بايدن يتعهد باستمرار تقديم الدعم لإسرائيل في محاربة "حماس"
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة ستستمر في تقديم الدعم لإسرائيل لمحاربة حركة "حماس".
وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن "الرئيس (جو بايدن) أوضح، في محادثة مع نتنياهو اليوم، أننا سنواصل ضمان حصول إسرائيل على الأدوات والوسائل اللازمة".
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الأنجلوسكسونيين يدفعون الشرق الأوسط لبدء حرب كبرى.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن النهج الذي يتبعه الغرب يؤدي عادة إلى تصاعد الإرهاب ونزوح ملايين اللاجئين.
هذا وقد أعلنت واشنطن منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة عن دعمها لتل أبيب، وأرسلت قوات إلى الشرق الأوسط وحاملتي طائرات.
كذلك حذرت واشنطن كلا من طهران وحزب الله بعدم التدخل وتوسيع الحرب واستهداف إسرائيل.
هذا وقد ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 10022 قتيلا بينهم 4104 أطفال، السابع من أكتوبر الماضي.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحرب على غزة بنيامين نتنياهو تل أبيب جو بايدن حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة واشنطن
إقرأ أيضاً:
الأحادية القطبية وسلام الشرق الأوسط
تغيرت خريطة الشرق الأوسط الاستراتيجية بفعل الأشهر الاثنين والعشرين التي بدأت منذ هجمة حماس على مجتمعات جنوبي إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 فأدت إلى حرب الأيام الاثني عشر بين إسرائيل وإيران في يونيو 2025. ولقد كان الحدث الأكثر دراماتيكية هو أن الولايات المتحدة أصبحت اللاعب الخارجي الأهم في المنطقة بفارق كبير، بما أدى إلى لحظةِ أحاديةٍ قطبيةٍ جديدة في تاريخ الشرق الأوسط. فبموجب هذه التركيبة الإقليمية الجديدة ليس لأمريكا منافسون خارجيون ذوو شأن؛ إذ لم يكن بوسع روسيا حتى أن تمنع سقوط نظام بشار الأسد برغم ضخامة ما استثمرته سابقا في الدفاع عن ذلك النظام.
ومن هنا ينبع التماثل اللافت بين هذه البيئة الجديدة وبين الشرق الأوسط الذي ظهر في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي في أواخر الثمانينيات، وانتصار التحالف أمريكيِّ القيادة في حرب الخليج الأولى سنة 1991. فقد أتاحت لحظة الأحادية القطبية الأولى للرئيس جورج بوش الأب ووزير الخارجية جيمس بيكر أن يعقدا مؤتمر السلام، ويفتتحا مفاوضات سلام ناجحة بين إسرائيل والأردن، ومفاوضات أقل نجاحا بين إسرائيل وسوريا، وأن يوجدا الظروف التي سمحت باتفاق أوسلو الرائد بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وأن يطلقا محادثات متعددة الأطراف طواها النسيان الآن بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وثلاث عشرة حكومة عربية؛ للنظر في أشد قضايا المنطقة إلحاحا.
وبالمثل أتاحت لحظة الأحادية القطبية الجديدة الآن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يفرض على إيران موعدا نهائيا ـ في غضون ستين يوما، وإلا ـ لقبول طلبه بتخليها عن أنشطتها في تخصيب اليورانيوم. ولما لم تلزم إيران نفسها بذلك أعطى ترامب لإسرائيل الضوء الأخضر لقصف منشآت إيران النووية. وبعد قرابة عشرة أيام انضم ترامب إلى القتال مباشرة بإرسال قاذفات بي 2 الأمريكية الخاصة إلى فوردو، ومنشآت نووية إيرانية أخرى.
