في منطقة عازلة تريدها إسرائيل على حدود غزة.. نحو 40 بالمئة من المباني باتت مدمرة
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
إعداد: فريق تحرير مراقبون إعلان اقرأ المزيد
حرر هذا المقال: ناتان غالو
في 22 كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 21 جنديا في أكبر حصيلة قتلى في صفوفه في يوم واحد منذ بدء عمليته العسكرية البرية في قطاع غزة، ردا على هجوم حماس المباغت على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقتل هؤلاء الجنود خلال هجوم لمقاتلي حماس أثناء قيامهم بعملية تفخيخ في بنايتين تبعدان نحو 600 متر فقط على حدود القطاع مع إسرائيل. وكانت عمليات الهدم هذه تندرج في إطار "منطقة عازلة" بين البلدات الإسرائيلية وقطاع غزة وفق ما صرح به رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي في نفس يوم مقتل هؤلاء الجنود.
"سقط هؤلاء الجنود أثناء أداءهم مهمة تهدف إلى جعل سكان جنوب إسرائيل يعودون إلى بيوتهم في أمان تام" وفق تصريح هرتسي هيلفي. وتقع هذه الأراضي الموجودة داخل قطاع غزة على بعد بضعة كيلومترات فقط من كيبوتس كيسوفيم في إسرائيل حيث قتل 14 شخصا خلال هجوم حماس المباغت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
في بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد صرح إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأنه يريد إقامة "منطقة عازلة" في "عمق" قطاع غزة.
مع هذه "المنطقة الآمنة"، التي لن تكون مأهولة بسكان غزة، يكمن الهدف المعلن منها في التوقي من هجمات مستقبلية على المدن الإسرائيلية القريبة من القطاع؟
ولكن هذا الهدف تعرض لانتقادات حتى من الولايات المتحدة على الرغم من أنها تدعم إسرائيل بشكل واسع منذ بداية الحرب. وصرح البيت الأبيض بالخصوص غداة مقتل 21 جنديا إسرائيليا بأنه لا يريد "أن يتم التقليص من أراضي قطاع غزة بأي طريقة كانت".
تدمير نحو 40 بالمئة من مباني المنطقة
إلا أن هذه الانتقادات لم تمنع إسرائيل من إقامة منطقة يبلغ عرضها نحو كيلومتر واحد وفق تأكيد عدد كبير من وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية بينها وول ستريت جورنال. مبان مفخخة ومناطق سوتها الجرافات بالأرض: ''تم محو كل شيء" هذا ما صرح به جندي تواصلت معه صحيفة وول ستريت جورنال حيث أضاف "كان الأمر يتعلق بالخصوص بأراض زراعية والآن باتت منطقة عسكرية، إنها بالفعل منطقة خالية".
إضافة إلى تدمير الأراضي الزراعية، عمل الجيش الإسرائيلي منذ عدة أسابيع على تدمير عدد كبير من المباني. وفي دراسة أعدها المختص في علوم الجغرافيا أدي بن نون الباحث في الجامعة العبرية في القدس لفائدة القناة الإسرائيلية الثانية عشرة، فإن نحو 1072 بناية أي نحو 40 بالمئة من 2824 مبنى محدد في المنطقة، باتت مدمرة على يد الجيش الإسرائيلي في 17 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، أكد المختص في الجغرافيا أنه اعتمد في دراسته على مختلف الصور المتاحة عبر الأقمار الاصطناعية وأداة طورتها شركة مايكروسوفت لتحديد متزامن للبنية التحتية في المنطقة والمباني المدمرة داخلها.
