جريدة الوطن:
2025-05-23@04:22:15 GMT

الكيان الصهيوني يحتضر

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

الكيان الصهيوني يحتضر

متابعة حركة التاريخ وحالة التدافع بَيْنَ الاحتلال الصهيوني وأصحاب الأرض الأصليِّين من أبناء الشَّعب الفلسطيني تستنبط بعض الحقائق الواضحة والمؤكَّدة بأنَّ هذا الكيان بدأ يحتضر ويقترب من ساعة الزوال. بعدما حدَث تحوُّل نوعي لافت في إطار الصراع من خلال بروز قوى المقاومة الشَّعبيَّة الَّتي تشكَّلت على السَّاحة الفلسطينيَّة، ففي العام الأربعين لقيام دَولة الاحتلال؛ أي في العام 1987م اشتعلت شرارة الانتفاضة الأولى الَّتي سُمِّيت انتفاضة الحجارة وبدأ معها جيل جديد من أبناء الشَّعب الفلسطيني يناضل من أجْل التحرير ، مؤكدا حقيقة واحدة وهي أنَّ الشَّعب الفلسطيني ماضٍ في مشروعه التحرُّري متمسكًا بقضيَّته العادلة وحقوقه المشروعة، وسوف يستعيدها بفعل نضاله الوطني، رغم استمرار الاحتلال في زيادة الاستيطان بالضفَّة، بالمقابل أصبح قِطاع غزَّة هو القاعدة الرئيسة للمقاومة، وحاول الاحتلال لاحقًا السيطرة على هذا التحوُّل الاستراتيجي للمقاومة في قِطاع غزَّة من خلال المعارك والاجتياحات الَّتي نُفِّذت على القِطاع منذ عام 2008م .


