تسعة آلاف دولار.. مبلغ يضطر الفلسطينيون لدفعه لوسطاء لمغادرة قطاع غزة
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
إعداد: جمال بلعياشي إعلان اقرأ المزيد
"يجب دفع تسعة آلاف دولار (نحو 8 آلاف يورو) عن كل شخص ليري اسمه في قائمة الأشخاص الذي يسمح لها مغادرة غزة" وفق شهادة أحد سكان القطاع الذي تواصل معه فريق تحرير مراسلون فرانس24 (عبر محادثات في تطبيق واتساب). وعلى غرار هذا الشخص، أطلق مئات الأشخاص حملات تبرع على الإنترنت أملا في جمع المبلغ المطلوب حتى يتمكنوا من الحصول على ترخيص المغادرة المنشود.
وتجدر الإشارة إلى أن معدلات الرواتب الشهرية في قطاع غزة تتراوح بين 500 و600 دولار (أي ما بين 460 و560 يورو).
لأي طرف يتم دفع هذا المبلغ؟ يتعلق الأمر بوسطاء، الذي يؤكد شهود، أنهم يطالبون بمبالغ أكبر شيئا فشئيا منذ بداية الحرب.
ويطلق على هذه الطريقة المعروفة لدى الفلسطينيين اسم "التنسيقات المصرية".
"إذا ما تحدثت عن الموضوع، يتم وضع اسمك في قائمة سوداء"
محمد صبري صحافي مصري مختص في التحقيقات الاستقصائية الذي عمل على هذا الموضوع، يندد بـ"ممارسات فسادة على نطاق واسع" حيث يقول:
إنهم أناس يعيشون وضعا صعبا وجدوا أنفسهم مضطرين للتعامل مع وسطاء، إنهم يتاجرون في مآسي الناس. من جرحى وأشخاص مصابين بأمراض مستعصية على غرار السرطان، إنهم أشخاص يحاولون مغادرة قطاع غزة في أسرع وقت ممكن.
إذا ما دفعت المبلغ المطلوب، يتم نشر اسمك في القائمة الرسمية الموجودة في معبر رفح الحدودي بطريقة سريعة نسبيا.
تتداخل عدة أجهزة في هذه الممارسات: يتعلق الأمر بمصلحة جوزات السفر والهجرة والجيش ومصالح المخابرات إضافة إلى أجهزة أخرى.
هذه الممارسات معلومة من الجميع. وفي نفس الوقت، هناك صمت مطبق على الموضوع، وإذا ما تحدثت عنه، يتم وضع اسمك في قائمة سوداء للأشخاص اللذين يمنع عليهم مغادرة قطاع غزة.
منذ بداية الحرب في غزة، تمكن نحو 6 آلاف فلسطيني من مغادرة القطاع (فريق التحرير: لم يتمكن فريق تحرير مراقبون من التحقق من هذا الأرقام من مصدر مستقل).
وتنشر إدارة معبر رفح الحدودي بشكل مستمر عبر موقعها على الإنترنت قوائم الأشخاص الذي يسمح لهم مغادرة الجيب الفلسطيني.
ويتعلق الأمر بالخصوص بفلسطينيين يملكون جنسية أخرى يمكن أن تتم عملية إجلاءهم بفضل تدخل البلدان التي يملكون جنسيتها أو أصيبوا بجروح بالغة تتطلب علاجا عاجلا.
وفيما يتعلق الأمر بالأشخاص الذين لا يملكون سوى الجنسية الفلسطينية، يتطلب الأمر منهم إذا دفع مبلغ لشبكات الوسطاء. يتم نشر أسماءهم فيما بعد بدورهم على موقع معبر رفح الحدودي على الإنترنت، وبالتحديد في قوائم إجلاء المواطنين الفلسطينيين وفق شهادات غزيين.
ولا تعد هذه الممارسة أمرا جديدا: بل يعود تاريخ رواجها إلى بداية الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنة 2007، وفق توضيح مواطن فلسطيني أصيل قطاع غزة يقيم اليوم في إحدى الدول الأوربية حيث يقول:
لدي صديق غادر قطاع غزة في سنة 2017، وذلك سبب حصوله على منحة للدراسة في الخارج. في تلك الفترة، إذا ما أردت الخروج من القطاع، يتوجب عليك تقديم طلب لوزارة الداخلية الفلسطينية. ولكن نهاية الإجراءات الإدارية قد تتطلب عدة أشهر. وبما أنه كان مستعجلا للخروج، تطلب الأمر التوجه إلى سوق السوداء التي يديرها الوسطاء.
