بوابة الوفد:
2025-06-01@07:36:43 GMT

الأخلاق وآليات بناء الوعي الرشيد( 1)

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

اختارت كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر قضية غاية فى الأهمية للمجتمع المصرى ليكون العنوان الرئيسي، لمؤتمرها الدولي الخامس (الأخلاق وآليات بناء الوعي الرشيد)، برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف، وأ.د. سلامة داود رئيس الجامعة، وأ.د. شفيقة الشهاوي عميدة الكلية رئيس المؤتمر، وأ.

د. وفاء غنيمي وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب أمين المؤتمر.

ولقد تلقيت دعوة كريمة لحضور هذه المؤتمر المهم مصحوبة بتفاصيل لمحاور المؤتمر الذى يلتأم فى مارس القادم، ومن محاوره استشرفت ان محاورة تتماشي من رؤية مصر للتنمية المُستدامة 2030م، ورؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي ببناء الوعي الرشيد للامة، تحقيقًا لجانب من رسالة جامعة الأزهر تجاه خطة مصر ، وتلبيةً لواجب الوقت في استحداث آليات لبناء وعي رشيد يحقق مصالح العباد في ضوء مقاصد الشريعة الغراء. 

ولأهمية موضوعات المؤتمر أفرد له ثلاثة مقالات متتالية من عدد اليوم لمقالى الأسبوعى.

• المحور الأول: آليات بناء الوعي الرشيد في ضوء الأحكام المتعلِّقة بالأخلاق، ويناقش فقه الأولويات والمقاصد وأثره في بناء المجتمعات والحفاظ على القيم ونشرها ضرورة إنسانية، أخلاقيات المنافسة في ميدان العمل الاقتصادي، الوعي الرشيد وأثره في إحياء العقل نحو فقه حضاري، تنمية الوعي بمدى قيمة تاريخنا وتراثنا الحضاري، ودور المثقف في نشر الوعي والثقافة والبناء المعرفي، النصوص الشرعية المرتبطة بالأخلاق دراسة أصولية مقاصدية، تفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية في رفع مستوى الوعي الرشيد في المجتمع وآليات التعاون، إسهام العقل الفقهي المعاصر في تحويل التهافت العالمي نحو الفنون إلى خيارات محببة لزرع القيم وترسيخ المقاصد الدينية والشرعية.

• المحور الثاني: مقاصد الشريعة وأثرها في بناء الإنسان وعمارة الأكوان، ويناقش مقاصد الشريعة في بناء الإنسان بناءً جسديًّا ونفسيًّا صحيحًا، من خلال ما تقوم به الدولة من جهود لبناء الإنسان مثل: (المشروعات الصحية التي قدمتها الدولة، ومنها: حملة 100 مليون صحة، حملة القضاء على فيروس C، مبادرة الكشف المبكِّر عن سرطان الثدي، المبادرة الرئاسية لفحص وعلاج أمراض سوء التغذية (الأنيميا والسِّمنة والتقزُّم)، القضاء على العشوائيات ومواجهة الفقر والبطالة بسلاح التعمير.

وفى مجال حماية حقوق المواطنين والدولة يناقش المؤتمر دور الوقف في عمارة الكون، واستحداث آليات لنشر ثقافة الوقف بين أفراد المجتمع واستلهام نماذج تراثية للوقف حققت مصالح العباد، وأسهمت في عمارة الكون، مثل: (أوقاف الأشرف برسباي على المدرسين والخطباء)، أوقاف علي شعراوي لبناء المعاهد الأزهرية وأوقاف السيدة فاطمة إسماعيل لبناء جامعة القاهرة وغير ذلك من التجارب الرائدة في مصر والعالم الإسلامي، و تأصيل الفقه الصناعي والفقه الرقمي وأثره على المجتمع.

• ويتطرق المحور الثالث: الي الأخلاق وآليات بناء الوعي الرشيد في الدراسات القانونية، التنظيم القانوني لأخلاقيات العمل التجاري، إسهامات الحماية الجنائية في القضاء على الجرائم الإلكترونية.

