سرايا - أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مفاجئ، سحب لواء "غولاني" من القتال في غزة، بينما تداولت تقارير إعلاميين أن المقاومة الفلسطينية كبّدت لواء النخبة "الإسرائيلي" خسائر فادحة.


بعد 60 يوماً من قيادته المعارك البرية بغزة، أعلنت "إسرائيل" سحب لواء نخبتها العسكرية، المعروف بـ"لواء غولاني".

وطوال هذه المدة، لعب اللواء دوراً كبيراً في الحرب، إذ كان يتقدم القوات الغازية الإسرائيلية، في عدة محاور من قطاع غزّة، أهمها حي الشجاعية ومخيم خان يونس.



ولم يوضح جيش الاحتلال الأسباب القابعة خلف قراره سحب اللواء، بالمقابل كشفت عدة تقارير إعلامية حجم الخسائر الكبير الذي تعرض له، كما أوضحت المقاومة في أكثر من مرة كسرها شوكة اللواء الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى ما قبل قيام إسرائيل.

انسحاب غولاني من غزة!

وأورد كل من موقع "واللا" والقناة 12 العبريين، في تقارير لهما يوم الخميس الماضي بأن القيادة العسكرية "الإسرائيلية" قررت سحب لواء "غولاني" من قطاع غزة، ذلك "بعد أكثر من 70 يوماً في غزة، وسقوط 44 مقاتلاً منه".

وبرّرت المنصتان الإعلاميتان هذا الانسحاب، بأنه يأتي من أجل "التقاط المقاتلين أنفاسهم وزيارة أهاليهم لبضعة أيام، ذلك بعد تكبدهم خسائر فادحة". بالمقابل، قالت القناة 13 العبرية، إن جنود اللواء "غادروا غزة لإعادة تنظيم صفوفهم".

وفي السياق ذاته، وساعات قليلة بعد تلك التقارير الصحفية، أعلن جيش الاحتلال أن قوات غولاني خاضت يوم الخميس معارك في حي الشجاعية، فقد اشتبكت مع مقاتلي المقاومة الفلسطينية الذين "أطلقوا النار وهاجموا وألقوا المتفجرات على قوات اللواء".

وزعم جيش الاحتلال أن قواته "أكملت مرحلة تفكيك القدرات الأساسية لحركة حماس في حي الشجاعية" تمكنت من "السيطرة عملياتياً" على الحي.١

وحتى الساعة، لم يصدر تعقيب فوري من حركة "حماس"، بذراعيها العسكري والسياسي، على مزاعم جيش الاحتلال.

منهم "لواء غولاني"

يعد لواء نخبة المشاة الإسرائيلي "غولاني" أقدم لواء في جيش الاحتلال، إذ يعود تأسيسه إلى ما قبل قيام دولة "إسرائيل" في عام 1948. وتاريخياً تعد عصابات "الهاغانا" الصهيونية الدموية هي النواة الأولى لـ"غولاني"، الذي اشتق اسمه من منطقة الجليل المحتلة.

ويضم اللواء الآلاف من الجنود ويتألف من أربع كتائب رئيسية، ويرتبط تقليدياً بالقيادة الشمالية في جيش الاحتلال.
كما يعرف جنوده بلبس قبعات بنية اللون، وأحذية عسكرية سوداء.

ويجري تدريب قوات "غولاني" بشكل صارم لتكون ذات فاعلية قتالية كبيرة في بيئات مختلفة، وهو ما يجعل اللواء مصنفاً على أنه نخبة مشاة الجيش الإسرائيلي. وتقلد عدد من قادته مناصب سواء في قيادة أركان الجيش أم في الحكومة الإسرائيلية، ومن بينهم رئيس أركان الجيش السابق والوزير بمجلس الحرب الحالي غادي أيزنكوت.

كسرت شوكتهم المقاومة!

ومنذ دخولهم الحرب في غزة، كانت قوات لواء "غولاني" تتصدر القوات المهاجمة في عدد من محاور القتال، على رأسها حي الشجاعية. وهو ما جعلها تتكبد خسائر فادحة وتفقد عدداً من أفرادها وآلياتها.

وفي 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، كشفت وسائل إعلام عبرية عن كمين نصبه مقاتلو "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، لجنود من لواء "غولاني" في حي الشجاعية، ما أدى إلى مقتل 10 ضباط وإصابة عدد كبير من الجنود.

وقال جيش الاحتلال، إنه قُتل في هذه المواجهة قائد لواء "غولاني" العقيد إسحق بن بشت وقائد "السرية 669" الرائد بن شيلي وقائد "الكتيبة 51" النقيب ليل هايو، وقتل كذلك اللواء الراحل روم هيشت والرقيب عيران ألوني والرقيب أهيا داسكال ومقاتلان في الكتيبة 51. إضافة إلى الرائد موشيه بار أون قائد سرية في الكتيبة 51 والرائد روي ملداسي قائد سرية في الكتيبة 13.

