تقدمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا بشكوى إلى مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، دعت فيها إلى فتح تحقيق عاجل في جرائم خطيرة منسوبة لمسؤولين في ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" وشركات أمنية متعاقدة معها.

وأوضحت المنظمة في بيان، اليوم الاثنين، أن الجرائم المرتكبة تندرج في صلب اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وتشمل أخطر الجرائم المنصوص عليها في نظام روما الأساسي، وهي: جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والمشاركة في جريمة الإبادة الجماعية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جريمة التجويع المركبة في غزةlist 2 of 2حصار الفاشر.. حين يتحول علف الحيوانات إلى طعام للبشرend of list

وأضافت أن الشكوى أُرفقت بأدلة وخرائط وصور التقطتها الأقمار الاصطناعية، تظهر أن مراكز توزيع المساعدات التابعة للمؤسسة أُنشئت بهدف القتل والتجويع والتهجير، وليس بغرض الإغاثة الإنسانية.

ووفقا للمنظمة، فإن الصور الجوية تبين أن هذه المراكز صُممت على نمط قواعد عسكرية، بمداخل ضيقة تمتد في اتجاه واحد لمسافات طويلة تصل إلى عدة كيلومترات، تؤدي إلى مناطق اختناق تدريجي، وكلما تقدم المدنيون في هذه الممرات، يبدأ إطلاق النار عليهم، وفي بعض الحالات تُطلق قذائف دبابات مباشرة نحو الجموع.

"مصائد قتل"

وأشارت المنظمة إلى أن عمليات القتل لا تزال تتصاعد داخل وحول مراكز توزيع المساعدات، وهي موثقة بشهادات ميدانية وتقارير أممية وإعلامية مستقلة، "ما يؤكد أن تلك المراكز تحولت إلى مصائد قتل تُدار ضمن أجندات عسكرية، وتستخدم كغطاء لعملية التجويع الممنهجة التي تُمارس بحق سكان قطاع غزة"، وفقا للبيان.

وفي الآونة الأخيرة، وصل تجويع الفلسطينيين في غزة جراء الحصار الإسرائيلي وحرب الإبادة المدعومة أميركيا إلى مستويات غير مسبوقة، وفقا لتقارير محلية ودولية، حيث تزايدت الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف، وبلغ العدد الإجمالي 147 شهيدا بينهم 88 طفلا، وفقا للمصادر الطبية في القطاع.

إعلان

ومنذ أواخر مايو/أيار الماضي، تقود "مؤسسة غزة الإنسانية" مشروعا أميركيا إسرائيليا للسيطرة على توزيع الغذاء بالقطاع المحاصر بدلا من المنظمات الدولية التي رفضت هذا المشروع، ووصفته بأنه مصيدة لقتل المدنيين وأداة لتهجير السكان وإذلالهم.

ووثقت وزارة الصحة في قطاع غزة منذ بدء هذا المشروع استشهاد 1157 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 7758 آخرين بنيران جيش الاحتلال في نقاط توزيع الغذاء وطوابير انتظار المساعدات.

وقالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن تلك المؤسسة "لعبت دورا محوريا في تعزيز موقف الاحتلال بمنع دخول المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة والمنظمات المتعاقدة معها، مما أدى إلى وفاة العديد من المدنيين، بينهم أطفال، نتيجة نقص الغذاء والدواء، وبات الجوع يهدد حياة عشرات الآلاف".

تبرير الجرائم

وأضاف البيان أنه "رغم فداحة هذه الجرائم، لم يصدر عن المشتبه بهم في المؤسسة أي بيان جدي يوضح موقفهم أو يتناول مسؤوليتهم القانونية. وكل ما صدر عن المؤسسة كان مجرد بيانات باهتة تتسم بالجبن وانعدام الضمير، وصل بعضها إلى حد تبرير الجرائم أو التقليل من خطورتها".

وجددت المنظمة دعوتها إلى المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات فورية على مسؤولي المؤسسة، بموجب قانون العقوبات العالمي لحقوق الإنسان "ماغنيتسكي"، كما ناشدت المجتمع الدولي، بمن فيهم الحقوقيون والبرلمانيون، إلى تكثيف الجهود من أجل ملاحقة ومحاسبة هؤلاء المسؤولين في جميع الولايات القضائية المتاحة.

