حكم إضافة «سيدنا» قبل الصلاة على النبي.. علي جمعة يشرح الإجابة بالتفصيل
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إننا إذا أردنا الصلاة على النبي بالصيغة الإبراهيمية أو غيرها؛ فينبغي علينا أن نضع قبل اسمه الشريف لفظة (سيدنا) أو (سيدي).
إضافة سيدنا قبل الصلاة على النبيوقال علي جمعة، في منشور على فيس بوك، إنه قد أجمع المسلمون على ثبوت السيادة له صلى الله عليه وسلم، وعلى علميته في السيادة، قال الشرقاوي : فلفظ (سيدنا) علم عليه صلى الله عليه وسلم.
وأوضح، أنه قد ثبت من إطلاقه على نفسه صلى الله عليه وسلم، وعلى حفيده الحسن رضي الله عنه، ومن إطلاق بعض أصحابه عليه في حضرته ولم ينكره، فمنه قوله : (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر) [رواه مسلم] وقوله عن الحسن رضي الله عنه : (إن ابني هذا سيد) [رواه البخاري]، وما ورد أن أحد أصحابه رضي الله عنهم قال له صلى الله عليه وسلم يا سيدي، فعن عن سهل بن حنيف قال : مر بنا سيل، فذهبنا نغتسل فيه، فخرجت محمومًا، فنمي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (مروا أبا ثابت يتعوذ. فقلت : يا سيدي والرقى صالحة. قال : لا رقي إلا من ثلاث : من الحمى، والنفس، واللدغة) [أبودواد في سننه، والنسائي في سننه، والحاكم في المستدرك].
وذكر علي جمعة، أن الفقهاء استحبوا الإتيان بلفظة سيدنا أو سيدي قبل اسمه الشريف حتى في الصلاة والأذان، قال الرملي : (الأفضل الإتيان بلفظ السيادة، كما قاله ابن ظهيرة، وصرح به جمع، وبه أفتى الشارح؛ لأن فيه الإتيان بما أمرنا به وزيادة الإخبار بالواقع الذي هو أدب، فهو أفضل من تركه) [تحفة المحتاج].
صيغة الصلاة على النبيوقال علي جمعة، إن إنفاق كل مجلس الذكر في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم خير عظيم، حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ويؤكد هذا المعنى ما رواه أبي بن كعب كذلك قال : (قال رجل : يا رسول الله، أرأيت ان جعلت صلاتي كلها عليك ؟ قال : إذا يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وأخرتك) [رواه أحمد].
وأوضح، أنه تجوز الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي صيغة المهم أن تشتمل على لفظ الصلاة على النبي، أو صلي اللهم على النبي، حتى وإن كانت هذه الصيغة لم ترد، وإن كانت الصلاة الإبراهيمية أو الصيغة الإبراهيمية في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي أفضلها.
وتابع: واهتم الصحابة رضوان الله عليهم أن يعرفوا صيغة الصلاة عليه فقالو : (يا رسول الله, أما السلام عليك فقد عرفناه, فكيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد, وعلى آل محمد, كما صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد, وعلى آل محمد, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد).
فوائد الصلاة على النبيوأكد أن الصلاة على النبي مفتاح الخيرات، ومرقاة الدرجات، وسبب السعادة في الدنيا والآخرة، فبها تطهر النفس، ويسلم القلب، وينجو العبد، ويغفر له ذنوبه، ويقبلها الله حتى من غير المسلم، وذلك لتعلقها جنابه الجليل، وليس معنى أنه يقبله منها، أنه يثيبه عليها؛ فالثواب وقبول العبادة فرع على التوحيد، وإنما معنى قبولها من غير المسلم أنه إذا طلب من الله أن يصلي على نبيه ويرحمه ويرقيه في درجات الكمال، فإن ذلك سيحدث للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن بغير ثواب له لافتقاده شرط التوحيد.
وأوضح، أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تُطهر النفس من الخبث، وتُشفي القلب من كل مرض يحول بينه وبين ربه، فما زال المؤمن يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يلقى ربه بقلب سليم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (صلوا علي فإن الصلاة علي زكاة لكم) [ابن أبي شيبة في مصنفه، والحارث في مسنده].
وتابع: ورسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في حاجة إلى أن نصلي عليه، بل نحن في حاجة إلى أن نصلي عليه صلى الله عليه وسلم، حتى يكفينا الله همومنا ويجمع علينا خير الدنيا والآخرة، ويغفر لنا ذنوبنا، وقد يسأل السائل كم نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في يومنا وليلتنا، فلا حد للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فينبغي على المسلم أن يجتهد في الصلاة عليه قدر المستطاع، وإن استطاع أن يجعل ذكره كله في الصلاة على النبي فهو خير له.
وذكر أن الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي الله عنه يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : (قلت : يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال : ما شئت. قال : قلت الربع ؟ قال : ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت : النصف؟ قال : ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قال : قلت فالثلثين؟ قال : ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : إذًا تكفى همك ويغفر لك ذنبك) [رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح].
وهكذا نرى أن إنفاق كل مجلس الذكر في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم خير عظيم، حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ويؤكد هذا المعنى ما رواه أبي بن كعب كذلك قال : (قال رجل : يا رسول الله، أرأيت ان جعلت صلاتي كلها عليك ؟ قال : إذا يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وأخرتك) [رواه أحمد].
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صيغة الصلاة على النبي الصلاة على النبي الصلاة على النبی صلى الله علیه وسلم رسول الله صلى الله علیه وسلم له صلى الله علیه وسلم فی الصلاة على النبی رسول الله رضی الله عنه الصلاة علی علی جمعة فهو خیر على آل
إقرأ أيضاً:
ما حكم الوضوء والصلاة لمن يعاني من سلس البول أو الريح؟.. أمين الفتوى يجيب
أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال محمود الذي يعاني من مشكلة سلس البول، ويسأل عن حكم الوضوء عند زيارة عدة مساجد تضم أضرحة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهل عليه التوضؤ عند دخول كل مسجد للصلاة.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن زيارة المساجد التي تضم أضرحة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم مستحبة شرعًا، والدعاء فيها مستجاب، وأن هذا حق شرعي وليس من البدع أو الممنوعات كما يظن البعض.
وبخصوص سلس البول، أكد أن الشريعة أخذت بعين الاعتبار هذه الأعذار، فلا يُطلب منه الوضوء إلا قبل كل صلاة فقط، وليس عند دخول كل مسجد، وأنه يجوز له الصلاة بالوضوء الجديد لفريضة واحدة فقط، ولا يجب عليه الوضوء عند انتقاله من مسجد إلى آخر ما دام ينوي الصلاة.
وأضاف أن خروج الريح خلال الانتقال لا ينقض وضوءه طالما هو من أصحاب العذر، ويُسن له أن يتوضأ بمجرد سماع أذان الصلاة ويصلي فورًا.
وأوضح الشيخ محمد كمال، بأن هذه التيسيرات جاءت رحمة من الله لعباده، خاصة أصحاب الأعذار، ويجب أن يستمروا في أداء عباداتهم دون مشقة أو حرج، مع المحافظة على شروط الوضوء والصلاة المقررة شرعًا.