في شرق خان يونس، أكثر من ثلثي المباني باتت مدمرة
وتظهر صور أرسلها أدي بن نون إلى فريق تحرير مراقبون بالخصوص بأن هذه المناطق الواقعة داخل المنطقة العازلة التي تريد إسرائيل إقامتها تضررت بشكل بالغ؟
في شرق مدينة خان يونس (انظر الصورة الموجودة أعلاه) تعرض أكثر من ثلث المباني التي يبلغ عددها 1048 مبنى واقعة في المنطقة إلى التدمير إلى غاية 17 كانون الثاني/ يناير الماضي. وهو أمر بيّن وفق ما تظهره صور الأقمار الاصطناعية التي أرسلتها شركة "بلانيت" لفريق تحرير مراقبون 24 (انظر الصورة الموجودة أسفله).
ويستهدف الجيش الإسرائيلي بالخصوص الأراضي القريبة من المدن الإسرائيلية الحدودية مع غزة. وفي المنطقة المقابلة لكيبوتس كيسوفيم حيث قتل 21 جنديا إسرائيليا في 22 كانون الثاني/ يناير الفائت، تظهر صور أرسلها أدي بن نون إلى فريق التحرير عدة مبان مدمرة.
إضافة إلى تدمير المباني، من الممكن أيضا ملاحظة أن المناطق التي كانت زراعية تعرضت للتخريب بجرافات مقاولات وهو ما تثبته الآثار الظاهرة عبر صور الأقمار الاصطناعية في 19 كانون الثاني/ يناير 2024 التي أرسلتها شركة بلانيت لفريق التحرير (انظر الصورة أسلفه).
عمليات تدمير واسعة لكامل قطاع غزة
لم تشمل عمليات التدمير التي ينفذها الجيش الإسرائيلي فقط المناطق الحدودية مع الدولة العبرية. إذ ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تعرض قطاع غزة لدمار واسع النطاق بسبب العملية البرية العسكرية الإسرائيلية. وإضافة إلى مقتل 26700 وفق أرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس، تعرض الجيب الفلسطيني إلى دمار واسع بسبب القصف والغارات.
في المجمل، باتت ما بين 49.7 إلى 61.5 من بنايات قطاع غزة "على الأرجح" متضررة أو مدمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وفق الباحثين جامون فون دين هوك وكوري شير في دراسة نشرت في 17 كانون الثاني/ يناير الفائت
وفي حوار مع راديو كندا في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، شدد جامون فون دين هوك الذي قام بتحليل صور من الأقمار الاصطناعية في عدة نزاعات حول العالم على كثرة الغارات والتدمير في غزة مقارنة بآخر الحروب في العالم؟
"كل النزاعات الأخرى التي نتحدث عنها (أوكرانيا، سوريا، اليمن) استمرت على مدى عدة أعوام. فيما أن الحرب في غزة لم يمر عليها أكثر من شهرين إلا أن نسق الغارات وحجمهما أيضا لم يسبق له مثيل".
وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من بدء الحرب، تتواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة. وإلى حدود يوم 29 كانون الثاني/ يناير الماضي، تتعرض مدينة خان يونس بالخصوص إلى قصف مكثف من الجيش الإسرائيلي.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: بيئة خبر كاذب إسرائيل الأراضي الفلسطينية قطاع غزة بيئة السابع من تشرین الأول الأقمار الاصطناعیة الجیش الإسرائیلی المبانی المدمرة ینایر الماضی فی المنطقة المختص فی أکتوبر 2023 قطاع غزة خان یونس ینایر 2024 أکثر من
إقرأ أيضاً:
بسبب المجاعة.. آثار "مدمرة ودائمة" تنتظر أطفال غزة
حذر خبراء تغذية من أن المجاعة التي يعيشها سكان غزة، وخاصة الأطفال، منذ بداية الحرب، قد تصيبهم بعاهات مستديمة، وصدمات نفسية، وأمراض خطيرة تؤثر على نمو أدمغتهم وأجسادهم.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الأحد، أنه في ظل الحصار الإسرائيلي شبه الكامل، يواجه أكثر من مليوني شخص في غزة، من بينهم نحو مليون طفل، جوعا شديدا ومتفاقما.