يتم تداول هذه الطريقة بشكل شفاهي بين الناس. وتوجه للقاء وسيط يملكن قنوات تواصل مع مصالح المخابرات المصرية. وأخذ الوسيط صورة من جواز سفره وقام بإرساله للأشخاص الذين يعرفهم. وفي غضون بضعة أسابيع، ظهر اسمه في قائمة الأشخاص الذي يسمح لهم بمغادرة القطاع عبر معبر رفح الحدودي.
وفي سنة 2017، كانت كلفة "رخصة الخروج" هذه تصل إلى ما بين ألفين و3 آلاف دولار (أي ما بين 1800 و2700 يورو).
وفي سنة 2020، أصبحت هذه الممارسات رائجة بشكل كبير إلى درجة أن وكالة "سياحة" أصبحت تقترح التكفل بهذه الخدمة. يوجد عملاء انطلاقا من شوارع غزة وصولا إلى القاهرة يقترحون "تسهيل " تنقل الفلسطينيين الذين يريدون مغادرة القطاع.
ولكن مع بداية الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر، اضطرت هذه الوكالات السياحية لإغلاق أبوابها.
بالموازاة مع ذلك، ارتفعت كلفة "التنسيقات" بشكل كبير جدا لتصل إلى 9 آلاف دولار (أي نحو 8 آلاف يورو) عن كل شخص.
وتواصل فريق تحرير مراقبون فرانس24 مع عدد كبير من سكان غزة وأقربائهم من الذين أطلقوا حملات تبرع للتمكن من مغادرة القطاع. ولكن هؤلاء لم يرغبوا في تقديم شهادتهم مؤكدين أنه في حال تم التحدث عن هذه الممارسات في وسائل الإعلام، فسيتم تعليقها وبالتالي تتبخر فرص أقربائهم في مغادرة الجيب الفلسطيني.
"يوجد وسطاء في أوروبا أيضا"
في اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، يقول فلسطيني من قطاع غزة يعيش في فرنسا ويحاول إخلاء أمه العالقة في القطاع، أنه في حيرة من أمره:
من جهة، لدينا رغبة في التنديد بهذه الممارسات، من جهة أخرى، نتخوف من أن يغيب هؤلاء الوسطاء، لأن ذلك سيصعب من مهمتنا.
أنا نفسي دفعت مبلغا لوسيط في فرنسا لأنه يوجد أيضا وسطاء في القارة الأوروبية. ويجب دفع المبلغ نقدا لأن ذلك لن يترك أي أثر.
في المقابل، أشعر بقلق من توقفها. إذ يبدو لي أن عملية إجلاء الفلسطينيين من قطاع غزة توقفت منذ كشفت وسائل إعلام هذه الممارسات خصوصا صحيفة ذي غارديان البريطانية.
ولم تنشر صفحة الهيئة التي تدير معبر رفح الحدودي الذي يربط قطاع غزة بمصر على فيس بوك أي قائمة منذ 11 كانون الثاني/يناير الجاري الماضي، بعد أن كانت تنشر قائمة بشكل يومي تقريبا.
وحاول فريق تحرير مراقبون فرانس24 التواصل مع هيئة الاستعلامات العامة التابعة لرئاسة الجمهورية المصرية للحصول على رد منها بخصوص هذه الاتهامات، لكنها لم ترد على تساؤلاتنا.
وفي قطاع غزة، قتل أكثر من 24 شخص منذ بدء القصف والعمليات البرية العسكرية التي تشنها إسرائيل في الجيش الإسرائيلي، معظمهم من النساء والأطفال والمراهقين، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس التي تحكم القطاع منذ عدة سنوات.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: بيئة خبر كاذب إسرائيل الأراضي الفلسطينية قطاع غزة بيئة معبر رفح الحدودی هذه الممارسات مغادرة القطاع الأشخاص الذی آلاف دولار فی قائمة قطاع غزة إذا ما
إقرأ أيضاً:
من هو عيدان ألكسندر الجندي الأميركي الذي أسرته المقاومة بغزة؟
جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية، ولد في تل أبيب عام 2003 وانتقل طفلا مع عائلته إلى الولايات المتحدة وترعرع في ولاية نيوجيرسي، وبعد حصوله على الثانوية العامة عام 2022 قرر العودة إلى إسرائيل والتحق بجيشها في مهمة على الحدود مع قطاع غزة، وهناك وقع أسيرا لدى المقاومة الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المولد والنشأةولد عيدان ألكسندر يوم 29 ديسمبر/كانون الأول 2003 في تل أبيب لوالدين إسرائيليين هما عدي ألكسندر ويائيل ألكسندر، انتقلت عائلته إلى الولايات المتحدة عندما كان طفلا واستقرت في البداية بولاية ميريلاند المجاورة للعاصمة واشنطن.
