قبلة للزوّار وعشاق الطبيعة.. ساحة السلام بسانت كاترين تتزين بالأعشاب البرية النادرة|شاهد
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
تكتسي "ساحة السلام" بسانت كاترين احد أبرز معالم مشروع التجلي الأعظم بمدينة سانت كاترين حلة خضراء زاهية، بآلاف الشتلات من الأعشاب البرية العطرية والطبية التي تتميز بها المدينة.
وقد رصدت كاميرا "صدى البلد" الإخباري هذه الأعشاب التي غطت الساحة، إضافة إلى زراعة آلاف من أشجار الزيتون واللوز والفستق، مما يضفي على المكان رحيقًا وعبقًا خاصًا.
تشتهر مدينة سانت كاترين بتنوعها النباتي الفريد، حيث تنمو فيها العديد من الأعشاب الطبية والعطرية النادرة. ومن أبرز الأنواع التي زُرعت في ساحة السلام:
الروزماري: المعروف بفوائده الطبية والعطرية المتعددة.
الزعتران: يُعد هذا النوع من النباتات النادرة جدًا، ولا يوجد إلا في سانت كاترين، ويعتمد عليه في غذاء فراشة سيناء الزرقاء التي لا تتواجد هي الأخرى إلا في هذه المنطقة.
الحبق: يضفي هذا النبات رائحة مميزة تزيد من جمال المكان وروعته.
يؤكد الشيخ جميل عطية، الدليل البدوي والخبير في سياحة السفاري والوديان الجبلية والسياحة البيئية المائية، أن "مدينة سانت كاترين غنية بالأعشاب الطبية والعطرية، حيث ينمو بها نحو 430 نوعًا من الأعشاب الطبية والعطرية، من بينها 19 نوعًا نادرًا لا يوجد إلا في سانت كاترين". وقد تم بالفعل زراعة آلاف من هذه النباتات القيمة في ساحة السلام، لتكون جزءًا من هوية المدينة العتيقة.
"التجلي الأعظم": رؤية تنموية شاملة
يُعتبر مشروع "التجلي الأعظم" في سانت كاترين أحد المشروعات القومية الكبرى التي أُنشئت بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي. ويهدف المشروع إلى تطوير مدينة سانت كاترين بشكل شامل، ويضم العديد من أعمال التطوير مثل: إنشاء مطار دولي لتعزيز حركة السياحة.
تطوير مركز للزوار لتوفير تجربة سياحية متكاملة٬ وإقامة فنادق ومنتجعات بيئية تتلاءم مع طبيعة محمية سانت كاترين الفريدة وتحافظ على بيئتها.
يُسهم هذا المشروع في إبراز الجمال الطبيعي والتراثي للمدينة، ويؤكد على أهمية الحفاظ على بيئتها الغنية وكنوزها النادرة، لتبقى سانت كاترين قبلة للزوار وعشاق الطبيعة والتاريخ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جنوب سيناء سانت كاترين ساحة السلام النباتات خضراء الطبیة والعطریة ساحة السلام سانت کاترین
إقرأ أيضاً:
دراسة علمية: الإمارات تمثل انطلاقة لتحول جذري في مستقبل الزراعة
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةكشف فريق بحثي دولي خلال دراسة رائدة نُشرت في مجلة «ساينس»، إحدى أبرز المجلات العلمية في العالم، عن أن المجتمعات الميكروبية الكامنة تحت سطح التربة الصحراوية قد تمثل مفتاحاً لتحول جذري في مستقبل الزراعة المستدامة، بدءاً من دولة الإمارات العربية المتحدة.
فعلى الرغم من أن التربة الجافة والمتدهورة قد تبدو خاملة، فإن ما يجري في أعماقها يروي قصة مغايرة، قصة تبادل حيوي مستمر بين جذور النباتات والميكروبات المحيطة بها، تتشكّل من خلاله علاقة تفاعلية تؤثر في الطرفين بطرق دقيقة لكنها ذات أثر بالغ.
وتتناول الورقة العلمية الجديدة، التي شارك في إعدادها باحثون من الجامعة الأميركية في الشارقة، هذا التفاعل المعقد، وتقترح نموذجاً زراعياً جديداً قائماً على علم البيئة ومدعوماً بأبحاث امتدّت لعقود.
