جريدة الوطن:
2025-05-20@13:48:44 GMT

قطاع غزة والتداعيات فـي «إسرائيل»

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

قطاع غزة والتداعيات فـي «إسرائيل»

العدوان «الإسرائيلي» على قِطاع غزَّة لَمْ يتوقفْ حتَّى اللحظة، والأرجح أنَّ حكومة نتنياهو ستسعى لإشغال جبهة القِطاع وبعض مناطق الضفَّة الغربيَّة لوقتٍ ما، على ضوء تضارب المواقف في الخريطة السِّياسيَّة والحزبيَّة «الإسرائيليَّة»، من حيث تحميل نتنياهو وحكومته مسؤوليَّة سوء إدارتهم لدفَّة الأمور. والتسبُّب بالخسائر الباهظة.

وقَدْ عَلَتِ الأصوات الَّتي تحمِّل نتنياهو المسؤوليَّة الكاملة عمَّا حدَث، وتحميله ما وقع في عمل الأجهزة المعنيَّة من إخفاق استخباراتي وعسكري؛ كونه المُقرر الأعلى في شؤون «خارجيَّة وأمن إسرائيل».
ولنقرأ نتائج استطلاع أجري في «إسرائيل» مؤخرًا، وبالتحديد يوم 19/10/2023، ونُشرت نتائجه على صفحات المطبوعات «الإسرائيليَّة»، وقد خَلُصَ إلى أنَّ 75% من «الإسرائيليِّين» يرون بنتنياهو المُتَّهم الرئيس عن الإخفاق في السَّابع من تشرين الأوَّل/أكتوبر2023. وقال 66% من المستطلَعين بأنَّ على نتنياهو الاستقالة بعد الحرب. وكان لافتًا أنَّ أكثر من نصف مصوِّتي الليكود يرون أيضًا أنَّ عَلَيْه الاستقالة بعد الحرب.
وفي موجات النَّقد لنتنياهو ارتفعت الأصوات من داخل حكومة نتنياهو، وخصوصًا من قِبَل أحزاب «الصهيونيَّة الدينيَّة». مترافقًا في رفض مُعْظم مستوطني مستعمرات الغلاف العودة دُونَ ضمانات أمنيَّة تامَّة، وإعلان رغبة الكثيرين من يهود غربيِّين من المستوطنين الجُدد بالعودة إلى أوطانهم الأصليَّة.
وفي مسار تلك التداعيات ما بعد (طوفان الأقصى) في «الداخل الإسرائيلي» على مستوى الحكومة والأجهزة، قام عددٌ من الوزراء والمسؤولين العسكريِّين والسِّياسيِّين «الإسرائيليِّين» في الآونة الأخيرة بالاعتراف بتحمُّلهم المسؤوليَّة عمَّا حدَث، فيما نقلت الصحافة «الإسرائيليَّة» عن مقرَّبين من نتنياهو بأنَّه «لَنْ يستقيلَ خلال الحرب، وأنَّ اعترافه بتحمُّل المسؤوليَّة قَدْ يؤثِّر على الروح المعنويَّة وفي جوانب أمنيَّة واستراتيجيَّة، وبالتَّالي لا داعي للخوض بقضيَّة المسؤوليَّة في الوقت الحالي».
لقَدْ ذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» مؤخرًا بأنَّ إصرار نتنياهو على عدم التصريح بأيِّ شيء في موضوع تحمُّل المسؤوليَّة، يترك الصورة ضبابيَّة حَوْلَ إمكان استمراره في ولايته. وتقدِّر مصادر سياسيَّة «إسرائيليَّة» وفق (يديعوت أحرونوت) أنَّ نتنياهو لَنْ يعترفَ بالمسؤوليَّة، «لأنَّ ذلك ببساطة ليس جزءًا من شخصيَّته». وحسب «يديعوت أحرنوت» فإنَّ الحكومة تجد صعوبة في اتِّخاذ قرارات بالتوافق بشأن القضايا المركزيَّة الَّتي تقع على رأس جدوَل الأولويَّات. وأضافت الصحيفة أنَّ خشية قادة الجيش من تبعات تشكيل لجنة تحقيق في أسباب الفشل تؤثِّر على أدائهم، حيث إنَّهم يتجنبون تقديم توصية يُمكِن أن تسجَّلَ عَلَيْهم كإخفاق بعد تشكيل اللجنة.
على كُلِّ حال، نتنياهو نجح بحدودٍ معيَّنة بالالتفاف على الأمور، وامتصاص أيِّ ردود فعل داخليَّة، من حكومته ومعارضيه على حدٍّ سواء، فأعلن بداية حملته العسكريَّة على القِطاع المعنونة بـ»السيوف الحديديَّة» عن توسيع الحكومة لِتشملَ سياسيِّين معارضين، واستطاع أن يصلَ لإقامة ما أسماها «حكومة وحدة» أو «حكومة طوارئ» على غرار الحكومة الَّتي شكَّلها «رئيس الوزراء الإسرائيلي» الأسبق ليفي أشكول عشيَّة حرب عام 1967 مع مناحيم بيجن.
لكن، يوم الاثنين 23/10/2023 أعلن ثلاثة وزراء نيَّتهم الاستقالة من الحكومة، في إطار إعلانهم عن تحمُّل المسؤوليَّة؛ كون العمليَّة جرَتْ في فترة حكومتهم، وهو ما يضع الأمور أمام مزيدٍ من التعقيدات بوجْهِ نتنياهو أمام المُجتمع «الإسرائيلي».

