لجريدة عمان:
2025-05-22@18:55:07 GMT

نوافذ :لن تنتهي الإساءة

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT

[email protected]

كما يبدو من المعنى الضمني الذي يحمله العنوان؛ أن هناك مقاربة موضوعية بين أربعة أطراف رئيسية في هذا المعنى: الإساءة، الحياة، الموت، الإنسان، فهناك حالة من الاشتباك والالتحام ما بين هذه الأطراف، ولا بد أن تكون مجتمعة أيضا، فالإساءة لا يقوم بها إلا الإنسان الحي، وعندما يغيبه الموت ينتهي مشروع الإساءة، والمعضلة هنا أكثر أن الإساءة حاصلة حاصلة، حيث ليس من اليسير تجاوزها، حتى وإن حاول الفرد منا أن يتجاوزها، نعم؛ قد يخفف من وطأة تأثيرها على الطرف الآخر، ولكن أن يقضي عليها نهائيا فهذا من المستحيل، وإلا ما كان إنسان تتجاذبه مجموعة من المشاعر، والعواطف، والضعف، والقوة، والنفس اللوامة، وبالتالي فالنزوع عن الإساءة - سواء الإساءة على الآخر، أو الإساءة على النفس – يبقى من أحلام اليقظة، وسيظل الإنسان يسيء إلى نفسه، وإلى الآخرين من حوله إلى أن يغيبه الموت.

يأتي الاشتباك في هذه المسألة من باب وجود صراع أزلي بين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان والآخر، فالآخر بالنسبة للفرد قضية محورية فلا يتحرك أحدنا إلا من خلال النظر إلى الآخر، ماذا يفعل؟ ماذا يقول؟ أين يذهب؟ ماذا يأكل؟ لماذا لم يذهب؟ كيف له ذلك؟ وقس على ذلك الكثير من الأسئلة الاستنكارية التي تتقصى مختلف جوانب تحركات هذا الآخر، هل ثمة ضرورة إلى ذلك؟ الإجابة تكون نسبية، فالتطفل حالة فطرية عند كل فرد، ولا يستطيع أن يتحرر منها، لأنها من الفطرة، ولأن التطفل قائم؛ فمعنى ذلك أن الإساءة؛ هي الآخر قائمة، لأن التطفل على الآخر، هي وظيفة أخرى نقوم بها، وهي حالة استثنائية غير مدرجة ضمن الحالات الرئيسية التي يتوجب القيام بها، فماذا يهم أن أعرف عن فلان من الناس، ماذا يأكل، وإلى أين يذهب، ولماذا فعل كذا، ولم يفعل العكس؟ ولذلك كان التشديد؛ وفق النص القرآني؛ على خطورة التجسس، فمن المهم أن تسأل فلانا عن حالته الصحية؛ على سبيل المثال؛ ولكن ما الضرورة لأن تسأله عن نوع المرض الذي يعانيه، فاختزال الفهم العام وإسقاطه على الفهم الخاص للحالة الفردية هو نوع من الإساءة، لأن أحدنا لا يضمن أن يتحدث عن مرض فلان، وعن حالته المادية، وعن مواقف الخطأ التي وقع فيها، وقس على ذلك أمثلة أخرى، وهذا كله يدرج ضمن حاضنة الإساءة.

