صدر مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، كتاب "الأحمر والأسود" للروائي الفرنسي هنري بيل "ستندال"، ترجمة عبد الحميد الدواخلي.

يعد الكتاب رواية نفسية تاريخية من روائع الأدب الفرنسي وتقع في جزئين، وتصور الظروف الاجتماعية للمجتمع الفرنسي في القرن التاسع عشر، حيث الفساد والجشع والملل، من خلال تحليل حياة شاب يحاول الارتقاء اجتماعيا إبّان الثورة، ولكنه يُعدم لتنتهي حياته سريعا في منتصف العشرينيات.

وعن عنوان الكتاب نجد أن الكاتب استعان باللون الأحمر للتعبير عن الصراع العسكري، بينما استخدم اللون الأسود للتعبير عن الصراع الديني وهو لون ثوب الرهبان.


والمعروف إن "ستندال" اسم مستعار من بلدة ألمانية صغيرة، تسمّى به الكاتب الفرنسي الكبير هنري بيل نظرا لتميز كتاباته الأدبية بالدقة البالغة عن غيره من الأدباء في تلك الفترة.

وجاء بغلاف الكتاب: "اختلف الأدباء والنقاد اختلافا شديدًا في الحكم على ستندال، فكان فيكتور هوجو يحتقره وألفريد ديفي يرتاع منه، وألفريد ديموسيه خصص له فقرة واحدة في شعره. أما سانت بيف فقد كتب عنه مقالين؛ وميريمي وإن كان صديقا له، إلا أنه لم يكن من المعجبين المتحمسين.
وأما بلزاك فكان أول من درس دير بارم دراسة طويلة، وتحمس لستندال، ونادى به أستاذا من أساتذة القصة عام 1840، ولكن معاصريه كانوا لا يؤمنون بشيء من هذا. 
أما كتابه عن الحب فلم يبع منه إلا سبع عشرة نسخة من عام 1822 إلى عام 1833، وتحمل ستندال هذا الظلم الشديد، وكثيرا ما كان يقول: "إنه لن يقدر حق قدره إلا حوالي عام 1880".

تحققت هذه النبوءة، فقد أحيا تين في عهد الإمبراطورية ذكراه، ورأى أن أدبه يصطبغ بالصبغة العلمية، واستعار الكثير من آرائه في كتبه، وخاصة في: فلسفة الفن ورحلة في إيطاليا وأصول فرنسا المعاصرة والذكاء. أما زولا فقد قال عنه في كتابه "القصاصون الطبيعيون" بأنه سلف فاته معنى فهم جو القصة، كما فاتته موهبة تصوير ما يهج. 
ولكن بول بورچيه حياه كأب للتحليل النفسي، وخالق فكرة حد البلاد جميعًا، وهذا هو رأى نيتشه وتولستوي. ويرى موريس باريس أن ستندال يعبر تعبيرًا صادقًا عن آرائه ومشاعره. وشارل موريس يحشره ضمن هذه الجماعة التي يراها مقدسة، وهي جماعة الرمزيين.

الكتاب ضمن إصدارات الإدارة العامة للنشر برئاسة الكاتب الحسيني عمران، في سلسلة "آفاق عالمية" التي تعنى بنشر الأعمال المترجمة إلى اللغة العربية في الأدب والنقد والفكر من مختلف اللغات، وتصدر برئاسة تحرير د. أنور إبراهيم، مدير التحرير جمال المراغي، سكرتير التحرير مها عبد الرازق، غلاف العدد وسام سامي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة عمرو البسيوني

إقرأ أيضاً:

افتتاح مسرح قصر ثقافة الغردقة بعد تطويره الشامل

في خطوة تعكس رهان الدولة على الثقافة كأداة تغيير ناعمة في المدن السياحية، يفتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بصحبة اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، اليوم مسرح قصر ثقافة الغردقة بعد عملية تطوير شاملة أعادت تشكيله من الداخل والخارج، ليخرج في صورة مختلفة تمامًا عمّا اعتاده أبناء المدينة لسنوات. 

الافتتاح لا يُقدَّم فقط كحدث بروتوكولي تقليدي، بل كإشارة إلى توجه واضح لدمج النشاط الثقافي والفني في قلب المشهد السياحي للغردقة، تلك المدينة التي طالما عُرفت بشواطئها ومنتجعاتها أكثر مما عُرفت بمسارحها وقاعاتها الثقافية. فالمسرح، وفق التصور الجديد، لا يستهدف جمهور العاصمة أو الفرق الزائرة فقط، بل يُفترض أن يتحول إلى فضاء مشترك يجمع بين سكان المدينة والسياح القادمين إليها من مختلف الدول. 

