أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، عمق العلاقات الاقتصادية المشتركة بين جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، وتطعلها لمزيد من العمل المشترك مع السفارة الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، والجهات المختلفة، لتعزيز العلاقات علاقات التعاون الإنمائي وتحفيز التعاون مع القطاع الخاص، والبناء على ما تحقق من جهود خلال العقود الأربعة الماضية.

جاء ذلك خلال لقاء وزيرة التعاون الدولي مع هيرو مصطفى غارغ، السفيرة الأمريكية الجديدة لدى جمهورية مصر العربية، والتي بدأت مهامها رسميًا نوفمبر الماضي، وذلك في إطار الدور الذي تقوم به وزارة التعاون الدولي لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع شركاء التنمية مُتعددي الأطراف والثنائيين لدعم جهود الدولة ورؤيتها التنموية.

إطار التعاون الدولي والتمويل الإنمائي

وعرضت الدكتورة رانيا المشاط، إطار التعاون الدولي والتمويل الإنمائي لجمهورية مصر العربية الذي تعمل من خلاله وزارة التعاون الدولي على تنظيم العلاقات الاقتصادية بين مصر وشركاء التنمية الدوليين، والمنصات المختلفة لرسم السياسات وتفعيل الشراكات من خلال الاستراتيجيات الوطنية مثل برنامج «نُوَفِّــي» محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، ومنصة «حَافِز» للدعم المالي والفني للقطاع الخاص.

المنح التنموية

وناقش الجانبان التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة التعاون الدولي، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، بهدف تعزيز جهود الدولة التنموية في مختلف المجالات ذات الأولوية لاسيما الاستثمار في رأس المال البشري مثل الصحة والتعليم، مشيرة إلى توقيع 8 اتفاقيات منح مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في سبتمبر الماضي بقيمة 130 مليون دولار في ضوء التعاون المشترك، لتعزيز الجهود المبذولة في قطاعات التعليم الأساسي، والتعليم العالي، والصحة، والمياه، والتجارة والاستثمار، والحوكمة، والزراعة، والعمل المناخي.

وأكدت وزيرة التعاون الدولي، أهمية تلك المنح في تعزيز عمل وكالات الأمم المتحدة في مصر حيث تجاوز حجم المنح مليار دولار منذ عام 2014، وتعمل وزارة التعاون الدولي على تحقيق التكامل بين تلك المنح وعمل الوكالات الأممية من خلال رئاستها للجنة التوجيهية للإطار الاستراتيجي مع الأمم المتحدة، بالشراكة مع المنسق المقيم لمنظمة الأمم المتحدة في مصر.

مشروعات حيوية وكثيفة العمالة

كما أوضحت أهمية التعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في تنفيذ مشروعات حيوية كثيفة العمالة بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، مثل مشروع الإدارة المتكاملة للسياحة الثقافية IMCT، الذي تموله الوكالة الأمريكية بمنحة قيمتها 13 ميون دولار، بما يعزز الاستثمار في المناطق التراثية التاريخية، وذلك في ضوء ما تقوم به الوزارة لتعزيز محورية المواطن ضمن الشراكات الدولية عبر مختلف الاستراتيجيات المنفذة، كما لفتت إلى الشراكة مع غرفة التجارة الأمريكية لتحفيز التمويل المختلط وتنفيذ الشراكات مع شركات القطاع الخاص الأمريكية لتنفيذ مشروعات تنموية في مصر.

نتائج مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ

وتناول اللقاء نتائج ومخرجات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28 بالإمارات العربية المتحدة، الذي قام بالبناء على ما تحقق في مؤتمر المناخ في مصر COP27، حيث بحث الجانبان المبادرات التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال المؤتمر ومناقشة أوجه التعاون المقترحة بما يدعم الجهود التي تقوم بها مصر لتعزيز العمل المناخي، ومن بين تلك المبادرات شراكة إنشاء سلسلة توريد عالمية للطاقة النظيفة التي تحفز الاستثمار في إنتاج الطاقة النظيفة، ومسرع تحول الطاقة، ومبادرة الاستثمار الخاص من خلال العمل الشامل للتغير المناخي، وبرنامج "رؤية تكيف المحاصيل والتربة" التي تعزز مواجهة أزمات الغذاء العالمية وتعزز الأمن الغذائي، ومبادرة المرأة في الاقتصاد المستدام وغيرها.

من جانب آخر ناقش الجانبان العلاقات المصرية الأمريكية في تنفيذ محور الطاقة ضمن المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّــي»، وتنفيذ الإعلان السياسي المشترك بين مصر والولايات المتحدة وألمانيا خلال مؤتمر المناخ COP27، والمنحة الأمريكية التي سيتم توفيرها بقيمة 35 مليون دولار لدعم مشروعات البرنامج من خلال اتفاقية مبادرة المناخ مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وفي هذا الصدد أوضحت الدكتورة رانيا المشاط، أن وزارة التعاون الدولي تعمل على التنسيق مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وشركاء التنمية الآخرين المساهمين في تنفيذ محور الطاقة ضمن برنامج «نُوَفِّــي»، في إطار الاجتماعات المستمرة لتحقيق التكامل بين الجهود المختلفة.

