سرايا - قال فريق قانوني فلسطيني، الاثنين، إنّ الفلسطينيين يعانون عقابا جماعيا والمستوطنون يعيشون دون عقاب.

وأضاف الفريق القانوني خلال مرافعته أمام محكمة العدل الدولية في أول جلسة علنية بشأن التبعات القانونية الناشئة عن سياسات "إسرائيل" وممارساتها في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، أن الفلسطينيين يعانون تمييزا عنصريا بحرمانهم من الحياة.



وأشار إلى أن كلمة المحكمة لها قوة والصمت ليس خيارا، كما أن رأي المحكمة سيساهم بفرض القانون الدولي، وقد يساهم بالحل السلمي للقضية الفلسطينية، حيث إنّ "إسرائيل" تسعى لجعل احتلال فلسطين دائما.

وتابع أن "إسرائيل" تجاهلت رأي المحكمة بشأن الجدار العازل وبدلا من تفكيكه عملت على تمديده، وحينما عرض رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو خريطة "إسرائيل" في الأمم المتحدة حذف الخط الأخضر وقضى على كل أثر لفلسطين.

وطالب الفريق القانوني المحكمة إعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير.

الأحداث في غزة

قال عضو الفريق القانوني لدولة فلسطين البرفيسور أندريه زيمرمان، إنّه لا يوجد أي أسباب لمحكمة العدل الدولية لرفض الطلبات التي تقدمت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الاختراقات التي تقوم بها "إسرائيل" للقانون الدولي، والتي تزداد يومًا بعد يوم، وهذه الاستشارة تؤكد الإطار القانوني للقرارات الأممية، من أجل الوصول إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.

ولفت زيمرمان في إحاطته، إلى أن المحكمة لديها التفويض للنظر في المسألة التي تتسم بالشرعية على أساس ميثاق الأمم المتحدة، وكذلك القرار رقم 77 الذي تم تبنيه بأغلبية الدول في الجمعية العامة، ولذلك فإن فلسطين تطلب الالتزام بواجب المحكمة بالإجابة عن الطلبات المقدمة، والإقرار باحترام القانون الدولي، والالتزام بتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني للوصول إلى تسوية عادلة.

وأشار إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تؤكد أن الإجابة عن الأسئلة أمر هام للجمعية والمجتمع الدولي، منها: السؤال المتعلق باختراق الإجراءات القانونية من "إسرائيل"، كإلحاق الأراضي الفلسطينية بالقوة، ورفض حق تقرير المصير، إضافة إلى انتهاكات القانون الدولي الإنساني، والسؤال الآخر المتعلق بالمسؤولية لحل القضية الفلسطينية، التي هي من واجبات إقرار السلم والاستقرار كما يقر ميثاق الأمم المتحدة، والقرارات المتعلقة بالنزاع الفلسطيني.

وتطرق إلى الأسباب التي تجعل المحكمة تلبي طلب الاستشارة، وأولها: رفض "إسرائيل" مرارًا الالتزام بالمفاوضات مع الفلسطينيين على أساس القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، وهو ما يعكس البيانات المتكررة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومسؤولين كبار برفض أي مباحثات تخص تطبيق القانون الدولي وعدم تحمل المسؤولية حول ذلك، وتأكيدها على "دولة إسرائيلية" واحدة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، ورفض إقامة دولة فلسطينية.

وأشار إلى أن كل هذه الكلمات تعكس الإجراءات التي يقوم بها "الإسرائيليون" على الأرض منذ عقود، وفي المقابل هناك التزام من الجانب الفلسطيني بالقانون، والبند رقم 11 الخاص بقرارات الأمم المتحدة التي يرفضها "الإسرائيليون" بإنهاء الاستيطان والاحتلال.

وتابع: ثاني هذه الأسباب هو دعوة مجلس الأمن الدولي إلى تسوية سلمية للمسألة الفلسطينية على أساس قرارات الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر الماضي في قرارها رقم 72، فيما يعتبر قرار الجمعية العامة بتقديم هذا الطلب إلى المحكمة يعد مهمًا بالنسبة إلى الخطوات السياسية من مؤسسات الأمم المتحدة وأعضائها، وهو ثالث هذه الأسباب".

وحول الأحداث في غزة، اعتبر زيمرمان أن هناك تداعيات مؤثرة على استدامة الأمن والاستقرار والسلام، إضافة إلى تعاظم مخاوف المجتمع الدولي، ولذلك فإن فلسطين تطلب منكم الالتزام بواجبكم للإجابة عن الطلبات المقدمة، والإقرار باحترام القانون الدولي، والالتزام بتحقيق الشعب الفلسطيني للوصول إلى تسوية عادلة.

