كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن السلطات الإماراتية وجّهت تهما جديد إلى 87 متهما بموجب قانون مكافحة الإرهاب "انتقاما من تكوينهم مجموعة مناصرة مستقلة في 2010".

وقالت المنظمة في تقرير لها، إن بين الذين وُجِّهت إليهم تهم مؤخرا نشطاء ومعارضون بارزون يقضون أصلا أحكاما بالسجن، منهم المدافع عن حقوق الإنسان أحمد منصور، بالإضافة إلى أشخاص محكوم عليهم في محاكمة "الإمارات 94" الجماعية الجائرة بشكل صارخ في 2013، والعديد منهم شارفوا على إكمال محكوميتهم أو محتجزون تعسفا بعد إكمالها.



ونقلت المنظمة عن "مركز مناصرة معتقلي الإمارات"، أن السلطات اتهمت 43 من هؤلاء الرجال بتأسيس "تنظيم إرهابي" و44 رجلا بتمويل "تنظيم إرهابي"، وهم تهمتان قد تصل عقوبتهما إلى السَّجن المؤبد أو الإعدام.

وقال مايكل بَيْج، نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "كثّفت الإمارات هجومها على الحقوق والحريات، رغم الدعوات إلى الالتزام بواجباتها الحقوقية خلال مؤتمر كوب 28 المناخي. توجيه تهم على خلفية مناصرة سلمية منذ عقد يبدو مجرد ذريعة مشينة لإبقاء هؤلاء الرجال خلف القضبان".


وقال مركز مناصرة معتقلي الإمارات لـ هيومن رايتس ووتش إن الجلسة الأولى عُقدت في  7كانون الأول/ديسمبر 2023 في "محكمة أبو ظبي الاتحادية الاستئنافية" لتهم تتعلق بتأسيس "لجنة الكرامة والعدالة" في 2010، للمطالبة بالحريات في الإمارات. قال أفراد من عائلات أربعة متهمين لـ هيومن رايتس ووتش إن المتهمين حضروا الجلسة بعد حبسهم انفراديا وبمعزل عن العال لخمسة أشهر على الأقل.

ضمن المتهمين الـ 87 الذين وُجّهت إليهم تهم مؤخرا متهمون أُدينوا في 2013 في محاكمة "الإمارات 94" الجماعية. انتهت تلك المحاكمة بإدانة 69 منتقدا للحكومة، منهم ثمانية أُدينوا غيابيا، بتهم تنتهك حقوقهم في حرية التعبير، والتجمع، وتشكيل الجمعيات. 

وبينت المنظمة الحقوقية أن 51 على الأقل من محتجزي "الإمارات 94" محتجزون بعد انتهاء محكوميتهم. واحد على الأقل من محتجزي "الإمارات 94" الذين يواجهون تهما جديدة كان قد أُدين لدوره في لجنة الكرامة والعدالة؛ يثير ذلك مخاوف من انتهاك السلطات الإماراتية المبدأ الذي يحظر محاكمة الأشخاص على الجرم ذاته مرتين بعد تلقيهم حكما نهائيا.

وأحد المتهمين في القضية الجديدة هو خلف عبد الرحمن الرميثي، الذي رحّلته الأردن في مايو/أيار في ظروف استثنائية تخطّت إجراءات الترحيل المعتادة في الأردن. أكد مصدر مطلع لـ هيومن رايتس ووتش إنه يواجه تهما بالإرهاب متعلقة بلجنة الكرامة والعدالة. حُكم على الرميثي غيابيا في السابق بالسَّجن 15 عاما ضمن قضية "الإمارات 94".

وقال أفراد من عائلات ثلاثة محتجزين لـ هيومن رايتس ووتش إنهم لم يكونوا على علم مسبق بالتهم الجديدة أو المحاكمة، إنما سمعوا بها بعد الجلسة الأولى فقط، إما من المتهمين أنفسهم أو من مركز مناصرة معتقلي الإمارات.

وتمكن متهمان من الاتصال بعائلتيهما في الإمارات قبل الجلسة الأولى بأسبوع، وإعلامهما بالتهم الجديدة، وطلب محامٍ، بحسب اثنين من أفرد الأسر.

وقال أحد الأشخاص الذين تحدثت معهم هيومن رايتس ووتش إن قريبه المحتجز سأل ما إذا تلقت العائلة أي إخطار رسمي أو رأت تقارير إعلامية بشأن أي تهم جديدة، وهو ما لم يحدث.


قال: "اتصل والدي بوالدتي في 1 كانون الأول/ ديسمبر، وأخبرها بأنه لن يتمكن من حضور زفاف شقيقي لأنه لن يُفرج عنه قريبا. لطالما قلنا له إن شقيقي سيتزوج بعد الإفراج عنه، لكن مع التهمة الجديدة لن يتمكن من الحضور".

وقالت مصادر مطلعة وأفراد من عائلات المحتجزين لـ"هيومن رايتس"، إنهم، علاوة على احتجازهم انفراديا لأشهر، أُجبروا على توقيع وثائق اعتراف بارتكاب "أفعال إرهابية".

وبحسب مصدر مطلع، فإن الأسماء المتلوّة خلال الجلسة الأولى تضمنت أحمد منصور، ناصر بن غيث، سالم الشحي، محمد عبد الرزاق، محمد الصديق، خليفة النعيمي، منصور الأحمد، حسن الدقي، حسن الجابري، حسين الجابري، عبد السلام درويش المرزوقي، فؤاد الحمادي، والمعارض المنفي حمد الشامسي.

