الجزيرة:
2025-05-30@15:09:38 GMT

تجربة الاقتراب من الموت.. دراسة تكشف ما يراه الناجون

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

تجربة الاقتراب من الموت.. دراسة تكشف ما يراه الناجون

ما الذي يحدث بالضبط في الدماغ عندما يتم إنعاش شخص كان على وشك الموت؟ سؤال يتردد لما وصف أنه "تجربة الاقتراب من الموت" والذي يجيب عنه الذين أوشكوا على الموت ودخلوا في الغيبوبة، ثم قدر لهم النجاة.

وكشفت دراسة حديثة على الناجين من السكتة القلبية عن ما يمرون به ويشعرونه.

وقد أجراها باحثون من الولايات المتحدة وبريطانيا بقيادة الدكتور سام بارنيا، ونشرت بمجلة الإنعاش (resuscitation journal) وكتب عنها موقع "إن بي سي نيوز".

السكتة القلبية

ووجد الباحثون أن ما يقرب من 40% من الناجين من السكتة القلبية -الذين يخضعون للإنعاش القلبي الرئوي- لديهم ذكريات أو تجارب تشبه الحلم أو نوعا من الإدراك حتى عندما يكونون فاقدي الوعي. علاوة على ذلك، تُظهر موجات الدماغ علامات نشاط تشير إلى الوعي لمدة تصل أحيانا إلى ساعة أثناء الإنعاش.

والسكتة القلبية "التوقف القلبي" (Cardiac Arrest) حالة يتوقف فيها القلب عن العمل، وأعراضها: عدم استجابة المصاب عند الضرب على كتفه، عدم تنفسه بشكل طبيعي أو توقف التنفس.

وعلى عكس النوبة القلبية، التي يستمر فيها القلب بالنبض رغم الانخفاض في تدفق الدم، فإن المصاب بالسكتة القلبية يكون دائما فاقدا للوعي. والإنعاش القلبي الرئوي هو الطريقة الوحيدة لإبقاء الشخص على قيد الحياة حتى يتم صعق القلب وإعادته إلى الإيقاع الطبيعي باستخدام مزيل الرجفان.

ويقول الدكتور بارنيا "لا يوجد شيء أكثر خطورة من السكتة القلبية لأنهم يتأرجحون حرفيا بين الحياة والموت، وهم في غيبوبة عميقة ولا يستجيبون لنا جسديا على الإطلاق".

وأضاف "ما يصل إلى 40% من الناس لديهم بالفعل تصور بأنهم كانوا واعين إلى حد ما".

يمكن أن يكون هذا التصور مجرد شعور غامض بأن شيئا ما يحدث من حولهم. ومع ذلك، أبلغ 6 مرضى بالدراسة عما أسماه الباحث "تجارب الموت المتسامية" أو ما يعتقده الكثير من الناس أنه تجربة الاقتراب من الموت.

وقال بارنيا "ربما خضعوا لمراجعة لحياتهم، وربما ذهبوا إلى مكان شعروا فيه وكأنهم في وطنهم، وما إلى ذلك".

مطاردة الشرطة

وتذكّر العديد من المرضى جوانب العلاج الطبي، مثل الألم أو الضغط لدى الأطباء. وتذكر آخرون أحاسيس تشبه الحلم، مثل مطاردة الشرطة لهم أو الوقوف تحت المطر.

وكان لدى بعض الناجين ذكريات إيجابية، مثل رؤية ضوء أو نفق أو أحد أفراد الأسرة، أو الشعور بمشاعر قوية، مثل الحب والطمأنينة والسلام. لكن البعض كان لديه شعور بالانفصال عن الجسد، والاعتراف بأنهم ماتوا أو لديهم أوهام حول "وحوش" أو شخصيات مجهولة الهوية.

وفي الدراسة الأولى من نوعها، قام بارنيا وزملاؤه بمراقبة 567 شخصا خضعوا لإنعاش السكتة القلبية في 25 مستشفى. وقد نجا أقل من 10% من المرضى، لأن السكتات القلبية غالبا ما تكون مميتة، حتى عندما يكون الأطباء على أهبة الاستعداد لإجراء الإنعاش القلبي الرئوي. وتمكن الباحثون من مقابلة 28 من أصل 53 ناجيا.

