الشهيد القائد.. فريضة الاتباع للقرآن الكريم وإقامة الدين
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
كان متميزاً عن غيره ولا يزال بتمحوره حول القرآن الكريم في دروسه ومحاضراته وأعماله ومواقفه ودعوته وتوصياته ونصائحه ومسيرته الجهادية، كان يرى ويعتقد أن من أبرز الأسباب التي أوصلت الأمة العربية والإسلامية إلى ما هي فيه من ضعف وذلة وهوان هو المذهبية والطائفية والعقائد الباطلة والثقافات المغلوطة والابتعاد عن القرآن الكريم وعدم الاتباع له كما أمر الله تعالى، لم يكن يملك مشروعاً فكرياً مذهبياً ولا فئوياً ولا طائفياً ولا قومياً ولا شخصياً وإنما كان يدعو إلى أهمية وضرورة اتباع القرآن الكريم باعتبار الاتباع للقرآن فريضة أمر الله تعالى بها {اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم} {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه}، لهذا كانت ثقافته ومسيرته قرآنية، كان يدعو إلى إقامة دين الإسلام والابتعاد عن التفرق الطائفي والمذهبي مؤكداً أن المذهبية تعد أبرز أسباب شتات الأمة وضعفها وكان يؤكد على أن إقامة الدين الإسلامي كما هو بدون زيادة أو نقصان ولا تفرق كما أمر الله تعالى بقوله {أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} هو الحل والمخرج للأمة في دنياها وآخرتها لهذا كان حنيفاً مسلماً.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله ورحمته عليه لم يكن لديه مشروع سياسي ولا حزبي ولا فكري ولا فئوي فهو كان يؤمن ويعتقد أن القرآن الكريم هو الدستور والمنهج الإلهي الذي يشمل كل قوانين الله تعالى وسننه وتوجيهاته وأوامره للبشرية بشكل عام وليس فقط للعرب والمسلمين لهذا كان يعتبر أن القرآن الكريم هو المنهج الإلهي الشامل للأمة، والمطلوب هو الاتباع العملي الجاد للقرآن وتجسيد آياته وسوره في واقع النفوس وفي واقع الحياة قولاً وعملا ليترتب على أساس ذلك تغييراً جذرياً لواقع الأمة من الضعف إلى القوة ومن الجهل إلى المعرفة ومن الذل والهوان إلى العزة والكرامة ومن الفقر والجوع والمرض إلى التنمية والبناء والاكتفاء، لهذا كان يقول إن ما يتضمنه القرآن الكريم من هدى ونور وبصائر وأحكام وتشريعات فيه الكفاية بل وفوق الكفاية لانتشال الأمة مما هي فيه والارتقاء بها إلى حيث يريد الله لها في الدنيا وإلى ما فيه نجاتها وفوزها في الآخرة.
اتباع القرآن الكريم وإقامة الدين الإسلامي بدون مذهبية ولا طائفية وفق ما أمر الله في القرآن، على هذا الأساس تحرك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، ولهذا دعا وله سعى لهذا كانت ثقافته ومسيرته قرآنية جامعة وشاملة ليس لها حدود جغرافية ولا اجتماعية خالية من المناطقية والعنصرية والطائفية والحزبية ومن كل عوامل التفرق والشتات والضعف والهوان ولا تزال محاضراته ودروسه المشحونة بالأدلة القرآنية حاضرة تدعو إلى توحيد الصف ونبذ الفرقة والاستجابة لله تعالى والاعتماد عليه والتحرك على أساس هديه وإقامة دينه وإصلاح النفوس وإصلاح الواقع من منطلق تفعيل مبدأ وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير وإقامة العدل في أوساط المجتمع المسلم ومن ثم التحرك الجهادي في سبيل الله في مواجهة الطواغيت والمستكبرين وفي مقدمتهم الأمريكان والصهاينة وأعلن ذلك بكل ثقة وعزة وقوة وبذل نفسه في سبيل الله وفي سبيل تحقيق ذلك ولأنه مضى على صراط الله المستقيم بقيت مسيرته تشق طريقها بنفس العنفوان رغم كل طغيان الأعداء.
كان من أبرز وأهم ما قاله وتحدث عنه ودعا إليه الشهيد القائد بالنسبة لاتباع القرآن وإقامة الدين هو (إن من لا يتقون الله في تفريطهم في اتباع القرآن ما أبعدهم عن رحمته، نحن في هذه الحياة ليس بين أيدينا سوى القرآن الكريم هو ما يمكن من خلاله أن تتحقق لنا الرحمة من الله سبحانه وتعالى، ولا خيار عن اتباع القرآن الكريم) وكان يقول (أنا شخصيا لا أجتهد، لا أمارس عملية الاجتهاد إطلاقاً)، ليؤكد بذلك أن الاتباع للقرآن فريضة وهي الحل وانه كان متبع للقرآن الكريم امتثالا لقول الله تعالى { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ } لهذا يقول الشهيد القائد (نحن نظرتنا إلى أنه يجب علينا جميعاً أن نرجع إلى القرآن الكريم ونقيِّم ما لدينا جميعاً ولدينا أخطاء، كلنا لدينا أخطاء شيعة وسنة بمختلف طوائفهم لدينا أخطاء كلها ناشئة عن أننا ابتعدنا عن القرآن الكريم، إذاً فلنرجع إليه ولا تحاول أن تفكر أن تؤقلم القرآن معك وتقول للسني يتحول إلى عنوان آخر إنما نرجع إلى ماذا؟ مسلمين لله هذا العنوان الرئيسي نرجع إلى أن نحمل عنوان مسلمين).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بصيرة الحسين عليه السلام في كلمة السيد القائد .. مسؤوليتنا لا تقبل التراجع
في رحاب ذكرى عاشوراء، ذكرى مظلومية الإمام الحسين عليه السلام واستشهاده في كربلاء، يقف المؤمنون في كل زمان ومكان وقفة استلهام وتزود من مدرسة الصبر والثبات، مدرسة التوحيد والكرامة، مدرسة التضحيات الخالدة التي مثلها سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام.