قال مصدر مطلع للمنظمة الحقوقية، إن منصور وغيث متهمان بدعم اللجنة، التي تعتبرها السلطات الإماراتية تنظيما إرهابيا.

نشرت هيومن رايتس ووتش تقارير عديدة عن اضطهاد منصور، الحائز في 2015 على "جائزة مارتن إينالز للمدافعين عن حقوق الإنسان" المرموقة والعضو في المجلس الاستشاري لكلٍّ من قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش و"مركز الخليج لحقوق الإنسان".

جميع التهم التي اعتُقل منصور وأُدين بموجبها في 2017 مبنية فقط على مناصرته لحقوق الإنسان، بما في ذلك التواصل الرقمي مع هيومن رايتس ووتش، و"منظمة العفو الدولية"، ومنظمات حقوقية أخرى. بعد قضائه أكثر من سنة في الحبس الانفرادي الاحتياطي ومحاكمة بالغة الجور، حكمت عليه محكمة أمن الدولة الإماراتية في 2018 بالسَّجن 10 سنوات وغرامة مليون درهم إماراتي (نحو 272 ألف دولار أمريكي).

وقال بَيْج: "بدل انتهاز فرصة كوب 28 للإفراج عن المعارضين والنشطاء المحتجزين ظلما، وبعضهم أنهى محكوميّته منذ زمن، قررت الحكومة الإماراتية أن تمعن في الدوس على حقوقهم وتبقيهم في السجن بأي وسيلة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإماراتية الإرهاب تهم جديدة الإمارات الإرهاب معارضون تهم جديدة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجلسة الأولى

إقرأ أيضاً:

تفاهم بين «الصحفيين الإماراتية» و«المناعة الذاتية»

دبي (الاتحاد)

وقعت جمعية الصحفيين الإماراتية وجمعية المناعة الذاتية مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في مجالات التوعية الصحية والدعم الإعلامي والتدريب والتثقيف المجتمعي حول أمراض المناعة الذاتية.
تأتي المذكرة في إطار التزام الطرفين بمسؤولياتهما الوطنية والإنسانية، وسعيهما لتكامل الأدوار بين الإعلام والعمل الصحي التطوعي لخدمة فئات تحتاج إلى اهتمام ورعاية خاصة.
كما تأتي هذه الخطوة ضمن مبادرات عام المجتمع 2025 الذي أطلقته دولة الإمارات لترسيخ الشراكات المجتمعية، وتحفيز العمل التعاوني لخدمة الإنسان، وتعزيز جودة الحياة. وقع المذكرة فضيلة المعيني، رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية، والدكتورة إيمان الهاشمي، مؤسسة ورئيسة جمعية المناعة الذاتية، وذلك في مقر جمعية الصحفيين بدبي، وبحضور عدد من أعضاء الجمعيتين.
وتهدف هذه المذكرة إلى توظيف المنصات الإعلامية والخبرات الصحفية في دعم أهداف جمعية المناعة الذاتية.
وأكدت فضيلة المعيني أن جمعية الصحفيين الإماراتية تؤمن بدور الإعلام في خدمة المجتمع، وأن هذه الشراكة تأتي ضمن رؤية الجمعية في أن يكون الإعلام داعماً رئيسياً للمبادرات الصحية والاجتماعية، مشيرة إلى أن الجمعية تمتلك كل المقومات البشرية والفنية لتقديم محتوى توعوي هادف وفاعل.
من جانبها، أعربت الدكتورة إيمان الهاشمي عن فخرها بهذه الشراكة، معتبرة أن هذا التعاون سيسهم في تسليط الضوء حول أمراض المناعة وطرق الوقاية والتشخيص.

دعم أهداف الجمعية
تهدف المذكرة إلى توظيف المنصات الإعلامية والخبرات الصحفية في دعم أهداف جمعية المناعة الذاتية، التي تُعد أول جمعية من نوعها في الوطن العربي والرابعة على مستوى العالم، وتعنى برعاية المصابين بأمراض المناعة الذاتية.

أخبار ذات صلة شراكة بين «الصحة» و«العلوم السلوكية» لتنفيذ السياسات الصحية والمجتمعية «مستديم» ينطلق 4 أغسطس

مقالات مشابهة

  • "رايتس ووتش": استهداف إسرائيل للجائعين جريمة حرب
  • هيومن رايتس: نظام توزيع المساعدات بغزة تحول إلى حمامات دم
  • "رايتس ووتش": نظام توزيع المساعدات بغزة تحول إلى حمّامات دم منتظمة
  • رايتس ووتش: نظام توزيع المساعدات بغزة تحول إلى حمامات دم
  • رايتس ووتش تحمّل سلطات بوركينا فاسو مسؤولية اختفاء صحفيين
  • ضوء أخضر من القضاء البريطاني لحركة فلسطين أكشن للطعن على قرار حظرها
  • بينها رايتس ووتش.. منظمات حقوقية ترحب باعتقال “البوتي” وتدعو إلى تسليمه للجنائية الدولية
  • دبور استقبل عدنان منصور مودعا
  • تفاهم بين «الصحفيين الإماراتية» و«المناعة الذاتية»
  • هجمات لصالح روسيا.. بولندا توجه تهمة الإرهاب لكولومبي محتجز في التشيك