فهنا نحن؛ لا نقدم حلولا للآخر، أو مساعدات، وإنما نشتبك معه لتقصي حالات ضعفه، وفي حالات خاصة قد نستخدم هذا الاشتباك للإساءة إليه أكثر وأكثر، فيما يسمى بـ «لي الذراع» حيث نتباهى بأننا نمسك على فلان من الناس موقفا يجبره على كسر إرادته وحريته، مقابل أن لا نسيء إليه، وبالتالي؛ ففي خضم هذا النزاع الداخلي الذي نمارسه على الآخرين من حولنا، نحن نلتحم معهم شعوريا، حتى ليكاد الأمر يصل إلى مشاركتهم الكره والحزن، نفكر عنهم، ونغضب عليهم، وليس لهم، وقد ننكر عليهم سعادتهم، فأي إفراط في الإساءة أكثر من ذلك؟ هناك وجه مشرق في مختلف العلاقات مع الآخر، وهذا أمر غير منكور، ولكن لأن وجه الإساءة ثقيل ومؤلم على النفس، فإنه يتبادر على وجه العلاقات على أنه الأكثر اكتساحا من ضده، وكما قال أبو الطيب المتنبي: «والضد يظهر حسنه الضد؛ وبضدها تتميز الأشياء» فالحسن دائما مشوق، ومرغوب فيه، ولأنه بهذا الموضع المرحب به، فإنه سريعا ما يتلاشى؛ حيث تظل النفس تنزع إلى تكراره، والشوق إليه.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

إدانة 5 أشخاص بتهمة الإساءة إلى فينيسيوس

مدريد (رويترز)

أخبار ذات صلة القيمة السوقية.. «البريميرليج» يتصدر و«التشامبيونشيب» يتفوق على «السعودي» أول حكم قضائي في إسبانيا يدين الإهانات العنصرية في الملاعب


قالت رابطة الدوري الإسباني: إن خمسة أشخاص صدرت بحقهم أحكام بالسجن بتهمة الإساءة العنصرية لمهاجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور، خلال إحدى المباريات، في أول حكم تاريخي في إسبانيا يدين الإهانات العنصرية في ملاعب كرة القدم، باعتبارها جرائم كراهية.
وفي ديسمبر 2022، تعرض الدولي البرازيلي، على ما يبدو، لإساءة في فوز ريال مدريد 2-صفر خارج ملعبه على ريال بلد الوليد أثناء مروره بين المشجعين، بعد استبداله في ملعب خوسيه زوريا.
وقضت محكمة في بلد الوليد بسجن خمسة أشخاص لمدة عام، ووقعت عليهم غرامات تتراوح بين 1080 يورو «1226.12 دولاراً» و1620 يورو.
وتم تعليق عقوبة السجن، بشرط عدم ارتكابهم أي مخالفة في السنوات الثلاث المقبلة، مع عدم السماح لهم بحضور أي مباراة في نفس الفترة.
وقالت رابطة الدوري الإسباني في بيان: «بفضل جهود رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم التي تقدمت بالشكوى، وتصرفت في البداية كجهة ادعاء خاصة، وانضم إليها لاحقاً اللاعب فينيسيوس وريال مدريد، وكذلك مكتب المدعي العام، ظهر هذا الحكم التاريخي للنور».
وأضافت: «يمثل هذا الحكم علامة فارقة لا سابق لها في جهود مكافحة العنصرية في الرياضة في إسبانيا».
وتابعت: «حقيقة، أن هذا الحكم يشير صراحة إلى جرائم الكراهية المرتبطة بالإهانات العنصرية، يبعث رسالة مفادها أن التعصب لا مكان له في كرة القدم». 

مقالات مشابهة

  • الاختلاف وثقافة الحوار مع الآخر
  • السجيني: مشروع قانون العلاقة بين المالك والمستأجر لا ينحاز لطرف دون الآخر
  • خطر روبلوكس.. منصة ألعاب أم مصيدة للأطفال؟| تقرير
  • حكم تاريخي بسجن 5 مشجعين بتهمة الإساءة لفينيسيوس
  • الأول من نوعه.. حكم بسجن وتغريم 5 أشخاص بسبب الإساءة العنصرية لفينيسيوس
  • إدانة 5 أشخاص بتهمة الإساءة إلى فينيسيوس
  • حقوق الإنسان في البصرة: أكثر من (40%) نسبة الفقر في المحافظة
  • تحول تاريخي في قلب إسطنبول.. إليك الصور
  • شبانة عن بيان أسرة عبد الحليم: البيان كان توضيحي ولا نقصد الإساءة لها
  • سيارة عبرت للاتجاه الآخر.. حادث مروع على كوبري جسر السويس بالقاهرة| صور