أين العرب من مُبادرات التضامن العالمي مع غزة؟
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
حمد الناصري
ضَجّت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بفيديو صَوّره عُنصر في سلاح الجو الأمريكي تضامنًا مع غزة، اسمه آرون بوشنل، والبالغ من العُمر 25 عامًا وهو يقوم بإضْرام النار في نفسه، ويَرتدي الزي العسكري، واحْترق جسده أمام مقر السفارة الإسرائيلية في واشنطن، احتجاجًا على جرائم الحرب الإسرائيلية على غزة.
وظهر في المقطع المُصور أحد أفراد الشرطة مُحاولًا مَنعه.. هل يُمكنني مساعدتك؟ لكنه استمر في عمله الاحتجاجي وأضْرم النار في نفسه وهو يصرخ "الحرية لفلسطين" مُكررًا العبارة حتى توقف نَفَسَه.
لقد شهد العالم مَواقف ومُبادرات مُشرِّفة من شُعوب العالم من الحرب على غزة وأعادت للإنسانية إنْسانيتها وكشفت الزَيف والخداع الذي كان يَغشى عُقول وأعين الناس لعقود من الزمن حول كون إسرائيل دولة ديمقراطية ومُتحضرة وفَهِم العالم أخيرًا أنها دولة إرْهابية مُغتصبة، فقد شهدت عِدة مُدن حول العالم تحركًا جماهيريًا ومُظاهرات احتدمت بقوة شارك فيها آلاف المُحتجين استنكارًا للأعمال الوحشية التي تقوم بها إسرائيل ضِد الشعب الفلسطيني.
وخرجت مُظاهرات عَمّت عواصم دول غربية مثل بريطانيا وإيطاليا وأمريكا وكندا وفي أفريقيا وآسيا شارك فيها زُعماء ورؤساء دُول ونُشطاء دعمًا للفلسطينيين مُطالبين بوقف الحرب على غزة فورًا.
ففي بلجيكا مثلًا والتي قطعت إحدى مُدنها علاقاتها مع إسرائيل، كما دعتْ نائبة رئيس الوزراء البلجيكي، بيترا دي سوتر حكومة بلادها إلى فرض عُقوبات على إسرائيل بسبب قصفها العَشوائي المُستمر على غزة. وقالت لصحيفة محلية في بلجيكا "حان وقت فرض عقوبات على إسرائيل، فإلْقاء القنابل مثل المطر أمر خارج عن الإنسانية"، وقالت أيضًا: "لا يُمكننا أنْ نغضّ الطرف بينما يموت الأطفال كل يوم في غزة"، مضيفة أن القصف الإسرائيلي للمُستشفيات ومُخَيّمات اللاجئين عشوائية غير مسؤولة وهو أمر لا يُمكن القبول به، ويُشكل جريمة حرب، وعلى الاتحاد الأوروبي تعليق اتفاق الشراكة مع إسرائيل فورًا، والذي يهدف لتحسين التعاون الاقتصادي والسياسي بين الطرفين. وأضافت أنه يجب فرض حظر على استيراد المُنتجات من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنع المستوطنين الذين يَنتهجون العنف، وكذلك السياسيين والجنود المسؤولين عن جرائم الحرب، من دخول الاتحاد الأوروبي.. وأنه يتعيّن على بلجيكا زيادة التمويل للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للتحقيق في عمليات القصف.
وفي مدينة غرنيكا الواقعة في إقليم الباسك والتي تعرّضت لقصف جوي مُدَمّر أثر الحرب الاهلية الاسبانية؛ حيث قامت طائرات حربية ألمانية وإيطالية بقصف المدينة في 26 ابريل 1937م روّعت خلالها ساكني المدينة الاسبانية وتلك الذكرى الاليمة ألْهَمت عبقرية الرسام العالمي بيكاسو لرسم لوحة "غرنيكا" وكانت اللوحة صادمة ونجحت بتسليط الضوء على الحدث المُؤلم فقَصْف مدينة غرنيكا في ذلك الوقت يُعَدّ مِن أشدّ أعمال العُنف وحشيّة في الحرب الاهلية الإسبانية. في تلك المدينة اصْطَفّ نحو 3 آلاف مُواطن إسْباني وسط المدينة ورسَموا فُسَيفساء ضخمة مَثّلت عَلَم فلسطين نُصرة لأهل غزة الذي يتعرّض لقصف إسرائيلي عنيف على أثر عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 تحت شعار "لا العالم ولا التاريخ يجب أن يقبلا بغرنيكا جديدة".
