ماذا يمكن أن ننتظر من كوب 28
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
آخر تحديث: 5 دجنبر 2023 - 9:45 صبقلم:روبن ميلز/ الرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة مع قدوم 97 ألف ضيف إلى دبي لحضور مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (كوب 28) الذي انطلقت فعالياته يوم الخميس أغلقت الطرقات، وكان من بين الضيوف الملك تشارلز الثالث، وبيل غيتس، وناريندرا مودي، ولولا دا سيلفا، وإيمانويل ماكرون، وكامالا هاريس، وريشي سوناك، ومبعوث المناخ الأميركي جون كيري.
وألغى البابا فرانسيس زيارته لأسباب صحية. لكن هل ستكون الشخصيات الملكية والثرية والشعبية كافية لتعويض أي نقص في المباركة الإلهية؟ وهل ينجح المؤتمرون في التوصل إلى اتفاقات حول المناخ يحتاجها عالمنا الذي ترتفع درجة حرارته؟ الأهداف الرئيسية من وجهة نظر دولة الإمارات العربية المتحدة المضيفة ودول الشرق الأوسط عديدة، أولها إدارة حدث فعال يحقق تقدما كبيرا في القضايا الرئيسية. والثاني هو تجاوز النقد الذي واجهته الدولة المضيفة، ومعظمه من وسائل الإعلام الغربية. حيث واجه رئيس مؤتمر المناخ سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة النفط الحكومية العملاقة (أدنوك)، الانتقاد من عدة جهات. من جانبه أكّد الجابر في الخطاب الذي ألقاه في افتتاح الحدث أن إشراك شركات النفط والغاز في هذه العملية لم يكن سهلا، إلا أن إشراكها دفع إلى تبني العديد منها أهدافا تساهم في الوصول إلى صافي انبعاثات صفر بحلول 2050. وأكد الجابر على التزامه بإدارة عملية شاملة وشفافة، تشجع النقاش الحر والمفتوح بين جميع الأطراف. ورغم كل شيء استطاعت الإمارات أن تتوصل خلال الأيام الافتتاحية إلى توجيه المحادثات لتدور حول نقاط لم تنفّذ فيها الدول المتقدمة وعودها، إضافة إلى حشد تعاطف دبلوماسي من دول نامية سئمت المحاضرات الغربية.ثالث الأهداف الرئيسية للإمارات يكمن في ضمان تركيز الإعلانات النهائية على إزالة الانبعاثات الملوثة، بدلا من التركيز فقط على التخلي المطلق عن الوقود الأحفوري.أما رابع الأهداف وأهمها بالنسبة إلى العالم فيكمن في تحقيق تقدم حقيقي في مجال حماية المناخ، حيث تعهد الجابر بأن هذا سيكون بمثابة “مؤتمر عمل”. ومعروف أن دول الشرق الأوسط تعاني من نقاط ضعف مناخية خطيرة، وتواجه بالفعل ارتفاعا في درجات الحرارة القصوى، وشُحّا في المياه، وتصحرا وعواصف ترابية، وارتفاع منسوب مياه البحر الذي بات يهدد الشواطئ.انطلاقة الحدث كانت جيدة، حيث اتفق المندوبون في اليوم الأول على تفعيل “صندوق الخسائر والأضرار” الذي سيساعد البلدان الضعيفة على التعامل مع تأثيرات تغير المناخ الحتمية. وستساهم كل من الإمارات العربية المتحدة وألمانيا بمبلغ 100 مليون دولار، كما وافقت الولايات المتحدة واليابان على تقديم الدعم. التمويل شكل جزءا أساسيا من المحادثات، وهو ما يتناسب مع مكانة دبي التي تعتبر مركزا عالميا للأعمال، كما تمتلك أبوظبي اثنين من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم. وأعلنت الإمارات الجمعة عن إنشاء صندوق استثمار مناخي بقيمة 30 مليار دولار يهدف إلى “تحسين وصول بلدان جنوب الكرة الأرضية إلى التمويل”.