اليوم اختلف المشهد تمامًا فالمقاومة ضربت موعدًا جديدًا سجَّلت فيه المقاومة تاريخًا مفصليًّا في يوم السَّابع من أكتوبر عام 2023م، حيث أقْدَمت كتائب القسَّام على عمليَّة نوعيَّة نقلت المعركة إلى الأراضي المحتلَّة بالسيطرة على عدد من القواعد والمستوطنات، و لَمْ يتجرأ جيش الاحتلال التقَدُّم داخل قِطاع غزَّة، وباءت محاولة جسِّ النبض قَبْل أيَّام بالفشل، فقَدْ أصبح أغْلَب جنود الاحتلال مرعوبين فاقدي الثقة بقياداتهم، ، وحتَّى هذه اللحظة وبعد مُضي عشرين يومًا على العدوان لَمْ يتمكَّن الاحتلال من الإقدام على المجابهة البرِّيَّة، وهذا يعني أنَّنا أمام جيش مهزوم نفسيًّا مرعوب من المواجهة رغم الحشد المادِّي والمعنوي من قِبَل قوى الاستعمار الدَّاعمة لهذا الكيان اللقيط. كما أنَّ هذه المواجهة أكَّدت أنَّ مستقبل الاحتلال في فلسطين بات مجهولًا وقَدْ بدأت طلائع الهجرة العكسيَّة كنتيجة لحالة الرعب من المستقبل في ظلِّ تلك التطوُّرات على صعيد المواجهة مع المقاومة، وبالتَّالي فإنَّ دَولة الاحتلال الصهيوني الَّتي تزعم أنَّها القوَّة الرابعة عالَميًّا لَمْ تضْمَن مستقبلًا آمنًا لمستوطنيها في فلسطين؛ وقَدْ ذكر قادة الاحتلال ومنظِّروه وحاخاماته عقدة العَقد الثامن، فلَمْ يسبق لأيِّ دَولة صهيونيَّة تجاوز عمرها العام الـ80، وبالتَّالي فهذا الكيان يعيش في حالة رعب وعدم ثقة أكَّدتها المواجهة الأخيرة معركة طوفان الأقصى .
أعلنت قوى الاستعمار الغربيَّة وقوفها ودعمها للجريمة الفجَّة في قِطاع غزَّة ورفضت وقف إطلاق النَّار وهي تُنفِّذ الحملة الصليبيَّة العاشرة بعد حملتها التاسعة على العراق عام 2003م، اليوم تُنفِّذ حملتها الشرسة على المَدنيِّين في قِطاع غزَّة أمام مرأى العالَم، واستخدمت مختلف الذخائر والقنابل في حملة إبادة وتطهير عرقي، فقامت بمسح مربَّعات سكنيَّة عن وجْه الأرض وطمَرت معها كُلَّ مَا بها من أطفال ونساء وشَعب أعزل، في حملة إبادة عنصريَّة تتعارض مع كُلِّ الأعراف والقِيَم الإنسانيَّة الدوليَّة؛ وبالتَّالي فإنَّ هذه التحشد الغربي لمساندة كيان الاحتلال يؤكِّد حقيقة واحدة أنَّ قوى التحالف الغربي المُجرِمة أدركت في هذه اللحظة أنَّ هذا الجسم الغريب قَدْ حانت لحظة زواله واستئصاله، وهذا يعني استئصال مشروع استيطاني تمَّ زرعه منذ 75 عام، ومهَّدت له قوى الاستعمار منذ مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897م وشرَّعته بمؤامرة وعد بلفور عام 1917م. وبعد مرور سبعة عقود وانتصار حركة النضال الوطني الفلسطيني وانتصار إرادة المقاومة الفلسطينيَّة الَّتي زعزعت كيان الاحتلال كان لزامًا أن تتدافعَ قوى الاستعمار لحماية هذا المشروع السرطاني الَّذي حانت لحظة زواله واستئصاله.
هذا الكيان بدأ مرحلة الاحتضار، ولا شكَّ أنَّ أصحاب القضيَّة ماضون في تحقيق مشروعهم العظيم. وتلك المعركة الَّتي دمَّرت كُلَّ شيء في قِطاع غزَّة لم تتمكَّن من النَّيْل من رجال المقاومة الَّذين زكُّوا أنفُسَهم في سبيل الله، ونفَّذوا أوامره وتعاليمه من أجْلِ المشروع الأعظم وهو مشروع تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. لذا فإنَّ كُلَّ قدرات العدوِّ الصهيوني وداعميه من قوى الإمبرياليَّة الَّذين يهرعون يوميًّا إلى المنطقة لِتقديم الدَّعم المعنوي للكيان العنصري الفاشي لَنْ يتمكَّنوا من مجابهة الله جلَّ جلاله الَّذي يؤيِّد هذه الفئة الصَّابرة الصَّامدة المحتسِبة، وما النَّصر إلَّا من عِند الله، وقَدِ اتضح بالفعل أنَّه بعد 20 يومًا على العدوان الصهيوني واستمرار مجازره بغطاء من قِبَل دوَل العدوان الأميركي الأوروبي لَمْ تُحقِّق له هذه الهجمة الإرهابيَّة تدمير موقع واحد لكتائب القسَّام، وكُلُّ ما يتشدَّق به متحدِّث جيش الاحتلال مجرَّد تطمينات ومحاولة لاستعادة الأمن المفقود، والتسويغ لاستمرار الإرهاب بدعم دولي معلن لإسقاط المزيد من الضحايا المَدنيِّين الأبرياء من الأطفال والنساء، وهذا ينمُّ عن حالة فشل وهزيمة نكراء وحالة هبوط للروح المعنويَّة تأكيدًا على أنَّ الكيان الصهيوني بدأ يحتضر، وأنَّ العاقبة للمتَّقين المؤمنين بعدالة قضيَّتهم، فهُمْ بَيْنَ نصر واستشهاد وانتظار لصلاة الفتح في القدس الشريف مدينة السَّلام بالمسجد الأقصى أُولى القبلتَيْنِ وثالث الحرمَيْنِ الشريفَيْنِ، وما النصر إلَّا صبر ساعة، وقَدْ صبرتم وقَدْ آن الأوان لإعلان النصر، فانتظروا يا بني صهيون سنوات سوداء قَبْل انتهاء العقد الثَّامن، وإنَّ غدًا لناظره قريب .
حاملات الطائرات والبارجات الغربيَّة الَّتي جاءت لِتقَدِّمَ الدَّعم السِّياسي والمعنوي للمشروع الصهيوني ، وتحاول إعادة الثقة لأبناء الكيان المحتلِّ المارق، لكن سوف يسجِّل التاريخ أنَّ معركة «طوفان الأقصى» هي نذير شؤم لكُلِّ مَن قوَّى الطّغيان وقَدْ كسَرَ شوكتَها أبطالُ المقاومة الفلسطينيَّة، فهنيئًا لكُمْ أيُّها الأبطال هذا الانتصار العظيم والقادم أدهى وأمَرّ على عدوِّكم، وهنا أوجِّه نداء للمقاومة الباسلة في الضفَّة الغربيَّة بإشعال الأرض من تحت أقدام الصهاينة فهذه المعركة قَبْل الأخيرة الَّتي يعقبها النصر العظيم والفتح المُبِين.
اللهُمَّ انصر إخواننا في فلسطين، اللهُمَّ سدِّد رميَهم، اللهُمَّ ثبِّتهم ومكِّن لهم وحرِّر أرضهم، ، اللهُمَّ احفظ أرضهم وديارهم وأموالهم ودماءهم، اللهُمَّ آمن روعاتهم، اللهُمَّ وعدك الَّذي وعدت بنصرة المجاهدين في سبيلك وهم مجاهدون صابرون محتسبون مظلمون، اللهُمَّ عَلَيْك بأعدائهم فإنَّهم لا يعجزونك، اللهُمَّ سلِّط عَلَيْهم بأسك الشديد الَّذي لا يردُّ عن القوم المُجرِمين، اللهُمَّ أرنا فيهم عجائب قدرتك يا عزيز يا جبَّار.

خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المقاومة ال هذا الکیان الله م

إقرأ أيضاً:

كيف منعتنا صنعاء عن الكُفر بالعروبة؟

 

 

في زمنٍ طغى فيه الصمت الرسمي والخذلان العربي، ارتفعت من صنعاء صرخة الكرامة، لا بالشعارات وحدها، بل بالمواقف الفعلية والتحركات الميدانية.
منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” التي دشّنتها المقاومة الفلسطينية في أكتوبر 2023، وما تلاها من عدوان إسرائيلي غاشم، سجّلت صنعاء حضوراً عربياً نادراً، كسر قاعدة الصمت، ورسّخ معادلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي، عنوانها: “من اليمن يأتي الرد”.
في لحظةٍ كاد فيها اليأس أن يبتلع الوعي العربي، ويكفُر الناس بجدوى الكرامة والنضال، وينحني الجميع لـ”السيد الأمريكي”، برزت حركة أنصار الله من اليمن، كضوءٍ في آخر النفق، تثبت أن العرب لم يُخلقوا للاستسلام، وأن في الأمة نبضاً لم يمت.
لم تكن صواريخها الموجهة نحو الكيان المحتل مجرد أدوات حرب، بل رسائل إيمان: أن المقاومة ممكنة، وأن العدو ليس أسطورة عصية على الهزيمة، وأن الدم العربي لا يزال قادراً على أن يُفاجئ العالم.
لقد أعادت صنعاء تعريف ما يمكن للعربي أن يكونه؛ لا تابعاً ولا مفرّطاً، بل فاعلاً وصلباً؛ وحين اختنق البعض تحت ثقل الهزيمة، فتحت صنعاء نافذة للأمل، ومنعت أمةً بأكملها من الكفر بذاتها وقدرها.
صنعاء تُطلق الصواريخ… والخليج يستقبل ترامب
في مشهد يكشف حالة الانقسام العربي، كانت صنعاء تطلق صواريخها على “إسرائيل”، بينما كانت دول الخليج تفتح أبوابها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال جولته التي بدأها من الرياض بتاريخ 13 /5 /2025، إذ بدا المشهد وكأن هناك فُسطاطين عربيين: أحدهما يوقّع على الاستثمارات، وآخر يقاتل بالصواريخ.
خلال 24 ساعة، كانت المقاومة اليمنية قد أطلقت ثلاثة صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، مُستهدفة مواقع عسكرية بطائرات مسيّرة وصواريخ بالستية طويلة المدى، وقد أسفرت الهجمات عن تعليق لعمليات الهبوط والإقلاع في “مطار بن غوريون”، في أجواء مشحونة بالقلق والتأهب، خاصة بعدما تكررت العمليات العسكرية اليمنيّة خلال فترة زمنية قصيرة.
جرى ذلك في الوقت الذي كان يزهو فيه دونالد ترامب داخل قاعدة العديد، متباهياً بنجاحه في توقيع صفقات اقتصادية وعسكرية بمئات المليارات مع المسؤولين في السعودية والإمارات وقطر، وسط تجاهل واضح للعدوان على غزة.
في خطابه الأخير، لمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية، قال قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، أن القوات المسلحة اليمنية نفّذت تسع عمليات خلال أسبوعٍ واحد، تزامن بعضها مع كلمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقد استهدفت العمليات فرض حظرٍ جوي على العدو الإسرائيلي، إذ لا تزال عشرات شركات الطيران تُعَلِّق رحلاتها إلى مطار اللد (مطار بن غوريون).
اليمنيون لم يكتفوا بتعطيل الملاحة الإسرائيلية، وحظر أي سفينة يثبُت تعاونها مع دولة الاحتلال من المرور في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، بل استطاعوا فرض حظر جوي أيضاً على الإسرائيليين، عبر صواريخهم ومسيّراتهم التي تطير بشكل دوري لأكثر من 2000 كم، وتسقط في أهم المدن الإسرائيلية، بالشكل الذي أثّر سلباً على الاقتصاد الإسرائيلي، وأبكى عيون قادة أحزاب اليمين المتطرف، وهم يرصدون ملايين الإسرائيليين يفرّون إلى الملاجئ.
لماذا تختلف صنعاء عن العواصم العربية الأخرى؟
من البداية، نظرت صنعاء إلى قضية فلسطين باعتبارها معركة وجود، وليست مجرد قضية تضامن، لذا شرعت بتنفيذ عمليات عسكرية فعليّة ضد الكيان الصهيوني، في مشهد غير مسبوق على مستوى الوطن العربي منذ عقود؛ وفي مقابل الصواريخ اليمنية، أقصى ما قدّمه كثير من العواصم العربية لم يكن أكثر من عبارات عاطفية جوفاء، تُظهر الشفقة على أهالي غزة، وتلمز في الوقت ذاته من جهة المقاومة الفلسطينية، مُحمّلة إياها –ضمنيًا أو صراحةً– مسؤولية ما آلت إليه الأمور.