جاء تصرف ترامب ذلك متناقضا تناقضا صارخا مع عجز إدارة أوباما عن معاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على استعماله أسلحة كيميائية ضد خصومه الداخليين، برغم جهود الرئيس باراك أوباما لإثنائه عن ذلك. والحق أن تصرف ترامب الأخير بات يقارن الآن بعجزه عن اتخاذ رد فعل إزاء هجمات إيران على منشآت المملكة العربية السعودية النفطية قبل خمس سنوات. غير أن ترامب أوضح الآن تماما أن الولايات المتحدة لن تسمح لإسرائيل بتجاوز تدمير المنشآت النووية الإيرانية. وهكذا؛ حينما أطلقت إسرائيل طياريها المقاتلين انتقاما من خرق إيراني لوقف إطلاق النار المعلن، ولأن ترامب رأى ذلك الخرق تافه الشأن، واستراب في أن إسرائيل تضيف تغيير النظام الإيراني إلى قائمة أهدافها من الحرب؛ فإنه لم يتردد في توجيه أمر لإسرائيل بإعادة طائراتها.
وثمة بعد آخر لاسترداد السيطرة الأمريكية على الشرق الأوسط يتمثل في أن أداتها العسكرية الأساسية التي تقيم بها هذه السيطرة -أي القيادة المركزية الأمريكية- قد أصبحت أهم تنظيم عسكري في المنطقة. فبفضل قرار يناير 2021 بنقل المسؤولية عن إسرائيل من القيادة الأمريكية الأوروبية إلى القيادة المركزية الأمريكية؛ أصبحت القيادة المركزية الأمريكية هي الإطار الأساسي للتنسيق بين جيوش المنطقة لمواجهة هجمات الصواريخ الباليستية الإيرانية على إسرائيل في أبريل ونوفمبر 2024 وخلال حرب الأيام الاثني عشر في يونيو 2025.
تحول المنطقة
أما داخل الشرق الأوسط فقد كان التغيير الأكثر دراماتيكية خلال الشهور الاثنين والعشرين الماضية هو انهيار «محور المقاومة» ذي القيادة الإيرانية. كان تصميمه قد جاء من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. وكان أعضاء المحور ملتزمين بالتعاون في محاربة خصوم الجمهورية الإسلامية، وهم بالأساس الولايات المتحدة (المعروفة بالشيطان الأكبر)، وإسرائيل (الشيطان الأصغر). وقد ضم المحور بالإضافة إلى إيران جماعة حماس الفلسطينية، وحزب الله اللبناني، والحوثيين اليمنيين، وميلشيات قوات الحشد الشعبي العراقية.
وقد عهد في هذا الهيكل بدور محوري لحزب الله الذي كان من المتوقع أن تردع ترسانته المؤلفة من آلاف الصواريخ الواردة من إيران أي هجوم من إسرائيل على منشآت إيران النووية. وعلى القدر نفسه من الأهمية كان دور سوريا بشار الأسد التي يسرت انتقال كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة من إيران إلى لبنان، وساعدت في تنسيق مشروع «الدقة» الخاص بحزب الله، وهو مشروع معني بزيادة دقة الصواريخ والمقذوفات المملوكة لحزب الله. عقب تصفية سليماني على أيدي قوات خاصة أمريكية في يناير 2020؛ تولى اثنان قيادة المحور: أحدهما كان حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي لم يكن فقط خطيبا مفوها، وإنما كان له أيضا عقل استراتيجي بما أتاح له نفوذا كبيرا في توجيه المحور شأن سليماني. غير أن نصر الله لم يكن يسلم من خطأ الحسابات كما حدث حينما عجز عن توقع رد إسرائيل على هجمات حزب الله العابرة للحدود في يوليو 2006 فورط لبنان في حرب دامية لمدة أربعة وثلاثين يوما.
كما استهان نصر الله أيضا بقدرات إسرائيل وتصميمها حينما قارن الدولة اليهودية ببيت العنكبوت، بما أفضى بحزب الله إلى الاشتراك مع حماس في هجمة السابع من أكتوبر على مجتمعات إسرائيل الجنوبية. وكان تخطيط تلك الهجمة المتحدة وترتيبها قد تما على يد فرد ثالث فائق الموهبة، هو قائد حماس يحيى السنوار. وقد أتاح ذلك للمنظمة غير الحكومية المسلحة [the armed NGO] أن تخترق الحدود بين غزة وإسرائيل في عشرات النقاط في آن واحد.
