تشارك منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بجناح خاص في الدورة الأولى للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية، في مدينة الدار البيضاء، تحت رعاية الملك محمد السادس.

واستقبل الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، بجناح المنظمة في المعرض، السيد محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية، وعددا من كبار الشخصيات المشاركين في افتتاح المعرض، حيث أطلعهم على أبرز ما يتضمنه جناح الإيسيسكو من منشورات ورقية ورقمية، وأهم الأنشطة التي ستجري في الجناح طوال أيام المعرض، والموجهة بالأساس إلى الأطفال والشباب، في إطار برنامج عام الإيسيسكو للشباب.

 

وشارك المدير العام للإيسيسكو في افتتاح جناح مبدعي "مارفل" بالمعرض، والذي يستضيف سبعة من مبدعي رسومات "مارفل"، الذين لهم بصمة كبيرة في عالم القصص المصورة.

وسيشهد جناح الإيسيسكو في المعرض تنفيذ برنامج ثقافي وفني وترفيهي ثري، يشمل عشرات الأنشطة والجلسات النقاشية والحوارية لفائدة الأطفال والشباب، بمشاركة نخبة متميزة من المفكرين والمثقفين والأدباء والشعراء، وفي مقدمتها جلسة حوارية مفتوحة للدكتور المالك مع الشباب، يوم السبت الموافق 18 نوفمبر 2023، لمناقشة أبرز القضايا التي تهم شباب العالم الإسلامي، وما تقدمه المنظمة من برامج ومشاريع لتنمية مهاراتهم لتواكب مهن الغد، ولترسيخ ثقافة الاستشراف الاستراتيجي، والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم في هذا الشأن.

كما سيشارك عدد من رؤساء القطاعات ومديري الإدارات والمراكز والخبراء بالإيسيسكو، في أنشطة الجناح اليومية، حيث سيتم استعراض أبرز جهود المنظمة في مجالات التربية والعلوم والثقافة، خصوصا الموجهة لفائدة الأطفال والشباب، بالإضافة إلى عقد ندوات حول موضوعات اللغة العربية، وحفظ وتثمين التراث، والإنتاج الأدبي والفني الموجهة للأطفال والشباب، والثقافة الرقمية، فضلا عن فقرات تفاعلية تتضمن مسابقات وورش تدريبية في الرسم الإبداعي.

يُذكر أن هذه الدورة من المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، تشهد مشاركة 255 عارضا يمثلون 33 دولة، لعرض آلاف الكتب الموجهة إلى الأطفال والشباب، في 7 صالات كبرى للعرض، إلى جانب فضاءات للأنشطة الثقافية والترفيهية المميزة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إيسيسكو الدار البيضاء الطفل والشباب الأطفال والشباب

إقرأ أيضاً:

طفلك ليس مشروع نجاحك.. حرّروا الأطفال من طموحاتكم

ريتا دار **

في زمنٍ تُقاس فيه القيمة بالإنجاز، وتُختصر الطّفولة بالنتائج، ينسى كثيرٌ من الآباء أنّ أبناءهم ليسوا انعكاسًا لطموحاتهم المؤجّلة، ولا أدواتٍ لإثبات ذواتهم.

الطفل كائنٌ متفرّد، يحمل في داخله بذرة حلمه، لا حلم والديه. له الحقّ أن يختار، ويخطئ، ويصيب ويُعيد التّشكيل، دون أن يُسجن داخل قوالب مسبقة الصنع.

ليس من الخطأ أن يحلم الوالدان بمستقبلٍ مشرقٍ لأبنائهم، ولكنّ الخطأ أن تتحوّل هذه الأحلام إلى عبء يقاس به مقدار الحب، أو يُهدّد به شعور الطفل بالأمان والقبول.

كم من طفلٍ أُجبر على دراسة تخصّص لا يميل إليه، فقط لأنّه "خيارٌ آمن"، أو لأنّه "يرفع الرأس"، أو لأنّ أحد الوالدين لم يحقّق ذلك في شبابه؟ وكم من موهبة اندثرت في الظّل، لأنّ أحدًا لم ينصت لما يريده الطفل فعلًا؟

إنّ الطّفولة ليست مرحلة إعدادٍ لوظيفةٍ، بل فترة تأسيسٍ لشخصيّة. وكلّ محاولةٍ للضّغط على الطفل ليسلك مسارًا لا يشبهه، هي في الحقيقة طمسٌ تدريجيٌّ لهويّته.