وأفاد 11 منهم أن لديهم ذكريات أو تصورات تشير إلى بعض الوعي على الأقل أثناء عملية الإنعاش. وقام الباحثون أيضا بقياس الأكسجين في الدماغ والنشاط الكهربائي لدى بعض المرضى، ووجدوا موجات غاما ودلتا وثيتا وألفا وبيتا مما يشير إلى بعض الوظائف العقلية أثناء الإنعاش القلبي الرئوي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: السکتة القلبیة القلبی الرئوی

إقرأ أيضاً:

الكتابة في زمن الحرب.. هكذا يقاوم مبدعو غزة الموت والجوع

غزة– "كيف يكون للموت ظل؟، هل يُرى الموت من الأصل؟، هل هو مادي يمكننا الشعور بوجعه وقهره؟، هل يموت الإنسان مرة واحدة فقط؟"، وتساؤلات كثيرة أخرى يجيب عنها الروائي الشاب أمير العجلة في روايته" "ظل الموت"، التي كانت أفكارها وليدة ما تراه عيناه، والظروف القهرية التي عايشها منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2023.

خارج حدود غزة لا يمكن الإجابة على هذه الأسئلة، أما داخلها فإننا أفصح من يجيب عليها، ويضيف العجلة (26 عاما) في حديثه للجزيرة نت: "إن للموت ظلا قد انعكس علينا ممن خذلنا، ورأيناه في كل موت وقهر وعذاب، وفي كل نزوح وطابور وقفناه، وفي قرصة جوع، وفي كل ركض ركضناه تحت آلة الموت التي ما زالت تفتك بنا".

"ثم إننا نموت مع كل دمعة طفل، ومع كل عجز كهل، ومع كل صرخة ثكلى.. ثم يأتينا الموت الأكبر ويقضي على كل متاعبنا وأوجاعنا"، يقول العجلة.

"ظل الموت" رواية حديثة للروائي الشاب أمير العجلة كتبها في خيمة النزوح وتحت القصف وقرصات الجوع (الجزيرة) ظل الموت

هذه "ظل الموت" الرواية التي تحدث فيها العجلة "عن دمعة الطفل الملتهبة التي يمكنها أن تحرق الكوكب كله، وعن قهر النزوح، وعن وجع الطوابير وآلامها، وعن الخذلان الذي نعيشه على مرأى ومسمع العالم كله (..) وهنا اتضح لي كيف ضاعت فلسطين، وظهر أن الفرق بين نكبتنا الأولى وهذه النكبة التي نعيشها: أن نكبتنا هذه تصور بأحدث الكاميرات وبدقة عالية لعالم كفيف لا يرى أو أنه يتعامى".

وعن فكرة هذه الرواية، التي أصدر العجلة الجزء الأول منها في 270 صفحة، ويعكف على كتابة الجزء الثاني، يقول: "إننا لا نحتاج إلى فكرة معينة في ظل قتامة الواقع والظروف التي نعيشها ونقاسي بها .. أنا أكتب الأشياء التي تشبهنا، أكتب واقعنا وظروفنا، أكتب ظروفنا وقهرنا وصرخاتنا، ألتقط الفكرة من صاروخ يمتزج غباره بقتار الشاي، ومن كيس طحين يعجن بالدم والأشلاء، ومن طابور يصرخ فيه الطفل صرخة خذلان تشق السماء ولا يسمعها أي عربي".

وبرأيه: "تبدأ الحكايات دائما من عمق الألم، فالألم يصنع منا المعجزات. تبقى قصصنا حية، حتى وإن غبنا، لأننا نكتبها بالروح لا بالحبر"، ويضيف: "لطالما أراد الاحتلال أن يحولنا إلى أرقام، إلى مجرد إحصائيات في تقارير الموت، لكننا نرفض. نحن نواجه قسوة الحياة بإصرار لا يلين، ونحمل في قلوبنا ما يكفي من الأمل لتغيير الواقع".

إعلان الكتابة مقاومة

لم تكن "ظل الموت" أول نتاج أدبي لهذا الروائي الشاب، الذي تزوج خلال الحرب والنزوح عن منزله المدمر في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ويقول إن الحرب دمرت بيت أحلامه وتركته يبدأ حياته الزوجية في خيمة على قارعة الطريق، يصفها بوجع أنها "خيمة بيضاء كأنها قبر يحتويني وأنا حي (..) إن الخيام مقابر الذين لم تقتلهم الحرب".

صدر للعجلة -سابقا- رواية "إلا أن يسجن أو عذاب"، تحدث فيها عن ما يقاسيه الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال، وعن أوجاعهم وتعذيبهم وإذلالهم في معتقلات الموت.

وله رواية عنوانها "مرفوض بالفطرة"، تتناول الواقع الاجتماعي الصعب الذي كان ينقض على صدر فئة الشباب في غزة، ومعاناتهم ومشاكلهم المتراكبة في التعليم واختيار شريك الحياة وتكاليفهم.. ونزيف الهجرة الذي عانت منه هذه المدينة المكلومة.

