عاد النزاع مرة أخرى إلى أروقة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا بعدما عقد مكتب رئاسة محمد تكالة انتخابات لانتخاب رئيس جديد للمجلس بعيدا عن المشري، وسط تساؤلات عن مستقبل المجلس السياسي في ظل استمرار هذا التنازع.

وفي جلسة تم بثها على الهواء مباشرة، جرى انتخاب "محمد تكالة" رئيسا للأعلى الليبي وانتخاب نائبين له "حسن حبيب وموسى فرج"، ليعقد المجلس الجديد أولى اجتماعاته اليوم الاثنين، لاعتماد نتيجة التصويت رسميا.



في حين سارع رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد الدبيبة بتهنئة تكالة لاختياره رئيسا لمجلس الدولة، مؤكدا دعمه لكل ما من شأنه تعزيز الاستقرار السياسي.



في المقابل، رفض "خالد المشري" جلسة التصويت ووصفها بأنها "غير شرعية" لعدم توافر النصاب القانوني بواقع 91 عضواً فقط، رافضاً الاعتراف بأي نتائج ترتبت عنها.

كما أعلن أن عددا من أعضاء المجلس، باشروا في تقديم طعن رسمي أمام الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا، بشأن عدم شرعية الجلسة التي تم خلالها انتخاب مكتب رئاسة جديد لمجلس الدولة، بطريقة تخالف الإجراءات القانونية واللوائح المنظمة لعمل المجلس، وفق بيان.

والسؤال: ما تداعيات عودة التنازع مجددا بين "المشري وتكالة"؟ وما مصير التوافقات الأخيرة مع "عقيلة صالح"؟



من جهته، أكد عضو اللجنة العشرية المشرفة على انتخابات الأعلى للدولة، محمد معزب أن "الجلسة كانت رسمية وقانونية وتمت بحضور 95 عضوا، وأن للجنة العشرية كانت المركز الأساسي المبني عليه على أساس حضور ثلثي أعضاء المجلس، ما يعني مشروعية أي قرار أو إجراء، والانتخابات جرت بكل نزاهة وشفافية، دون تسجيل أي مخالفات تذكر، والجلسة كانت علنية ومفتوحة وصارت بسلاسة.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "اللجنة المشرفة على الانتخابات التزمت بالنظام الداخلي للمجلس، وتم التعامل مع أي إشكاليات داخل القاعة وبحضور الأعضاء، والهدف لم يكن فوز مرشح بعينه، بل توحيد المجلس ولم شمله، وهو ما تحقق بالفعل"، وفق قوله.

وأضاف: "نأمل من باقي الأعضاء الالتحاق بالمجلس، بعيدًا عن التحزب والتجمل حول شخصية معينة، والمجلس تجاوز مشكلته، وينخرط في العملية السياسية بنجاح"، كما رأى.

"خرق والتفاف على القضاء"
لكن المتحدث السابق باسم المجلس الأعلى للدولة والمحلل السياسي، السنوسي إسماعيل الشريف رأى أن "اللائحة الداخلية تحصر الدعوة للجلسات لدى الرئيس والمشري حكمت المحكمة العليا لصالحه وهذا يجعل موقفه القانوني أقوى من تكالة الذي رتب الجلسة الغير شرعية المخالفة للائحة لكي يلتف على حكم المحكمة العليا".



وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "الواقع هو استمرار الخلاف بين المشري وتكالة وفشل محاولة توحيد المجلس لوجود غياب كبير وعدم تمكن الجلسة الأخيرة من الوصول للنصاب في الوقت المحدد، وهذا يعني استمرار الانقسام وليس أمام المشري إلا العمل على تسريع التوافق مع مجلس النواب مستفيدا من التجاهل المحلي والدولي لخطوة تكالة التي حاول عبرها اكتساب شرعية تعزز موقفه أمام المشري"، حسب تقديراته.

"دور حفتر وعقيلة صالح"
وقال الأكاديمي والمحلل السياسي الليبي، فرج دردور إن "جلسة التصويت تمت بنصاب قانوني وحتى بحضور أغلب الأعضاء الموالين للمشري نفسه، وبالتالي لن يكون للمشري أي مجال للطعن كون النصاب صحيحا والدعوى للجلسة تمت من اللجنة المشتركة وليست من تكالة الطرف في النزاع، وإدارة الجلسة تمت برئاسة الأكبر سنا".

وبخصوص موقف مجلس النواب، قال: "اعتراف "عقيلة صالح" بالمشري وفقط لن يعطيه أي شرعية على اعتبار أن مجلس الدولة مناكف وموازي للبرلمان في الشرق المسيطر على قرارته "خليفة حفتر"، واختراق المشري لهذا المبدأ الذي تأسس عليه مجلس الدولة وانضمامه لحلف حفتر، جعله يخرج من حلبة رئاسة المجلس، وخصوصا أن مقر المجلس وادارته تحت سيطرة تكالة.



وأكد في تصريح لـ"عربي21" أن "قرارات مجلس النواب ما لم تكن باتفاق مع تكالة فلن تطبق في غرب ليبيا لأن تكالة يسيطر على الأرض من خلال حكومة الدبيبة، وبالتأكيد فإن عقيلة صالح سينفخ في نار المشري، حتى يبرر لقرارته الأحادية بحجة أن مجلس الدولة منقسم، ومن مصلحة "عقيلة وحفتر" تعزيز الانقسام حتى تكون لهم مؤسسات موازية يستخدمونها لمصلحتهم"، وفق رأيه.

