعميه.
إعلان ثانيًا: الضرب الصاروخي وموازنة الرعبانتقلت إيران من ردّ الفعل إلى الفعل مساء يوم الهجوم، وقامت بقصف تل أبيب بثلاث موجات من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية. وسقط، حسب الراجح، عدد من الإسرائيليين بين قتيل وجريح.
والبادي تركيز إيران على ميزتها النسبية، أي القدرات الصاروخية، لتحميل موازنة رعب، قولًا مقترنًا بالفعل، من خلال الضرب المباشر ردًّا على ضرب أهداف إيرانية. ومن المرجّح استمرار طهران في الاستهداف الصاروخي لإسرائيل حتى توقّف عداء الأخيرة.
وإذ تُكشّر عن أنيابها، تحاول طهران استعادة ردعٍ ظنّت إسرائيل أنها أجهزت عليه بعد استهداف الدفاعات الجوية الإيرانية التي عادت للعمل بقوة مساء يوم الهجوم.
وإذ أقنعت إسرائيلُ واشنطن بضعف إيران، وابتاعت رضا ترامب في استهدافها، تردّ إيران عسكريًّا لتُذكّر واشنطن بأن الدعاية الإسرائيلية بعيدة عن واقع المقدرة العسكرية الإيرانية.
ثالثًا: الرد النووي وأسئلة الساعةوإذ تأتي الردود العسكرية وتعافي منظومة القيادة والسيطرة -بعد استبدال القادة- كردود مسرعة، يبقى السؤال الرئيسي حول الملف النووي: أي المسارات ستُرجّح إيرانيًا؟ فقد صرّح أناس من أعلى السلّم السياسي في إيران عن احتمال تغيير العقيدة النووية في البلاد إن جرى استهداف إيران وواجهت البلاد خطرًا وجوديًّا.
ويبقى السؤال في هذا الإطار: هل الاستهداف الإسرائيلي يرقى لذلك المستوى، أم أن التهديد موجّه لخطر التدخّل الأميركي؟
يشوب الغموض -ولو إلى حين- رؤية طهران، وقد يكون هذا الغموض هدفًا مرحليًّا بحد ذاته.
وإذ تركز طهران اليوم على تثبيت موازنة الرعب أمام إسرائيل، يبقى الإطار الأوسع ماثلًا أمام ساستها. ومن المستبعد استمرار العملية التفاوضية مع واشنطن في ظل تواطئِها الواضح مع الاعتداءات الإسرائيلية.
والإجابة عن سؤال إمكانية استمرار طهران في التفاوض مع واشنطن بعد وضع المواجهة العسكرية أوزارها غير واضحة. ويمكن تحديد خيارين أمام طهران:
إعلان فبمقدورها من جهة القول بتضرّر المفاعلات النووية، وأن التفاوض سيبدأ بعد تقييم الوضع النووي، وبذلك تدخل طهران خانة الغموض النووي وتستخدمه للضغط الدبلوماسي في مراحل لاحقة، أو تمضي في اتجاه قد يغيّر المعادلة النووية في الإقليم بشكل كامل. ويمكنها من جهة أخرى اشتراط وقف الأعمال العدائية ضد الأهداف الإيرانية للاستمرار في العملية الدبلوماسية، واستخدام قبولها استمرار التفاوض مع واشنطن أداة ضغط لتوسيع الهوة بين واشنطن وتل أبيب.ويُرجّح الخيار الأخير، نظرًا لعدم دخول واشنطن خط المواجهة المباشرة من جهة، وترجيح طهران الخيار الدبلوماسي لإلغاء العقوبات من جهة أخرى.
وأيًّا كان الخيار، فإن المعركة ما زالت قائمة، ومعها حساباتها العسكرية والدبلوماسية.
وفي ظل المعركة، فإن إيران ستستمر في استهدافات موجعة لتل أبيب لتثبيت وترسيخ موازنة رعب ظنّت تل أبيب أنها ولّت بلا رجعة، وستعمل طهران على عدم إفلات تل أبيب من العقاب، حسب المرشد الأعلى.
وهي، إذ تستهدف تل أبيب لإجبارها على وقف المواجهة، تحرص على وصول الرسائل الردعية إلى واشنطن.
