المصري أحمد شقير يفوز بالمركز الأول بجائزة الطبيب العربي لعام 2023
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
شهد الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان ورئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب الاحتفال بيوم الصحة العربي تحت شعار "تأثير المناخ على الصحة" وتكريم الفائزين بجائزة الطبيب العربي لعام ٢٠٢٣ وذلك اليوم الخميس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وخلال كلمته، أعرب الوزير عن سعادته بالتواجد في هذا الحدث الهام، والذي يتطرق إلى موضوعين بالغي الأهمية؛ أولهما هو لفت الأنظار نحو تأثير التغير المناخي على الصحة، وثانيهما هو الاحتفال بتكريم السادة الفائزين بجائزة الطبيب العربي للعام الجاري، حيث بدأ الوزير كلمته بتقديم خالص الشكر لأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وللسيدة السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية على الدعوة الكريمة للمشاركة في مثل هذا الحدث الهام، مثمنا جهود السادة مسئولي الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب في حسن التنظيم والإعداد له ليظهر بهذا الشكل المشرف.
وأوضح الوزير في كلمته أنه بات جلياً سواء على المستوى الإقليمي العربي أو على المستوى العالمي التأثير بالغ الخطورة للتغير المناخي على كافة مناحي الحياة، ومنها التأثير السلبي الكبير على صحة الإنسان والحيوان والنبات، حيث تم بذل جهوداً كبيرة خلال الأعوام الماضية للتحذير من مخاطره وتداعياته على أنظمة الرعاية الصحية، وهو ما أدي بدوره إلى عرقلة الجهود الوطنية والدولية في الوصول إلى فضاء أبعد من النمو والتطوير، مشيرا إلى أن التغير المناخي ساهم بطريقة أو بأخرى في تفشي عدد من الأمراض الوبائية مثل وباء كوفيد 19 أو قد يتسبب في بعض الأوبئة المستقبلية والتي تمثل تهديدا مباشراً لأنظمة الطوارئ الصحية العالمية.
ولفت الوزير في كلمته أنه من المتوقع أن يتسبب التغير المناخي بحلول عام 2030 فيما يقدر ب 250 ألف وفاة سنويا بسبب أمراض سوء التغذية والملاريا والإجهاد الحراري، فضلا عن التكاليف المباشرة للأضرار الواقعة على القطاع الصحي والتي من المتوقع وصولها إلى أربعة مليارات دولار سنويا.
وتابع أن التأثير الخطير للتغير المناخي يؤتي بثماره على الأمن الغذائي العالمي، فالغذاء الصحي جزء لا يتجزأ من صحة الإنسان، فبسبب تداعيات التغيرات المناخية شهد العالم تطورات خطيرة اعترت جودة المحاصيل الزراعية وكفاءتها، وهو ما ينذر بكارثة حقيقة تتعلق بأمراض سوء التغذية والأمراض البدنية والعقلية لدي الأطفال والفئات العمرية الأكثر إحتياجاً من النساء وكبار السن.
وشدد الوزير على ضرورة الانتباه إلى أن تداعيات التغير المناخي لا تقتصر على الأمراض العضوية فحسب بل يمتد إلى أمراض الصحة النفسية والإدراكية لدي الأفراد حيث يتسبب في تنمية سلوكهم العدائي في بيئة العمل، وهو ما يؤثر على السمات الشخصية والإجتماعية لديهم مما يمثل تهديداً خطيرا على المكون المجتمعي والأمن الاجتماعي للدولة المتأثرة بالتغير المناخي.
وأردف قائلا "ان جمهورية مصر العربية من أوائل الدول التي تنبهت إلى التأثير السلبي للتغير المناخى على نظم الرعاية الصحية، وهذا ما ظهر جلياً خلال الجهود الملحوظة للتنسيق لجميع قضايا الصحة والمناخ لكافة الأطراف المشاركة في فعاليات الدورة 27 لقمة المناخ العالمية التي ترأستها مصر خلال العام الماضي، والتي كان أبرز ثمارها المشاركة في تحالف العمل بشأن الصحة والمناخ ATACH بمشاركة السيد الدكتور تادروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والذي يعد آليه للجمع بين الدول والشركاء التقنيين وجهات التمويل لدعم تنفيذ الالتزامات الصحية المشتركة لمواجهة التغيرات المناخية، حيث كُللت جهود العمل من خلال هذا التحالف بإطلاق مبادرة I –CAN”" لدعم السياسات المتعلقة بالمناخ والتغذية، فضلاً عن افتتاح مستشفى شرم الشيخ الدولي خلال فعاليات تلك القمة وتقديمها كنموذج لأول تجربة لمستشفى خضراء صديقة للبيئة في مصر بعد نجاحها في الحصول على الإعتراف الدولي من شبكة المستشفيات العالمية الخضراء.
