روسيا تصنف حركة المثليين كمنظمة متطرفة وتحظر نشاطها
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
بغداد اليوم- متابعة
صنفت المحكمة العليا في روسيا، اليوم الخميس (30 تشرين الثاني 2023)، الحركة الدولية لمثليي الجنس كمنظمة متطرفة وحظرتها في البلاد.
وجاء قرار الحكمة: "تمت تلبية مطالبة وزارة العدل الروسية، باعتبار أوساط المثليين كحركة متطرفة"، على أن يخضع القرار للتنفيذ الفوري.
وأوضحت الخدمة الصحفية للمحكمة لوكالة "سبوتنيك"، أنه لم يشارك في الجلسة سوى ممثل عن وزارة العدل، ولم يكن هناك ممثل عن المدعى عليه في المحكمة، وعقد الاجتماع خلف أبواب مغلقة، واستمر لأكثر من أربع ساعات، وبلغ إجمالي مواد القضية أكثر من 20 مجلدا.
وكانت وزارة العدل الروسية قد رفعت دعوى قضائية في أنشطة حركة المثليين على أراضي روسيا، و"تم تحديد علامات ومظاهر مختلفة للتوجه المتطرف، بما في ذلك التحريض على الكراهية الاجتماعية والدينية".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
فيلم 8 أكتوبر يهاجم الاحتجاج ضد الإبادة دعما لأجندة يمينية متطرفة
بدأ في منتصف مارس/آذار الماضي عرض فيلم "8 أكتوبر" (الوثائقي) الأميركي في دور العرض السينمائي. الفيلم من إخراج ويندي ساكس، ومدته 100 دقيقة، من إنتاج شركة براياركليف إنترتينمنت 2025.
لاحظ بعض النقاد أن فيلم "8 أكتوبر" يحرف حقيقة معاداة السامية لمهاجمة حركة الاحتجاج ضد الإبادة الإسرائيلية بفلسطين دعما لأجندة يمينية متطرفة أوسع نطاقا، لا تعادي تحرر فلسطين وتفكيك نظام الفصل العنصري الصهيوني وتتماهى مع العنف والاستيطان والإبادة الجماعية فحسب، بل تعادي الحقوق المدنية وبرامج "التنوع والمساواة والشمول" لأنها تنسجم مع الحقوق الشرعية الفلسطينية وتعارض استمرار الاستعمار والاستيطان ومع كافة قضايا المستضعفين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سوريا تعيد افتتاح بورصتها خلال أيامlist 2 of 2البابا الأميركي اللاتيني.. كيف تتفاعل البيرو مع ليو الرابع عشر؟end of listوبحسب الناقدة والأكاديمية، الدكتورة شكوفه رجب زاده، لا يهدف فيلم "8 أكتوبر" لنقل المعلومات، بل يستهدف إثارة الذعر، ذعر يأمل صناع الفيلم أن يدفع المشاهدين لدعم حملات قمع عنيفة، تشهدها جميع أنحاء الولايات المتحدة حاليا، ضد طلاب ناشطين في قضية فلسطين.
فمنذ تولي ترامب منصبه، ألغت إدارته ما لا يقل عن 300 تأشيرة طلابية، واحتجزت سلطة الهجرة والجمارك الأميركية طلابا، وفيهم مقيمون دائمون بشكل قانوني. يحدث هذا في حين تجبر الجامعات على الرضوخ لمبادرات متطرفة معادية للتعليم والديمقراطية ومؤيدة لإسرائيل للحصول على تمويل فدرالي.
إعلانفمثلا، لم توافق جامعة كولومبيا على "تطوير مركزها في تل أبيب" فحسب، بل عينت أيضا نائبا أول لرئيس الجامعة لمراجعة المناهج والبرامج بأقسام دراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا، مقابل 400 مليون دولار تمويلا فدراليا كان مقررا سابقا. ومع ذلك، وفي خضم هذه الحملات الاستبدادية على حرم الجامعات وحياة الطلاب الناشطين، يصور الفيلم الجديد "8 أكتوبر"، من إخراج ويندي ساكس، حرم الجامعات كمساحات سادتها الفوضى، حيث تترجم الفوضى لكراهية وعنصرية، والضحايا الوحيدون هم الطلاب اليهود الصهاينة!
وتلفت رجب زاده إلى أن حجة الفيلم غير منطقية ومائعة. غالبا ما يقدم المشاركون في المقابلات التي أوردها الفيلم ادعاءات تبدو مخيفة، بيد أن اللقطات التي تلت ذلك تفند هذه الادعاءات. لكن هذا لا يهم، فهدف فيلم دعائي مثل "8 أكتوبر" ليس نقل المعلومات، بل إثارة ذعر واسع النطاق، ذعر يريد صناع الفيلم أن يستمر ويتصاعد ويبقى في وجدان المشاهدين حتى بعد نهاية الفيلم، وأن يدفعهم إلى دعم حملات القمع العنيفة وانتهاك حقوق الطلاب التي تشهدها البلاد الآن.