الصحفي الليبي، عاطف الأطرش رأى من جهته أن "عودة أزمة التنازع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة والتكالب بهذا الشكل على مثل هذه المناصب تمثل انحدارا خطيرا يعيد المجلس إلى مربع الانقسام والتشظي، ويهدد شرعيته ووظيفته كمؤسسة تشريعية استشارية أساسية ضمن الاتفاق السياسي".

وبيّن أن "مثل هذه الخطوة ستعيد حالة الانقسام والجمود السياسي وتضعف المجلس الأعلى للدولة كمؤسسة، وطالما البرلمان والجهات المؤثرة لا تعترف إلا بالمشري، فإن تحركات تكالة قد تبقى رمزية ما لم يحدث تحولا حقيقيا في ميزان القوى داخل المجلس أو يحصل على دعم إقليمي أو أممي"، وفق كلامه لـ"عربي21".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية النزاع تكالة المشري الانتخابات الانتخابات المشري النزاع الأعلى الليبي تكالة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الأعلى للدولة مجلس الدولة عقیلة صالح

إقرأ أيضاً:

العيدروس يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بعيد الاستقلال الـ 30 من نوفمبر

الثورة نت /..

رفع رئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس، برقية تهنئة إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وفخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بمناسبة العيد الوطني الـ 58 للاستقلال الـ 30 من نوفمبر.

وعبر رئيس مجلس الشورى باسمه ونيابة عن هيئة رئاسة وأعضاء المجلس وأمانته العامة عن أسمى آيات التهاني والتبريكات لقائد الثورة ورئيس وأعضاء المجلس السياسي، ورؤساء مجالس النواب والوزراء والقضاء ومن خلالهم إلى قيادة ومنتسبي القوات المسلحة والأمن وأبناء الشعب اليمني الحر بهذه المناسبة الوطنية.

واعتبر يوم الاستقلال مثل انتصارا حقيقيا لإرادة الشعب اليمني النابض بالعزة والكرامة ما مكنه من إرغام أعتى قوة استعمارية عرفها التاريخ على الجلاء صاغرة من أرضه والاعتراف بحقه في الحياة الحرة والكريمة.

وأشار العيدروس إلى أن هذه المناسبة ذكرى لتاريخ عظيم للشعب اليمني أشرقت فيه شمس الحرية وانتصر فيه لدماء وتضحيات شهداء ثورة أكتوبر المجيدة، وجسد المعنى الحقيقي لقدرته على امتلاك القرار في دحر المستعمر وفرض إرادته التواقة دوما لقيم المجد والحرية والاستقلال.

ولفت إلى أهمية الاستفادة من الدروس والعبر من هذه الذكرى الوطنية الخالدة والمضي على نهج الكفاح المسلح ضد المحتل القديم الجديد ورفض سياساته التي لم تحقق لأبناء المناطق الجنوبية والشرقية إلا المزيد من المعاناة وانعدام الأمن والخدمات ونهب الثروات.

ولفت إلى تزامن هذه المناسبة الوطنية مع ما تحقق للشعب اليمني بفضل الله وحكمة القيادة وقدرات القوات المسلحة والأمن من انتصارات على قوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، لتؤكد للعالم أن الشعب اليمني على مر العصور عصي على الانكسار رافض لكل أشكال الوصاية ولا يقبل الخضوع إلا لله عز وجل.

وأكد أن الشعب اليمني الذي قاوم الإمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس وأجبرها بالسلاح التقليدي على مغادرة عدن والمحافظات الجنوبية هو قادر اليوم بعد امتلاك القدرات العسكرية المتطورة وفي ظل قيادته الشجاعة أن يواجه المحتل السعودي والإماراتي وأدواته ويطهر كامل التراب اليمني من شروره وأطماعه.

ودعا العيدروس كافة أبناء المحافظات المحتلة إلى السير على خطى الآباء والانتفاض في وجه المحتلين ومن يتخذونهم مطية لتمزيق الوطن ونهب ثرواته والانتصار لحقوقهم المسلوبة وحماية الوحدة والسيادة الوطنية.

وجدد التأكيد على دعم المجلس وتأييده لكل توجهات وخيارات القيادة الثورية والمجلس السياسي والقوات المسلحة الرامية إلى الدفاع عن الوطن وحماية مقدرات وثروات الشعب حتى دحر وزوال المحتلين الجدد وتحقيق الانتصار وفرض السيادة على كامل التراب والمياه والجزر اليمنية.. سائلا الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة وقد تحقق للشعب اليمني كل ما يصبو إليه من حرية ونصر وتقدم وازدهار.

مقالات مشابهة

  • المجلس الأعلى للأمومة والطفولة ينظم جلسة في حب الوطن لطلبة الدولة في إيطاليا
  • تكالة يبحث أوضاع «كلية الهندسة العسكرية» في تاجوراء
  • كوت ديفوار تتولى رئاسة مجلس السلم والأمن الإفريقي في ديسمبر
  • سلطنة عمان تشارك في الاجتماع التّحضيري لقمة مجلس التعاون الخليجي الـ46
  • العيدروس يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بعيد الاستقلال الـ 30 من نوفمبر
  • رئيس مجلس النواب يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بعيد الاستقلال
  • بوسديل يكشف تفاصيل كواليس التفاهم حول آليات اختيار مفوضية الانتخابات
  • وزير الخارجية التونسي يبحث مع تيتيه مستجدات المسار السياسي الليبي
  • ليبيا.. الأمم المتحدة تدعو «النواب» و«الدولة» لاستيفاء متطلبات خريطة الطريق
  • انتصار جديد للدولة | مصر تفوز بعضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية للفترة ٢٠٢٦ - ٢٠٢٨