رفض وجود دولة فلسطينية

قال عضو الفريق القانوني لفلسطين فول راكلر، إنّ حكومات الاحتلال المتعاقبة ترفض الموافقة على وجود الدولة الفلسطينية، وتصر على الاستمرار في فرض سيطرتها العسكرية عليها.

وأضاف في إحاطته حول "الاحتلال المستدام غير الشرعي للأراضي الفلسطينية"، أن مكتب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" يصرح دائما بأن سيادة "دولة إسرائيل" يجب أن تتسع إلى خارج الضفة الغربية، كما ينكر وزراء حكومته الوجود الفلسطيني، وطموحهم توسيع دولتهم من النهر إلى البحر، ويقولون إنه ليس هناك خط أخضر ولا فلسطين، كما يريدون ضم القدس الشرقية وجزء كبير من أراضي الضفة الغربية التي احتلتها عام 1967، وجعل القدس كاملة عاصمة لـ "إسرائيل".

وأشار إلى أن "إسرائيل" تتوسع وتشن حملة استعمارية في الأراضي الفلسطينية، وتقيم المستوطنات فيها، لافتا إلى أن 61% من أراضي الضفة الغربية مهددة بالاستيطان أو واقعة تحته.

واقتبس راكلر من تصريحات وزراء حكومة الاحتلال التي يقولون فيها إنهم "سيسيطرون ويفرضون سيادتهم على كل الأراضي من الجولان إلى النقب"، ما يمثل خرقا صارخا للقانون الدولي.

وأكد أن كل الإجراءات التي تقوم بها "إسرائيل" بخصوص القدس يجب التراجع عنها، مشددا على عدم شرعية احتلال الأراضي بالقوة، وعدم تغيير الوضع الديموغرافي بما في ذلك إقامة المستوطنات وترحيل المواطنين، وفق القرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن "إسرائيل" ضربت بكل القرارات عرض الحائط وتستمر في ضم المزيد من أراضي الضفة الغربية وبناء المستوطنات وفرض الأمر الواقع ليصبح مستداما، وهذا ما حصل في آخر 20 عاما.

وبين أنه في العام الماضي أقامت "إسرائيل" 22 مستوطنة وبنت فيها أكثر من 20 ألف وحدة استيطانية، وتحاول عزل الشعب الفلسطيني وتفكيكه، ومنعه من التنقل، وتقوم حكومة الاحتلال بتسليح المستوطنين، لترحيل الفلسطينيين من أراضيهم.

وأضاف أن عنف المستوطنين تنامى في الضفة الغربية، ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تعرض ألف فلسطيني على الأقل للتهجير القسري من بيوتهم، وتقوم "إسرائيل" بتوسع استعماري غير مسبوق.

وقال عضو الفريق القانوني لفلسطين فول راكلر، إن حل الدولتين هو الحل الأمثل للفلسطينيين و"الإسرائيليين"، مؤكدا أن الاحتلال "الإسرائيلي" ينبغي أن ينتهي.

وأكّد أن الصمت ليس خيارا ويجب أن تُمكّن المحكمة الفلسطينيين من حقهم في تقرير مصيرهم، وإقامة دولتهم، والعيش بسلام وأمان.


إقرأ أيضاً : دفاع مدني غزة: الأمراض المعدية تنتشر بين أهالي القطاعإقرأ أيضاً : "سماع أصوات صراخهم بعد احتراقهم" .. 15 جنديا إسرائيليا بين قتيل وجريح في كمين بخانيونسإقرأ أيضاً : وزير خارجية الاحتلال يعلن الرئيس البرازيلي "شخصا غير مرغوب فيه" في "إسرائيل"


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: القدس فلسطين رئيس الوزراء فلسطين فلسطين الشعب رئيس الوزراء الأردن الخاص مجلس فلسطين الشعب الاحتلال الدولة رئيس الوزراء القدس القدس الاحتلال القدس الوضع الشعب الاحتلال الاحتلال فلسطين الوضع الأردن مجلس الدولة القدس غزة الاحتلال الشعب رئيس الوزراء الرئيس الخاص الفریق القانونی القانون الدولی الأمم المتحدة الضفة الغربیة وأشار إلى أن

إقرأ أيضاً:

جان بيير فيليو: ألعاب الجوع في غزة جرائم يومية

يقدر المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو أن إصرار الولايات المتحدة وإسرائيل على التخلص من الأمم المتحدة في غزة قد تسبب في مقتل مئات المدنيين أثناء توزيع "المساعدات غير الإنسانية" هناك.