خلط معاداة السامية بمعاداة الصهيونية
يبدأ الفيلم بلقطات خام من هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ويتبعه مباشرة سرد شخصي للهجمات من قبل إيريت لاهاف، إحدى سكان كيبوتس نير عوز. وتظهر لنا الغرفة التي اختبأت فيها مع ابنتها، وكيف أغلقت الباب وأطفأت الأنوار لساعات. وفي هذه الأثناء، وفي الظلام، تقرأ رسائل واتساب من دردشة مجتمع الكيبوتس: "أطلقوا النار على زوجي"، "إنهم في منزلي"، "أصيب زوجي بالرصاص. إنه ينزف". وينتقل الفيلم بعد ذلك إلى شقة شاي دافيداي بمدينة نيويورك؛ ونوا تيشبي في لوس أنجلوس؛ وتيسا فيكسلر، الطالبة بجامعة كاليفورنيا، في سانتا باربرا. وتروي كل منهن تجربتها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
إعلانفورا، وبعد أقل من 10 دقائق من بدء الفيلم، تتحد إسرائيل ومدن نيويورك ولوس أنجلوس وسانتا باربرا في تجربة جماعية لهجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وتختتم تيشبي المقطع بربط أحداث أكتوبر/تشرين الأول بالهولوكوست، ربطا غير منطقي: "إنها كلها قصص سمعناها وترعرعنا عليها. إلا أنها هذه المرة صورت بالفيديو".
وبعد أن رسم الفيلم مقارنة بين السابع من أكتوبر/تشرين الأول والهولوكوست، ينتقل الفيلم بعد ذلك إلى الشوارع. وتظهر أولى لقطاته متظاهرين يهتفون "الحرية لفلسطين!". وهنا، يدعي الكاتب المؤيد لإسرائيل، دان سينور، أن "الغضب كان موجها نحو اليهود لاعتراضهم على الذبح". ومع ذلك، تظهر المقاطع المصورة بالمايكرو-ثانية متظاهرين يهتفون من أجل "فلسطين حرة" رافعين لافتات كتب عليها "أوقفوا كل المساعدات لدولة إسرائيل العنصرية". حتى في هذه المقاطع، يتضح أن الحركة من أجل "فلسطين حرة" لا علاقة لها بكراهية اليهود، بل هي دعوة لـ"حرية فلسطين" وتغيير السياسة الخارجية الأميركية.
وبالمثل، يتحدث شاي دافيداي عن المظاهرة المزدوجة التي نظمت بساحة جامعة كولومبيا، ويقول: "لم أر جدلا أيديولوجيا بين طرفين. كنت أرى كراهية". لكن اللقطات تظهر مجموعتين من المتظاهرين في مواجهة سلمية، يواجهان بعضهما البعض في ساحة. الهتافات التي سمعت هي "فلسطين حرة حرة!" و"نطالب بالتحرير!".
بدوره، يؤكد أورين سيغال من "رابطة مكافحة التشهير" أنه لم يسمح للطلاب اليهود بالتجول بحرية في الحرم الجامعي. لكن اللقطات التالية تظهر طالبا يهوديا يسأل ناشطا يقف عند مدخل أحد المخيمات: "إذن أنت لن تسمح للطلاب اليهود بالدخول؟" يرد الناشط: "لدينا طلاب يهود هنا. هل أنت صهيوني؟" ليس من المستغرب ألا يسمح لصهيوني يدافع عن الإبادة الجماعية بالدخول إلى مخيم مناهض للإبادة الجماعية.
ولكن ربما يكون أضعف مثال على معاداة السامية في الفيلم هو الأهم في حجته. إنها الأحداث التي أحاطت بسحب الثقة من رئيسة اتحاد الطلاب، تيسا فيكسلر، بجامعة كاليفورنيا، في سانتا باربرا.
إعلانفبعد هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت فيكسلر دعمها لإسرائيل وطلبت من ناخبيها أن يحذوا حذوها. وبينما بدأ العديد من طلاب جامعة كاليفورنيا، في سانتا باربرا، يشعرون بالحزن على قتل إسرائيل غير المبرر للأطفال، لم تكترث فيكسلر لمعاناتهم ولم تطالب الجامعة بسحب استثماراتها من شركات تصنيع الأسلحة. بل، تركز على صهيونيتها من خلال التأكيد المتكرر على دعمها لإسرائيل والعمل مع جماعات عدوانية مؤيدة لإسرائيل، مثل جماعة "كل إسرائيل".