وفي عام 2008 انتقلت العائلة إلى بلدة تينافلاي بمقاطعة بيرغن الواقعة في ولاية نيوجيرسي لكنها جغرافيّا تعتبر إحدى ضواحي مدينة نيويورك، ويبلغ عدد سكانها نحو 16 ألف نسمة، وتعد الأسرة عموما من الطبقة المتوسطة العليا وذات معدل دخل مرتفع.
نشأ عيدان ألكسندر في كنف عائلة من 5 أفراد، وله أخ اسمه ميكا وأخت اسمها روي.
يقول عنه والده "كان شابا أميركيا بامتياز، ورياضيا رائعا"، وفي تصريح آخر قال إن ابنه كان يستمتع بالسباحة وقضاء الوقت مع الأصدقاء وتشجيع فريق نيويورك نيكس.
وقد نظم ناشطون عشرات التجمعات في بلدة تينافلاي للمطالبة بإطلاق سراح عيدان ألكسندر.
شارك في حياته الدراسية ببطولات رياضية ومنافسات مع فريق السباحة المحلي، وكان منخرطا في أنشطة الحركة الكشفية، كما كان من مشجعي نادي نيويورك نيكس لكرة السلة، وسافر كثيرا إلى إسرائيل لزيارة جديه واحتفل ببلوغه سن الرشد هناك.
إعلانتخرّج عيدان ألكسندر من مدرسة تينافلي الثانوية عام 2022.
العودة لإسرائيل والالتحاق بجيشهامباشرة بعد حصوله على الثانوية العامة عام 2022 فاجأ عيدان ألكسندر عائلته بقرار عودته إلى إسرائيل، وهناك تطوع في صفوف الجيش الإسرائيلي، وقال والده إن ابنه لم يكن ملزما بأداء الخدمة العسكرية "لكنه أراد مساعدة إسرائيل".
في يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان ألكسندر (20 عاما) متمركزا بزيه العسكري ضمن لواء غولاني في مهمة حراسة بموقع استيطاني بالقرب من كيبوتس نيريم قرب الحدود مع قطاع غزة.
وفي صباح ذلك اليوم تحدث ألكسندر هاتفيا مع والدته يائيل وأخبرها أن هناك إطلاق نار كثيفا، وأنه أصيب بشظايا في خوذته، لكنه أكد لها أنه بخير، قبل أن يقع أسيرا في أيدي المقاومة الفلسطينية التي شنت هجوما واسع النطاق على قواعد ومستوطنات الاحتلال الإسرائيلي.
وأسفر هجوم المقاومة يومها عن مقتل 1200 من العسكريين والمستوطنين الإسرائيليين واقتياد 250 أسيرا إلى قطاع غزة، بينهم 12 يحملون الجنسية الأميركية.
وفي الأيام الأولى التي تلت ذلك الهجوم لم يكن أفراد عائلة ألكسندر على علم بمكان وجوده، لكن مسؤولين إسرائيليين أبلغوهم بعد أسبوع أن ابنهم وقع أسيرا وتم اقتياده إلى غزة.
ولاحقا، راجت تسجيلات مصورة يظهر فيها ألكسندر محاطا بمقاتلين من كتائب عز الدين القسام الجناع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
الظهور الأول
بعد أكثر من عام على الهجوم بثت كتائب القسام يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 تسجيلا لعيدان ألكسندر تحدث فيه عن معاناته وظروف احتجازه، ووجّه رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال ألكسندر إنه محتجز لدى حماس منذ أكثر من 420 يوما، وخاطب نتنياهو "سمعتك تتحدث لشعب إسرائيل في الأخبار، وشعرت بإحباط شديد، سمعت أنك ستقدم 5 ملايين لمن يعيدنا أحياء، لكن ماذا عن حمايتك لنا بصفتنا مواطنين وجنودا؟ أنت أهملتنا".