وعن الكتابة في ظل الحرب والنزوح، يرى العجلة أن "المكلومين أفصح من نطقوا بألفاظ الوجع، فلا يجد الخائف ما يربت على قلبه سوى كلماته التي يدونها"، ويضيف: "ثم إن أدب الحرب والخوف ما هو إلا نزيف لأرواحنا لا يندمل، ندوّنه على صفحات القهر والوجع، على صفحات الخذلان والآلام التي نتجرعها على مرأى ومسمع العالم، جهارا نهارا دون أن يحرك أحد ساكنا".

أمل أبو سيف: رغم قسوة الحرب يجب أن لا نسمح لها بكتم أصواتنا (الجزيرة) البداية حلم

وبدأت العشرينية أمل محمد أبو سيف حكايتها بحلم وانتهت برواية، وعنها تقول للجزيرة نت: "روايتي ولدت من قلب مدينة موجوعة .. مدينة تُسرق أحلامها كل يوم، ورغم كل شيء ما زلنا نحب الحياة، نُحسن التمسك بالأمل، ونعيد بناء الحلم من تحت الركام".

يكتب القدر لـ"أثير" النجاة من تحت الركام بعد غارة جوية إسرائيلية. لا تزال لديها بقية من حياة على هذه الأرض. تنفض عن نفسها غبار ركام البيت، الذي كان قبل لحظات من الغارة يعج بالحياة والضحكات والذكريات.

إعلان

فقدت "أثير" شقيقتها ومنزلها، ودفنَت الكثير من ذكرياتها تحت الأنقاض، لكن هذا ليس كل شيء سيئ حدث مع هذه الفتاة العشرينية، فقد لاحقتها الغارات الإسرائيلية، توقع مجزرة تلو أخرى في كل مكان تهرب إليه بحثا عن أمان مفقود.

"أثير" هي بطلة رواية أبو سيف (22 عامًا)، واسمها "أثير غزة"، وتقول مؤلفتها إنها تعيش فيها مشاعر كل فتاة فلسطينية في ظل الرعب وصنوف الموت المختلفة التي خلقتها الحرب.

احتلت معاناة المرأة في غزة مساحة كبيرة من رواية "أثير غزة" للروائية الشابة أمل أبو سيف (الجزيرة)

جمعت أبو سيف في شخصية "أثير" أشكالا كثيرة ومركبة من الآلام التي تعصف بالنساء في غزة، وهن الضحايا الأبرز لجرائم الحرب الإسرائيلية. وقد احتلت المرأة مساحة واسعة من رواية "أثير غزة"، وهي المولود الروائي الأول لهذه الروائية الشابة.

ومن بين نساء الرواية تبرز "الخالة آمنة" التي تمثل المرأة الصابرة المرابطة المتمسكة بأرضها ووطنها، وهذه الخالة كما صورتها أبو سيف هي فلسطينية طاعنة بالسن رسمت تجاعيد وجهها خارطة وطن لا تزال تتمسك بأمل تحرره من المحتل، وترفض كل مخططات الهجرة منه.

وترى أبو سيف نفسها من ضمن شخصيات روايتها، وهي التي تعيش في مخيم "النصيرات" للاجئين وسط القطاع، أحد أكثر المناطق تعرضا لنيران قوات الاحتلال، وقد شهد مجازر مروعة منذ اندلاع الحرب، واضطرت أمل مع أسرتها لخوض تجربة النزوح.

ورغم أنها تلمست قدراتها الكتابية منذ صغرها، فإن "وحي الكتابة" ألهمها تأليف روايتها الأولى خلال الحرب، رغم حجم الضغوط الحياتية الهائلة.

وتقول أبو سيف: "كتبت أثير غزة إفراغا لما في قلبي، واحتجاجا صامتا على واقع لا يحتمل"، وبعزيمة قوية تضيف: "لا ينبغي لهذه الحرب بكل ضجيجها وقسوتها أن تكست أصواتنا".

الكاتب والروائي يسري الغول: نكتب لننجو بأفكارنا ومعتقداتنا وليس للنجاة بأجسادنا (الجزيرة) سيرة الجوع والوجع

"عزيزي القارئ .. أدعوك أن تذهب نحو الشرفة أو النافذة.. تأمل البيوت الملاصقة لبيتك، الشوارع بأزقتها وتفرعاتها، الأشجار الباسقة، أعمدة الإنارة، الإشارات الضوئية، خط المشاة، الإعلانات، السيارات الفارهة والعربات المتهالكة. ركز جيدًا في تفاصيل الأشياء هناك ثم عد إلى شقتك/غرفتك وأعط عينيك فرصة تأمل الجدران، لون الطلاء والصور، اللوحات وشهادات التقدير والتكريم، الأرائك والكراسي الجميلة، فناجين القهوة وعلب الحلوى، ثم قبل أن تغتسل بالحزن معي، اذهب نحو فراش زوجتك وأطفالك، قبلهم كأنك ستراهم للمرة الأخيرة، عانقهم بحرارة، ثم تعال معي متوضئًا لنتلو صلاتنا في هذا اليباب العظيم".