•[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية اليوم الأخلاق وآليات بناء الوعي الرشيد 1 الأخلاق الوعي الرشيد كلية الدراسات الإسلامية بناء الوعی الرشید

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: الأخلاق والسياسة في زمن الكوليرا

حين كنا ندرس الفلسفة السياسية وفلسفة الأخلاق في الجامعة، الأفكار كانت أشبه بمرآة نرى فيها أنفسنا، وتطلعاتنا وأحلامنا التي لا يحدّها سقف. سقراط وابن خلدون وآدم سميث والغزالي وروسو وغيرهم من مفكري التاريخ، كانوا بمثابة منارات تشعل فينا الإيمان بأن السياسة يمكن أن تكون عملاً أخلاقياً، لا مجرد لعبة مصالح.

تعلمنا أن العدالة جوهر الدولة، وأن السياسة لا تستقيم إلا إذا وُضعت على سكة القيم. في تلك الأيام، كنا نحمل عنفوان الشباب، ونؤمن أننا الجيل القادر على إعادة تعريف الممارسة السياسية وفق أسس أخلاقية، وطنية نظيفة ومتحررة من الانتماء الضيق والتبعية العمياء.

لكننا سرعان ما اصطدمنا بواقع مختلف تماماً. إذ ما إن انتقلنا من فضاء النظرية إلى ساحة الفعل السياسي، حتى وجدنا أنفسنا أمام مشهد يحكمه منطق الغلبة، وتديره نوازع الانتهازية والتكسب. الأحزاب التي يفترض أن تكون أدوات للتغيير ومراكِز للرؤية الوطنية الجامعة، أصبحت عاجزة عن تجاوز الحسابات الضيقة، متورطة في خطاب صفري لا يرى المواطن إلا وسيلة ضغط، ولا يرى المأساة إلا منصةً لتسجيل النقاط. كانت الصدمة كبيرة، لأن السياسة التي حلمنا بها ليست هي التي واجهتنا؛ ظلت صراعًا مفتوحًا بلا مرجعية، بلا كوابح، بلا التزامات.

وحين جاءت الكوليرا هذه الأيام ، لم تكن مجرد وباء متعجل ، بل مرآة عاكسة لفشل في الأخلاق السياسية. ففي لحظة كان يُفترض أن تتقدّم فيها أولويات الإنسان على كل اعتبار، تحولت الكارثة الصحية إلى مناسبة جديدة للتجاذب السياسي. ولإثارة حفيظة الناس وتخويفهم ، ما بين نداء أطلقه د. عبد الله حمدوك الذي بات لايري في السودان إلا الفرصة التي اضاعها حين خضع لابتزاز الداخل وطموح الخارج في السيطرة علي البلاد.

أطل الرجل عبر تحالف “صمود”، محذراً من انهيار صحي وشيك كأنه لا يعلم الحرب التي كانت إحدى خطط حلفاؤه المطورة ، ذلك النداء كشف النقاب عن مشهد سياسي لا يرى في الألم البشري إلا ورقة يمكن المساومة عليها أو تسويقها. لم يكن النداء بحسب مراقبين دعوة إلى النجدة، بل كان تكتيك للضغط و الابتزاز ، واستثمار سياسي في لحظة مأساوية.

على الجانب الآخر، حاولت بعض الجهات الرسمية التقليل من شأن الكارثة، نافية الأرقام، مؤكدة السيطرة، متحدثة بلغة بيروقراطية تخلو من الحسّ الإنساني. لم يكن النقاش حول المرض، بل حول صدقيّة الخطاب، حول مَن يملك الرواية الأجدر بالتصديق. وهكذا وُضع المواطن بين خطابين متناقضين: أحدهما يُنذر بالخطر، والآخر يطمئن بلا أدوات واضحة. وفي هذه الفجوة، ضاعت الحقيقة، وضاع معها حق الإنسان في الحماية.