يمانيون / تحليل / خاص
وفي هذا السياق، تأتي كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) في هذه المناسبة العظيمة بوعيٍ قرآني، وتُجدّد بها مفاهيم الحق في وجه الباطل، والإيمان في وجه الطغيان، وتربط الماضي الثوري الحسيني بالواقع الثوري المقاوم المعاصر، مؤكداً أن عاشوراء ليست تاريخاً يُروى، بل موقفاً يُحتذى، ومسؤولية تُحمل، وجبهة تُواجه فيها قوى الظلم في هذا العصر، وعلى رأسها أمريكا والكيان الصهيوني ،
كلمة السيد القائد .. دروس زاخرة بالمعاني والدلالات الإيمانيةعاشوراء كقضية مستمرة لا ذكرى عابرة
شدد السيد القائد على أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ليس مجرد طقس عاطفي، بل موقف مبدئي يتصل بجوهر الإسلام وروحه المقاوِمة ، الإمام الحسين هو “صاحب قضية”، وقضيته هي الإسلام الحقيقي، الإسلام الذي يُقاوم الظلم ولا يخضع له ، بالتالي، فإن إحياء عاشوراء هو مواساة لرسول الله ﷺ، وتجديد للولاء لمبادئ الإسلام الأصيل.
الإسلام الحسيني مقابل الإسلام المحرّفأشار السيد القائد يحفظه الله إلى أن الحسين عليه السلام قاتل من أجل الإسلام الذي يصنع السلام لا الاستسلام، مما يفضح مشاريع تزييف الإسلام التي تبرر الخضوع للطغاة ، دعا إلى التمييز بين الإسلام الحقيقي و”الإسلام الأمريكي” الذي يخدم الاستكبار.
مسؤولية الأمة في وجه الطغيانأكد حفظه الله أن ما يفعله العدو الصهيوني والأمريكي في فلسطين وغيرها من البلدان من إبادة وفساد، يُلزم الأمة بـتحمل المسؤولية الإيمانية والجهادية ، مقاومة الطغيان ليست خياراً سياسياً، بل واجب ديني، والخنوع للطغاة هو خسارة في الدنيا والآخرة.
الثقة بوعد الله والنصررغم التحديات والصعوبات، فإن النصر وعد إلهي لعباده المؤمنين، وهذا يبعث برسالة أمل وثقة لكل الأحرار،
المشروع القرآني الذي يتبناه أنصار الله يستمد شرعيته وقوته من هذا الوعد الإلهي، لا من حسابات مادية أو آنية.
نماذج حية للصمود والمقاومةاستشهد السيد القائد بنماذج بارزة في الواقع المعاصر ( غزة في صمودها ، لبنان في ثباته ، إيران في دعمها للمقاومة، العراق في حراكه المقاوم ،واليمن في نهضته القرآنية المباركة) ، هذه النماذج تمثل الامتداد العملي لمسيرة الإمام الحسين، وتُجسد روح عاشوراء.
مشروع قرآني شاملشدد السيد القائد على أن الانطلاقة ليست فئوية أو مذهبية، بل هي إيمانية قرآنية عالمية ، تتمحور حول التمسك بالقرآن الكريم ، وحمل راية الإسلام الأصيل ، والتحرك في سبيل الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
عاشوراء موقف وليست طقساًالسيد القائد أوضح أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام هو مواساة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وامتداد لموقع الهداية، لا مجرد إحياء شعائري أو بكائي. إنها قضية مستمرة تحمل معاني الوعي والثبات، والتصدي للظالمين، والسير على خطى أهل البيت في مقارعة الطغيان.
رفض الطاعة للطغاة والخنوع للمستكبريناعتبر السيد القائد أن الطاعة لأمريكا و”إسرائيل” تعني الذل والخسارة في الدنيا والآخرة، بينما الموقف الحر المقاوم مهما بلغت كلفته هو خيار العزة والنجاة والتمكين، وهو خيار لا رجعة عنه.
الثقة بوعد الله والانطلاق القرآنيأكّد أن مشروع أنصار الله هو مشروع قرآني إيماني يقوم على الثقة بوعد الله بالنصر، لا على التبعية ولا على التفاهم مع المستكبرين. وأوضح أن التمسك بالقرآن، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي ركائز هذا المشروع المبارك.
موقف ثابت في نصرة فلسطين ومحور المقاومةوجّه السيد القائد تأكيداً واضحاً على الثبات في نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف بوجه المشروع الصهيوني، مشيراً إلى أن ما يتعرض له محور المقاومة من حملات إعلامية وضغوط سياسية لا يثنيه عن موقفه، لأن هذا هو الخيار الحاسم الذي لا رجعة عنه.
دروس عاشوراء في وجه الاستكباركلمة السيد القائد في هذه المناسبة العظيمة تُجسّد المعنى الأعمق لعاشوراء، وتجعل من كل مؤمن حسيني مشروع مقاومة، ومن كل موقف إيماني خطوة على طريق التمكين.
وهي دعوة مفتوحة إلى أحرار الأمة أن يكونوا كما أرادهم الحسين عليه السلام: “أحرارًا في دنياهم”، وأن لا يقبلوا بالضيم والخنوع، وأن يحملوا راية الإسلام الأصيل في مواجهة الطغيان الحديث ، والتمسك بالحق، والتضحية من أجله، حتى لو كان الثمن غالياً، لأن النتيجة هي الكرامة والنصر والعزة .