إعلان

هذه الكلمات خطها الروائي يسري الغول على غلاف كتابه: "نزوح نحو الشمال.. سيرة الجوع والوجع"، وهي يوميات تمثل معايشة حقيقية، ويقول للجزيرة نت: "لا أعرف إن كنت محظوظا بصمودي في شمال قطاع غزة أم لا؟، فأنا لم أنزح باتجاه جنوب وادي غزة رغم كل عوامل الضغط والإرهاب الإسرائيلي في الشمال، لأكون شاهدًا على جرائم الاحتلال التي حدثت هنا، ولأخط بقلمي تجربة الجوع التي تعرضنا لها، بشكل لم يكن لأحد أن يتخيله حتى في أسوأ الكوابيس".

"ولم أكن في لحظة كتابة هذه اليوميات على يقين من النجاة، وما زلت، لأن قذائف الهاوتزر وطائرات الاستطلاع (الزنانة) لا تتوقف، لدرجة أنها باتت جزءا من الروتين اليومي، وربما أكون الرقم التالي من الشهداء، الذين يموتون بالمئات يوميا، بشكل يدعو إلى السخرية، كأن يذهب شاب إلى صالون حلاقة من أجل تجهيز نفسه لليلة العمر، فيستهدف المكان ليموت الجميع في مشهد عبثي"، والحديث للغول أحد أشهر أدباء غزة والحاصل على جوائز محلية ودولية عن أعمال ترجمت لعدة لغات.

ويتابع: "وكأن يصطف الأطفال في طابور طويل لأجل الحصول على وجبة طعام، فتقصف دراجة نارية محاذية للمكان، لتتناثر الشظايا وتخترق أحلام الأطفال وحيواتهم. وكأن تمشي في طريق فارغ نحو اللامكان، فتلقي طائرة كواد كابتر قنبلة شديدة الانفجار فوق جسدك الضعيف، ربما يحدث كل هذا لأجل التسلية فقط بين جنود في ثكنة بعيدة، يستغلون التكنولوجيا في ممارسة لعبة الموت".

وقد يعتقد البعض أن "الكلام أمام تعطش الآخر للدم قد لا يكون مهمًا اليوم"، لكن الغول يؤمن بأنه "بالتأكيد سيظل وصمة عار في جبين القتلة، يسجل للتاريخ حقبة مظلمة من تاريخ الإنسانية".

ويقول الغول: "أنا لا أهتم بشيء سوى نقل الوجع والرسالة، لأنني مؤمن أنه يجب أن يكون هناك مجنون يلقي بالقنبلة في وجه جميع الأنظمة المتواطئة والنخب المتزلفة والشعوب العاجزة عن الحراك الغارقة في الصمت".

إعلان

وما أهمية الكتابة في زمن الحرب؟، يجيب الغول، وهذا كتابه الرابع تحت نيران الموت، قتلا وجوعا: "إن الكتابة في ظل الحرب هي بمثابة القشة التي نتعلق بها، ونحاول من خلالها الوصول إلى بر الأمان ليس بأجسادنا وإنما بأفكارنا ومعتقداتنا وبنقل مظلوميتنا إلى العالم".

مقالات مشابهة

  • الكتابة في زمن الحرب.. هكذا يقاوم مبدعو غزة الموت والجوع
  • طولان: مسؤولو الرابطة ليس لديهم تاريخ.. وهذه المادة "كارثة"
  • ألواح شوكولاتة Ferrero Rocher و Raffaello تتصدر التجارب الحسية في دراسة فريدة عن الترف
  • دراسة علمية تكشف المفتاح.. فقدان 30 بالمئة من الوزن في أسبوع واحد
  • ارتجال
  • منة عدلي القيعي تكشف لأول مرة عن واقعة نجاتها من الموت| تفاصيل
  • الكلاب بديلاً..! دراسة تكشف عن سبب عزوف الغرب عن الإنجاب
  • تحدث بعد 3 أيام فقط.. تحذير من أضرار قلة النوم| دراسة تكشف التفاصيل
  • جريمة تهز بغداد.. إعدام رجل عذّب طفلة حتى الموت بسبب بكائها
  • تحذير للرجال .. دراسة جديدة تكشف مفاجأة عن القلب المنكسر