منصة «حَافِز»

من جانب آخر عرضت وزيرة التعاون الدولي، تفاصيل منصة «حَافِز» للدعم المالي والفني للقطاع الخاص التي أطلقتها الوزارة الشهر الجاري في إطار الجهود التي تقوم بها الدولة لتمكين القطاع الخاص، موضحة أن المنصة تعد الأولى من نوعها التي تربط بين الخدمات المالية وغير المالية التي يقدمها شركاء التنمية متعددو الأطراف والثنائيون، والقطاع الخاص في مصر سواء شركات كبيرة، أو متوسطة، أو صغيرة، أو متناهية الصغر، وكذلك الشركات الناشئة، لافتة إلى أن الشركات تستطيع من خلال تلك المنصة التعرف على الدعم الفني والمناقصات والخدمات المتاحة وخدمات التمويل .

وأكدت وزيرة التعاون الدولي، الحرص على تعزيز التعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لعرض ما تقدمه من فرص للتعاون مع القطاع الخاص، والحرص على إدراج الوكالات والمؤسسات الأمريكية الأخرى لتتحقيق التكامل في تلك الخدمات.

مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEM

وثمنت الدكتورة رانيا المشاط، التعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في تنفيذ مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM، ومشروع دعم إعداد المعلمين المختصين في تلك المدارس STESSA، حيث بدأ تنفيذ المشروع منذ عام 2014 ومنذ تلك الفترة تم تدشين نحو 18 مدرسة في 11 محافظة تضم أكثر من 5000 آلاف طالب، بمنح قيمتها 124 مليون دولار، ساهمت في تعزيز جهود الدولة لتمكين الفتيات من الفرص التعليمية ومكافحة التسرب من التعليم ودعم قدراتهن على تحقيق طموحاتهن بما يعزز التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة.

وشددت «المشاط»، حرص الحكومة على التوسع في تلك المدارس في إطار جهود الاستثمار في رأس المال البشري وتطوير التعليم الجهود المبذولة للاهتمام بالطلبة المتفوقين، وتعزيز التواصل بين الفرق الفنية من الجانبين .

وأضافت أن الوزارة أطلقت التقرير السنوي لعام 2023 تحت عنوان «منصات رسم السياسات وتفعيل الشراكات»، والذي يتضمن تفاصيل جهود التعاون مع مختلف شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، والاستراتيجيات والمنصات المختلفة التي تُشرف عليها الوزارة لدعم جهود الدولة في مختلف المجالات.

جدير بالذكر أنه على مدار أكثر من 4 عقود شهدت العلاقات المصرية الأمريكية تطورًا كبيرًا وبلغت إجمالي محفظة التعاون المشترك نحو 30 مليار دولار منذ عام 1978، بينما سجلت محفظة التعاون الجارية مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منذ عام 2014 نحو مليار دولار يتم من خلالها تنفيذ مجموعة واسعة من المشروعات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي جمهورية مصر العربية الولايات المتحدة الأمريكية السفارة الأمريكية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الوکالة الأمریکیة للتنمیة الدولیة فی مع الوکالة الأمریکیة للتنمیة الدولیة الدکتورة رانیا المشاط وزیرة التعاون الدولی وزارة التعاون الدولی الأمم المتحدة القطاع الخاص الاستثمار فی ملیون دولار جهود الدولة التعاون مع فی تنفیذ منذ عام فی إطار من خلال فی مصر

إقرأ أيضاً:

أبوظبي الأول يعلن إتمام إصداره الثاني من السندات الزرقاء بقيمة 20 مليون دولار

أعلن بنك أبوظبي الأول، اليوم، عن إتمام إصداره الثاني من السندات الزرقاء بقيمة 20 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات.

ويأتي هذا الإصدار بحسب البنك بعد فترة وجيزة من طرحه لأوّل سنداته الزرقاء في أغسطس 2025، مؤكداً التزامه بتمويل المشاريع التي تسهم في حماية الموارد المائية والمحيطات وتعزيز القدرة على التكيّف مع تغير المناخ ودعم الاستدامة البيئية.

وتُعد السندات الزرقاء إحدى الأدوات المالية الحديثة والواعدة على المستوى العالمي، إذ تهدف إلى تعزيز الاستثمارات في المبادرات الرامية إلى الحفاظ على الموارد البحرية، وحماية السواحل، وتعزيز النظم البيئية للكربون الأزرق.