ومن المرجح أن تفي البلدان المتقدمة الآن بتعهدها المتأخر منذ 2009، والذي يقضي بتخصيص 100 مليار دولار سنويا لتمويل الدول ذات الدخل المنخفض في مواجهتها لتغير المناخ. وجدير بالذكر أن هذا المبلغ تآكل بسبب التضخم. وتعدّ تجارة الكربون أساسية لتوجيه التمويل نحو الطرق الأقل كلفة في خفض الانبعاثات على مستوى العالم. وهذا ما تتناوله المادة 6.4 من اتفاق باريس لسنة 2015، وما أمكن التوصل إلى اتفاق بخصوصه خلال كوب 27 الذي استضافته شرم الشيخ عام 2022 دون التعمق في عدد من التفاصيل.الاهتمام الدبلوماسي حاليا منصب على صياغة الإعلان النهائي، وما إذا كان سيتضمّن “التخلص التدريجي” أو “التخفيض التدريجي” للوقود الأحفوري، وما إذا كان التخلص والتخفيض سيتجاوزان الوقود الأحفوري الذي لا يعمل على احتجاز الكربون وتخزينه، ليشملا جميع أنواع الوقود الأحفوري بغض النظر عن نسب الانبعاثات التي تسجلها. وتتجاوز أهمية الاعتراف بجودة تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه الدول المنتجة للنفط، وتشمل العالم كلّه. لذلك من المتوقع أن تحظى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بدعم الهند والصين الغنيتين بالفحم. كما قدمت إدارة جو بايدن حوافز ضخمة لتكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه. لكن جلّ الجماعات البيئية تبقى معارضة بطبعها لأية تكنولوجيا مرتبطة بالوقود الأحفوري، ويظل دعم الاتحاد الأوروبي محتشما في أفضل حالاته. ومن المنتظر أن تحقق مجالات أخرى من تخضير صناعة الطاقة التقليدية تقدما حيويا قريبا في مجال المناخ، وفي طليعة ذلك مساعي الحد من تسرب غاز الميثان. لكن الهند تبدو مترددة بسبب قطاع صناعة الفحم الهائل داخل حدودها، وبسبب المخاوف المتمحورة حول الحصة الكبيرة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن الزراعة وتربية الماشية وحرق نفايات المحاصيل، وتسعى بدلا من ذلك إلى إنشاء تحالف للوقود الحيوي. وفي المقابل يحظى هدف مضاعفة الطاقة المتجددة على مستوى العالم ثلاث مرات قبل 2030 بشعبية واسعة النطاق. ويبدو هذا الهدف قابلا للتحقيق قياسا بما هو عليه الأمر حاليا.الأهداف التي يتم الترويج لها يسهلها انخفاض تكاليف الطاقة الشمسية في الإمارات إلى مستوى قياسي عالمي، وتوسع شركة مصدر للطاقة المتجددة الحكومية. لكن مضاعفة معدل مكاسب كفاءة استخدام الطاقة بحلول نفس التاريخ تبقى من الأمور المشكوك في نجاحها.وظل التقدم على مستوى الكفاءة خلال العقود الماضية نسبيا، ولم يكتسب زخما إلا مع ارتفاع أسعار الطاقة. وشهدت أسعار النفط والغاز اعتدالا منذ العام الماضي، وكذلك تكاليف مصادر الطاقة المتجددة (خاصة الطاقة الشمسية والبطاريات) التي شهدت اتجاها تنازليا أيضا. وسيحدد التقييم العالمي الذي تضمنته اتفاقية باريس مدى اقتراب كوكب الأرض من تجاوز الحرارة عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي. أخيرا، يبدو المندوبون من مختلف الفئات مستعدين لتحقيق بعض التقدم الجيد والقوي، ولو أنه لن يبلغ الدرجة التي تتطلبها حالة الطوارئ.وعادة ما يكون طقس دبي لطيفا في هذه الفترة من العام، رغم أن العالم شهد أحر شهر أكتوبر خلال عام اعتبر الأكثر سخونة على الإطلاق. وربما كان عقد المؤتمر في منطقة الخليج خلال شهر أغسطس بدلا من أكتوبر سيبرز للحاضرين المخاطر أكثر من إبرازها لهم في هذا الوقت.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
رئيس حــــركة العـــــدل والمســــــاواة وزيـر الماليــة د. جبـــريل إبراهيـــــم لـ”الكرامـــــــــة” (2 _ 2)
وجود “محاباة” فى مخصصات القوات المشتركة اتهام غير صحيح
الحــــركة غير قوميـــــة في نظر هــــــــــؤلاء (….)
