نجوم عرب يرصعون سماء الكويت في “هلا فبراير”
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
متابعة بتجــرد: تظاهرة احتفالية كبرى تشهدها الكويت في ذكرى العيد الوطني لاستقلالها يحيها ألمع الفنانون العرب في عالم الموسيقى والطرب حملت اسم “هلا فبراير” انطلقت مع أول حفل غنائي أحياه فنان العرب محمد عبده ترعاه شركة روتانا للإنتاج الموسيقي.
أضحى مهرجان “هلا فبراير” تقليدا وطنيا سنويا يضيء سماء الكويت بأنوار المبدعين الكويتيين والعرب وهم يقدمون أحدث ما أبدعوه في الارتقاء بذوق الجمهور العربي الذي اعتاد انتظار هذا الحدث الفني في عيد الكويت الوطني.
وقال المطرب السعودي محمد عبده أن هلا فبراير 2024 كان له طعم آخر بعث في نفسه السعادة مع تولي الشيخ مشعل الأحمد مقاليد الحكم، وان فرحته لا توصف وهو يقف أمام الجمهور الكويتي في عيدي الاستقلال الوطني والتحرير كما اعتاد سنويا، حاملا جديده الغنائي الأغنية الوطنية “باركي ياكويت” مفتتحا بها حفلته الغنائية.
باقة غنائية قدمها محمد عبده من رصيده الغنائي الكبير، تفاعل معها الجمهور العربي والكويتي الذي رافقه في أدائها، فطالما اعتاد سماعها بشغف على مدى سنوات طوال.
تعيش “ليالي فبراير” في ذاكرة الكويت بتذوقها للقنون دون نسيان في أيامها المتتالية، وتتذكر نشوة الغناء بصوت المطرب الكويتي مطرف المطرف في ليلة الحفل الثانية بأغنيته الوطنية “ذرى الكويت”.
وتقاسمت الفنانة نوال الكويتية حفل الليلة الثانية مع المطرب مطرف المطرف والتقت مع جمهورها الكويتي والعربي بأغانيها التي اعتادوا سماعها بشغف، وتفاعلوا مع أغنيتها الوطنية الجديدة “بلادي”.
أعاد ألقنان ماجد المهندس الذي اعتاد العيش على شواطي الخليج الدافئة نكهة الغناء الطربي العراقي الممزوج بإيقاع خليجي إلى أسماع الجمهور الكويتي المتذوق لألوانه الغنائية بروح من التلاقي والتكامل بين الشعبين العراقي والكويتي.
تألق المهندس باغنية “ناقصك شيء” ثم اغنية “يهزك الشوق” و اضاف اغنية “جمالك” التي أهداها لدولة الكويت.
حفلة النجمة انغام التي اقيمت يوم 8 فبراير/شباك حققت تفاعلا كبيرا وصل إلى مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد تقديم أغنيتها الخليجية الناجحة “لا تهجى في كفوفي” وباقة متنوعة من أغانيها المحببة لدى الجمهور.
جاءت حفلة أنغام بمشاركة المطرب اليمني فؤاد عبد لواحد، القريب بأغانيه من ذوق الجمهور الخليجي المستأنس بسماع الغناء اليمني.
وانتظر جمهور”هلا فبراير” حفلات المطربة السورية أصالة نصري المعروفة بحبها للجمهور الكويتي إلى جانب النجم المصري أحمد سعد الذي حقق في السنوات الأخيرة الكثير من النجاحات الفنية.
وتضيف حفلة النجمين أصالة وأحمد سعد نكهة خاصة يتذوقها الجمهور حيث سيقفان على مسرح الكويت في عيد الحب الموافق 14 فبراير/شباط 2024 .
وأفردت “ليالي فبراير” مساحة للأغنية الفلسطينية الملتزمة في حفل غنائي خاص تحييه الفنانة العازفة والملحنة ناي البرغوثي بعنوان “راجعين” بصبحة فرقة موسيقية يقودها الفنان د.خالد نوري في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
ومع اقتراب “ليالي فبراير” من اختتام سهراتها الفنية يعود في 15 فبراير/شباط الفنان نبيل شعيل إلى جمهوره الكويتي بأغانيه التي لا تخلو من المفاجآت في حفل مشترك مع فرقة ميامي.
“هلا فبراير” الذي اعتاد الجمهور العربي على التفاعل معه عاما بعد عام، يبقى مفتوحا في أجواء أدبية وثقافية وشعرية بعد اختتام الليالي الغنائية في حفل فني يحييه الفنان الكويتي عبدالله الرويشد برعاية روتانا الحاضرة من أجل إغناء المكتبة الموسيقية العربية.
يهزكم الشوق ؟ ❤️❤️❤️
اسمع الجواب من جمهور صوت الحب ????