وفي مدينة لندن شَهدنا مُظاهرات حاشِدة اسبوعيًا تقريبًا مُناهضة للحرب وشارك فيها يَهود مِن المُناهضين للحركة الصهيونية ودولة اسرائيل.
ورفع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، عَلَم فلسطين في أحَد لقاءاته الجماهيرية كما خطب الكثير من الرؤساء الأفارقة في تجمّعات جماهيرية مُسْتنكرين ومُنَدّدين بإسرائيل وعُدوانها الغاشم.
خُلاصة القول.. كنت أتمَنّى أنْ أرى مُبادرة كتلك المُبادرات مِن دولة عربية أو اسْلامية لنصرة أهْلنا في فلسطين رغم أنّ السلطنة ودول أخرى أرسلت العديد من المُساعدات برًا وجوًا إلى غزة، ولكنني بقيتُ انتظر مُبادرات شعبية وإعلامية مُؤثرة تُعلن للعالم تضامننا القوي كعرب ومُسْلمين مع قضيتنا العربية والإسلامية الأولى القُدس الشريف وغزّة وفلسطين، ولم أجد حتى الآن.
إنَّ التأريخ يُكتب ونَسْتحي أنْ نَجد أنْفسنا في ذيل صفحاته؛ بَل نبقى كعهدنا طوال تاريخنا التليد أول مَن يُبادر وأول مَن يَتَقدّم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
في يومها العالمي… الصحافةُ في اليمن تعيش واقعًا مريرًا، بين فكي الحرب والقمع!
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
صادف يوم أمسٍ السبت، الثالث من مايو أيار، اليوم العالمي لحرية الصحافة، وبينما يحتفي العالم بهذه المناسبة ، يشهد الواقع الصحفي في اليمن حالاتٍ من المأساة التي جلبتها الحرب لرواد الصحافة، وجلعت العمل بهذا المجال محفوفًا بالمخاطر الجسيمة التي تعترض طريق الصحفي وتوقعه في جحيم إيصال الحقيقة.
وتحولت البيئة الصحفية في اليمن منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة، إلى ساحة مفتوحة للقمع والانتهاكات المتواصلة التي تطال الصحفيين باستمرار وتجعل حياتهم محفوفة بالخوف والمخاطر المستمرة.
وتتعدد الانتهاكات التي يتعرض لها صحفيو اليمن من قبل أطراف الصراع، بين القتل المباشر والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، ومصادرة الأموال، والحرمان الوظيفي، بالإضافة إلى حرمانهم من حرية التنقل بين المحافظات، ما يصعب عليهم الحياة بالشكل المرغوب لديهم، وما يقلل من قدرتهم على ممارسة مهنتهم بالشكل المطلوب.
وتتصدر مليشيا الحوثي القائمةَ في حربها ضد الصحفيين وانتهاكها الصارخ لحقوقهم الإنسانية، فقد اتخذت من سجونها مسالخ بشرية تنتقم فيها منهم، محاولة إخماد صوت الحقيقة وطمس جرائمها المتواصلة.
ويليها في ذلك، المجلس الانتقالي، الذي يعمل على قمع حرية الصحافة ومصادرة، وملاحقة الصحفيين واقتحام المكاتب الصحفية ومصادرة محتوياتها.
هذا الواقع المعقد الذي تعيشه الصحافة في اليمن، لا يؤثر على الصحفيين وحدهم؛ بل يؤثر على الواقع الاجتماعي بأسره؛ إذ إن الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون تجعل نقل الحقيقة غير يسير، ما يترك فرصة دسمة لعبث العابثين وجبروت المتغطرسين، بعيدًا عن التغطيات الصحفية، وهذا ما تسعى له المليشيات.