ومع الإصدار الثاني من السندات الزرقاء، يصل إجمالي إصدارات البنك من هذه السندات إلى 70 مليون دولار، في إنجاز جديد يؤكد ريادة البنك في مجال التمويل الأزرق، وتماشياً مع إطار بنك أبوظبي الأول للتمويل المستدام لعام ‏‏2023 ومبادئ السندات الخضراء الصادرة عن الرابطة الدولية لأسواق رأس المال‏.

وسيتم تخصيص العائدات الصافية بالكامل لتمويل مشاريع في مجالي المياه والموارد البحرية تشمل: مرافق لمعالجة مياه الصرف الصحي توفر سعة يومية تبلغ 430 ألف متر مكعب، بما يتيح إعادة استخدام المياه للري في أبوظبي والعين، ومحطة جديدة لتحلية المياه تنتج 37 مليون لتر يومياً، وتعمل بمصادر الطاقة المتجددة وتبلغ قدرتها الإنتاجية 410 آلاف ميغاواط/ساعة سنوياً، مدعومة بسعة تخزين بطاريات تصل إلى 700 ميغاواط/ساعة، وإخضاع جميع المشاريع لإجراءات تقييم صارمة لرصد المخاطر المتعلقة بالبيئة والمجتمع والحوكمة، مع متابعة منتظمة لضمان تحقيق أثر بيئي واجتماعي ملموس.

وتساهم هذه المبادرات بشكل مباشر في تحقيق أهداف استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، وتعزز التزام الدولة بمسيرة التنمية البيئية والمستدامة.
وقال شارجيل بشير، رئيس الاستدامة في مجموعة بنك أبوظبي الأول، إن الإصدار الثاني من السندات الزرقاء يعكس التزام البنك المتواصل بدعم استدامة الموارد المائية وحماية البيئة البحرية في مختلف أنحاء دولة الإمارات، ويواصل البنك إرساء معايير جديدة للتمويل المستدام في المنطقة، في إنجازٍ يأتي في وقت محوري مع استضافة أبوظبي للمؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة، حيث يفخر بنك أبوظبي الأول بمشاركته بصفته الشريك المصرفي الرئيسي والرسمي، وشريكاً فاعلاً في صياغة أجندة الاقتصاد الأزرق.

وأوضح أن أحدث إصدارات بنك أبوظبي الأول تؤكد التزامه بإبراز الأثر الإيجابي الذي يمكن أن يحققه الابتكار المالي من أجل حماية الطبيعة والمجتمع، لافتاً إلى أن البنك يواصل بالتعاون مع السوق والمستثمرين، التزامه الراسخ بتمكين مستقبل أكثر شمولاً ومرونة واستدامة لدولة الإمارات وخارجها.
من جانبه، قال مات لوتون، رئيس قسم الاستثمار المؤثر في أدوات الدخل الثابت لدى "تي روو برايس"، إن الإصدار الثاني للسندات الزرقاء من بنك أبوظبي الأول يشكّل خطوة مهمة في مسيرة التمويل المستدام في المنطقة.
وأضاف:" يعكس هذا الاستثمار، الذي نفذناه نيابة عن عملائنا، مدى التزامنا بجمع وتحفيز رؤوس الأموال لدعم نمو الاقتصاد الأزرق".

وأشار إلى أنه من خلال الشراكة مع بنك أبوظبي الأول، تساهم "تي روو برايس" في توجيه التمويلات نحو مشاريع هادفة تعزز مرونة الموارد المائية وتحمي النظم البحرية، إلى جانب توفير فرص استثمارية مجزية للعملاء، لافتا إلى أن هذه الصفقة تضع معياراً جديداً لمساهمة أسواق المال في تحقيق أثر بيئي واجتماعي إيجابي داخل دولة الإمارات وخارجها.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • أبوظبي الأول يعلن إتمام إصداره الثاني من السندات الزرقاء بقيمة 20 مليون دولار
  • دولة قطر تؤكد حرصها على تعزيز شراكاتها الدولية في إطار التعاون الدولي والعمل متعدد الأطراف
  • قرض أوروبي بقيمة 250 مليون دولار لتمويل أول قطار كهربائي في كوستاريكا
  • بأمر السيسي: التعليم تعلن صرف حافز شهري بقيمة 1000 جنيه لـ 1.2 مليون معلم
  • توقيع اتفاقيات بـ 122 مليون ريال عُماني
  • وفد أبوظبي الاقتصادي يوقع اتفاقيات لتعزيز العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة
  • مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تدعو لتوفير تمويل بقيمة 300 مليون دولار لتفادي أزمة مالية
  • صندوق قطر للتنمية يقدم 10 مليون دولار لدعم خدمات وكالة الأونروا
  • وزير التعليم يلتقي بوفد الوكالة الألمانية للتعاون الدولي لبحث سبل تطوير التعليم الفني
  • «كاف» يحقق أول صافي ربح منذ سنوات بقيمة 9.48 مليون دولار