فها هي تقول على لسان مندوبها في الأمم المتحدة إن إيران لن تتوانى عن الرد على المعتدي كحق مكفول قانونيًّا. وهي تحاور جاراتها والأطراف الدولية -غير الغربية- لإيضاح واقع الاعتداء وحق إيران في الرد، وحملها على إدانة المعتدي. وبتركها طاولة المفاوضات حتى انتهاء المواجهة العسكرية، تُحمّل طهران واشنطن مسؤولية توقّف العملية الدبلوماسية وتضغط عليها -بشكل غير مباشر- للنأي بالنفس عن مآرب إسرائيل، كما تسعى لتوسيع الشرخ بين أهداف الأخيرة من جهة، وداعمها الرئيس من جهة أخرى.
حاليًا في طهران، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. وتبقى القضية الرئيسية المرتبطة بحيثيات ومخرجات المعركة مركّزة على الملف النووي الإيراني.
إعلانوثمّة قضيتان في هذا الإطار العام: مدى الإضرار بالبرنامج النووي الإيراني أولًا، وترجيحات صانع القرار الإيراني في ذلك الملف في ظل الوضع المستجد ثانيًا. ستوضح الأيام القليلة المقبلة تلك المخرجات والحسابات المترتبة عليها.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات من جهة أخرى مع واشنطن ت إسرائیل تل أبیب
إقرأ أيضاً:
ظريف يقترح آلية إقليمية موسعة لإنهاء المخاوف من برنامج إيران النووي
طرح كل من وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف، والسفير الايراني السابق في بريطانيا محسن بهاروند في مقال مشترك نُشر في صحيفة الغارديان البريطانية، مقترحا لإنشاء منتدى جديد معتمد من الأمم المتحدة ، تحت عنوان "مَنارة" ، للتعاون النووي المدني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
والمنتدى المقترح مُخصص لتبادل اليورانيوم المخصب وثمار الطاقة النووية المدنية والدفع نحو إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي، لمواجهة التهديد المتصاعد للبرنامج النووي العسكري الإسرائيلي.
وجاء في المقال على لسان ظريف: "قبل عشر سنوات، وبعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني، كتبت في صحيفة الغارديان عن الحاجة الملحّة لنزع السلاح النووي عالميًا، بدءًا من إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط".
وبعد عقد من الزمن، وفي وقت تقف فيه المنطقة على حافة كارثة، لم تعد هذه الدعوة مجرّد مطلب جدير بالاهتمام، بل أصبحت ضرورة لا يمكن تجاهلها , خاصة وأن هذه المبادرة ليست جديدة تمامًا, فقد طرحت إيران في عام 1974 فكرة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط أمام الأمم المتحدة ، وسرعان ما انضمت مصر إلى المبادرة، وتم تبنيها بأغلبية ساحقة في الجمعية العامة.
وجرى توسيع المبادرة في عام 1990 لتشمل جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل , لكن على مدى نصف قرن، تم تعطيل هذه المبادرة بفعل الرفض الإسرائيلي والدعم الأميركي لها.
ظريف: امتلاك الأسلحة النووية لا يحقق الأمن ولا يمنح التفوق أو الحصانة
هذا الشلل لم يكن عرضيًا، فرغم التأييد السنوي الكبير داخل الجمعية العامة، والتعهدات المتكررة في إطار معاهدة عدم الانتشار النووي , إلا أن منطقة الشرق الأوسط ما زالت من المناطق القليلة في العالم التي لا تمتلك إطارًا قانونيًا لمنع انتشار الأسلحة النووية.
وقد اشترط أكثر من 100 بلد من دول حركة عدم الانحياز، خلال مؤتمر مراجعة وتمديد المعاهدة عام 1995، إحراز تقدم نحو إنشاء هذه المنطقة مقابل الموافقة على تمديد المعاهدة إلى أجل غير مسمى. لكن بعد مرور 30 عامًا، لم يتحقق أي تقدّم يُذكر.
في الواقع، تفاقمت الأوضاع أكثر، وأصبح من الواضح أن امتلاك الأسلحة النووية لا يحقق الأمن ولا يمنح التفوق أو الحصانة، بل يقود إلى المغامرات الخطرة والمزيد من التهديدات.
ومؤخرًا، نفذت "إسرائيل" المسلحة نوويًا – والتي لا تخضع لمعاهدة عدم الانتشار النووي هجومًا عسكريًا على منشآت نووية إيرانية تخضع للرقابة الدولية، ما دفع المنطقة إلى حافة انهيار كارثي.
لقد فشلت "إسرائيل" في تحقيق أهدافها "والحديث لـ ظريف" ، وعجزت الولايات المتحدة عن إخضاع إيران، وهو ما كان يمكن – ولا يزال يمكن – أن يدفع المنطقة بأكملها إلى حرب مفتوحة لا نهاية لها.