لقد بدا المشهد كأن هناك من يخجل من قوة الفلسطينيين، أكثر مما يغضب من بطش المحتل!، لكن الخطاب القادم من صنعاء، دوماً ما قلب الموازين، فلم يتردد في إعلان الدعم للمقاومة الفلسطينية، والدفاع عنها، وحثّ الشعب العربي على الالتفاف حولها، منذ اندلاع الحرب، وحتى الجمعة الماضية، التي شهدت خروج ألف وسبعٍ وستين مَسِيرةً يمنيّة حاشدة ومصغَّرة، بحسب المحافظات، بدءاً من ميدان السبعين، وصولاً إلى المديريات والأرياف.
رفضت صنعاء التطبيع، مؤكدة أن كرامة الأمة لا تُباع مقابل صفقات أو تحالفات سياسية، وأن الاعتراف بـ”إسرائيل”، هو خيانة كبرى، وارتداد كامل عن نصرة القضية الفلسطينية العادلة، كما فضحت الدور الأمريكي، عبر التأكيد أن علاقة واشنطن بالأنظمة العربية قائمة على الابتزاز، وأن الإسرائيلي هو شريكٌ في كل المكاسب الأمريكية سواء كانت مالية أم سياسية.
في المحصّلة، يمكن اختصار رسالة صنعاء التي حملتها طوال العامين الماضيين، بما يلي:
1. تعريف جديد للدعم العربي لفلسطين
لم تكتفِ صنعاء بالبيانات والتعاطف الإعلامي، بل انتقلت إلى فعلٍ ميداني مباشر، فأطلقت الصواريخ، وهددت مصالح العدو، مؤكدة أن الدعم الحقيقي يُقاس بالأفعال لا بالكلمات.
2. ترسيخ معادلة ردع إقليمية
أظهرت أن الاعتداء على الفلسطينيين لن يمر من دون تكلفة، وأن أي استهداف لفلسطين يعني اضطراباً في الممرات الدولية ومواجهة مفتوحة مع مناصري المقاومة.
3. كشف ازدواجية المواقف العربية
أظهرت المفارقة الحادة بين من يطبّع ويهادن، وبين من يقاوم ويدفع الثمن، ما جعل مواقف الخضوع والتطبيع تبدو عارية من أي مبرر أخلاقي أو استراتيجي.
4. إسقاط أسطورة التفوق الإسرائيلي
من خلال الصواريخ والطائرات المسيّرة، والقدرة على تعطيل الملاحة، أثبتت صنعاء أن الردّ العربي ممكن، وأنّ الردع لا يزال في متناول اليد بشرط توافر الإرادة.
5. القدرة على تحدي الولايات المتحدة
صمدت صنعاء في وجه الجيش الأمريكي الذي أبحرت حاملات طائراته حتى مضيق باب المندب لقصف أبناء اليمن، ولم تنجح القوات الأمريكية في إجبار القيادة اليمنية على التخلي عن واجبها في معركة إسناد فلسطين، وما كان من دونالد ترامب إلا أن أعلن، في نهاية المطاف، وقف عدوانه، منسحباً من المنطقة… لكن قبل ذلك، كان مجبراً على وصف أبناء حركة أنصار الله بالمقاتلين الأشداء.
6. تجسيد العروبة كهوية نضالية
قدّمت صنعاء النموذج الصحيح للعروبة: عروبة تُقاوم لا تساوم، تقف مع فلسطين لا ضدها، وتنحاز للمظلوم لا للمحتل. هذا النموذج أعاد إحياء شعور الانتماء في أمة كادت أن تفقد الثقة بنفسها.
صنعاء.. حين أيقظت أمة نائمة
اليوم تتجسد الكرامة العربية من صنعاء، لا من عواصم الرفاه. وبينما فُرِش السجّاد الأحمر منذ أيامٍ لرئيسٍ زوّد الاحتلال كل أسباب القتل والبطش، كانت صنعاء تردّ بالصواريخ والمواقف الصلبة. هناك، وُقّعت الصفقات، وهنا، كُتبت الرسالة بمداد النار: أن العروبة ليست زينةً للخطاب، بل مسؤولية تُحمَل حين تشتدّ المحنة.
في هذا السياق، يبرز قادة حركة أنصار الله كشموسٍ في سماء محور المقاومة، يخاطبون الأمة من صنعاء، بلغة العزيمة والبصيرة، تماماً كما كان يفعل السيد حسن نصر الله من بيروت، قبل ارتقائه شهيداً. جميعهم يُشكّلون أصواتاً عقائدية مقاومة، تنطلق من أرض مُحاصرة لتخاطب أمة محاصَرة بالتخاذل.
وبينما يُفتقد حضور كثير من الزعماء العرب على منابر الكرامة، يرى أنصار المقاومة في أبناء صنعاء عزاءً وتوازناً، وامتدادًا لخطّ السيد نصر الله في الصدق والبصيرة والارتباط العضوي بفلسطين، وفي وجه الردّة الجماعية، بات هذا الصوت مرجعًا للمقهورين، ولمن لم ينسَ بعدُ أن العروبة الحقّة لا تصافح اليد التي تلطّخت بدماء أطفال غزة.
كاتب مصري

مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية: التهديدات اليمنية قد تُغرق الكيان الصهيوني في شلل اقتصادي شامل
  • العدو الصهيوني يعلن إصابة قائد دبابة بنيران المقاومة شمال غزة
  • مقتل موظفين اثنين بسفارة الكيان الصهيوني في واشنطن
  • عقب سلسلة قرارات أوروبية تصعيدية: الكيان الصهيوني يعيش “تسونامياً” دبلوماسياً غير مسبوق بسبب جرائمه المروّعة بغزة
  • فصائل المقاومة الفلسطينية توجه التحية للجيش اليمني وأنصار الله على الوقفة الصادقة لإسناد الشعب الفلسطيني
  • غزة والجوع.. تحذيرات دولية شديدة واستنكار من نتنياهو لحملة الاعترافات داخل الكيان
  • بالفيديو.. سوق اللحامين بالقدس يحتضر وهذه الأسباب
  • زيارة عباس إلى بيروت.. السلاح الفلسطيني على طاولة المفاوضات وسط تحذيرات لبنانية
  • كيف منعتنا صنعاء عن الكُفر بالعروبة؟
  • صنعاء ترد على الاتحاد الأوروبي: حماية الكيان الصهيوني جريمة والتضامن مع غزة موقف لا تراجع عنه