البرلمان الأوروبي يتّهم باكو بـالتطهير العرقي في ناغورني كارباخ
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
عواصم "أ.ف.ب ":اتهم أعضاء البرلمان الأوروبي اليوم الخميس أذربيجان بتنفيذ "تطهير عرقي" بحقّ السكان الأرمن في منطقة ناغورني كارباخ، داعين الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على باكو.
وفر تقريبًا جميع سكان ناغورني كاراباخ الأرمن البالغ عددهم 120 ألف نسمة تقريبا من المنطقة الانفصالية منذ استعادتها أذربيجان عقب هجوم خاطف الشهر الماضي.
وقال البرلمان الأوروبي إنه يعتبر أن "الوضع الراهن يرقى إلى تطهير عرقي"، مضيفا أنه "يدين بشدّة التهديدات والعنف الذي ترتكبه القوات الأذربيجانية".
ودعا المشرّعون الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى "فرض عقوبات مستهدفة على أفراد في الحكومة الأذربيجانية" على خلفية الهجوم واتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان في ناغورني كارباخ.
كما حضّوا الكتلة على "خفض اعتماد الاتحاد الأوروبي على صادرات الغاز من أذربيجان" وطالبوا بروكسل بمراجعة علاقاتها مع البلاد.
والقرار الذي وافق عليه 491 مشرّعا مقابل تسعة، لا يلزم الاتحاد الأوروبي باتخاذ أي تدبير، لكنه سيغضب باكو التي نفت بشدة الاتهامات بالتطهير العرقي ودعت أرمن ناغورني قره باغ علنا إلى البقاء و"إعادة الاندماج" في أذربيجان.
ويقول دبلوماسيون أوروبيون إن فرض عقوبات على أذربيجان ليس مطروحا في الوقت الحالي، وقد تتّخذ إجراءات فقط في حال تفاقم الوضع.
وكثف الاتحاد الأوروبي وارداته من الغاز الطبيعي من أذربيجان مع ابتعاده عن روسيا منذ تدخلها في أوكرانيا.
في هذه الاثناء، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الخميس أن الاتحاد الأوروبي سوف سيضاعف دعمه الانساني لأرمينيا إلى10.4 مليون يورو (10.9 مليون دولار).
وقالت لدى وصولها لحضور اجتماع يضم نحو 50 مسؤولا أوروبيا في غرناطة بإسبانيا" نحن ندعم بشدة أرمينيا و ندعم احتياجاتها الانسانية".
وكان نحو 100 ألف من الأرمن قد فروا إلى أرمينيا، بعد أن شنت أذربيجان عملية عسكرية للسيطرة على منطقة ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها في أ سبتمبر الماضي.
وقالت فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي سوف يقدم 15 مليون يورو كدعم لموازنة أرمينيا.
وأضافت" سوف نناقش ما يمكن أن نقوم به غير ذلك لدعم أرمينيا في هذا الوضع الصعب".
من جهته، أكّد مستشار للرئيس الأذربيجاني اليوم الخميس أن باكو مستعدّة لإجراء محادثات مع أرمينيا بوساطة الاتحاد الأوروبي، حتى لو لم تحضر أذربيجان قمة المجموعة السياسية الأوروبية في إسبانيا حيث من المقرر أن يُثار النزاع في منطقة ناغورني كارباخ.
وقال المستشار الرئاسي حكمت حاجييف على منصة "إكس" إن "أذربيجان مستعدة للمشاركة قريبًا في بروكسل في اجتماعات ثلاثية بين الاتحاد الأوروبي وأذربيجان وأرمينيا".
وندّد بـ"سياسة العسكرة" التي تمارسها فرنسا في جنوب القوقاز والتي دفعت بلده وفق قوله إلى رفض المشاركة في قمة غرناطة، بالإضافة إلى تعامل الاتحاد الأوروبي مع المنطقة وغياب تركيا عن القمة.
لكن ذلك لا يعني أن باكو "ترفض المحادثات مع أرمينيا"، وفق قوله.
من جهة اخرى، أعلنت أذربيجان الخميس أنها اعتقلت رئيسا سابقا لجيب ناغورني كارباخ الانفصالي الذي سيطرت عليه عقب الهجوم الخاطف الذي شنته باكو الشهر الماضي.
وقالت أذربيجان إنها اعتقلت أراييك هاروتيونيان الذي استقال قبل وقت قصير من هجوم باكو "بشبهة شن حرب عدوانية" على أذربيجان وارتكاب جرائم حرب، على ما ذكر المدعي العام وجهاز الأمن في بيان مشترك.