خلال حربها مع إيران أعقبت إسرائيل تصفية سليماني بقتل نصر الله والسنوار، وبقطع رؤوس طبقة من قيادات الحرس الثوري الإيراني وغيرهم من القيادات العسكرية، وكذلك الكثير من كبار العلماء النوويين الإيرانيين. ونتيجة لذلك، ولبعض الوقت في أقل تقدير؛ سوف يظل محور المقاومة يعاني عجزا قياديا بما يؤثر على التوزيع العام للقوة في الشرق الأوسط على حساب المحور.
ويزداد تعزيز هذا التغيير في هيكل القوة في المنطقة بالازدياد الموازي لقوة تحالف المحور المضاد الذي تقوده الولايات المتحدة، وتنسقه قيادتها المركزية. فقد أثبت هذا التحالف قدرته الكبيرة على الانتصار على هجمات الصواريخ الباليستية الإيرانية على إسرائيل للمرة الأولى في أبريل ونوفمبر 2024، ثم خلال حرب الأيام الاثني عشر بين إيران وإسرائيل في يونيو 2025. فلدرجة التعاون مع إسرائيل، والتنسيق بين الدول العربية ـ وأبرزها الأردن والمملكة العربية السعودية ودول الاتفاقات الإبراهيمية ـ، أعقبها انضمام الولايات المتحدة، ثم نشر وحدات ثاد للدفاعات الصاروخية الباليستية في إسرائيل -وهي خطوة غير مسبوقة-؛ اعتُرض أغلب الصواريخ والمقذوفات التي أطلقتها إيران قبل وصولها إلى المجال الجوي لإسرائيل.
والتغيير الأخير بالغ الأهمية في توزيع القوة في المنطقة تمثل في سقوط نظام الأسد في سوريا في ديسمبر 2024. وقد صاحب هذا الحدث الدرامي والأشهر القليلة الأولى للنظام الجديد في دمشق عدد من المفاجآت الاستراتيجية. فأولها أنه لم يتوقع خبير أجنبي أو جهة مخابرات خارجية انهيار نظام الأسد بتلك السرعة والسهولة. وثانيتها أن أحدا لم يتوقع من زعيم سوريا الجديد أحمد الشرع-وهو العضو الأسبق في القاعدة- أن يعيد تقديم نفسه بهذه السرعة، فينفصل عن حياة الصراع والعنف ليسعى إلى الرخاء والاستقرار.
لقد أوضح الشرع تماما -لمن يريدون الإنصات- أنه يعتزم أن يجعل سوريا حليفا للقوة الاقتصادية لدى الولايات المتحدة، وأوروبا، وقادة دول مجلس التعاون في المنطقة؛ سعيا إلى الرخاء الاقتصادي بدلا من أن يجعل بلده حليفا لروسيا التي دعمت الأسد، وتبنت القلاقل، وكثيرا ما سلكت سلوك المفسدين. وبرغم أن البوادر الأولية على أن الشرع قد ينظر في تطبيع العلاقات مع إسرائيل والانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية قد أثبتت أنها سابقة لأوانها، فثمة مؤشرات ذات مصداقية على أن سوريا تنأى بنفسها عن إيران، وقد تتبنى هدنة ممتدة مع إسرائيل بتشجيع من رفع الولايات المتحدة للعقوبات.
