الحيتان... تسبح ضد تغيرات المناخ
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
الحيتان مدهشة في أحجامها الضخمة وذكائها الاجتماعي، وطريقة حياتها المميزة عن بقية الكائنات البحرية، لكن الاندهاش الأكبر يأتي من كونها تؤدي دوراً محورياً في تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء ومواجهة الاحتباس الحراري بوتيرة تتخطى الوسائل الأخرى كافة.
وتعود أهمية الحيتان في حفظ التوازن البيئي إلى الواجهة في الآونة الأخيرة، تزامناً مع زيادة حدة التغيرات المناخية، ولجوء دول العالم لزيادة معدل التشجير للحد من خطر زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو وللتقليل من آثار الاحترار، إلا أن دراسات حديثة أشارت إلى أن الحيتان تعد الاستثمار الحقيقي في مجال مواجهة التغيرات المناخية.
توازن بيئي
عكفت دراسة صادرة عن جامعة Alaska Southeast الأميركية على تحليل دور الحيتان في الحفاظ على توازن نسبة الكربون في الكوكب، بعد أن توصل العلماء في وقت سابق إلى أن المحيطات هي أكبر خزانات للكربون على الأرض، وراقبوا بشكل حثيث سلوك الحيتان التي يتخطى عمرها 100 عام، ويصل وزنها أحياناً إلى 150 طناً، وتبيّن أن بإمكانها تخزين أكثر من خمس الكربون على الأرض، ولا يتوقف عملها بعد موتها بل تغرق في أعماق المحيطات مع مخزون كبير من ثاني أكسيد الكربون لا يمكن لأي شجرة أن تحبس 3% من كمية الكربون التي يحبسها الحوت الواحد والمقدرة بنحو 33 طناً من ثاني أكسيد الكربون.
أما الآلية التي ينتهجها الحوت في إنتاج الأكسجين فهي كونه يتغذى على العوالق النباتية ويستفيد من العناصر الغذائية الموجودة بها ليعيد إنتاجها في صورة أكسجين بعد أن يلتهم نحو 3500 كيلو جرام من تلك العوالق في اليوم الواحد.
وينتج الحوت كمية كبيرة من الفضلات التي تتغذى عليها تلك العوالق مرة أخرى وتستفيد منها في عمليات التمثيل الضوئي ليستمر امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين في عملية بيئية متوازنة، وتسهم تلك العملية في إنتاج 50% من الأكسجين الموجود في الغلاف الجوي لكوكب الأرض وتحبس 37 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون ولمزيد من التوضيح قارنها العلماء في الدراسة بمساحة 4 غابات من غابات الأمازون العملاقة.
ضرورة اقتصادية
لم يعد الاهتمام بالحيتان رفاهية علمية فقط، وإنما امتد الأمر إلى صندوق النقد الدولي الذي طالب بإيجاد آليات مالية للاستثمار في إعادة أعداد الحيتان كما كانت في السابق بعد أن قضى الصيد التجاري على ما يقرب من 80% من أعدادها.
وحسب دراسة صادرة عن صندوق النقد، فإن الحوت متوسط الحجم يمكن أن يكون ذا فائدة اقتصادية تزيد قيمتها على مليوني دولار، ويمكن للحوت الكبير أن تصل فائدته المادية إلى تريليون دولار، فيما يتعلق بحبس الكربون داخل جسمه طوال 100 عام خلال حياته وحتى بعد وفاته.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الحيتان المناخ التغير المناخي كوب 28 الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ ثانی أکسید الکربون
إقرأ أيضاً:
نظرة ما.. مواجهة عربية لاقتناص ثاني أهم جوائز مهرجان كان السينمائي
حضور جماهيري ضخم تشهده مسابقة "نظرة ما" أو Un Certain Regard ضمن فعاليات الدورة 78 من مهرجان كان السينمائي الدولي الذي يقام في الفترة من 13 وحتى 24 من شهر مايو الجاري، بحضور عربي مميز يضم 3 أفلام من مصر وفلسطين وتونس.