ووصف النتن ياهو كمين الشجاعية، بأنه "كان يوماً صعباً جداً". وقال رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال، هرتسي هليفي: "قد عشنا حدثاً صعباً (...) قوة عسكرية وقعت في محنة، وتعرضت قوات أخرى للنار والخطر، لكن القادة كانوا في المقدمة".

وترجح الأرقام سقوط نحو 42 من أفراد "غولاني" قتلى خلال المعارك بالشجاعية، منذ اجتياح جيش الصهاينة للحي.

وبحسب تصريحات المحلل العسكري فايز الدويري، فإن هذه الخسائر التي تكبدها "غولاني" هي ما دفعت بالقيادة الإسرائيلية إلى سحبه من المعركة. وأورد الدويري: أنه "وفقاً للقواعد العسكرية، فإن إخراج الوحدة العسكرية من القتال يعني أنها فقدت 40% من قدراتها القتالية البشرية والمعدات".

وأكد الخبير العسكري أن سحب لواء "غولاني" يثبت صحة ما تعلنه كتائب عز الدين القسام من تدمير عدد كبير من آليات جيش الاحتلال، وأن "خروج غولاني من العمل يعدّ مؤشراً على طبيعة المعركة، ونجاعة قوات القسام والمقاومة في إدارة معركتها بعد مرور 53 يوماً على المعركة البرية".

"إسرائيل" تخسر

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، تكبد جيش الاحتلال خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات. وقتلت المقاومة ما لا يقل عن 471 جندياً إسرائيلياً، وأصيب أكثر من 1900 جندي، 43 منهم في حالة خطيرة.

وفي كلمته يوم الخميس، أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة استهداف 720 آلية عسكرية إسرائيلية منذ بدء الاجتياح البري على قطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وإلى الآن، لم ينجح جيش الاحتلال في تحصيل أي مكاسب ميدانية أو أمنية من عدوانه على غزة، وسبق أن تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية على أن "كل مرحلة من مراحل الحرب الجارية، يمكن أن تأخذ سنة من المواجهة".

وحسب الأستاذ الفخري لدراسات السلام في جامعة برادفورد، بول روجرز، فإن "إسرائيل" تخسر الحرب ونتنياهو يرفض الاعتراف بالأمر". وأوضح روجرز بأن العنف المفرط الذي استخدمته "إسرائيل" ضد المدنيين، كما فشلها في الإتيان بدلائل توضح الأهداف العسكرية من هذا العنف، غيّرا صورة "إسرائيل" في العالم.

وأشار الخبير البريطاني، في مقاله على الغارديان، بأن الخسائر التي تلقاها الجيش "الإسرائيلي" على يد المقاومة تقوض مساعي الحكومة "الإسرائيلية" في إقناع شعبها وحلفائها بتحقيق مكاسب من هذه الحرب. كما أن قادة "إسرائيل" "سوف يدركون الآن أنه على الرغم من كل خطابات نتنياهو، فإن حماس، أو على الأقل أفكار حماس، لا يمكن هزيمتها بالقوة العسكرية".

وفي تقرير لها، كتبت صحيفة "ذا ناشونال" الأمريكية، هي الأخرى، أن "إسرائيل تخسر الحرب"، ونقلت عن محللين استراتيجيين تحذيرهم بإمكانية خسارة إسرائيل الحرب، مرجعين ذلك للأهداف السياسية الصعبة التي رصدها قادة الاحتلال لها.

وشبهت الصحيفة الحرب على غزة بحرب الفيتنام، واستشهدت بقول مستشار الأمن القومي الأمريكي الراحل هنري كيسنجر، الذي قال عن هزيمة بلاده: "لقد خضنا حرباً عسكرية، وخصومنا خاضوا معركة سياسية. وفي هذه العملية فقدنا رؤية أحد المبادئ الأساسية لحرب العصابات: إن حرب العصابات تفوز إذا لم تخسر. والجيش التقليدي يخسر إذا لم ينتصر".

وشدّد التقرير على أن "مفهوم حماس للنصر العسكري، يدور حول تحقيق نتائج سياسية طويلة الأمد. إن حماس لا ترى النصر في عام واحد أو خمسة أعوام، بل من خلال الانخراط في عقود من النضال الذي يزيد من التضامن الفلسطيني، ويزيد من عزلة "إسرائيل". ومنه فإن "إسرائيل" قد تفشل في تحقيق أهدافها من الحرب.
إقرأ أيضاً : أجسام مضادة "لم تكتشف سابقا" يمكنها استهداف أنواع من الإنفلونزا!إقرأ أيضاً : رئيسي: الحل النهائي يتمثل بطرد الاحتلال من فلسطينإقرأ أيضاً : غزة .. اشتباكات ضارية وتراجع "إسرائيلي" محدود بالشمال يكشف"فاجعة"


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتلال القوات الاحتلال غزة الاحتلال الاحتلال الشمالية قيادة الحكومة رئيس القوات رئيس العمل الاحتلال غزة الاحتلال الحكومة الاحتلال غزة العالم قيادة الشمالية الحكومة العمل غزة الاحتلال رئيس القوات جیش الاحتلال حی الشجاعیة سحب لواء

إقرأ أيضاً:

مفاوضات غزة: إسرائيل تُقرّر عدم إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة

أفادت مصادر سياسية إسرائيلية، اليوم الإثنين، 02 يونيو 2025، بأن تل أبيب قررت عدم إرسال وفد تفاوضي إلى العاصمة القطرية الدوحة، لبحث مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة .

وأرجعت تلك المصادر التي نقل عنها موقع "واينت"، ذلك بسبب ما وصفته بـ"المطالب الجديدة التي قدمتها حركة حماس "، والتي اعتبرتها "مخالفة كليًا" لمقترح المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف.

وأضافت أن "موقف حماس لم يتغير فعليًا رغم كل البيانات (الصادرة عن الحركة)، والفجوات الجوهرية لا تزال قائمة"، وقال أحد المصادر للموقع إن "إسرائيل وافقت على 'مقترح ويتكوف' بالصيغة التي عُرض بها".

وادعى أن "رد حماس لم يتطرّق لهذا المقترح". وبحسب المصادر ذاتها، لا ترى إسرائيل "تطورات جوهرية" في موقف الحركة، واعتبرت المصادر أن "استعداد حماس للمفاوضات هو مجرد مناورة تكتيكية لتحسين صورتها ونفي اتهامها بالتعنت". وفق قولها

يأتي ذلك في أعقاب البيان الذي أصدرته حركة حماس مساء أمس، الأحد، وشدد من خلاله على استعدادها للدخول في جولة مفاوضات غير مباشرة جديدة، وذلك في إطار المساعي القطرية والمصرية للتوصل إلى اتفاق يوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

اقرأ أيضا/ رئيس المخابرات التركية يؤكد لـ "الحية" أهمية استمرار مفاوضات غـزة

وفي ظل رفض الوسيط الأميركي تقديم أي ضمانات لإنهاء الحرب ضمن إطار صفقة جديدة، وإصرار حكومة بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب، قالت حماس، مساء الأحد، في بيان، إنها ترحب باستمرار الجهود القطرية والمصرية الرامية إلى التوصّل إلى اتفاق ينهي الحرب.

وأكدت الحركة استعدادها لـ"الشروع الفوري في جولة مفاوضات غير مباشرة، للوصول إلى اتفاق حول نقاط الخلاف"، وشددت على ضرورة "تأمين إغاثة شعبنا وإنهاء المأساة الإنسانية، وصولًا إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل لقوات الاحتلال" من قطاع غزة.

وفي ظل هذا الجمود السياسي، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أمس، عن توسيع العملية البرية في جنوب وشمال قطاع غزة، وأمر بإقامة مراكز توزيع مساعدات إضافية داخل القطاع، في محاولة، على ما يبدو، لتخفيف الضغوط الدولية.

من جانبه، أعلن الناطق باسم الجيش، إيفي ديفرين، أن قوات الاحتلال "وسّعت التوغل البري خلال الساعات الأخيرة، وقتلت عناصر مسلحة، ودمّرت مخازن أسلحة وبُنى تحتية فوق وتحت الأرض" في إطار حربها ضمن ما تسميه "عربات جدعون".

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الرئيس الإيطالي يهاجم إسرائيل إسرائيل تعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن بعد انطلاق صافرات الإنذار كاتس يوجه الجيش بالمضي في تنفيذ أهدافه بغزة بغض النظر عن المفاوضات الأكثر قراءة بالتفاصيل: حماس وويتكوف يتوصلان إلى صيغة اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة الصحة العالمية: نفاد معظم مخزونات المعدات الطبية في قطاع غزة وفاة الصحفية هاجر حرب بعد صراع المرض في غزة الأوقاف الإسلامية بالقدس: 2092 مستوطنا إسرائيليا اقتحموا الأقصى الاثنين عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حماس: إعدام الأسير أبو حبل يكشف ممارسة الاحتلال “منهجية سادية” في التعامل مع الأسرى
  • حماس تحذر من استمرار عمليات التعذيب والتنكيل بحق الأسرى على يد الاحتلال
  • لواء اسرائيلي .. القضاء على حركة “حماس” بشكل كامل أمر غير ممكن
  • حماس تحذّر من خطورة الوضع الكارثي لـ الأسرى داخل سجون الاحتلال
  • لماذا استهدفت القسام عربة همر وفشلت إسرائيل بإخلاء خسائرها؟
  • خبير عسكري: هذا ما تريده إسرائيل من توسيع نطاق عمليتها في غزة
  • مفاوضات غزة: إسرائيل تُقرّر عدم إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة
  • ليست حماس فقط.. إسرائيل تستهدف الجميع
  • المقاومة بغزة ترد على ويتكوف وتتمسك باتفاق ينهي العدوان
  • رامى عاشور: ينبغي انسحاب حماس من غزة حتى تنسحب إسرائيل