أبرز تطورات اليوم الـ58 من الحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
في اليوم الـ58 من الحرب الإسرائيلية على غزة، واصل جيش الاحتلال عدوانه على مناطق متفرقة من القطاع وارتكب مجازر جديدة في جباليا ودير البلح ورفح والشيخ رضوان، مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى.
وعلى الجبهة اللبنانية، قصف جيش الاحتلال بالمدفعية مواقع في جنوب لبنان، واعترف بإصابة 4 جنود استُهدفت مركبتهم في بيت هليل بالجليل الأعلى.
كما أعلن الحوثيون أن قواتهم أوقفت الملاحة أمام السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر نصرة للشعب الفلسطيني، وأنهم سيستأنفون استهداف إسرائيل.
مجازر الاحتلال
أفاد مراسل الجزيرة بسقوط عشرات الشهداء والجرحى جراء قصف طائرات الاحتلال مربعا سكنيا في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، ومربعا سكنيا في حي الجنينة برفح.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن العملية العسكرية تتركز الآن على خان يونس جنوبي قطاع غزة.
كما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن إسرائيل ارتكبت مجزرة جديدة في مخيم جباليا، مما أدى لاستشهاد العشرات.
وقالت الخدمات الطبية في وزارة الداخلية بقطاع غزة للجزيرة إن 150 شهيدا وصلوا إلى المستشفى المعمداني في حي الزيتون بمدينة غزة منذ فجر الأحد.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن قواته بدأت عملية برية شمال خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وقد ارتفع عدد الشهداء في القطاع منذ بدء الحرب الإسرائيلية إلى 15 ألفا و523، وبلغ عدد المصابين 41 ألفا و316، وفقا لما أعلنه المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع الدكتور أشرف القدرة.
عمليات المقاومة
من جانبها، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها فجروا نفقا مفخخا بقوة إسرائيلية في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ثم استهدفوا قوات النجدة بقذائف الهاون.
كما أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها فجروا حقل ألغام بقوة إسرائيلية من 8 جنود شمال شرق خان يونس (جنوبي قطاع غزة)، وأجهزوا على من بقي منهم حيا من نقطة صفر.
وأضافت الكتائب أنها استهدفت دبابة وناقلة جند إسرائيليتين شمال مدينة خان يونس بقذائف "الياسين 105″، وفجرت بعبوة ناسفة دبابة إسرائيلية متوغلة قرب مسجد حجاج في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة.
وقالت كتائب القسام أيضا إنها استهدفت قوة إسرائيلية خاصة داخل مبنى في بيت حانون بقذيفة "تي بي جي" (TBG) وأجهزت على عدد من جنودها.
وأعلنت أنها قصفت عسقلان بدفعة من الصواريخ "ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين".
من جهتها، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- أن مقاتليها اشتبكوا مع قوة إسرائيلية راجلة في منطقة أبو هداف شمال شرق خان يونس وقصفوهم بقذائف الهاون والـ"آر بي جي".
كما أعلنت أنها قصفت المنطقة الصناعية في عسقلان برشقة صاروخية مركزة، واستهدفت أيضا مستوطنتي صوفا ونير إسحاق في غلاف غزة.
الجانب السياسي
سياسيا، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إنه لا مفاوضات رسمية حاليا بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، لأن الحركة لم تقدم قائمة أخرى من النساء والأطفال الذين يمكن الإفراج عنهم من قطاع غزة.
من جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن تقارير القصف المستمر والعنيف على غزة مروعة، ويجب وقف إطلاق النار الآن، وبيّن أن هذه الظروف غير ملائمة على الإطلاق، ولا يمكن تصورها، لتوفير الرعاية الصحية.
من جهة أخرى، قال المفوض الأممي لحقوق الإنسان إنه يجب التحقيق في الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي ومحاسبة المسؤولين عنها، مشيرا إلى أن الاستئناف الوحشي للأعمال العدائية في غزة يؤكد الحاجة لإنهاء العنف وإيجاد حل سياسي.
من ناحيته، جدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تعبيره عن الإدانة الشديدة لما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم، كما جدد المطالبة بتحقيق دولي فوري وشامل ومحايد في هذه الجرائم.
وقال الشيخ محمد إن قطر بذلت جهودا كبيرة في الوساطة لوقف ما وصفها بالحرب الانتقامية، مؤكدا أنها ستواصل جهودها مع الدول الفاعلة لاستئناف الهدنة، وصولا إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وبالتوازي مع الغارات المكثفة على قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي.