يقول الفيلسوف الألماني فريدريش نيتشه: "أكثر الناس يقضون حياتهم في محاولاتٍ يائسةٍ لتحقيق أحلام غيرهم".

فهل نريد لأطفالنا أن يكونوا من هؤلاء؟!

فاطمة، الطّالبة المتفوّقة، دخلت كليّة الطّب بتشجيع والدتها. لكنّ شغفها الحقيقي كان الموسيقى. لم تُظهر تمردًا، ولم تُعلن رفضًا، بل انطفأ حلمها بهدوء. كانت تشعر أنّها تسير في طريقٍ مرسومٍ، لا يعرف قلبها إليه سبيلًا.

أما تَيم، فكان يدرّب على السّباحة منذ سنوات، تحقيقًا لحلم لم يحقّقه والده. لم يكن يكره الرّياضة، لكنّه لم يحبّها أيضًا. كان يجد نفسه في الرّسم، وكانت فرشاة الرّسم بالنسبة له هي صوته الحقيقي.

النّجاح الحقيقيّ ليس أن يحقّق الطّفل ما نتمنّاه، بل أن يجد ما يشعل قلبه، ويسير نحوه بثقة وحرية. أن ينطلق من ذاته، لا من رغبات الآخرين. أن يكون أفضل نسخةٍ من نفسه لا نسخةً معدّلةً من أحد والديه.

في سلطنة عُمان، هناك جهودٌ تربويّةٌ مشكورةٌ تسعى إلى تمكين الأطفال من التعبير عن ذواتهم، عبر مبادرات مثل "التّوجيه المهنيّ المبكّر" و"الأنشطة اللاصفيّة"، التي تتيح لهم فرصة اكتشاف ميولهم في بيئة تحترم التنوّع وتقدّر الاختلاف.

وتؤكّد دراسةٌ منشورةٌ في مجلّة "علم النّفس التربوي" أنّ الأطفال الذين يُمنحون حريّة اختيار مسارهم، ويتمّ دعمهم في قراراتهم، يظهرون معدلاتٍ أعلى من الرّضا الذّاتي، والالتزام، والثّقة بالنّفس، مقارنةً بمن فرضت عليهم خياراتٌ لا تشبههم.

على الآباء أن يدركوا أن أبناءهم ليسوا مرآةً لهم، بل نوافذ على آفاقٍ جديدةٍ. هم ليسوا مشاريع؛ بل أرواح حرّة تستحقّ الرعاية؛ فلنمنح أبناءنا المساحة الكافية ليحلموا، ويتعثّروا، ويعيدوا تشكيل خطواتهم، ولنقل لهم بصدق: "أحلامك تستحقّ الاحترام، حتّى وإن لم تشبه أحلامي".

بهذا فقط نربّي أجيالًا واثقةً، تحبّ ذاتها، وتخوض غمار الحياة بشغفٍ وحُرية.

** صحفية سورية

مقالات مشابهة

  • مكتبة مصر تُعلن عن بدء حجز أنشطة الأطفال والشباب والكبار بالزقازيق
  • جولة تثقيفية للأطفال في قلعة صلاح الدين ضمن أنشطة قصور الثقافة
  • «ابني اتقال له أسود زي أبوك» .. بيان مؤلم من محمد رمضان | تفاصيل صادمة
  • مجلس الشورى يناقش خطورة مشروبات الطاقة على الأطفال والشباب
  • بيئة تحتضن الاختلاف
  • طفلك ليس مشروع نجاحك.. حرّروا الأطفال من طموحاتكم
  • استشارات ومبادرات متنوعة.. أنشطة جناح "تعليم الرياض" في سكول إكسبو 2025
  • الوكيل مثنى يفتتح المعرض الفني في مركز الشهيد هاني طومر الصيفي في باجل بالحديدة
  • حضور 25 ألف زائر.. 120 جناحًا في معرض "نسك هدايا الحاج"
  • جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا يستقبل 500 ألف زائر خلال 35 يومًا من الافتتاح