المقاومة الفلسطينية تقتنص جنود الاحتلال والعدو يغرق في رمال غزة
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
الثورة نت|
تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية استهدافها للتحشيدات العسكرية لـ “جيش” العدو الصهيوني، فيما يتحدث الإعلام الصهيوني عن خشيته مما ينتظره في الأيام المقبلة بسبب القتال داخل غزة.
ونشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء اليوم، مشاهد من إسقاط عبوة مضادة للأفراد، على قوة راجلة شرق بيت حانون، الواقعة في شمالي قطاع غزة.
كذلك، نشرت كتائب القسام مشاهد من التحام مقاتليها مع آليات تابعة لقوّات العدو الصهيوني، شرقي حي الزيتون في قطاع غزة، اليوم، وتدميرها عدداً منها.
ويظهر الفيديو خروج مقاتلي القسّام من نفق، ليطلقوا بعدها مجموعةً من قذائف “الياسين 105″، في اتجاه الآليات صهيونية التي اشتعلت النيران فيها.
وتأتي هذه المشاهد التي نشرتها القسام، مع اشتداد المواجهات داخل القطاع على محاور عدّة.
خيبة صهيونية: 17 قتيلاً في يوم دموي
ونتيجةً للخسائر الفادحة التي أوقعتها المقاومة الفلسطينية في صفوف قوات العدو الصهيوني، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنه “يجب أن نعرف أنّ الشعور الذي أصابنا جميعاً يوم 7 أكتوبر سيعود مرة أخرى، في الأيام والأسابيع المقبلة بسبب القتال داخل غزة”.
بدورها، ذكرت صحيفة “معاريف”، تعقيباً على حادثة مقتل جنود صهاينة من لواء “غفعاتي” في استهداف ناقلة الجند (نمر) في غزة، أنه “كان من المفترض أن تكون هذه المركبة، هي ناقلة الجنود المدرعة القتالية المتقدّمة التي كان الجيش الإسرائيلي ينتظرها لعقود من الزمن”.
وأكدت الصحيفة أنه “كان من المفترض أن يؤدي الاستثمار الضخم من ميزانية الدفاع إلى منع هذه الكارثة”.
وكان الإعلام الصهيوني قد أفاد بأنّ عدد قتلى “الجيش” الصهيوني بعد الدخول البري إلى غزة ارتفع إلى 16.
واعتبرت صحيفة “واشنطن بوست”، أنّ اليوم كان “أحد أكثر الأيام دموية للجيش الإسرائيلي”، لافتةً إلى أنّ “عدد قتلاه يقارب ربع الحصيلة في مجمل حرب غزة عام 2014 التي استمرت شهراً ونصف الشهر”.
بدورها، أشارت “يديعوت أحرونوت” أيضاً، في تعليق على استهداف جنود الاحتلال وآلياته، سابقاً اليوم، إلى أنّ التهديد المركزي لقوات الاحتلال “يتمثّل بمضاد الدروع لدى المقاومة الفلسطينية، مؤكدةً أنه المسؤول عن سقوط القتلى”.
وفي السياق، علّق رئيس حكومة كيان العدو الصهيوني المجرم، بنيامين نتنياهو، على الأحداث الأخيرة، في رسالة مصوّرة عبر تطبيق “إكس”، بالقول: “نحن في حرب صعبة.. وستكون حرباً طويلة”، مؤكداً أنه “ستكون لإسرائيل خلال الحرب خسائر مؤلمة”.
بالتزامن مع ذلك، قال وزير “أمن” الاحتلال، يوآف غالانت، إنّ القتلى الإسرائيليين الذين قتلوا في استهداف كتائب القسام ناقلة جند، كانت تحاول التوغّل نحو شمال قطاع غزة، وما حصل “ضربة قاسية ومؤلمة”، مؤكداً أنّ “لهذه الحرب ثمناً باهظاً”.
من جهته، أكد رئيس هيئة الأركان الصهيوني، هرتسي هليفي أنّ “للحرب ثمناً باهظاً ومؤلماً، لكنه ضروري”.