ودعا الوزير في كلمته الدول إلى بذل الجهود المشتركة لمواجهة الانبعاثات الكربونية و الاستمرار فى رأب جهود الدول النامية سواء بدعم النظم الصحية أو تقديم الدعم المباشر لإزالة الآثار السلبية الناجمة عن التغير المناخي، مؤكدا على الحرص على المشاركة واستكمال ودعم كافة الجهود الوطنية والدولية لمواجهة آثار التغير المناخي خلال فعاليات انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لقمة المناخ بدولة الإمارات العربية الشقيقة العام الجاري.
وذكر الوزير أنه على الصعيد الوطني، فقد تم إطلاق استراتيجية الصحة الواحدة لتحقيق التوازن المستدام بين جميع مكونات النظم الإيكولوجية بما يساعد على تحسين صحة الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء، لافتا إلى أن المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية والذي تجرى فعالياته حاليا على أرض جمهورية مصر العربية، يتخلل عدد من الجلسات الحوارية والنقاشية حول تأثير التغير المناخي على قضايا الصحة والسكان وانعكاساتها على جهود التنمية، حيث تدور تلك الجلسات حول عدة قضايا مثل الجهود المبذولة نحو بناء أنظمة رعاية صحية مستدامة وقادرة على الصمود في وجه التغير المناخي، وكذلك النقاش بشأن المبادرات المجتمعية للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف الصحي.
وأكد الوزير خلال كلمته على استمرار التعاون والدعم لإنجاح كافة القرارات الصادرة عن مجلس وزراء الصحة العرب في دوراته المتتالية، وإن تخصيص يوماً للاحتفال بيوم الصحة العربي هو بادرة أمل لتعزيز الجهود المشتركة نحو دفع العمل الصحي العربي إلى أطره التنفيذية الفعلية لتنعكس بالتالى على حياة المواطنين صحياً واجتماعيا.
وثمن الوزير اختيار مجلس وزراء الصحة العرب أن يكون محور الدورة القادمة للمجلس هو "مقاربة الصحة الواحدة" والذي تقدمت به المملكة المغربية الشقيقة حيث يعد إدراكاً من المجلس بأهمية تسليط الضوء على قضايا الصحة والمناخ ، فضلا عن قرار مجلس وزراء الصحة العرب بشأن الإعداد لاستضافة المملكة المغربية للمنتدي الوزاري الأول للصحة والبيئة المقرر خلال النصف الثاني من العام الجاري تحت عنوان "التصدي للمخاطر البيئية وتأثيراتها الصحية في المنطقة العربية" بالإضافة للمتابعة الدقيقة للأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العربية لتقارير الدول الأعضاء بشأن التقدم المحرز للإستراتيجية العربية للصحة والبيئة ودليل عملها وتعميم تلك التقارير على الدول الأعضاء للاستفادة والاسترشاد بها.
وتقدم الوزير بخالص التحية والتقدير للسادة الأطباء الفائزين بجائزة الطبيب العربي للعام الحالي متمنياً لهم دوام النجاح والتوفيق في رسالتهم الإنسانية السامية، حيث قام بتكريم الطبيب المصري الدكتور أحمد عبد الرحمن شقير أستاذ أمراض الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، الفائز بالمركز الأول، والدكتور نجيب بن أحمد رئيس قسم طب الشغل بمستشفى فرحات حشاد، بالجمهورية التونسية الشقيقة والفائز بالمركز الثاني والسيدة الدكتورة "أفلين حتي" مديرة المركز الطبي في الجامعة الأمريكية بالجمهورية اللبنانية الشقيقة والفائزة بالمركز الثالث، مؤكدا على أنهم كانوا قدر المسئولية حيث بذلوا كل الجهد الإنساني والطبي لخدمة مواطني دولهم، وكان لزاماً علي مجلس وزراء الصحة العرب أن يقابل هذا الجهد العظيم بالتكريم الذي يستحقونه عن جدارة واقتدار، فهم فخر لكل الدول العربية وللأنظمة الصحية العريقة التي تثبت أن لديها من الكوادر العلمية والطبية ما يؤهلها لأن تصبح في مصاف الأنظمة الصحية المتقدمة، داعيا الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب إلى تعميم السير الذاتية للسادة الأطباء الفائزين على الدول العربية الأعضاء ليسترشد بها شباب المنظومة الصحية العربية في مسيرتهم العلمية والعملية، وليكونوا خير مثال لهم في عطائهم وجهودهم.
وفي ختام كلمته، أكد الوزير على ضرورة تضافر الجهود العربية المشتركة في تعزيز ودعم التعاون الصحي والاجتماعي بما يحقق الرفاه الصحي لمواطني الدول العربية تحت مظلة جامعة الدول العربية؛ وتحت رعاية السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي لا يتوانى عن دعم عمل مجلس وزراء الصحة العرب والأجهزة المنبثقة عنه لاتخاذ ما يلزم من قرارات وتوصيات تصب في صالح الجمع العربي، متوجها بخالص الشكر إلى السيدة السفيرة هيفاء أبو غزالة التي لا تدخر جهداً في سبيل إنجاح العمل العربي الصحي المشترك، وإنجاح أعمال مجلس وزراء الصحة العرب ليحقق أهدافه ومقاصده كأحد الأذرع الفعالة لجامعة الدول العربية.