فرص جديدة للسلام
بتعيين ستيف ويتكوف ممثلا خاصا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط؛ بدأ فريق ترامب-ويتكوف العمل بوصفه النظير الجديد لفريق بوش-بيكر في عام 1991. في نوفمبر 2024 بعد إعادة انتخاب ترامب وخلال التوتر في ما بين الإدارتين تعاون الفريق الجديد مع المفاوضين الذين عينهم بايدن على إكمال اتفاق بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن. وفي أعقاب الاتفاق ركز الفريق الجديد جهوده على محاولة إكمال اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإطلاق سرائح رهائن، وركز أيضا على السعي إلى التفاوض على اتفاق جديد مع إيران؛ للحد من جهودها النووية في أعقاب حرب الأيام الاثني عشر بين إسرائيل وإيران. فضلا عن ذلك؛ يواصل مسؤولو ترامب المشاركة في مراقبة التزام إسرائيل ولبنان باتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعتها الحكومتان في نوفمبر 2024 أيضا.
غير أن لحظة الأحادية القطبية الموصوفة هنا توفر فرصا تتجاوز الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بالفعل والتي يجري السعي إليها حاليا. وسوف يكون أهم هذه الفرص هو الاتفاق على إيجاد الظروف الملائمة لأن تنهي إسرائيل وحماس حربهما، ولأن تسحب إسرائيل قواتها من غزة، ولأن يجري إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس. ولكي يحدث هذا الانسحاب دونما تعرية لمجتمعات إسرائيل الجنوبية وتعريضها لهجمات جديدة على غرار هجمة السابع من أكتوبر؛ فلا بد من إيجاد بديل لحماس في حكم غزة. غير أن إيجاد هذا البديل سوف يقتضي مباركة من السلطة الفلسطينية، وتعاونا من دول عربية محورية من قبيل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وسيكون هذا التعاون جوهريا لتنفيذ بعد أساسي في الاتفاقية المقترحة، وهو توفير الأمن والاستقرار في غزة وجنوب إسرائيل، وبخاصة خلال توتر فترة الانتقال في حكم ما بعد حماس (ويمكن الرجوع إلى تفاصيل هيكل الفترة الانتقالية واشتراطاتها بمزيد من الإسهاب في الفصل الثالث من «العرب وإسرائيل: من 7 أكتوبر إلى صنع السلام [Arabs and Israelis: From October 7 to Peacemaking] تأليف عبد المنعم سعيد علي، وخليل الشقاقي).
خلال هذه الفترة الانتقالية سوف يتعين إحلال قوة أمنية فلسطينية جديدة محل الجيش الإسرائيلي وحماس، وتكون مدعومة من الدول العربية المحورية سالفة الذكر. غير أن هذا الدعم لن يتحقق إلا لو ألزمت إسرائيل نفسها بطريق تقدم إلى دولة فلسطينية، مع ضمان الولايات المتحدة التزام إسرائيل بهذا الشرط. وسوف يفي هذا الوعد أيضا بشرط المملكة العربية السعودية لـ«تطبيع» علاقاتها مع إسرائيل، بما يوفر للأخيرة دافعا قويا للغاية للوفاء بوعدها.
لقد كان إيجاد هذا النظام الأمني المعقد في غزة ليعد أمرا غير واقعي حتى وقت قريب للغاية. لكن لحظة الأحادية القطبية الراهنة توفر لإدارة ترامب فرصة فريدة لترتيب هذا النظام وتنفيذه دونما قلق ممن يحتمل أن يفسدوه بمقاومة تكوينه وبتقويض هذا التكوين. زد على ذلك أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ـ وقد جعل من نفسه بالفعل زعيما ثوريا شجاعا ـ سوف يثبت مقدرته وعزمه على الشراكة مع الرئيس ترامب في إقامة النظام الأمني المقترح. وأخيرا؛ بحرب الأيام الاثني عشر الإسرائيلية الأخيرة مع إيران التي عمقت اعتماد إسرائيل، واستنادها إلى دعم الولايات المتحدة؛ يصعب تصور وسيلة تقاوم بها إسرائيل حث الرئيس ترامب على تحقيق إسرائيل لشروط المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية بالتعاون في تكوين نظام أمني يسمح بانسحاب إسرائيل، وإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء الحرب.