برغم التطور.. الذكاء الاصطناعي يواجه المستحيل في سوق العمل
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
أصبح تأثير الذكاء الإصطناعي في سوق العمل قويا بمثابة حقيقة لا يمكن إنكارها أو تجاوز بعض تفاصيلها وحتى تلك الدقيقة منها، حيث يخشى جزء ضخم من العاملين في جميع أنحاء العالم من أن تحل هذه التكنولوجيا مكانهم، فالمخاوف من سيطرة الروبوتات على وظائف البشر تكررت بشكل كثيف في الأشهر الأخيرة، بعد ظهور الذكاء الإصطناعي التوليدي وهو الجيل الأحدث من هذه التكنولوجيا والذي احتل العناوين الرئيسية في 2023.
وبينما يتعمق العالم في هذا الموضوع المهم ويحاول استكشاف المشهد المستقبلي الوشيك لتأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على التوظيف البشري في سوق العمل، برزت في الساعات الأخيرة، دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، قدم من خلالها وجهة نظر مطمئنة للبشر، الخائفين من توسع نفوذ الآلة في سوق الوظائف، والتي تناولت نقاط هامة للغاية إليكم أهمها.
توظيف البشر أقل تكلفةمن استمع في 2023 إلى المسؤولين التنفيذيين في وادي السيليكون وهم يتحدثون عن القدرات التي باتت تتمتع بها أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة، قد يعتقد أن الإجابة عن سؤال، "هل يمكن للآلة أن تحل مكان البشر في الوظائف؟" هي حتماً "نعم، وقريباً جداً"، ولكن دراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المؤلفة من 45 صفحة، تحت عنوان "ما بعد ظهور الذكاء الاصطناعي"، أكدت أن التخوف من الدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي، في إعادة تشكيل عالم العمل مبالغ فيه، وأن هذه التكنولوجيا، لا يمكنها أن تحل محل غالبية الوظائف، بطرق فعالة من حيث التكلفة في الوقت الحاضر، فتوظيف البشر أقل تكلفة بكثير من توظيف الذكاء الاصطناعي وذلك في الغالبية العظمى من الأعمال.
وتقول الدراسة التي أشرف عليها خمسة باحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والمتعلقة بسوق العمل في أميركا، إنه من الناحية العملية، فمعظم الوظائف حاليا مكلفة للغاية، في حال تمت أتمتها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبالتالي فإن نسبة التكلفة إلى الفائدة، تكون أكثر ملاءمة عند توظيف البشر، مشيرة إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي ليحل محل البشر حاليا بمثابة أمر مربح فقط في عدد قليل من القطاعات وقليل جدا، مثل البيع بالتجزئة والنقل والتخزين والرعاية الصحية.
تطبيق قواعد وأساسات الذكاء الاصطناعي تستغرق عقودا طويلةوبحسب دراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإنه في الوقت الحالي، يمكن إتمام 3 بالمئة فقط من المهام الوظيفية بكفاءة من ناحية الكلفة، لكن هذه النسبة قد ترتفع إلى 40 بالمئة بحلول عام 2030 إذا انخفضت التكاليف التشغيلية وتحسنت دقة الذكاء الاصطناعي.
ومن المثير أن الباحثين وجدوا أن ما يوازي 23 بالمئة فقط من أجور العمال، يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي بشكل فعال من حيث التكلفة، فحتى مع انخفاض تكلفة تشغيل هذه التكنولوجيا في السنوات المقبلة، فإن تحول الذكاء الاصطناعي لأداة فعالة اقتصاديا للشركات سيستغرق عقودا. كما أشارت الدراسة إلى أنه حتى مع انخفاض التكلفة السنوية، لتشغيل الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2042، ستظل هناك مهام يكون للعمل البشري فيها الأفضلية من حيث الكلفة الأقل.
اقرأ ايضاًوتأتي النتائج "المستغربة" لهذه الدراسة مباشرة بعد أيام من تحذير صندوق النقد الدولي من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على قرابة 40 بالمئة من الوظائف حول العالم، داعيا صناع السياسات إلى الموازنة بعناية بين إمكانات الذكاء الاصطناعي وتداعياته السلبية، في حين ركزت العديد من المناقشات التي شهدها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لعام 2024، على تأثير الذكاء الاصطناعي في سوق العمل والقوى العاملة.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الذكاء الإصطناعي الذكاء الإصطناعي الصيني تقنيات الذكاء الاصطناعي مؤتمر دافوس الروبوتات معهد ماساتشوستس للتکنولوجیا الذکاء الاصطناعی هذه التکنولوجیا فی سوق العمل
إقرأ أيضاً:
هل يصبح الخليج قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي؟
تنافس دول الخليج الغنية بالطاقة على أن تصبح مراكز للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي المُستهلكة للكهرباء، مُراهنةً على هذه التكنولوجيا لتشغيل كل شيء من التنويع الاقتصادي إلى الخدمات الحكومية، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وحسب تقرير للصحيفة، فقد أبرزت الصفقات التي كُشف عنها خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة الشهر الماضي، تطلعات السعودية والإمارات إلى أن تُصبحا قوتين عظميين في مجال الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أوبك بلس تزيد إنتاج النفط في يوليو 411 ألف برميل يومياlist 2 of 2خسائر اقتصادية واستياء شعبي جراء أزمة الكهرباء في إيرانend of listيشمل ذلك شراكة بين شركة إنفيديا العملاقة للرقائق الإلكترونية وشركة هومين، وهي مجموعة ذكاء اصطناعي حديثة التأسيس ومدعومة من الحكومة السعودية، ولديها خطط طموحة لإطلاق صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار وتأمين استثمارات من شركات التكنولوجيا الأميركية.