وأشارت المنظمة إلى أن العالم بأسره، بمن فيهم بعض الحلفاء التقليديين للاحتلال، بدأ ينتفض في وجه الجرائم المرتكبة، ويُدين سياسات التجويع الجماعي، بينما "يغرق النظامان العربي والإسلامي في وحل الصمت والتخاذل، فلم يظهر من بعض هذه الحكومات سوى قمع للمظاهرات الشعبية المؤيدة لغزة، واعتقالات تعسفية، ومحاكمات ميدانية للنشطاء".

ودعت المنظمة شعوب العالم العربي والإسلامي إلى الخروج في مظاهرات عارمة ترفض التواطؤ والتجويع، وتطالب بتحرك فاعل لإدخال المساعدات الإنسانية فورا.

كما شددت على ضرورة تحويل مدينة رفح إلى "نقطة انطلاق دولية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وإدخال المساعدات تحت راية الأمم المتحدة، رغما عن إرادة الاحتلال، وبمشاركة المجتمع الدولي والمنظمات المستقلة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات حريات

إقرأ أيضاً:

صندوق تنمية المهارات يختتم برنامجاً تدريبياً لكوادر مؤسسة الكهرباء

اختتم صندوق تنمية المهارات البرنامج التدريبي المتخصص في “الدورة المستندية للأعمال المخزنية” لكوادر المؤسسة العامة للكهرباء.

وهدف البرنامج، الذي نُفذ بتمويل وإشراف الصندوق وبتنظيم أكاديمية طلال أبوغزالة على مدار أسبوع، إلى تزويد المشاركين بالمهارات والمعارف اللازمة لضبط وتحسين إجراءات العمل المخزني في المؤسسة، وضمان دقة وسلامة الدورة المستندية المتعلقة بالاستلام والصرف والجرد؛ بما يساهم في ترشيد الإنفاق، وتحسين كفاءة إدارة الأصول والمواد في المؤسسة العامة للكهرباء.

وأوضح المدير التنفيذي لصندوق تنمية المهارات، علي القاسمي، أن هذا البرنامج هو الأول ضمن حزمة من ثلاثة برامج تدريبية أعدت وفقاً لطلب الاحتياج المرفوع من قبل المؤسسة، وسيتم إطلاق البرنامجين المتبقيين تباعاً.

وأشار القاسمي إلى مجموعة البرامج المتنوعة التي تقدم للمؤسسات المساهمة بالصندوق من كافة القطاعات المختلفة، وبما يلبي الاحتياجات التدريبية المختلفة لتلك المؤسسات ويعزز قدرات العاملين بها، مؤكداً حرص الصندوق على رفع كفاءة العاملين بالمؤسسة العامة للكهرباء ومثيلاتها من المؤسسات الوطنية الحيوية؛ وبما يؤدي في المحصلة إلى تحسين الأداء العام وتجويد الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات للمواطنين.

بدوره، أشار مدير مركز أبوغزالة، المهندس ماجد الشقذة، إلى المحتوى النوعي الذي تلقاه المشاركون في البرنامج، والذي ركز على الجانب العملي إلى جانب النظري.

وأوضح أن البرنامج تخللته مجموعة مكثفة من التطبيقات العملية، ودراسة الحالات الشائعة في هذا المجال، بما في ذلك المعضلات والتحديات التي قد تواجه العاملين في أقسام المخازن وكيفية التعامل معها بطرق احترافية وفعالة؛ لضمان خروج المشاركين بأقصى فائدة تطبيقية يمكنهم عكسها على سير عملهم اليومي.

مقالات مشابهة

  • مؤسسة غزة الإنسانية: مهمة قصيرة تفتح التساؤلات
  • صندوق تنمية المهارات يختتم برنامجاً تدريبياً لكوادر مؤسسة الكهرباء
  • وزير قطاع الأعمال يبحث مع مؤسسة صناعة السيارات في الجزائر التعاون
  • منظمة دولية: التكنولوجيا تُستخدم لإسكات النساء وابتزازهن في ليبيا
  • أوكسفام: إغلاق “مؤسسة غزة الإنسانية” ينهي محاولة فاشلة لاستبدال نظام المساعدات
  • تجديد انتخاب المملكة في عضوية اللجنة الإدارية لمنظمة السكر الدولية للدورة الرابعة على التوالي
  • انطلاق حفل توزيع جوائز تكريم للاحتفاء بالابداع العربي..الأحد
  • السودان يتضامن مع المملكة العربية السعودية في منظمة العمل الدولية
  • وزير الخارجية يلتقي رئيسة مؤسسة آنا ليند للحوار بين الثقافات
  • وزير الخارجية يلتقى رئيسة مؤسسة آنا ليند للحوار بين الثقافات