نؤجل صـــرف مستحقــــــــات الحــركات لهذا الســـــــبب (….)
مدخلات الطاقة الشمسيـــة معفاة من الجمارك والضرائب..
(….) هذه هي أسباب تأخر عودة الخدمات بالولايات المستردة..
المُسيّـــــــــــــرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتيــــــة”..
مدخلات الطاقة الشمسيـــة معفاة من الجمارك والضرائب..
رغم الحرب.. أداء الاقتصاد القومي بتحسن مستمر..
حوار : محمـــد جمال قنــــدول- الكرامة
قال رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية د. جبــريل إبراهيـــــم إنّ الاقتصاد القومي في تحسن، وذلك رغم التحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب.
وأضاف إبراهيــــــم في الجزء الثاني من حواره مع (الكــــــرامة) قائلًا : إنّ عودة الحكومة الاتحادية إلى العاصمة تتم بصورة تدريجية وقد باشرت بعض الوزارات عملها من العاصمة قبل أكثر من شهر والبقية في الطريق.
د. جبريل قدم إفاداتٍ قويةٍ في محاور متعددة خلال الجزء الثاني، حيث تحدث عن الاقتصاد، وعودة الحكومة للعاصمة، ودور دويلة الشر في حرب السودان والكثير.
الحركة ما زالت متهمة بأنها غير قومية، ما مصير قوات الحركة بعد الحرب؟
الحركة غير قومية في عيون أعدائها لأنهم لا يريدون لها أن تكون كذلك. ولكن الحركة قومية بأدبياتها وتنظيمها وينتمي أعضاؤها وشهداؤها إلى كل أركان السودان، وشاركت قواتها في حرب “الكرامة” في كل محاورها دون تمييز. إذن.. ما الذي يجعلها غير قومية؟!
ماذا عن الأداء المالي خلال نصف العام؟
رغم التحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب إلّا أنّ أداء الاقتصاد القومي في تحسن نسبي مستمر، استقر سعر الصرف لفترة ليست بالقصيرة وتراجع معدل التضخم إلى 142 بعد أن تجاوز 25% وعدنا إلى صرف المرتبات الاتحادية بنسبة 100% ووفقنا إلى زيادة الإيرادات بنسبة جعلتنا نفي بمعظم التزاماتنا تجاه الخدمات العامة، بجانب دعم المجهود الحربي ومقابلة نفقات الاستجابة الإنسانية.
حدث هذا بعد فضل الله بالزيادة الكبيرة في الإنتاج الزراعي في الموسمين السابقين والزيادة المعتبرة في إنتاج الذهب، ولا ننسى فضل السودانيين في المهاجر الذين دعموا اقتصاد بلادهم بالإنفاق السخي على أسرهم الممتدة وجيرانهم ومعارفهم الذين أجبروا على النزوح أو اللجوء. اقتصادنا قوي في أساسياته وسينطلق بسرعة كبيرة بعد نهاية الحرب وعودة الاستقرار بإذن الله.
هنالك حديث عن مخصصات القوات المشتركة، واتهام لوزير المالية بالمحاباة في هذا الجانب. هل تحصلت الحركة على ميزات إضافية باستغلال وجودكم وزيـــــــرًا للماليـــــــة؟
الإجابة قطعـــــــــــًا لا، على مال الدولة ضوابط للصرف من حاول تجاوزها وقع في المحظور ولو بعد حين.
موظف صغير في ديوان المراجعة الداخلية يستطيع إيقاف صرف مبلغ صدق به أي وزير إن كان ذلك التصديق خارجـــــــًا عن أُطر الصرف وضوابطه.
يستطيع وزير المالية صرف مستحقات حركات الكفاح المسلح الواردة في اتفاقية السلام إن توفرت الموارد ولكننا نؤجل صرفها باستمرار لضيق ذات اليد، أيضـــــًا عليه الإنفاق على المجهود الحربي للقوات المشتركة في حدود ما يصدق به القائد العام للقوات المسلحة.