لايمكن الحديث عن السياسة بوصفها عملاً مسؤولاً في ظل هذا الانفصال الصارخ عن الأخلاق؟ حين تحيطنا الأوبئة والأمراض، وتزيد المعاناة، وتُنكَر الحقائق إرضاءً لصورةٍ رسمية، فإننا لا نكون فقط في مواجهة أزمة صحية، بل أمام انهيار شامل في العقد الأخلاقي والسياسي. لقد تحوّلت الكوليرا من مرض عضوي إلى سقوط أخلاقي. لم تعرِّ النظام الصحي المتأثر بحرب المليشيا وداعميها المحلين والإقليميين انتباها، بل فضحت هشاشة النظام القيمي والأخلاقي لدى الجميع.

لقد كانت الكوليرا لحظة كاشفة بامتياز، لأنها وضعتنا أمام سؤال مركّب هل بقي في السياسة متسعٌ للأخلاق؟ وهل ما زال للإنسان وزنٌ في معادلاتها؟ لم يكن مطلوباً من السياسيين أن يكونوا ملائكة، بل أن يتعاملوا مع الكارثة بوصفها مسؤولية وطنية، لا أداة نزاع . لكن بدلاً من توحيد الخطاب، رأينا تباعداً في الرؤى، وافتقاداً للحد الأدنى من الإجماع، حتى في ما يتعلّق بحق المواطن في الحياة والكرامة.

في هذا المشهد، يبدو أن ما خسرناه ليس فقط أرواحاً مهددة، بل فقدنا البوصلة التي تربط بين النظرية والممارسة، بين ما تعلّمناه في قاعات الفلسفة، وما نراه في فضاءات الواقع السياسي. الأخلاق التي نشأنا عليها، لا تجد اليوم مكاناً في ساحة تُدير فيها النخبة صراعاتها فوق أشلاء الناس، وتجعل من الوباء فرصة للمزايدة.

وإذا كان هذا هو حال السياسة في لحظة الكارثة، فكيف يمكن الوثوق بها في لحظات البناء؟ إن السياسة التي لا تحتكم إلى الأخلاق لا تُنتج إلا مزيداً من الإنهاك والخراب، مهما تجمّلت بالشعارات أو تحصّنت بالمؤسسات. وكلما تأخرنا في إعادة الاعتبار للقيم كقاعدة للفعل السياسي، كلما وجدنا أنفسنا ندور في حلقة مفرغة، حيث يتحوّل كل مرض إلى منبر، وكل مأساة إلى وسيلة، وكل موت إلى خطاب.

لذلك، فإن ما نواجه اليوم لا يقتصر على أزمة صحية عابرة، بل هو امتحان أخلاقي لمجمل الممارسة السياسية. والأخطر من المرض، هو قبول استغلاله. والخطر الأكبر من غياب الخدمات، هو غياب الضمير. فالسياسة التي لا تعلي من شأن الإنسان، لا تستحق أن تُمارس. وهذا هو #وجه_ الحقيقة.
دمتم بخير وعافية.

إبراهيم شقلاوي
الأربعاء 28 مايو 2025م Shglawi55@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «عاشور»: الإعلام الوطني شريك رئيسي في دعم قضايا التعليم والبحث العلمي وتشكيل الوعي العام
  • الدكتورة رنا مجدي لـ "الفجر": نخاطب وعي المجتمع.. وليس فقط جسده
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الأخلاق والسياسة في زمن الكوليرا
  • تحت رعاية الشيخة فاطمة.. «دور القضاء في استقرار المجتمع» يؤكد أهمية ترسيخ التماسك الأسري
  • تبدأ من الطفولة وتسهم في رفع متوسط عمر الإنسان.. المملكة تنجح في بناء منظومة وقائية شاملة
  • 4 محاور نوعية بمؤتمر دور القضاء في استقرار المجتمع
  • ندوات حوارية لبناء وعي النشء ومواجهة التحديات المجتمعية بالمنيا
  • بمشاركة الأزهر والكنيسة.. المنيا تطلق ندوات حوارية مكثفة لبناء وعي النشء ومواجهة تحديات المجتمع
  • محمد بن حمد: دور المؤسسات التعليمية محوري في بناء الإنسان
  • سوريا توقع مذكرة تفاهم لبناء مشروعات لتوليد الكهرباء باستثمارات 7 مليارات دولار