حضر الاحتفال المستشار ميساء هدمي المشرف على إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بجامعة الدول العربية والسفيرة مريم الكعبي سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مصر.
يذكر أنه على هامش الاحتفال بيوم الصحة العربي عقدت جلستي عمل، الأولى بعنوان "تأثير المناخ على أنظمة الرعاية الصحية" والثانية بعنوان "قطاع الرعاية الصحية في ظل تغير المناخ: بناء الاستدامة والصمود"
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة المنصورة وزير الصحة جامعة الدول العربية افتتاح مستشفى أحمد أبو الغيط وزير الصحة والسكان لجامعة الدول العربیة التغیر المناخی الرعایة الصحیة الصحة العربی
إقرأ أيضاً:
اجتماع بالجامعة العربية لتحديث الاستراتيجية العربية للرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة
أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، خلال اجتماع اللجنة العربية للرعاية الصحية الأولية الذي عُقد اليوم بمقر الأمانة العامة، على أهمية تحديث الاستراتيجية العربية لتطوير الرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة، تنفيذًا لقرار مجلس وزراء الصحة العرب رقم (4) الصادر عن الدورة العادية الستين (جنيف – مايو 2024).
ورحّبت الأمانة العامة بالمشاركين من ممثلي الدول الأعضاء وخبراء المنظمات الدولية، معربة عن تقديرها للتعاون المثمر مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، الذي يسهم في دعم الجهود العربية الرامية إلى تعزيز تكامل برامج الصحة الإنجابية ودمج خدمات مكافحة العنف ضد النساء والفتيات ضمن منظومة الرعاية الصحية الأولية، بما يحقق الأمن الصحي للمجتمعات العربية.
وشددت الكلمة على أن تبنّي مفهوم الرعاية الصحية الأولية لم يعد مقتصرًا على تقديم الخدمات الأساسية، بل أصبح نهجًا شاملًا للإصلاح الصحي يهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة والسيطرة على الأمراض السارية وغير السارية وخفض معدلات وفيات الأمهات والأطفال. كما أشارت إلى أن إعلان المآتا لعام 1978 كان نقطة تحول في مسيرة الصحة العالمية، تلاه اعتماد أهداف التنمية المستدامة التي جعلت من الصحة والرفاه محورًا رئيسيًا في أجندة 2030.
وأوضحت الأمانة العامة أن مجلس وزراء الصحة العرب أولى اهتمامًا كبيرًا بتطوير الرعاية الصحية الأولية، مستعرضة أبرز القرارات الصادرة عنه منذ عام 2009، والتي دعت إلى تحسين مستوى الخدمات الصحية، وتطبيق نموذج طب الأسرة، وتخصيص الموارد اللازمة وفق معايير منظمة الصحة العالمية، وتفعيل دور المجتمع المدني والقطاع الخاص في تعزيز منظومة الرعاية. كما أشارت إلى إعلان الكويت الصادر عن القمة الاقتصادية العربية عام 2009، الذي أكد على أهمية التوسع في مشروعات الرعاية الصحية الأساسية ومكافحة الأمراض غير المعدية وتحقيق الأمن الدوائي العربي.
وأكدت الكلمة أن الاستراتيجية العربية للرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة (2011–2016) كانت مرجعًا أساسيًا لعدد من الدول العربية في تطوير سياساتها الصحية، إلا أن المستجدات الإقليمية والدولية تفرض اليوم تحديثها لمواكبة الواقع الجديد الذي فرضته تحديات كجائحة كوفيد-19، والعبء المتزايد للأمراض غير السارية، والتغيرات الديموغرافية، إضافة إلى التطورات الرقمية التي توفر فرصًا لتعزيز كفاءة الخدمات الصحية.
وأشارت الأمانة العامة إلى أن الهدف من الاجتماع لا يقتصر على استعراض ما تحقق في الماضي، بل يهدف إلى رسم خريطة طريق لمستقبل الرعاية الصحية الأولية في العالم العربي، من خلال ترسيخ التغطية الصحية الشاملة، وتعزيز نماذج الرعاية القائمة على طب الأسرة، والاستثمار في القوى العاملة الصحية، وزيادة الموارد المخصصة للقطاع الصحي، وتفعيل الشراكات مع المجتمع المدني والمنظمات الدولية.
واختتمت الكلمة بالتأكيد على أهمية بلورة توصيات عملية قابلة للتنفيذ تعكس التحديات الواقعية للدول العربية، مشيرة إلى أن هذه التوصيات ستكون موضع بحث في الدورة المقبلة لمجلس وزراء الصحة العرب، وستشكل ركيزة للمؤتمر العربي رفيع المستوى المزمع عقده في جمهورية العراق. كما أعربت الأمانة العامة عن تقديرها لجهود وزارات الصحة العربية وشركائها، مؤكدة أن التعاون والتكامل هو السبيل الأمثل لتحقيق الأمن الصحي للمواطن العربي.