عدا ذلك لا يستطيع ولا ينبغي للوزير صرف جنيه واحد لحركته، وإن كان لأحد على غير ما ذهبنا إليه فليأت به.
ذكرت من قبل تصنيف الإمارات كدولة عدوان أنّ المُسيّرات المسلحة تنطلق منها، هل هذا بناءً على معلومات؟
كل الأدلة الدامغة تشير إلى أن الإمارات هي التي تزود الميليشيا بكل العتاد الحربي ومن ضمنها المُسيّرات، ليس ذلك فقط فالجهة التي باعت المُسيّرات للإمارات أكدت أن المُسيّرات التي أسقطتها القوات المسلحة السودانية ضمن المسيرات التي باعتها للإمارات.
ليس ذلك فحسب، ولكن الدول التي باعت عينة الدانات التي تستخدم في هذه المُسيّرات أيضاً أكدت أنها باعتها للإمارات. وفوق ذلك المُسيّرات البعيدة المدى التي تستخدم لضرب محولات الكهرباء ومستودعات الوقود موجهة بأقمار صناعية لا تملكها الميليشيا. علاوة على ذلك، أكدت جهات استخبارية كثيرة أن غرفة تحكم المُسيّرات الاستراتيجية كائنة في أبوظبي، وأن المُسيّرات التي قصفت بورتسودان انطلقت من ميناء “بوصاصو” في الصومال الذي تتحكم فيه الإمارات. إذن، دور الإمارات في الحرب الخبيثة الدائرة ضد السودان بما فيها حرب المُسيّرات أكبر من أن يخفى أو يبرر لها.
ماذا قدمت الحكومة لمبادرات إدخال الطاقة الشمسيـــــــة كبديل للكهرباء، وما هي سياسة الدولة المتوقعة في ظل إقبــــال الإفــــراد والشركات على هذا المجال، البعض يطالب باعتماد الطاقة الشمسية ضمن السلع الاستراتيجية؟
الحكومة مع التحول إلى الطاقات البديلة النظيفة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية. وترتيبـــــــًا على ذلك، تبذل الحكومة ممثلة في وزارة الطاقة جهــــــــودًا حثيثة لإدخال الطاقة الشمسيـــــــة ضمن مصادر الطاقة عندنا في البلاد، كما قررت الحكومة إعفاء مدخلات الطاقة الشمسيــــــة المستوردة من القطاع الخاص من رسوم الجمارك والضرائب وهي تفضل الذين يسعون لتصنيع هذه المدخلات محليـــــــًا، كما تحتاط من أن يجعل البعض السودان مكبـــــــــًا لنفايات الطاقة الشمسيــــــة، ولذلك تقوم الهيئة العامة للمواصفــــــات والمقـــــــــاييس بدورها كاملًا في التأكد من أنّ المعدات المستوردة مستوفية للشروط والمواصفــــــات العالميـــــة المطلــــــوبة.
هل من بشريات تطمئن الشعب السوداني فيما يخص الخدمات الأســــــــاسية.. ومتى تنتقل الوزارة للعمل في الخرطوم؟
تبذل حكومات الولايات التي تمت استعادتها من سيطرة الميليشيا لإعادة خدمات المياه والكهرباء وإعادة تشغيل المستشفيات وفتح المدارس، بجانب توفير معاش العائدين من النزوح واللجوء قدر المستطاع. وتقوم وزارة المالية بدعم الولايات لتوفير هذه الخدمات الأساسية، وقد أخرت هجمات الميليشيا بالمُسيّرات على محطات الكهرباء والمستشفيات ومستودعات الوقود عودة هذه الخدمات بالسرعة المطلوبة. ولكن العمل فيها يسير على قــــــــدمٍ وســـــــاق. من ناحيةٍ أخرى، تسعى الحكومة الاتحادية إلى العودة إلى العاصمة بصورة تدريجية وقد باشرت بعض الوزارات عملها من العاصمة قبل أكثر من شهر والبقية في الطريق. عودة مطار الخرطوم للعمل ضرورة لعودة كل الحكومة والهيئات الدبلوماسية والمنظمات الدولية للعمل من الخرطوم، والعمل فيه يسير وفق جدول زمني متفق عليه.