وأعلنت أبوظبي مجموعة ضخمة من مراكز البيانات لشركة أوبن إيه آي وشركات أميركية أخرى كجزء من مشروعها (ستارغيت)، وتستثمر الإمارة، التي تُدير 1.7 تريليون دولار من صناديق الثروة السيادية، مليارات الدولارات من خلال صندوق الذكاء الاصطناعي إم جي إكس MGX، وتفتتح جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي التابعة لها مركزًا في وادي السيليكون.
إعلانونقلت الصحيفة عن الزميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، سام وينتر ليفي "إن دول الخليج تمتلك رأس المال والطاقة والإرادة السياسية"، مضيفًا: "الشيء الوحيد الذي لم تكن تمتلكه هذه الدول هو الرقاقات والأشخاص ذوي المواهب. والآن [بعد زيارة ترامب] قد تمتلك الرقاقات".
ويحذر الخبراء من أن طموحات المنطقة الواسعة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تواجه تحديات، إذ يفتقر كلا البلدين إلى القوى العاملة الماهرة التي تمتلكها وادي السيليكون أو شنغهاي، كما أن مخرجات البحث العلمي متأخرة عن دول أخرى.
وتستثمر السعودية والإمارات في الذكاء الاصطناعي، وتعتمدان على التكنولوجيا سريعة التطور لمساعدتهما على تعزيز التنوع الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على عائدات الوقود الأحفوري المتقلبة.
ويرغب البلدان في استضافة مراكز البيانات الضخمة اللازمة لتدريب وتشغيل نماذج ذكاء اصطناعي قوية، وتخطط شركة هيومين Humain لبناء "مصانع ذكاء اصطناعي" مدعومة بمئات الآلاف من رقاقات إنفيديا Nvidia على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وتعهدت شركة إيه إم دي AMD، الأميركية الصانعة للرقائق، بتوفير الرقائق والبرمجيات لمراكز البيانات "الممتدة من السعودية إلى الولايات المتحدة" في مشروع بقيمة 10 مليارات دولار.
وفي حين أن مزودي مراكز البيانات التي تُصدر الحرارة عادةً ما يختارون المناطق الأكثر برودة، وترى دول الخليج أن وفرة الأراضي والطاقة الرخيصة تُغني عن درجات حرارة الصيف الحارقة.
ضعف الشركات الرائدةوعلى الرغم من كل طموحاتها، لا تمتلك دول الخليج شركة رائدة تُطور نماذج ذكاء اصطناعي، مثل أوبن إيه آي OpenAI، أو ديب سيك DeepSeek الصينية، أو ميسترال Mistral الفرنسية، كما تفتقر إلى تركيز عالٍ من المواهب البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقًا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
إعلانولجذب أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، تجتذب دول الخليج شركات وباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي من الخارج بضرائب منخفضة و"تأشيرات ذهبية" طويلة الأجل ولوائح تنظيمية متساهلة.
تُظهر البيانات التي جمعتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من شبكة لينكدإن للوظائف، أن ثالث أعلى مستوى لهجرة الأشخاص ذوي مهارات الذكاء الاصطناعي بين عامي 2019 و2024 كان إلى الإمارات، إذ جاءت الدولة الخليجية بعد دول أخرى منخفضة الضرائب مثل لوكسمبورغ وقبرص.
وتسعى دول الخليج إلى إقامة شراكات مع جهات غربية لتعزيز تطلعاتها التكنولوجية، وقد أعلنت مجموعة الذكاء الاصطناعي الإماراتية جي 42 – G42 الأسبوع الماضي عن شراكتها مع شركة ميسترال لتطوير منصات وبنية تحتية للذكاء الاصطناعي. كما أقامت شراكة مع شركة صناعة الرقائق الأميركية Cerebras، التي تدير أجهزة الكمبيوتر العملاقة الخاصة بها، وفي العام الماضي، استعانت بشركة مايكروسوفت، التي استثمرت 1.5 مليار دولار لشراء حصة أقلية.
التحدي الصينيويحذر خبراء أميركيون من تسرب التكنولوجيا الأميركية إلى الصين، ويبدو كثيرون في المؤسسة الأمنية الأميركية قلقين بشأن العلاقات مع دول الخليج في حال أصبحت منافسًا للذكاء الاصطناعي.
ونقلت الصحيفة عن كبير مستشاري تحليل التكنولوجيا في مؤسسة راند، جيمي غودريتش: "يكمن القلق في أن تلجأ [دول الخليج]، في سعيها للتنافسية، إلى اختصار الطريق واستخدام كثير من العمالة الصينية أو حتى الشركات الصينية.. هذا يفتح الباب أمام مخاطر أمنية".
وأضاف أن الشركات الصينية قد تلجأ إلى الالتفاف على القيود المفروضة على التكنولوجيا الأميركية.