ووفقا للأمم المتحدة، فإن نحو واحد من كل ثلاثة أشخاص يمضي عدة أيام دون طعام، بينما تشير تقارير المستشفيات القليلة المتبقية في غزة إلى تزايد أعداد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية والمجاعة.
وتظهر الصور ومقاطع الفيديو الواردة من القطاع أطفالًا هزيلين، وقد التصقت جلودهم بعظامهم وانتفخت بطونهم، من شدة الجوع والعطش.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية، الأحد، من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، مشيرة إلى أن "الحظر المتعمد" للمساعدات أودى بحياة كثر وكان من الممكن تفاديه.
آثار "مدمرة" ودائمة
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الجوع المتفشي في غزة تظهر آثاره المدمرة على جسم الإنسان، خاصة الأطفال، وكلما كان الشخص أصغر سنا كانت الأضرار أشد.
رغم أن سكان غزة عانوا من الجوع طوال الحرب، إلا أن الأوضاع أصبحت كارثية منذ مارس عندما أنهت إسرائيل هدنة الأسابيع الستة، وعادت لفرض الحصار.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الأشخاص ينتقدون "مؤسسة غزة الإنسانية"، قائلين إنها تجبر الفلسطينيين على المخاطرة بحياتهم للحصول على المعونات.
الأطفال، أكبر المتضررين
وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، فإن حوالي 80 بالمئة من ضحايا الجوع، منذ بداية الحرب، هم الأطفال.
قال مسؤول في "أطباء بلا حدود" في بيان الخميس إن 5000 طفل عولجوا من سوء التغذية خلال أسبوعين فقط في يوليو.
وبحسب وكالة رويترز، قد تنفد الأدوية المخصصة لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في غزة، بحلول منتصف أغسطس.
ويقول الأطباء وخبراء تغذية إن الأطفال الناجين من سوء التغذية ونقصها، إلى جانب القصف المستمر، والأمراض المعدية، والصدمات النفسية التي عانوا منها في قطاع غزة، سيواجهون غالبا مشاكل صحية مدى الحياة.
فالمجاعة قد تحرمهم من القدرة على النمو الكامل عقليا وجسديا، وسيكون الكثير منهم أقصر قامة وأضعف بنية، وفقا الأطباء.
وقال الطبيب ذو الفقار بوتا، رئيس قسم صحة الطفل العالمية في مستشفى الأطفال في تورنتو: "بأبسط تعبير، عندما يتوقف النمو والتغذية، يتوقف الدماغ عن النمو".
المواليد الجدد.. خطر مضاعف
أوردت "واشنطن بوست" أن الأطفال الرضع، الذين ينجون من الحرب، سيواجهون مخاطر شديدة مرتبطة بسوء التغذية.
وقالت إن إعلان إسرائيل بأنها ستسمح للدول بإسقاط المساعدات جوّا في غزة، غير كاف لسد الحاجة، موضحة أن كل طائرة تحمل كمية أقل من تلك التي تنقلها شاحنة واحدة عبر المعبر، محذرة من أن الإسقاط الجوي للمساعدات ينطوي على مخاطر على المدنيين الموجودين في الأرض.
"مجزرة بالعرض البطيئ"
وأشار المصدر نفسه إلى أن تفشي المجاعة بين الغزيين قد يؤدي إلى الانهيار الاجتماعي، إذ سيضطر الآباء إلى اتخاذ قرارات مؤلمة بشأن من سيطعمون، وماذا سيبيعون للبقاء على قيد الحياة.
وقال أليكس دي وال، المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي في جامعة تافتس ومؤلف كتاب "المجاعة الجماعية: تاريخ ومستقبل المجاعة"، إن مظاهر المجاعة لن تتوقف، حتى ولو انتهت الحرب في القطاع.
وأضاف: "المجاعة في الحروب مثل المجزرة بالعرض البطيئ".