نشطاء في مجال البيئة: الحلول الخضراء وسيلة كل فرد لحماية كوكب الأرض
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
أكد نشطاء في مجال البيئة على الأهمية القصوى لتوعية الناس بالمخاطر التي يواجهها كوكب الأرض؛ بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيّر المناخي، ونشر الوعي البيئي بين المجتمعات، مؤكدين أن الحلول الخضراء وسيلة كل فرد لحماية كوكب الأرض.
جاء ذلك خلال مشاركة النشطاء في ندوة بعنوان (الطبيعة وتغير المناخ) ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ42، مستعرضين رؤاهم حول التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض لا سيما التلوث، ودوره في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد بهلاك الأرض.
واستعرضت فرح ناز ناشطة بمجال البيئة أحد أبرز المصطلحات المتداولة بكثرة وهو الـ(Net Zero)، قائلةً "يشير هذا المصطلح إلى صافي الانبعاث الصفري، ويعني خفض انبعاثات الغازات الدفينة التي تتسبب بظاهرة الاحتباس الحراري خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون، إلى أقرب مستوى من الصفر، وهو الطريق نحو تحقيق الحياد الكربوني".
من جانبها، أكدت فاطمة الحنطوبي رئيسة قسم البيئة والمحميات الطبيعية بهيئة الفجيرة للبيئة أن دولة الإمارات العربية المتحدة قادرة على الوصول إلى الـ"نت زيرو"، قائلة "لابد أن يعرف الجميع أنه ليس هناك صفر حقيقي يمكن الوصول إليه، لكن المعنى الحقيقي هو الوصول لنسبة ضئيلة جدًا من الانبعاثات".
وقالت "إن الإمارات نجحت في تحقيق نجاحات كبيرة في مجال تقليل الانبعاثات الكربونية، وحماية البيئة وتعزيز الاستدامة، رغم أنها دولة صناعية وتعتمد بشكل كبير على الصناعات النفطية، وذلك من خلال تبني ممارسات الاستدامة والحلول الخضراء".
بدوره.. أشار مورالي توماروكودي مدير مكتب تنسيق مبادرة الأراضي العالمية لمجموعة العشرين التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى مسألة الكوارث الطبيعية حول العالم.
وقال "قبل 20 عامًا لم نكنْ نسمع عن الكوارث إلا نادرًا، واليوم كثيرًا ما نسمع عن إعصارات تضرب هاييتي، وزلازل في إيران وتسونامي في اليابان، وكل هذا سببه التغيّر المناخي، ويجب علينا أن نحشد جهودنا للحد من هذه الكوارث من خلال عدة حلول أبسطها وأهمها هي الحلول الخضراء الصديقة للبيئة".
وحول أهمية الطبيعة ودورها في الحد من الكوارث، قال توماروكودي "يستهين البعض بقدرة الطبيعة على مواجهة الكوارث، ولكن الحقيقة أنها قادرة على حمايتنا، فقد قللت أشجار المانجروف من مخاطر التسونامي الذي فتك بسواحل إندونيسيا واليابان، عن طريق امتصاصها تأثير الأمواج والفيضانات والحد من سرعتها وارتفاعها، والدليل العلمي الذي يثبت ذلك هو قرية آتشيه بيسار بإندونيسيا، وهي القرية الأقل تضررًا من موجات تسونامي 2004، بفضل أشجار القرم التي حمت الناس وممتلكاتهم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: کوکب الأرض
إقرأ أيضاً:
"رماد الطناجر".. وسيلة "رغد" لتجسيد مآسي غزة تحت وطأة الإبادة
غزة - خاص صفا "فكرة الرسم بشحبار الطناجر بدأت أول مرة خلال نزوحنا إلى المواصي قبل سنة ونصف، لم أكن وقتها أملك أي من أدوات الرسم شيئًا، حتى قلم الرصاص، فكان لا بد من إيجاد بديل يفي بالغرض فكان الفحم". بهذه الكلمات تُلخص النازحة رغد بلال شيخ العيد تطويعها لما هو متاح في سبيل التعبير عن معاناة أهالي قطاع غزة تحت وطأة حرب الإبادة، بما تملكه من مهاراة الفن والرسم. على ناصية خيمة نزوحها غربي مدينة خان يونس حيث لا حياة هنا سوى أيدٍ نحيلة أذابها الجوع، تحاول بقدر استطاعتها توصيف الحال الذي وصلت إليه غزة بعد ما يقارب العامين من الزمان. لم تكن لوحات رغد خطوط عابرة، بل كانت تجسيد لما تعيشه وباقي الغزيين، في ظل أزمات متفاقمة تنهش أجسادهم دون نهاية قريبة تلوح بالأفق. واقع مؤلم رغد التي هجرتها آلة الحرب الإسرائيلية من مدينة رفح، عكفت بكل طاقتها على تجسيد واقع غزة في لوحاتها التي كانت تنبض بالألم، كي تُحاكي وجعها ووجع من حولها، بلغةٍ بصرية ترى فيها كل ما لا يُقال. تقول شيخ العيد لوكالة "صفا": "كان الفحم البديل الذي سيعطي نتيجة أقرب ما تكون لقلم الرصاص، فبدأت أستخدم آثار احتراق أواني الطهي، وحوّلتها إلى لوحاتٍ تحاكي واقع الحياة بعد الحرب". وتضيف "أخذتُ أبحث في البيئة المحيطة حولي عما يمكن أن يقوم مقام الألوان والفرشاة، ليساعدني في خلق صورة تُحاكي الواقع كما هو، فكان الفحم وبقايا احتراق أواني الطهي الوسيلة التي يمكن أن تعبر عنه مثل الألوان والفرشاة". لم تكن لوحات رغد تقليدية عابرة، بل هي شهادة حية على مآسي قطاع غزة ترى في إحداها وجوه أطفال ينتظرون طعامًا على أبواب التكيات، وفي ثانية مشهد من مجزرة دوّار الكويتي، وفي ثالثة، طفلٌ استشهد جوعًا شمال القطاع، توثّق بالفحم حياة عجزت الكاميرا عن التقاطها. حلم لا يتوقف تتابع "أغلب أعمالي تتحدث عن وجع الأمهات، وعيون الأطفال، وركام البيوت، وأجساد الجرحى، أحاول بلوحة واحدة إيصال كل ذلك، بصمتٍ يختصر الكلام". وتردف "كنت أدرس أنظمة معلومات حاسوبية، لكن في سنتي الأخيرة تعطل اللابتوب الخاص بي، بسبب النزوح المتكرر، فاضطررت لتغيير التخصص، واليوم أبدأ من جديد بدراسة اللغة الإنجليزية وآدابها". وتكمل حديثها "أرسم من الرماد، لأن هذا ما تبقى لي، أرسم لأنني لا أملك إلا هذا الشكل من الحياة". حياة النزوح والتشرد والنجاة بقطعة خبز في ظل خرب ضروس تعيشها رغد، إلا أنها تحتفظ بحلمها وتسعى لتحقيقه. تقول رغد: "أحلم بإقامة معرض فني خاص، تُعرض فيه لوحاتي التي رسمتها بشحبار الطناجر، لتكون شاهدًا على زمن عشنا فيه بلا أدوات، لكننا لم نتوقف عن الحلم".