نتيجة لذلك، بدأ الطلاب في تصميم ملصقات (بوسترات) تضخم موقفها السياسي: "تيسا فيكسلر تدعم الإبادة الجماعية". "تبا لمحايد كرئيس". وتقول فيكسلر في مقابلتها: "بعد ذلك، ازداد الأمر سوءا". وبالتالي، يتوقع المرء في هذه المرحلة أن يكون هناك هجوم يستهدف صراحة دينها أو هويتها اليهودية.
بدلا من ذلك، تروي فيكسلر: "أتذكر أنني تلقيت رسالة نصية في الساعة الثانية صباحا: هناك أشخاص يتجولون بأقنعة ويضعون منشورات في صناديق البريد بالقرب من منزلك". وتظهر الرسالة النصية التالية المنشور "اعزلوا تيسا فيكسلر". ثم التقطت شبكات الأخبار هذا الخبر: "تحقق جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا في لافتات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي يبدو أنها تستهدف رئيسة اتحاد الطلاب".
حملة المطالبة بالعزل ليست خطاب كراهية، ولا عنصرية، ولا تمييزية. في الواقع، إنها جوهر الديمقراطية، وجزء مهم من "الضوابط والتوازنات". نعم، لقد أشير تحديدا لرئيسة اتحاد الطلاب بسبب تصرفاتها خلال فترة ولايتها، وهكذا تجري عملية العزل أو سحب الثقة. في النهاية، لم تتحقق عملية سحب الثقة بسبب صوت واحد امتنع عن التصويت. ومع ذلك، يمثل ألم فيكسلر محور الفيلم في بقية أحداثه.
في النهاية، تلاحظ رجب زاده، أن حجج فيلم "8 أكتوبر" لا تجدي نفعا إلا إذا آمن المشاهد بأن رفض الصهيونية وإنكارها هو رفض وإنكار لليهودية والهوية اليهودية. القضايا التي تركز على النشاط الجامعي، والتي تشكل أساس الفيلم، لا تقدم أي أمثلة على عنصرية معادية لليهود. بل يسلط الفيلم الضوء على الطرق التي يفسر بها الصهاينة حركات الحرم الجامعي المطالبة بحقوق فلسطين، ويتفاعلون معها، ويتعرضون لتهديد (مزعوم) من قبلها. بهذه الطريقة، تتكشف الأجندة الحقيقية للفيلم.
يأتي كل هذا الاهتمام بالاحتجاجات ضد الإبادة بفلسطين على حساب إغفال أمثلة خطيرة على معاداة السامية. فمثلا، لم يضمن الفيلم سوى منشورات باتريك داي العنيفة بجامعة كورنيل، والداعية لقتل اليهود، لكن لم يركز عليها. هذا لأنه لم تكن هناك أي جهة أو منشور، بما في ذلك صحيفة التابلويد "نيويورك بوست" (الموالية للصهاينة)، قادرة على ربط هذا الطالب بالنشاط الفلسطيني.
إعلانفي الواقع، إن تجاهل معاداة السامية الحقيقية الفعلية لدى العنصريين البيض، وتشويه حركة سحب الثقة من رئيسة اتحاد طلاب جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، ليسا التحركين الوحيدين المعاديين للديمقراطية التي يقدمها فيلم المخرجة ويندي ساكس.
ويصل تهافت فيلم "8 أكتوبر" حد إلقاء اللوم على برامج "التنوع والمساواة والشمول" (DEI) في زيادة معاداة السامية أيضا. ويحاول سكوت غالاوي، أستاذ التسويق بكلية إدارة الأعمال بجامعة نيويورك، إثارة إشكالية حول هذه البرامج من خلال شرح كيفية عمل ديناميات القوة العرقية. يقول غالاوي: "بدأت برامج "التنوع والمساواة والشمول" بالنوايا الصحيحة". "المشكلة أننا خلقنا هذه الأرثوذكسية غير الصحية حيث قررنا أن هناك مستكبرين ومستضعفين (مضطهدين). وليس هناك الكثير من الفروق الدقيقة هنا".
ويشير تلميح غالاوي هنا، بحسب رجب زاده، إلى أن جهود "التنوع والمساواة والشمول" قد شجعت الناس على تبسيط القضايا المعقدة بشكل مفرط، كالهجوم الإسرائيلي على غزة. ولسوء الحظ، لا يقدم غالاوي فروقا دقيقة تعفي أحد أقوى جيوش العالم -والمسؤول عن إبادة جماعية واحتلال وفصل عنصري ومقتل 50 ألف شخص ونيف في 18 شهرا- من وصفه بالظالم.