وقد جاءت الدراسة ضمن جهد علمي استمر عاماً كاملاً على علم البيئة، وضم الدكتور جون كليرونوموس، أستاذ الأحياء والكيمياء والعلوم البيئية، نائب عميد البحث العلمي والابتكار في كلية الآداب والعلوم بالجامعة الأميركية في الشارقة، إلى جانب الأساتذة قوانغتشو وانغ، فوسو زانغ وجونلينغ زانغ من جامعة الزراعة الصينية، والأستاذ ويم فان دير بوتن من المعهد الهولندي لعلم البيئة وجامعة فاخينينغن.
تركز الدراسة على مفهوم «التغذية الراجعة بين النبات والتربة»، الذي يوضح كيف تسهم النباتات، من خلال جذورها وإفرازاتها الكيميائية، في تشكيل المجتمعات الميكروبية في التربة، والتي تؤثر بدورها على قدرة النباتات في امتصاص المغذيات والمياه، ومقاومة الأمراض. وتعتمد فعالية هذه الحلقة التفاعلية على كيفية إدارتها، ما قد يُضعف النظام الزراعي أو يعززه.
وبالنسبة لدولة الإمارات، حيث تُواجه الزراعة تحديات مثل ملوحة التربة، وانخفاض نسبة المواد العضوية، وندرة المياه العذبة، فإن هذا النموذج يوفر مساراً عملياً نحو زراعة أكثر استدامة.
ويعمل الدكتور كليرونوموس وفريقه في الجامعة حالياً على تطبيق هذا النموذج في تجارب ميدانية تُستخدم فيها لقاحات ميكروبية، والتي هي فطريات أو بكتيريا نافعة تُضاف إلى التربة لدعم صحة النبات، إلى جانب محفزات حيوية طبيعية تساعد النباتات على النمو وتحسين مقاومتها للحرارة والتربة الفقيرة.
وتُجرى حالياً تجارب على محاصيل صحراوية مثل القمح ونخيل التمر، لقياس أدائها تحت ظروف بيئية قاسية عند دعمها بالميكروبات المناسبة.
وقال الدكتور كليرونوموس: «لطالما شكّلت العلاقة بين النباتات والميكروبات عنصراً حيوياً في النظم البيئية، لكن الفارق الحقيقي يكمن في كيفية إدارة هذه العلاقة، خصوصاً في البيئات الهشة. هذا البحث يدفعنا لإعادة التركيز من الإنتاج السريع إلى استدامة وظائف التربة على المدى الطويل».
وتُعيد الدراسة أيضاً تسليط الضوء على تقنيات الزراعة التقليدية مثل تدوير المحاصيل، والزراعة المختلطة، والحراثة المحدودة، باعتبارها ممارسات مدروسة بيئياً، تُسهم في تعزيز الحياة الميكروبية داخل التربة.
وقالت الدكتورة جونلينغ زانغ من جامعة الزراعة الصينية وأحد المشاركين في إعداد الدراسة: «تمثل الحياة الميكروبية مورداً غير مُستغل بالشكل الكافي في الزراعة. وعندما نُعزز العمليات الحيوية في التربة، فإننا نُنشئ أنظمة أكثر استدامة وتكيفاً، وأكثر توافقاً مع منطق عمل النظم البيئية في الطبيعة».
وتشير الدراسة أيضاً إلى تطورات علمية حديثة في مجال النبات، حيث يعمل الباحثون على تحديد الجينات والإشارات الجزيئية التي تتحكم في تواصل الجذور مع الميكروبات، تمهيداً لتطوير أصناف نباتية تتفاعل بشكل أكثر فعالية مع البيئة الميكروبية للتربة، في توجه علمي واعد يدمج علم الأحياء الجزيئية بعلم الزراعة.
وكانت الجامعة الأميركية في الشارقة قد أطلقت «مجموعة الشارقة لأبحاث الزراعة المستدامة» وتضم المجموعة من الجامعة الأميركية في الشارقة كلاً من الدكتور جون كليرونوموس، والدكتور محمد أبو العيش، أستاذ العلوم البيئية، والدكتور طارق علي، أستاذ الهندسة المدنية، بالإضافة إلى الدكتور علي القبلاوي من جامعة الشارقة.