وامس ، دانت وزارة الخارجية الأرمنية "بشدة" أذربيجان لاعتقالها عددا من القادة الانفصاليين من ناغورني كارباخ.
وترأس هاروتيونيان البالغ 49 عاما الحكومة الانفصالية خلال النزاع المسلح عام 2020 بين باكو ويريفان الذي اندلع للسيطرة على المنطقة الجبلية، وتنحى عن منصبه مطلع سبتمبر، قبل وقت قصير من هجوم باكو.
واعتُقل العديد من ممثلي السلطات السابقة والقيادة العسكرية في ناغورني كارباخ من بينهم روبن فاردانيان الذي ترأس الحكومة الانفصالية في المنطقة بين نوفمبر 2022 و فبراير.
ودعت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى احترام حقوقه، فيما أعرب أولاده عن "خشيتهم على حياته وصحته".
وأكدوا أنه ليست لديهم أي معلومات عن ظروف اعتقاله.
وقال وزير الخارجية الأرمني إن البلاد "ستتخذ كل الخطوات الممكنة لحماية حقوق ممثلي ناغورني قره باغ الذين اعتقلوا بطريقة تعسفية".
وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أعلنت مساء الثلاثاء الماضي أن باريس "وافقت" على تسليم معدات عسكرية لأرمينيا التي ترغب في حماية نفسها من جارتها أذربيجان.
وتواجهت الدولتان الواقعتان في منطقة القوقاز في جولات معارك متكررة أعقبت سقوط الاتحاد السوفياتي قبل ما يزيد عن ثلاثة عقود.
وبعد أسبوعين على هجوم خاطف شنته قوات أذربيجان على ناغورني قره باغ دافعة سكان الإقليم الأرمن إلى الفرار، كان المسؤولون الأوروبيون يأملون في استضافة اجتماع بين علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في غرناطة اليوم الخميس، قبل أن يعلن علييف رفضه المشاركة إثر ورود إشارات دعم أوروبية ليريفان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الیوم الخمیس
إقرأ أيضاً:
أوربان: قناعة راسخة لدى الأوروبيين بكارثية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي
أكد رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان أن الرأي العام في أوروبا بدأ يقتنع بأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيخلق تحديات جسيمة يصعب التعامل معها.
وأوضح أوربان أن الأوروبيين يعتقدون بشكل متزايد أن قبول أوكرانيا في الاتحاد سيشكل عبئا كبيرا على المجتمع الأوروبي، قائلا: "السؤال المهم هو إلى أي مدى سيؤثر هذا الرأي على سياسات القادة الأوروبيين".
وتحدث أوربان خلال بث إذاعي محلي قائلا: "عقدت في هنغاريا مؤتمرا على مدى اليومين الماضيين، وتحدثت مع العديد من المشاركين القادمين من دول مثل فرنسا وإيطاليا وبولندا. لاحظت أن هناك قناعة راسخة بين المواطنين الأوروبيين بأن انضمام أوكرانيا سيكون تحديا مستعصيا على الحل بالنسبة لأوروبا بأكملها".
وأضاف أن القضية الأكبر تتعلق "بوضع الديمقراطية الأوروبية، ومدى تأثير آراء الشعوب على مواقف القادة السياسيين".
كما حذر أوربان من العواقب الاقتصادية الخطيرة لانضمام أوكرانيا، قائلا: "سيكون هذا القرار بمثابة كارثة مالية وانتحار اقتصادي. صحيح أن هناك بعض الجوانب التي قد تفيد الشركات الأوروبية مؤقتا، لكن على المدى الطويل، فإن العواقب ستكون مدمرة للاقتصاد الأوروبي، بدءا من هنغاريا ومرورا بالدول المجاورة مثل بولندا ورومانيا".
وأشار إلى أن حكومته أجرت استطلاعا للرأي حول انضمام أوكرانيا، وقد شارك فيه حتى الآن 1.6 مليون مواطن هنغاري.
يذكر أن أوربان قد صرح سابقا بأن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى ضم أوكرانيا قبل عام 2030، لكن القرار النهائي سيكون لهنغاريا كلمة فيه. وحذر من أن هذا الانضمام سيدمر الاقتصاد الهنغاري.
كما اتهم أوربان الاتحاد الأوروبي بأنه لا يريد مساعدة أوكرانيا، بل "استعمارها"، مشيرا إلى أن إجبار كييف على استمرار الصراع هو أحد أساليب هذا الاستعمار. وأكد أن بودابست تدعم الاتحاد الأوروبي، لكنها تعارض التكامل السريع لأوكرانيا، وأنه دون موافقة هنغاريا، لن تتمكن كييف من الانضمام إلى الاتحاد أبدا.