بوابة الفجر:
2025-07-30@14:06:12 GMT

أحمد ياسر يكتب: جنرالات إسرائيل وغزة

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

التاريخ هو 9 مارس 1973.. يبتهج جنرالان بنبأ الوفاة التي اعتبروها "الجائزة الكبرى"...والجنرالان هما أرييل شارون ووزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان.

وتقول الحكايات في ذلك الوقت إن ديان أراد رؤية الجثة بنفسه، وعندما فعل ذلك، أمر بتوزيع الحلوى على الجنود المشاركين.

نعم، كانت الجثة هي جثة "جيفارا غزة"، الذي أطلق سراحه من السجن قبل سنوات بتصميم متزايد على محاربة المحتلين.

(جيفارا غزة) واسمه الحقيقي محمد الأسود، ولد قبل النكبة بسنتين... وعندما حدث ذلك، نزحت عائلته من الضفة الغربية إلى غزة.

 انجذب إلى أفكار الحركة القومية العربية وانضم فيما بعد إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي كان يتزعمها الدكتور جورج حبش... لقد أعجب بما حدث في فيتنام، كما أعجب بفيدل كاسترو والأسطورة إرنستو "تشي" جيفارا.

وفي أوائل السبعينيات، وصل شارون إلى غزة بجدول أعمال لتنفيذ اغتيالات... وتم تشكيل وحدة خاصة للقيام بهذه المهمة....وكان بقيادة مئير داغان، الذي أصبح فيما بعد رئيس الموساد... وخطط الأسود، لسلسلة من الهجمات بالقنابل على دوريات إسرائيلية وشارك في بعضها.

(وكانت غزة مفتونة بهذا الشبح الذي كان يغير مكان إقامته بانتظام... لقد أنهك المحتلين إلى حد أن ديان قال ذات مرة: "نحن نسيطر على غزة نهارًا وغيفارا يسيطر عليها ليلًا").

وفي أحد الأيام، حاصرت القوات الإسرائيلية منزلًا كان يختبئ فيه الرجل الأول المطلوب... خرج من المنزل وكل الأسلحة مشتعلة...وردت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار عليه وقتلته... وابتهج الجنرالان معتقدين أن هذا الفصل قد انتهى.

بعد نصف قرن من وفاة أول جنرال في غزة، فوجئ جنرالات إسرائيل عندما أعلن الجنرال الثالث في غزة عن إطلاق عملية( طوفان الأقصى) في الشهر الماضي.... اسمه محمد ضيف... ولطالما حلمت الأجهزة الإسرائيلية باغتياله... لقد استهدفوه خمس مرات... 

كما أدت النكبة إلى نزوح عائلته إلى غزة ونشأ في خان يونس... وهو أيضًا خرج من سجن إسرائيلي بتصميم أكبر على محاربة المحتلين.... فهو مثل الوهم... إنه يتنقل دائمًا ولا أحد يعرف أين يعيش!!!!.

ولم يكن جيفارا مثله الأعلى... وبدلا من ذلك، تطلع إلى عز الدين القسام وأحمد ياسين.... وانضم إلى حماس، التي تشكلت رسميًا في عام 1987... وتولى الضيف مسؤولية قوات حماس بعد اغتيال إسرائيل "للجنرال الثاني في غزة"، صلاح شحادة، في يوليو2002.

وفي منتصف القرن العشرين، وصل إلى مكان الحادث رجل اسمه ياسر عرفات....وكان يحلم بأن يُسجل في التاريخ على أنه "الرصاصة الأولى والدولة الأولى"... ولم تستخلص إسرائيل الدروس من تجربتها مع عرفات... وظلت أنهار الدم تتدفق لعقود من الزمن....ألم تتعلم أن قتل «جنرالات» غزة لن يكسر إرادتها؟

علي مدي الصراع في السنوات الخمس الماضية... تبدوا الفظائع التي شهدتها غزة مؤخرا أعادت قضية الدولة الفلسطينية المستقلة إلى أجندة القوى العالمية الكبرى في وقت نجحت فيه إسرائيل وحلفاؤها في تنحيتها جانبا... الضربات القاضية مستحيلة في هذه الأزمة... لقد جربتهم إسرائيل، ووجدت نفسها الآن في مواجهة جيل جديد لا يقل تصميما أو شراسة عن سابقيه.

فكرة القضاء التام على حماس أمر مستحيل، كما أنه من المستحيل القضاء على فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية... هذه القوات ليست مجرد جهاز عسكري... إنهم يطالبون بالحقوق قبل كل شيء.