إعلانوأشار إلى أنه يعيش في خوف دائم، قائلا "حراسنا أخبرونا عن التعليمات الجديدة في حال وصول قوات الجيش إلينا، نحن نموت ألف مرة كل يوم ولا أحد يشعر بنا".
ووجّه كلامه إلى "شعب إسرائيل" قائلا "لا تهملونا، نريد العودة بعقل كامل إلى البيت، الخوف والعزلة يقتلاننا، من فضلكم اخرجوا للتظاهر كل يوم واضغطوا على الحكومة، حان الوقت لإنهاء هذا الكابوس".
كما توجه برسالة إلى ترامب قال فيها "أنا مواطن أميركي إسرائيلي محتجز في غزة، لطالما آمنت بقوة الولايات المتحدة، وأناشدك أن تستخدم نفوذك بكل الطرق للتفاوض من أجل حريتنا، كل يوم نقضيه هنا يبدو كأنه الأبد، والألم يتعاظم يوما بعد يوم".
وانتقد ألكسندر سياسات الإدارة الأميركية السابقة قائلا "لا ترتكبوا الخطأ الذي ارتكبه جو بايدن، الأسلحة التي أرسلها تقتلنا الآن، والحصار غير القانوني يفتك بنا"، مضيفا "لا أريد أن أنتهي ميتا مثل مواطني الأميركي هيرش".
وختم التسجيل برسالة عاطفية إلى عائلته قائلا "أمي، أبي، ميكا، جوي، جدي، جدتي، كل يوم يمر يزداد الوجع داخلي، أشتاق لكم بشدة، وأصلي كل يوم كي أراكم قريبا، كونوا أقوياء، فالوقت ينفد، لكن هذا الكابوس سينتهي يوما ما".
الظهور الثانيوفي 12 أبريل/نيسان 2025 بثت كتائب القسام تسجيلا مصورا ثانيا لألكسندر يتهم فيه نتنياهو بالتخلي عن الأسرى في غزة وبعرقلة صفقة التبادل، وقال "الجميع كذبوا عليّ، شعبي وحكومة إسرائيل والإدارة الأميركية والجيش".
وأكد أن الوقت ينفد أمام الأسرى، وتابع "نعتقد أننا سنعود إلى الديار أمواتا، ولا أمل لدينا"، وأشار إلى أنه سمع قبل 3 أسابيع من ذلك البث أن حماس مستعدة لإطلاق سراحه، لكن إسرائيل رفضت وتركته أسيرا.
وهاجم ألكسندر رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا "كل يوم أرى أن نتنياهو يسيطر على الدولة مثل الدكتاتور"، كما عاتب ترامب وسأله "لماذا وقعت ضحية لأكاذيب نتنياهو؟".
إعلان أسير مفقودوبعد 3 أيام على بث التسجيل المصور الثاني لعيدان ألكسندر أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة يوم 15 أبريل/نيسان 2015 فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة لألكسندر بعد قصف مباشر استهدف مكان وجودهم في قطاع غزة.
وأوضح أبو عبيدة -في منشور على تطبيق تليغرام– أن تقديرات الكتائب آنذاك تشير إلى أن "جيش الاحتلال يحاول عمدا التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة" على قطاع غزة.
المفاوضات والإفراجوطوال الأشهر الأولى من ولاية ترامب الثانية كان الإفراج عن ألكسندر في صلب أغلب المفاوضات لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، وفي 11 مايو/أيار 2025 أعلنت حماس أنه سيتم إطلاق سراحه إثر اتصالات مباشرة أجرتها مع الإدارة الأميركية.
وقالت الحركة في بيان إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "أبدت حماس إيجابية عالية"، مضيفة أن قرار إطلاق ألكسندر يأتي ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأكدت حماس استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، و"بذل جهود جادة للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه، وإدارة قطاع غزة من لجنة مهنية مستقلة، بما يضمن استمرار الهدوء والاستقرار سنوات عدة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار".
وأشاد ترامب بإعلان حماس عزمها الإفراج عن ألكسندر، وكتب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي "أنا ممتن لكل من أسهم في تحقيق هذا النبأ التاريخي"، واصفا الإفراج عن الرهينة بأنه "بادرة حسن نية".
وأضاف "نأمل أن تكون هذه أولى الخطوات الأخيرة اللازمة لإنهاء هذا النزاع الوحشي"، كما أعرب عن أمله في إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء القتال.