حفلات #فبراير_الكويت 2024 ????????#ماجد_المهندس_في_الكويت @majidalmohandis @AlMullaExchange @dagla_kuwait
pic.twitter.com/ClLMQMAdgM
المصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
الغرب يُسلّح “إسرائيل” ويُرسل الطحين ببطاقات عبور
في عالم باتت فيه الكلمة تُصاغ بمداد القوة، لا بالحقيقة، تتحول الكارثة الإنسانية في غزة إلى مشهد رمزي يكشف زيف النظام الدولي، وانهيار القيم التي طالما تباهى بها الغرب: حقوق الإنسان، القانون الدولي، العدالة. إذ بينما تمطر الطائرات «الإسرائيلية»، بدعم عسكري أميركي وأوروبي سافر، أحياء غزة بالصواريخ، تُرسل بعض الدول الغربية -بمنتهى النفاق- شاحنات طحين عبر مؤسسات دولية، محكومة ببطاقات عبور، إلى أولئك الذين نجوا من المجازر إلى حين.
إنّ المعضلة هنا ليست فقط في التواطؤ، بل في التأسيس لمنظومة إبادة جديدة، لا تتجلى فقط في أدوات القتل، بل في أدوات «المساعدة». لقد تحوّل الطحين إلى أداة سياسية بامتياز، يُوزّع بحذر شديد، ويُقرَّر من يستحقه ومن يُترك للجوع، كل ذلك تحت شعارات «العمل الإنساني»، في الوقت الذي تتكدّس فيه مخازن الأسلحة الأميركية في قلب فلسطين المحتلة، ويُمرَّر الدعم العسكري تحت بند «الدفاع المشروع عن النفس».
التجويع.. من الإبادة الصامتة إلى أداة الضبط الجيوسياسي
منذ بداية الحرب على غزة، كان من الواضح أنّ «إسرائيل» لا تستهدف المقاومة الفلسطينية فحسب، بل تخوض حربًا شاملة على المجتمع الفلسطيني، بكل مكوّناته. والغرب، بدلاً من أن يلجم هذا السعار الدموي، يزوده بكل ما يحتاجه للاستمرار: الغطاء السياسي، الدعم المالي، والمعدّات العسكرية.
لكنّ أخطر ما في هذا المشهد، هو «إدارة التجويع» بوصفها شكلاً متقدماً من الحرب النفسية والاجتماعية. لم تعد المجازر وحدها كافية لتروي عطش «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية»، بل بات المطلوب تفكيك بنية المجتمع الفلسطيني بالكامل، عبر إيصاله إلى حافة الانهيار البيولوجي، ثم تقديم فتات المعونة بوصفه منّة دولية مشروطة.
في هذا السياق، لم تعد المساعدات تُرسل لرفع المجاعة، بل لضبطها. يُراد للموت ألا يكون شاملًا، بل انتقائيًا، منظّمًا، يمكن التحكم بإيقاعه ومساحته، بحيث يُبقي على غزة على قيد الحياة، بالكاد.
الطحين المشروط.. »الهولوكوست المدني« بنسخة ناعمة
حين يُمنح الفلسطيني في غزة كيس طحين فقط بعد أن يتعرض لإذلال مرير، ويُطلب منه السير لكيلومترات ما بين الركام، وتحت تهديد القنص، للوصول إلى مركز توزيع تسيطر عليه «إسرائيل» أمنياً، فهذا ليس «إغاثة»، بل نموذج دقيق لـ»الهولوكوست المدني» بنسخته الحديثة: لا غرف غاز، بل حفر رملية (الجورة) يُنتظر فيها «إذن الحياة».
هذا النموذج يُدار تحت شعار الإنسانية. ولكن أيّ إنسانية تلك التي تُرشد طائرات الاستطلاع الغربية، والطائرات «الإسرائيلية»، جموع الجياع نحو مركز الإعدام؟ وأي عدالة حين يُستشهد العشرات أثناء انتظارهم للغذاء، بينما لا يُحاسب أحد؟
إنّ ما يُسمّى بـ»الإنزال الجوي للمساعدات» ليس سوى صورة فاقعة من صور التواطؤ بين آلة القتل «الإسرائيلية» والهيئات الدولية التي ارتضت أن تتحوّل من أدوات إنقاذ إلى أدوات تلميع. فالاحتلال، الذي أغلق المعابر، ودمّر البنية التحتية الصحية، وجرّد مليونَي إنسان من شروط الحياة الأساسية، يدّعي فجأةً أن له دورًا «إنسانيًا» في إسقاط عُلب غذاء من السماء. هذا الفعل، بحد ذاته، يُعيد إنتاج منطق الاستعمار الخيري: الجلّاد يلبس قناع المُنقذ، في الوقت الذي يُمسك فيه بخنجر الحصار في يده الأخرى. لا يكفي أن نُدين محدودية المساعدات أو انعدام فعاليتها، بل علينا أن نُفكك بنيتها السياسية، لأنها لم تأتِ خارج سياق الإبادة، بل كجزء منها. فهي لا تعالج الجوع، بل تُديره. لا تنهي الحصار، بل تُعطيه شكلاً مقبولًا في أعين المتفرجين. إنها ليست خطّة طوارئ، بل سياسة ممنهجة لإبقاء القطاع تحت السقف الأدنى للحياة، بما يسمح باستمرار المشروع الاستيطاني دون حرج أخلاقي أمام الكاميرات.