فقد استشهد 4 فلسطينيين بنيران قوات الاحتلال ومستوطنين متطرفين في مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة خلال الساعات الـ24 الماضية، في حين اقتحم الجيش الإسرائيلي جنين وقلقيلية والخليل واعتقل عشرات الفلسطينيين.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بأعداد كبيرة مدينة قلقيلية (غرب الضفة الغربية)، وسط اشتباكات مع شبان فلسطينيين، وإصابة أحد الشبان برصاص الاحتلال الإسرائيلي.
في الأثناء، أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 60 فلسطينيا، بينهم 5 فتيات وأسرى سابقون، في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.
أما على الجبهة اللبنانية، فأفاد مراسل الجزيرة بأن غارة إسرائيلية استهدفت سيارة بين بلدتي حولا وشقرا جنوبي لبنان.
واعترف متحدث عسكري إسرائيلي بأن 4 جنود أصيبوا بجروح بشظايا قذيفة مضادة للدروع استهدفت مركبتهم في بيت هليل بالجليل الأعلى.
كما أعلن حزب الله اللبناني أنه استهدف مواقع زبدين والرادار ورويسات العلم الإسرائيلية بمزارع شبعا، وحقق فيها إصابات مباشرة.
الحوثيونفي الأثناء، قال المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله الحوثيين إن قواتهم أوقفت الملاحة أمام السفن الإسرائيلية نصرة للشعب الفلسطيني، وإنهم سيستأنفون "استهداف كيان الاحتلال الإسرائيلي بضربات موجعة وقاصمة".
وقد أفادت مصادر ملاحية يمنية بإصابة إحدى سفينتين يعتقد أنهما إسرائيليتان في هجوم شنته جماعة الحوثيين في البحر الأحمر.
من ناحية أخرى، قال مسؤول في البنتاغون للجزيرة إنهم على علم بتقارير بشأن هجمات على سفن في البحر الأحمر، مضيفا أن صواريخ وطائرات مسيرة أطلقت من اليمن صوب المدمرة الأميركية كارني وسفن تجارية بالبحر الأحمر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی الضفة الغربیة مدینة غزة خان یونس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: مؤتمر "حل الدولتين" يأتى فى مرحلة مفصلية من الحرب الإسرائيلية على غزة
قال وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي إن تنظيم مؤتمر "حل الدولتين" يأتي في مرحلة مفصلية من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهي الحرب التي تجاوزت حدود العقل والمنطق والضمير الإنساني.
وأضاف وزير الخارجية - في كلمة ألقاها خلال مؤتمر "حل الدولتين" بالأمم المتحدة - أن إسرائيل تستهدف الفلسطينيين في قطاع غزة بالحصار والقتل والتشريد والتجويع، في كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاص
وأوضح عبد العاطي أن هذه الكارثة تُرتكب يوميًا بحق أشقائنا الفلسطينيين وهم بالصفوف بانتظار كسرة خبز أو مساعدات إنسانية لا تكفي ولو لجزء بسيط من احتياجاتهم.
وأشار عبد العاطي إلى أن الأطفال الذين يُقتلون كل يوم قد شكّلوا علامة فارقة ودليلًا على عبثية ما كانت تُعرف بقواعد العدالة والإنصاف، في عالم لم يعد يعرف إلا لغة القوة، ويكيل لا بمكيالين فقط بل بمائة مكيال، ويصمت عن الحق صمت الأموات تحت وطأة الخوف أو بدافع المصلحة.
وتابع عبد العاطي أن آلية توزيع المساعدات التي اعتمدتها سلطة الاحتلال الإسرائيلي لإسكات أنين الجوعى في قطاع غزة أصبحت تجسيدًا لعجز العمل الدولي في هذه المرحلة الحالكة من التاريخ البشري.
وأردف عبد العاطي قائلًا إن أهمية اجتماعنا هذا لا تنبع فحسب من ضرورة توثيق المواقف الدولية للتعامل مع الكارثة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وإنما تتجاوزها لأمرين رئيسيين: أولهما العمل الجماعي على حتمية معالجة جذور تلك الأزمة وجوهرها الحقيقي من خلال إحياء حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وترسيخ الأمن الإقليمي، وثانيًا تأكيد أن تكريس هذا الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي يسلب الأرض من أصحابها ويفرض واقعًا ديمغرافيًا جديدًا لن يفضي لشيء سوى المزيد من القتل والتدمير ونشر الكراهية في المنطقة والعالم.
وأضاف عبد العاطي: "لا يسعني في هذه الأجواء القاتمة من القتل والتدمير الذين تموج بهما الأراضي الفلسطينية المحتلة سوى التأكيد على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق دائم للنار، بما يمهد الحديث عن ترتيبات بعد الحرب والتي يأتي في مقدمتها قيام المجتمع الدولي بدوره الأخلاقي والإنساني في إعادة إعمار القطاع، كما جاء في صلب الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، والتي تعتزم مصر تفعيلها من خلال الدعوة قريبًا إلى مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، فور وقف إطلاق النار في غزة، فضلًا عن أهمية تمكين قدرات السلطة الفلسطينية لكي تتمكن من أداء دورها في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء، باعتبار ذلك نواة تهدئة في بيئتنا الإقليمية المضطربة وتمهيدًا لإطلاق مسار مفاوضات سياسية".