ظريف: آن الأوان لتتحمّل شعوب المنطقة مسؤولية أمنها.
وأكمل , لقد آن الأوان لتتحمّل شعوب المنطقة مسؤولية أمنها , ويجب أن تتجاوز منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مرحلة الشعارات ، وتبدأ ببناء تعاون حقيقي قائم على الاحترام المتبادل والاستخدام السلمي للطاقة النووية , مقترحًا إنشاء شبكة "مَنارة" (وهو اختصار لعبارة: شبكة الشرق الأوسط للبحث والتطوير النووي، والكلمة تعني "الفانوس" في اللغة العربية)، وهي مبادرة إقليمية جديدة تهدف إلى تعزيز التعاون السلمي في المجال النووي بين دول المنطقة.
محمد جواد ظريف قال في مقاله , إن "مَنارة" ستكون مؤسسة مفتوحة أمام جميع الدول المؤهلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شريطة أن تلتزم برفض إنتاج أو نشر الأسلحة النووية، وقبول التحقق المتبادل من هذا الالتزام , وفي المقابل، تتيح المبادرة للدول الأعضاء الاستفادة من التكنولوجيا النووية السلمية في مجالات الطاقة، والطب، والزراعة، والبحث العلمي.
ولا تُعتبر "مَنارة" بديلاً عن نزع السلاح، بل خطوة عملية نحو تحقيقه، من خلال التعاون النووي الإقليمي المشفوع بآليات رقابة صارمة وإشراف مشترك.
وشدد ظريف على أنه حان الأوان للكفّ عن رهن التقدّم في نزع السلاح بتحركات "إسرائيل"، فهذا الكيان الذي لا يعترف بالقانون الدولي، ويمارس سياسات الفصل العنصري والإبادة والتجويع الممنهج، لا يتأثر بالضغوط، ولم يتغير موقفه منذ أكثر من نصف قرن.
إن ترسانة "إسرائيل" النووية لا تزال أكبر تهديد حقيقي للسلام الإقليمي والدولي، واحتجاز مئات الملايين من الناس تحت رحمة سلاح نووي لا يخضع لأي رقابة هو وصفة لانعدام الاستقرار الدائم.
ظريف: مبادرة "منارة" تتضمن ضمانات صارمة لمنع الانحراف نحو الاستخدامات العسكرية
تسعى "مَنارة" أيضًا إلى تغيير زاوية النقاش النووي في المنطقة، من التركيز على المخاطر والتهديدات إلى تسليط الضوء على الفوائد العلمية والتنموية.
والعلم النووي قادر على المساهمة في معالجة أزمة المناخ، ونقص المياه، والأمن الغذائي، وتنويع مصادر الطاقة، وهو أمر بالغ الأهمية في منطقة بدأت تواجه نضوب احتياطاتها من النفط والغاز.
وستُنسّق الشبكة الجهود البحثية والتدريبية بين الدول الأعضاء، وتدعم مشاريع مشتركة في مجالات مثل تخصيب اليورانيوم، وإدارة النفايات، والاندماج النووي، والتطبيقات الطبية , وسيتشارك الأعضاء مواردهم ومرافقهم من خلال هيئة رقابة مشتركة تضمن الشفافية، مع احترام تفاوت قدرات الدول الأعضاء.
وسيكون للمبادرة مقر مركزي في إحدى الدول المشاركة ، مع مكاتب إقليمية ومنشآت تخصيب مشتركة في دول أخرى، مع إشراك مراقبين دوليين من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية , وتتضمن المبادرة أيضًا نظام ضمانات متبادلة صارمًا لمنع الانحراف نحو الاستخدامات العسكرية.
دعوة إلى التحرّك واتخاذ قرار شجاع
اليوم، ولأول مرة منذ عقود، تستفيق شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على وعي جماعي بحجم الكارثة التي تلوح في الأفق إذا لم يُتخذ قرار شجاع , ورغم وجود شكوك متبادلة، وتاريخ طويل من الخلافات، فإن الماضي لا يجب أن يرسم مستقبلنا.
ندعو جميع دول المنطقة إلى دعم "مَنارة" والانخراط في مفاوضات رسمية حول هيكليتها ومعايير عضويتها , ويمكن لقمة إقليمية، برعاية الأمم المتحدة وبدعم من القوى الكبرى، أن تطلق هذه المبادرة التاريخية.