وأوضح المؤرخ، في عموده بصحيفة لوموند، أن قطاع غزة لم يصبح فقط "مقبرة جماعية للفلسطينيين ومن يهبون لمساعدتهم" -كما تدين المنظمات الإنسانية- ولا حتى مجرد فخ للموت -حسب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو– بل تحول إلى مختبر يطور فيه، أمام أعين عالم عاجز أو متواطئ، واقع بديل مجرد من جميع قواعد القانون الدولي.

عالم بلا أمم متحدة

ومع أن إسرائيل تأسست عام 1948 بناء على قرار من الأمم المتحدة، فإنها دأبت على محاولة تقويض المنظمة عبر حملة ممنهجة لتشويه سمعتها، لا سيما مع تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة، وشجعتها في ذلك الولايات المتحدة التي تريد وضع "مرجعياتها" بدل قرارات الأمم المتحدة الملزمة.

استشهدت الطفلة جنى قديح بعد 3 أيام عاشت فيها على المياه في مركز إيواء شرق مدينة خان يونس (الجزيرة)

وقد بلغ عداء إسرائيل والولايات المتحدة للأمم المتحدة ذروته خلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأولى، قبل أن يتراجع قليلا، ليشتعل بشكل غير مسبوق منذ عودة ترامب بداية العام.

وكان تأثير هذه الحملة مدمرا على عمال هذه المنظمة، وخاصة على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الذين قتل العديد منهم، كما لم يستثنِ المنظمات الإنسانية غير الحكومية ولا اللجنة الدولية للصليب الأحمر، رغم دورها الأساسي في إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحلفائها.

ووصف المؤرخ الفرنسي إصرار إسرائيل والولايات المتحدة على التخلص من الأمم المتحدة في غزة بأنه جزء من مخطط ضخم لهدم القانون الدولي في عالم يرزح تحت رحمة المفترسين والمعاملات التجارية، مشيرا إلى أن الدعاية الإسرائيلية الأميركية تعزو الكارثة الإنسانية في غزة إلى اختلاس حماس للمساعدات.

مدرسة مصطفى حافظ بغزة.. القنابل الإسرائيلية تحوّل مأوى نازحين إلى "محرقة" (الجزيرة) واقع مر يتحول إلى حقيقة

وعلى هذا الأساس أنشأ البلدان "مؤسسة غزة الإنسانية" التي يفترض أنها تقدم الحد الأدنى من المساعدة للسكان المنكوبين، ولكن سرعان ما وصفت هذه المؤسسة بأنها "مؤسسة غير إنسانية" بسبب عمليات القتل التي تخللت توزيع المساعدات، والتي نفذت تحت نيران الجيش الإسرائيلي، كما اتهم مرتزقة من شركات "أمنية" أميركية باستخدام الذخيرة الحية.

إعلان

ويبقى الواقع المروع -حسب الكاتب- هو أن الجوع وندرة الغذاء يجبران حشودا من المدنيين العزل على المخاطرة بحياتهم لإحضار القليل من الطعام لأحبائهم، وقد وصف أحد الناجين من إحدى هذه المجازر هذا الفخ القاسي قائلا "إذا أردت أن تأكل، فعليك أن تتذوق الموت".

ويعد سكان غزة بروح من الدعابة السوداء هذه المجازر المتكررة كنسخة محلية من "ألعاب الجوع"، الكابوسية المستوحاة من الخيال العلمي، والتي حولت إلى سلسلة من الأفلام ذات الميزانيات الضخمة، ولكن الأمر حسب الكاتب لم يعد مجرد لعبة قاسية، بل جريمة ترتكب يوميا في جحيم غزة، حيث قتل مئات المدنيين، مما دفع أكثر من 200 منظمة إنسانية إلى الدعوة إلى تفكيك "نظام مصمم لإدامة دائرة اليأس والخطر والموت"

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل رفض مبادرات الإغاثة لغزة
  • قنصل فلسطين بالإسكندرية: مشاركتنا في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب جاءت تجسيدًا للهوية الفلسطينية
  • القنصلية الفلسطينية تُبرز التراث عبر «بشال و منتجات هند ميد» في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • الأمم المتحدة: انهيار شامل لمنظومة الغذاء في غزة
  • جان بيير فيليو: ألعاب الجوع في غزة جرائم يومية
  • تحذير أممي من «أثر صحي كارثي» في غزة
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجميع سيدفع الثمن إذا استمر الصراع مع إسرائيل
  • العمل الأهلي الفلسطيني: إسرائيل تسعى لاستغلال صفقة التهدئة لتثبيت واقع تهجيري في غزة
  • مسئول أممي: عدوان إسرائيل يهدد النظام الدولي برمته
  • الأمم المتحدة وشريعة الغاب