وتترأس لجنة تحكيم "نظرة ما" هذا العام المخرجة البريطانية مولي مانينغ ووكر، بمشاركة كل من:
لويز كورفوازييه (فرنسا/سويسرا) – مخرجة وكاتبة سيناريو، فانيا كالودجيرتشيتش (كرواتيا) – مديرة مهرجان روتردام السينمائي، روبرتو مينيرفيني (إيطاليا) – مخرج ومنتج وكاتب سيناريو، ناهوييل بيريز بيسكايارت (الأرجنتين) – ممثل.
بعد مشاركته بالفيلم القصير "عيسى"، يعود المخرج مراد مصطفى إلى مهرجان كان من جديد مشاركًا بفيلمه "عائشة لا تستطيع الطيران" (Aisha Can’t Fly Away) ضمن مسابقة "نظرة ما"، يتناول الفيلم الذي يمثل مصر بالمسابقة الثانية من حيث الأهمية في مهرجان كان حياة مجتمع المهاجرين الأفارقة في مصر، مركزًا على قصة عائشة، المهاجرة السودانية التي تعيش في هذا الحي الذي يضم العديد من المهاجرين من مختلف الدول الأفريقية.
مراد مصطفى يحمل هما خاصة خلال أغلب أفلامه القصيرة حول مجتمع الأفارقة في مصر، حيث شكلت نشأته بحي عين شمس الشعبي بالقاهرة صورة عن معاناتهم وظروف حياتهم وأحلامهم في مستقبل أفضل، لذا يحاول تقديم نماذج مختلفة يستند فيها على بحثه الواسع وتداخله في تفاصيل حياتهم وموهبته في الإخراج والذي لم يدرسه بشكل أكاديمي.
المشاركة الفلسطينية تأتي من خلال فيلم "كان يا مكان في غزة" والتي تدور أحداث الفيلم في غزة عام 2007، حيث يتتبع قصة يحيى، الطالب الجامعي الذي يكوّن صداقة غير متوقعة مع أسامة، صاحب مطعم فلافل ذو شخصية كاريزمية. معًا، ينخرطان في تجارة المخدرات تحت ستار توصيل الساندويتشات، قبل أن تبدأ الأمور في الانهيار تحت تهديد شرطي فاسد يسعى لابتزازهما.
يقدم الفيلم كوميديا سوداء تمزج ببراعة بين السخرية والدراما الاجتماعية، بأسلوب سينمائي مستوحى من أفلام الغرب الأمريكي من حيث الشكل البصري، مع معالجة جريئة ومتعمقة للواقع الفلسطيني داخل غزة، حيث تتجلى سيطرة بعض الفصائل على حساب فصائل أخرى، ما ينعكس على حياة الناس اليومية ومعاناتهم المستمرة.
المسابقة تم افتتاحها بفيلم "السماء الموعودة" (Promised Sky) للمخرجة التونسية إريج سهيري، مما يسلط الضوء على الحضور المتزايد للسينما العربية في المهرجان الفنرنسي عاما تلو الأخر.
ويروي الفيلم قصة ثلاث نساء من أصول إفريقية يعشن في تونس، وهن ماري، قسيسة وصحفية سابقة من ساحل العاج، ناني، أم شابة تبحث عن مستقبل أفضل، والطالبة جولي قوية الإرادة، تتغير حياتهن عندما يستقبلن كنزة، الطفلة اليتيمة والتي تم إنقاذها من غرق سفينة.
الفيلم عابة عدم الدخول بعمق في مشاكل كل شخصية أو ابراز التطورات المحورية التي طرأت عليها عبر الأحداث محاولات دون جدوى اكتشاف التحديات التي تواجهها هؤلاء النساء في ظل التوترات الاجتماعية والاقتصادية، مسلطًا الضوء على قضايا الهجرة والهوية والتضامن.