وقال وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي إن العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة أثبت حقيقتين، أولاهما أن عمليات تسكين الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال المقترب الأمني واستخدام الحصار أو الاستيطان أو آلة القهر العسكرية قد أثبتت فشلها وعدم قدرتها على توفير الأمن لشعوب المنطقة بما في ذلك الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، والثانية أن انفجار الأوضاع في فلسطين من شأنه أن يؤثر على حالة الاستقرار الإقليمي ككل، وبالتالي تظل القضية الفلسطينية -كما أكدت القاهرة دائمًا والعرب جميعًا وعلى الرغم من إنكار البعض في المجتمع الدولي- هي القضية المركزية في منطقة الشرق الأوسط ولا مجال للهروب من استحقاقاتها الحتمية.
وأكد عبد العاطي أن مصر تُقدّر -وتشاركها هذا التقدير الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية- أنه لا بديل عن تلبية طموحات الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة، وأبرزها حقه في التحرر من الاحتلال وتجسيد دولته المستقلة والمتصلة جغرافيًا والقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك اتساقًا مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية واستنادًا إلى مبدأ "حل الدولتين" في ظل إطار تسوية عادلة وشاملة.
وأشار إلى أن الاعتراف بفلسطين لا يمثل تحركًا رمزيا بل هو خطوة فعَّالة ومهمة لمواجهة الدعوات الإسرائيلية بتصفية القضية الفلسطينية من خلال الضم والتهجير، كما أنه حق من حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف يرتبط مباشرة بحق تقرير المصير.
وتوجه عبد العاطي بالثناء للدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، قائلًا: "أتوجه بالثناء للدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية والتي تقف على الجانب الصحيح من التاريخ، وأنا أثني بصفة خاصة على القرار الشجاع الذي اتخذه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاعتراف بدولة فلسطين، وأدعو الدول التي لم تعلن بعد اعترافها بدولة فلسطين إلى إعلان اعترافها واتخاذ خطوات حقيقية تجاه حل الدولتين وإنفاذ الشرعية الدولية ودعم عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة".
وأضاف عبد العاطي أنه "في ظل التحديات الجسام التي تمر بها القضية الفلسطينية، أطالبكم بدعم الإجراءات التالية، أولًا: دعم جهود إنهاء العدوان على غزة وإتمام صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى والنفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية، ثانيًا: تمكين الأمم المتحدة ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) للعمل الفعَّال بقطاع غزة، ثالثًا: دعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية وتمكينها من العودة للقطاع لضمان وحدة الأراضي الفلسطينية، رابعًا: دعم جهود تنفيذ الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع وتقديم ما يلزم من إمكانيات لجعل القطاع قابلًا للحياة من جديد والعمل على وقف الانتهاكات الممنهجة للجانب الإسرائيلي في الضفة الغربية بما في ذلك سياسة الضم والتهويد وإنشاء المستوطنات، وخلق أفق سياسي وتدشين مسار تفاوضي من أجل التوصل للسلام العادل والشامل والعمل على تنفيذ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة".
وأكد وزير الخارجية أن مصر تشدد على ضرورة التزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في الرابع من يونيو 1967 ووقف جميع إجراءاتها الأحادية وعلى رأسها الاستيطان، والتزامها كقوة قائمة بالاحتلال بما ينص عليه القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، مع الأخذ في الاعتبار أن الممارسات الإسرائيلية لخلق حقائق جديدة على الأرض تعتبر بكل ما تحويه الكلمة من معنى تقويضًا لفرص إقامة الدولة الفلسطينية ولحل الدولتين الذي ارتضاه المجتمع الدولي كأساس لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي.
واختتم الوزير كلمته قائلًا: "أود التأكيد على أن التعايش بين شعوب المنطقة والتعاون الإقليمي هو حلم نسعى له جميعًا، وقد أسست له مصر بإبرام معاهدة السلام عام 1979 إلا أن هذا الحلم لم يتحقق طالما استمرت محاولات تكريس منطق وغطرسة القوة وفرض الإرادة في العلاقات بين دول هذه المنطقة من جانب إسرائيل، وكذلك إنهاء حالة الفوضى القانونية والإفلات من العقاب في الشرق الأوسط والتي تبرر لإسرائيل بلا سند أفعالها وجرائمها، وأن ذلك لن يتأتى سوى بالعودة إلى الالتزام بمبادئ القانون الدولي ومعايير الشرعية والعدالة والإنصاف".