المقاومة تباغت العدو الصهيوني
وفي وقتٍ سابق اليوم، استهدفت كتائب القسام برج المراقبة والاتصالات الرئيسي في موقع “أبو مطيبق” العسكري شرقي المحافظة الوسطى، وذلك ضمن اليوم الـ26 من ملحمة “طوفان الأقصى”.
كما كشفت القسّام، أنّ مقاتليها باغتوا قوّة صهيونية راجلة غرب معبر “إيرز” شمالي قطاع غزة، من خلف الخطوط، وأجهزوا على 3 جنود من مسافة صفر.
وفي بيانٍ مشترك، أكّدت كتائب القسّام وسرايا القدس، استهداف التحشيدات العسكرية الإسرائيلية غربي “إيرز” بقذائف الهاون.
كذلك، أطلقت كتائب القسّام طائرات انتحارية مُسيّرة عدة من طراز “زواري”، مستهدفةً آليات وتجمعات للاحتلال الإسرائيلي، في غربي منتجع “النور”، جنوبي مدينة غزة.
وألقت طائرة أخرى استهدفت موقع “مارس” العسكري شرقي خانيونس، وطائرة ثالثة استهدفت قوات إسرائيلية عند بوابة النسر شرقي المحافظة الوسطى.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الاقصى المقاومة الفلسطینیة العدو الصهیونی کتائب القس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الهند والعدو الصهيوني: تحالف تسليحي بأبعاد استراتيجية يهدد توازن جنوب آسيا
يمانيون | تقرير
تتجه الهند اليوم نحو تعزيز علاقتها العسكرية والاستخباراتية مع كيان الاحتلال الصهيوني، في خطوة تتجاوز حدود التسلح التقليدي، لتعكس تحالفًا أعمق وأخطر قائم على التداخل الاستراتيجي والتقاطع في الأهداف.
فبعيدًا عن الصورة النمطية لصفقات السلاح، فإن هذا التوجه الهندي يعكس تحولات بنيوية في عقيدتها العسكرية وموقعها في الصراع الإقليمي المتعدد الأوجه، لا سيما في ظل إخفاقاتها الأخيرة أمام الصين وتزايد التهديدات الجيوسياسية المحيطة بها.
إخفاقات ميدانية تعيد رسم الأولويات الهندية
الهند، التي كانت تراهن طويلاً على تفوقها العسكري التقليدي في محيطها الإقليمي، تلقت خلال السنوات الماضية سلسلة من الصدمات الميدانية، أبرزها الاشتباكات الحدودية مع الصين، والتي كشفت ضعف منظومتها الردعية، رغم إنفاقها العسكري الضخم.
ومع فشل هذه المنظومة في فرض أمر واقع ميداني يخدم مصالح نيودلهي، بدأت القيادة الهندية بإعادة صياغة عقيدتها الدفاعية، مع ميل واضح نحو التحالفات الخارجية وشراء التكنولوجيا المتقدمة كخيار بديل عن تطوير القدرات الذاتية.
من هنا، جاء الانفتاح السريع نحو كيان الاحتلال الصهيوني، الذي يتمتع بخبرة واسعة في مجال الحرب الإلكترونية، والطائرات بدون طيار، وأنظمة الدفاع والهجوم غير التقليدية.
وليس من المستغرب أن يتزامن هذا التقارب مع ازدياد الحضور العسكري الصهيوني في منطقة الخليج والقرن الأفريقي، في ظل استراتيجية صهيونية واضحة للتمدد في المحيطين العربي والإسلامي.
الحضور الصهيوني في جنوب آسيا: ما بعد البيع
اللافت في هذا التحالف ليس فقط طبيعة السلاح أو نوعيته، بل السياق الجيوسياسي الذي يندرج فيه.. فالصهاينة لا يبيعون السلاح فحسب، بل يزرعون أنفسهم كجزء من النسيج الأمني الهندي، في محاولة للتغلغل داخل واحدة من أكثر المناطق حساسية في العالم.
فجنوب آسيا، بثقلها السكاني والعقائدي والسياسي، تمثل هدفًا استراتيجيًا طويل الأمد بالنسبة لتل أبيب، خاصة في ظل تصاعد التنافس الدولي حول الممرات البحرية ومشاريع البنية التحتية الكبرى، وعلى رأسها “الحزام والطريق” الصيني.