الغرب الرسمي.. ديمقراطيات تموّل المجازر وتكتب بيانات إنسانية
الدول الغربية تعرف، بكل تفاصيلها، ما يجري في غزة. ليس لأنّ الفلسطينيين أو الإعلام المستقل يبلّغونهم، بل لأنّ طائراتهم وجنرالاتهم وخبراء أمنهم موجودون في الميدان. هم لا يجهلون الإبادة، بل يديرونها.
وحين تصدر بيانات من الاتحاد الأوروبي تدعو إلى «تحسين الوضع الإنساني» في غزة، أو تُفرض عقوبات شكلية على وزراء من أمثال بن غفير وسموتريتش، فإنّ الغرض ليس وقف الجريمة، بل التخفيف من ثقلها الأخلاقي على الرأي العام الغربي، الذي قد يستفيق للحظة. لكنّ هذه العقوبات، كما في العراق سابقًا، لا تُفرض على الدولة المعتدية، بل على هوامشها، ولا تمسّ جوهر المشروع: التجويع المُمنهج كسلاح شرعي.
وفي المحصلة، يُعاد تعريف القانون الدولي ليخدم بنية الهيمنة: ما يُعدّ «جريمة حرب» في أوكرانيا، يُصبح «تكتيكًا عسكريًا مشروعًا» في غزة. أما محكمة العدل الدولية، فتبقى أداة انتقائية لا تصمد أمام «الفيتو الأخلاقي» الأميركي.
الغذاء كسلاح استعماري.. التاريخ يعيد إنتاج نفسه
ليس ما يجري في غزة استثناءً، بل استمرارٌ لنمطٍ إمبريالي مألوف، حيث يُستبدل القصف بالتجويع، وتُغلف الإبادة بورقٍ إنساني مصقول. لقد فعلها الغرب والأمريكيون من قبل في العراق، حين أُخضِعَ شعبٌ بأكمله لحصارٍ دمّر البنية التحتية الصحية والتعليمية، وقُدّرت آثاره بمقتل نصف مليون طفل، وهو رقمٌ وصفته وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت آنذاك بأنه «ثمنٌ مستحق». وفي السودان، جُعل الغذاء مشروطًا بالولاء السياسي، وغُذّيت الانقسامات الداخلية عبر تجويف المجتمعات من الداخل. في كل مرة، يظهر الغرب كمن «يحاول المساعدة»، بينما يُبقي يده على صمّام الحياة، يفتحه ويُغلقه حسب مصالحه الجيوسياسية. فالتجويع ليس خللًا طارئًا، بل أداة متعمدة لإخضاع الشعوب وتفكيك قدرتها على الصمود والمقاومة.
الصمت العربي.. تواطؤ يشرعن الجريمة
وفي مواجهة هذا المشروع، تبدو الأنظمة العربية -خصوصًا الدول ذات الوزن الجغرافي كالسعودية ومصر والأردن- عاجزة أو متواطئة. القرارات الصادرة عن القمم الإسلامية والعربية بقيت حبرًا على ورق. لماذا؟ لأنّ المعضلة ليست في عدم القدرة على إرسال المساعدات، بل في الخوف من كسر التوازنات التي تُبقي هذه الأنظمة آمنة تحت المظلة الأميركية.
إنّ المساعدات تكدّست على الجانب المصري من الحدود، لا لأنّ مصر غير قادرة على إدخالها، بل لأنها لا تملك الإرادة السياسية لمواجهة ما يُعتبر «الخط الأحمر الإسرائيلي-الأميركي». وهذا الصمت، أخطر من القصف، فهو يمنح الإبادة شرعية عربية، يُوظّفها الغرب في خطاباته ليقول: «حتى العرب لا يعارضون ما يحدث».
بين الطحين والسلاح.. الغرب يُعرّي ذاته
لقد بات واضحًا أنّ الغرب، في صيغته الحالية، لا يمثل نموذجًا أخلاقيًا ولا مرجعية قانونية. إنه تحالف سلطوي، يُعيد إنتاج الهيمنة بأشكال متجددة. يُسلّح «إسرائيل» بأحدث أدوات القتل، ثم يُرسل الطحين على دفعات، محكومًا ببطاقات عبور، كي يبقي على الفلسطينيين في مستوى الصراع الأدنى: صراع البقاء لا التحرير.
لكنّ التاريخ لا يُكتب فقط من غرف مجلس الأمن، بل من الساحات. وإذا كان الغرب قد نجح في تحويل غزة إلى مختبر للإبادة، فإنّ ما بعد غزة، سيكون اختبارًا حقيقيًا للشعوب، لا للحكومات.
فما لا تستطيع الدول قوله، يجب أن تقوله الشعوب. وما لا تجرؤ الأنظمة على فعله، يجب أن يفعله الناس. وإلا فإنّ الطحين سيظل يُرسل ببطاقات عبور، فيما السلاح يُمنح بلا حساب، وتُكتب النكبة مجددًا باسم الإنسانية.
كاتب صحفي فلسطيني