وتتابع نوا فاي، الطالبة بكلية برنارد، هذه النقطة الأوسع، ملمحة إلى أن بناء التحالف الواسع بين حركة حقوق فلسطين والحركات الاجتماعية الأخرى ليس نتيجة للاعتراف الجماعي بأن الأنظمة القمعية تعمل وتتفاعل معا، بل لأن حركة "طلاب لأجل العدالة لفلسطين" قد "تلاعبت بالمظالم واستغلتها"، وفي هذه العملية "اختطفت كل قضية استضعاف في العالم".
وجهات النظر هذه ليست شاذة. حيث يضم برنامج فيلم "8 أكتوبر" أيضا قائمة من المتحدثين اليمينيين الذين هونوا من شأن معاداة السامية لدى اليمين. من أولئك رابطة مكافحة التشهير، التي وصفت تحية إيلون ماسك النازية العلنية بأنها "لفتة غريبة في لحظة حماسة"؛ وباري فايس، مؤسسة دورية "الصحافة الحرة"، وهي خصم صريح لـ"التنوع والمساواة والشمول"، ودفعت بأجندة تدعو لـ"تصويت الديمقراطيين لترامب"؛ والممثل مايكل رابابورت الذي دعم ترامب علنا في انتخاباته الأخيرة، من بين آخرين. وحتى الشعار "الكفاح من أجل روح أميركا" الموجود على ملصق (بوستر) الفيلم يردد صدى شوق ترامب لـ"إعادة أميركا عظيمة مرة أخرى".
ورغم ذلك، تلفت رجب زاده، إلى أن إحدى نقاط القوة غير المقصودة في فيلم "8 أكتوبر" هي أنه يقدم لمحة عن كيفية تجربة الصهاينة مع النشاط المؤيد لفلسطين، وما يعتقد أنه الأكثر فعالية في إضعاف الأجندة الصهيونية. فمثلا، فيما يتعلق بقضية قرارات الحرم الجامعي، تعلن نوا تيشبي في لقطة مقربة ما تتخيله عبارة عميقة الأثر مفادها أن "جميع قرارات الطلاب بالحرم الجامعي (المضادة لإسرائيل) هذه ليس لها معنى فعلي. ولكن ما تفعله هو تدريب طلاب الجامعات على أن قرارا بشأن (عدم) شرعية إسرائيل هو قرار صالح من البداية".
نعم! هذا صحيح وهذا هو سبب وجود الكثير من المعنى فيها. لاحقا، يدعي أحد المحاورين في الفيلم فيقول: "دعونا نواجه الأمر: صورة ولغة الثورة والتغيير التي يضمنونهما في سردياتهم المؤيدة للإرهاب، إنها تخلق شيئا مثيرا لاهتمام الناس". وتتفق رجب زاده مع ذلك. إنهم يؤكدون أن محتوى تيك توك المؤيد لفلسطين يطغى على البروباغندا (الدعاية) الصهيونية ويضعفها. هذا الفيلم زاخر أيضا بالعبارات التي يمكن توجيهها إلى صانعيه وتكشف نفاقهم. في هذا السياق، كان أفضل ما فيه عبارة عضو الكونغرس النائبة ريتشي توريس: "إذا لم نستطع كمجتمع أن ندين قتل الأطفال والمدنيين بدم بارد بوضوح أخلاقي، فعلينا أن نسأل أنفسنا: ما الذي أصبحنا عليه كمجتمع".
إعلانأهم ما يستنتج من الفيلم أن الحركات الطلابية في الجامعات حققت نجاحا باهرا في نقل قضية فلسطين ورؤى التحرير إلى المركز. ولعل الأفضل أو الأكثر تفاؤلا ودلالة لاختتام الفيلم هو كلمات باري فايس، التي تساءلت وهي تتميز غيظا: "ماذا يعني أن قادة المستقبل لأهم ديمقراطية في العالم يهتفون للثورة والانتفاضة؟ كيف ستبدو البلاد بعد عقد من الآن؟".
وتخلص رجب زاده من هذا الفيلم، إلى أنه عندما يدرك الجميع معنى الانتفاضة، وينهضون لمحاربة الظلم في الوطن وفي جميع أنحاء العالم، نأمل أن نحتفل بالتحرر الجماعي. و"إن شاء الله"، يا باري فايس، أنت والآخرون في الفيلم ستكونون قد تحررتم من الدفاع عن المشروع الأكثر عنفا واستعمارا في عصرنا.
الدكتور مازن النجار كاتب وباحث في التاريخ والاجتماع.