ولكن... هل تستطيع حماس استثمار التطورات في غزة لتشكيل الدولة؟ وهل يمكن أن يتصالح مع الواقع كما حصل مع منظمة التحرير؟ هل يمكن أن نرى رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية جالسًا مع وفد إسرائيلي في مؤتمر دولي؟ عندما تتفاوض مع عدوك، فإنك تعترف بوجوده... وبما أنك غير قادر على القضاء عليه، فهل أنت ملزم بالتسوية معه؟

وفي عام 2017، وافقت حماس على فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لكنها لم تفكر قط في الاعتراف بإسرائيل لأن ذلك كان سيؤدي إلى هدنة مفتوحة وطويلة الأمد... فهل توافق إسرائيل على ذلك؟ فهل سيوافق أنصاره على ذلك؟ فهل توافق حماس على إقامة دولة فلسطينية خالية من السلاح؟

فهل يمكن أن نتصور هنية في البيت الأبيض يمد ذراعه ليصافح رئيس وزراء إسرائيلي كما فعل عرفات مع إسحق رابين؟..وعلينا أن نتذكر أن حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، من خلال هجماتهما الانتحارية، لعبا دورًا رئيسيًا في إفشال اتفاقيات أوسلو....وإسرائيل مذنبة أيضًا عندما قوضت الاتفاقات ولم تترك شيئًا لتنفيذه.

فهل يُسمح لنا أن ننسى اللمسة الإيرانية الواضحة في سلوك حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني؟

إن إنهاء الصراع سيكون صعبًا ومعقدًا... وسيتطلب اتخاذ قرارات صارمة أخطر من تلك اللازمة لتمديد القتال أو تصعيده.

لأكثر من نصف قرن من الزمن، جاء جنرالات إسرائيليين وفلسطينيين وذهبوا، لكن نهر الدم ظل يتدفق.

لقد دفع العالم العربي ثمنًا باهظًا للقمع الإسرائيلي للفلسطينيين... لقد جرب جنرالات إسرائيل كل الخيارات للقضاء على الفلسطينيين وقمعهم، الذين استمروا في الانتفاض بقبضاتهم أو الحجارة أو الرصاص أو الأحزمة الناسفة.

لقد انخدع العالم بالاعتقاد بأن البركان سيتوقف عن الثوران ويدخل في مرحلة الخمول... لقد ارتكب العالم أخطاء عديدة لفترة طويلة، وخاصة «القوة الكبرى الوحيدة».

(أتذكر أوصاف عرفات التي كتبها محمود درويش ومحسن إبراهيم، وكلاهما كان مقربًا منه. وقالوا إن السعي إلى التسوية كان بالتأكيد أصعب بالنسبة له من إطلاق الرصاصة الأولى).

وقالوا أيضًا إنه (عندما صافح رابين، كان واثقًا من أن الدولة الفلسطينية كانت "على مرمى حجر". واتفقوا على أنه في هذا الصراع المرير كان قرار الموافقة على الحل أصعب من اختيار الحرب).

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: احمد ياسر غزة فلسطين اخبار فلسطين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو حماس طوفان الاقصي حركة فتح السلطة الفلسطينية هدنة إنسانية الأسرى الإسرائيليين ياسر عرفات رام الله خان يونس جنرالات إسرائیل فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب: على إسرائيل اتخاذ قرار واضح بشأن غزة

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، مساء الأحد 27 يوليو / تموز 2025 ،  إن بلاده قدمت قبل أسبوعين مساعدات إنسانية بقيمة 60 مليون دولار لدعم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة ، في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة هناك.

وأكد ترامب في تصريحات صحفية على هامش لقاءه مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن على إسرائيل اتخاذ قرار واضح بشأن قطاع غزة، مشدداً على ضرورة إطلاق سراح المحتجزين، سواء كانوا أحياءً أو أمواتاً.

وأوضح أنه لا يعلم ما سيحدث بعد تحرك إسرائيل للانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.

وأضاف الرئيس الأميركي أن حركة حماس مطالبة بإعادة جميع المحتجزين لديها، مشيراً إلى أنه تم بالفعل استعادة معظمهم.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية الجيش الأردني ينفذ 3 إنزالات جوية على غزة إحداها بالتعاون مع الإمارات ويتكوف: المفاوضات مع حماس بدأت تعود إلى مسارها تركيا تكشف النقاط الخلافية حول مفاوضات غزة الأكثر قراءة مصر تأمل بالتوصل لوقف إطلاق النار في غزة قريبا سعر صرف الدولار مقابل الشيكل اليوم الاثنين 21 يوليو 27 شهيداً وإصابات في غارات إسرائيلية على قطاع غزة اليوم إصابة ثلاثة مواطنين بينهم مسنان جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم في طولكرم عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • انخفاض أسعار الوقود في إسرائيل بدءًا من فجر الجمعة
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (رصف الدخان)
  • إلى أين يتجه الصراع بين إسرائيل وغزة؟ محررون بواشنطن بوست يجيبون
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (يوم في حياة كاتب)
  • أحمد الأشعل يكتب: لماذا مصر؟ ولماذا الآن؟
  • خطة نتنياهو الجديدة في غزة.. إسرائيل لن تنتظر
  • إسرائيل تضع شرطا لاستئناف المفاوضات مع حماس
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نحن…)
  • حماس تعلق على إعلان إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة
  • ترامب: على إسرائيل اتخاذ قرار واضح بشأن غزة