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ضجة في حكومة إسرائيل بعد تصريح "قتل الأطفال كهواية" في غزة

اتهم رئيس الحزب الديمقراطي الإسرائيلي يائير غولان بلاده بـ"قتل الأطفال كهواية" في قطاع غزة، وذلك في مقابلة أجراها مع هيئة البث الإسرائيلية (كان).

وقال السياسي اليساري المعارض، الثلاثاء، إن "إسرائيل في طريقها لأن تصير دولة منبوذة بين الأمم، كما كانت جنوب أفريقيا من قبل، إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة".

وأضاف غولان: "الدولة العاقلة لا تشن حربا على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع أهدافا لتهجير السكان".

واعتبر أن "هذه الحكومة تعج بالأشخاص المنتقمين، الذين يفتقرون إلى الأخلاق والقدرة على إدارة البلاد في حالات الطوارئ".

وتابع: "وزراء الحكومة فاسدون، وعلينا إنهاء الحرب وإعادة الرهائن وإعادة بناء إسرائيل".

وعلى الفور ردت الحكومة الإسرائيلية على تصريحات غولان بلهجة حادة.

ودان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "تصريحات غولان ضد دولتنا وجنودنا الذين يخوضون معركة من أجل وجودنا".

وقال نتنياهو في بيان، إن غولان ورفاقه في اليسار الراديكالي "يواصلون ترديد الافتراءات ضد جنودنا ودولتنا"، معتبرا أن "لا حدود للانحدار الأخلاقي".

وذكر أن "غولان الذي شجع على عصيان أوامر الجيش وقارن بين إسرائيل والنازيين مرتديا بزة عسكرية وصل لحضيض جديد. قال إن إسرائيل تقتل الأطفال كهواية في حين نخوض حربا ونعمل على تحرير رهائننا وهزيمة حماس".

كما قال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إن غولان "يكذب ويشوه سمعة إسرائيل وقواتها، ويشارك في مؤامرات أعدائنا الدموية لقتلنا".

مقالات مشابهة

  • يائير جولان: وزراء حكومة نتنياهو فاسدون ولابد من وقف النار في غزة
  • جولان: وزراء حكومة نتنياهو فاسدون
  • ضجة في حكومة إسرائيل بعد تصريح "قتل الأطفال كهواية" في غزة
  • إدارة ترامب تهدد نتنياهو والوفد الإسرائيلي يبقى بالدوحة ليوم إضافي
  • غولان: لا بد من إنقاذ إسرائيل من حكومة نتنياهو
  • الأسيرة السابقة أربيل يهود تنتقد الحكومة الإسرائيلية: نُستخدم كورقة لبقاء نتنياهو سياسيا
  • ضغوط أميركية تثير غضب اليمين الإسرائيلي على نتنياهو
  • دعوات إلى وقف تواطؤ الحكومة البريطانية في جرائم إسرائيل
  • بن جفير يهدد بالانسحاب من حكومة الاحتلال.. نتنياهو يعرف الخطوط الحمراء
  • يديعوت أحرونوت تكشف مراحل عملية “عربات غدعون” في غزة