وبحسب مصادر وتقارير أمنية، فإن التعاون الهندي الصهيوني لم يعد محصورًا في الإطار الرسمي، بل توسع ليشمل مستويات أمنية واستخبارية ميدانية، ترتبط بتمويل وتفعيل خلايا انفصالية في مناطق مثل بلوشستان، الواقعة على الحدود الباكستانية الإيرانية.
هذه التحركات ليست مجرد تكتيكات، بل جزء من مشروع تفكيك وتفتيت القوى الإقليمية المنافسة، خصوصًا باكستان، التي تمثل العمق النووي والجيواستراتيجي الأكبر في وجه أي تمدد صهيوني في آسيا الإسلامية.
قراءة باكستانية متأنية: ما بين الحذر والتحرك
ورغم ارتفاع مستوى التهديد، ما تزال باكستان تلتزم سياسة التأنّي والحذر في ردها على هذا التحالف المتنامي.. لكنها في الوقت ذاته تدرك أن ما يجري ليس مجرد صفقة سلاح عابرة، بل هو بناء تدريجي لتحالف أمني–عسكري يهدف لتطويقها استراتيجياً، وضرب استقرارها عبر واجهات متعددة، أبرزها الجبهة الشرقية والمحيط البحري.
التقارير التي تتحدث عن دعم صهيوني لتحركات تخريبية في بلوشستان أو تنسيق هندي–إسرائيلي في جمع المعلومات الاستخباراتية عن البنية النووية الباكستانية، تعيد للأذهان محاولات مشابهة شهدتها باكستان في مراحل سابقة، لكنها اليوم تأتي ضمن سياق دولي أكثر اضطرابًا، وتحت غطاء دولي يمنح الهند هامشًا واسعًا من المناورة.
وهنا، تبرز الحاجة الباكستانية الملحّة لصياغة ردع إقليمي متكامل، يقطع الطريق أمام هذه المحاولات.. فمعادلة الردع لم تعد محصورة في التوازن النووي التقليدي، بل باتت تحتاج إلى مظلة أوسع من التحالفات والمواقف الإقليمية، خصوصًا مع الصين وإيران، لضمان عدم تحول التحالف الهندي–الصهيوني إلى حصار دائم على حدودها.
صمت دولي وشراكة ثلاثية تهدد توازن المنطقة
وفي هذا السياق، يجد هذا التحالف صدى وترحيبًا من الولايات المتحدة الأمريكية، التي ترى في الهند شريكًا استراتيجيًا لمواجهة صعود الصين.. وبالتالي، فإن أي دعم عسكري صهيوني للهند سيُنظر إليه في واشنطن كجزء من استراتيجية احتواء الصين، بغض النظر عن تأثيراته الخطيرة على استقرار المنطقة.
هذا الصمت الدولي، أو بالأحرى التواطؤ، يسمح للهند والعدو الصهيوني بالتوسع دون مساءلة، الأمر الذي قد يشعل سباق تسلح إقليمي، أو يقود إلى مواجهات غير متوقعة على خطوط التماس، سواء مع باكستان أو إيران.. وهنا، تُصبح الحاجة إلى جبهة إقليمية مضادة ضرورة استراتيجية، وليس خيارًا.
خلاصة: ما بعد السلاح… ما بعد الخطوط الحمراء
تتقاطع مصالح الهند والكيان الصهيوني اليوم على أرضية واحدة: فرض واقع جديد في جنوب آسيا، عبر أدوات متقدمة، وتحالفات متشابكة، ومشاريع أمنية هجومية.. وهذا ما تدركه باكستان جيدًا.. فالهند تسعى لتغيير قواعد اللعبة، والصهاينة يزودونها بالأدوات، والولايات المتحدة تغض الطرف.
الرد على هذا المشروع لا يمكن أن يكون محدودًا، ولا تكفيه المواقف الدبلوماسية.. بل يحتاج إلى استراتيجية ردع شاملة، وإلى إدراك عميق أن ما يُراد فرضه بالقوة لا يُواجه إلا بثبات القرار، ووحدة الرؤية، وسرعة التحرك في الزمن الذي يسبق الكارثة.
فما بعد السلاح، ليس إلا ما تصنعه الإرادات الصلبة من توازن جديد يوقف التغول ويكسر أدواته.