يتضمن برنامج حفل الافتتاح تقديم باقة من العروض الفنية لفرق تابعة لهيئة قصور الثقافة، بحضور عدد من الفنانين والمبدعين وقيادات وزارة الثقافة ومحافظة البحر الأحمر، في محاولة لتكريس رسالة مفادها أن المنشأة الجديدة ليست مجرد مبنى مطور، بل منصة يُراد لها أن تصبح مركزًا للحراك الفني في الإقليم. المشروع الذي شهده مسرح قصر ثقافة الغردقة لم يكن مجرد ترميم سطحي، بل تطوير متكامل للبنية التحتية والتجهيزات الفنية؛ حيث جرت إعادة تأهيل القاعات والواجهات، وتزويد المسرح بأنظمة إضاءة وصوت وديكور مسرحي حديثة، بما يضعه – وفق المواصفات التي أُعلن عنها – ضمن أكبر وأهم المسارح في منطقة البحر الأحمر، بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 850 مقعدًا، وهي سعة لافتة إذا ما قورنت بطبيعة الكثافة السكانية للمدينة وتوزيع الأنشطة الترفيهية فيها. 

المؤشرات الأولية تفيد بأن المسرح صُمم ليستوفي معايير تقنية أقرب إلى المعايير العالمية في مجال العروض الحية، بهدف استقطاب عروض أكبر وتنظيم مهرجانات وفعاليات قادرة على جذب الجمهور المحلي والزائر في آن واحد. هذه الرؤية يساندها بروتوكول تعاون مبرم بين وزارة الثقافة ومحافظة البحر الأحمر، ينص على توظيف المسرح لخدمة أبناء المحافظة وفي الوقت ذاته إدخاله ضمن خريطة البرامج والفعاليات المقدمة للسياح. 

على المستوى العملي، يفتح هذا التطوير الباب أمام أسئلة جوهرية: إلى أي مدى يمكن لمثل هذا الصرح أن يغير من طبيعة العلاقة بين المواطنين والثقافة في مدينة يغلب عليها الطابع السياحي؟ وكيف سيتعامل القائمون عليه مع تحدي بناء جمهور حقيقي من الأهالي، لا يقتصر على المناسبات الرسمية أو زيارات الوفود؟ الإجابات لن تتضح في ليلة الافتتاح، لكنها ستظهر مع نوعية البرامج التي ستتوالى على خشبته، ومدى استمرارية الدعم المؤسسي له، وقدرته على أن يصبح نقطة التقاء بين الفن المحلي والجمهور الدولي الذي يزور الغردقة على مدار العام. في كل الأحوال، يشير مشهد افتتاح مسرح قصر ثقافة الغردقة بحلته الجديدة إلى محاولة لإعادة تعريف دور المؤسسات الثقافية في المدن الساحلية، بحيث لا تكون مجرد مبانٍ تكميلية، بل جزءًا من هوية المكان ورصيده الحضاري، في موازاة صور الشواطئ والمنتجعات التي اعتادتها حملات الترويج السياحي.

طباعة شارك اخبار البحر الاحمر البحر الاحمر الغردقة مدينة الغردقة محافظة البحر الاحمر محافظ البحر الاحمر

مقالات مشابهة

  • افتتاح مسرح قصر ثقافة الغردقة بعد تطويره الشامل
  • إطلاق اسم سهير المرشدي على الدورة 11 من مهرجان شرم الشيخ للمسرح
  • تكريم محمد رضوان في ختام مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي
  • قصور الثقافة تشارك في ندوة توعوية بطنطا حول ظاهرة «العنف ضد المرأة»
  • وزير الثقافة يصل شرم الشيخ لحضور ختام مهرجان المسرح الشبابي
  • وصول وزير الثقافة لحضور ختام شرم الشيخ للمسرح الشبابي
  • وصول وزير الثقافة لحضور ختام مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي.. صور
  • قصور الثقافة تحتفل باليوبيل الذهبي لنقابة اتحاد كتاب مصر
  • سفير السودان في الأردن “سوار الذهب” يحاضر عن الثقافة زمن الحرب في اتحاد الكتاب
  • خطة شاملة لتكثيف العروض بمسارح وقاعات قصور الثقافة في المحافظات