بين فكي الموت
الصحفي أكرم الوليدي، المحرر من سجون مليشيا الحوثي، والذي كان قد حُكم عليه بالإعدام في قبل المليشيات، يقول بهذه المناسبة” أن تكون صحفيًا في اليمن فهذا يعني أنك تمشي على حد السكين، وتعيش كل يوم بين فكي الموت والخوف.. لقد أصبحت الصحافة في بلادنا مغامرةً شاقة لا تُشبه أي مهنة أخرى؛ فهي ليست فقط رسالة بل صمودٌ يومي ونضال مستمر من أجل البقاء في وجه الظلم مهما غلا الثمن”.
وأضاف الوليدي لـ” يمن مونيتور” في اليمن لا يملك الصحفي حريته ولا أمنه ولا حتى أبسط حقوقه المهنية، يتنقل بين المحافظات خائفًا يخبئ هويته الصحفية لا فخرًا بها؛ بل خشية أن تتحول إلى تهمة الكلمة التي يكتبها، وقد تودي به إلى المعتقل أو تفتح عليه أبواب الملاحقة والتهديد أو تجعله عرضة للاختطاف والتعذيب وأحيانًا للقتل”.
وأردف” الصحفيون اليمنيون يفتقرون لبيئة آمنة ويعانون من غياب المؤسسات التي تحميهم، يعيشون في ظل سلطات لا تؤمن بحرية الصحافة؛ بل تعتبر الكلمة الحرة خيانة والصحفي خصمًا”.
وأشار إلى أنه”منذ انقلاب مليشيا الحوثي، اعتُقل المئات وشُرّد العشرات من الصحفيين وقُتل آخرون وتعرض كثيرون لحملات تشويه واستهداف ممنهج؛ فقط لأنهم قرروا أن يكونوا صوت الناس لا صدى للسلطة”.
وأكد أن” الانتهاكات تتعدد بتعدد الأطراف فجماعة الحوثي ترتكب أبشع الجرائم بحق الصحفيين من الإخفاء القسري إلى التعذيب والمحاكمات غير القانونية وأحكام الإعدام، حتى مناطق الحكومة الشرعية لا يخلو المشهد من الانتهاكات والمضايقات، وأما في مناطق المجلس الانتقالي فحرية الصحافة تخنقها الملاحقات والمصادرات الأمنية”.
وتابع” معاناة الصحفي لا تتوقف عند الخوف من الاعتقال بل تتسع لتشمل الفقر المدقع وتدهور الأوضاع المعيشية وغياب الحوافز وصعوبة الوصول إلى المعلومة؛ بل وحتى انعدام القدرة على التنقل أو السفر لأداء الواجب المهني؛ فكيف يمكن لصحفي أن يغطي الأحداث إن كان لا يستطيع عبور نقطة تفتيش دون خوف أو لا يستطيع إرسال تقريره دون أن يتعرض للمراقبة أو التشويش أو القرصنة؟!”.
وأكد أنه” ورغم كل ذلك لم تنطفئ شعلة الصحافة في اليمن، فما زال هناك من يكتب ويصور ويوثق، وينقل، متحديًا القمع والخوف والرصاص حاملًا أمانة الحقيقة فوق كاهله مؤمنًا بأن للكلمة قيمة وأن للحرية ثمن لا بد أن يُدفع، وأن ما لا يُوثّق يُطمس ويُنسى”.
واختتم” بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة نرفع أصواتنا عاليًا لا لنحتفل بل لنذكّر العالم أن في اليمن صحفيون يُضحّون بحياتهم في سبيل الحقيقة، يستحقون الحماية والتضامن، كما نطالب بالمحاسبة العادلة للجلادين والدعم الكامل للناجين من هذا الجحيم”.
مغامرةٌ حقيقية
في السياق ذاته، يقول، الأمين العام لمنظمة مساواة للحقوق والحريات، نجيب الشغدري ” في ظل الصراع الدامي الذي تشهده اليمن، تحولت ممارسة العمل الصحفي إلى مغامرة حقيقية وتحد وجودي يواجه الإعلاميين في كل لحظة، واليوم العالمي لحرية الصحافة يحل على اليمن هذا العام ليذكرنا بالثمن الباهظ الذي دفعه الصحفيون اليمنيون في سبيل نقل الحقيقة، في ظل انتهاكات جسيمة وممنهجة ترتكبها كافة أطراف النزاع”.
وأضاف الشغدري لـ” يمن مونيتور” لقد أصبحت البيئة الإعلامية في اليمن واحدة من بين البيئات الأكثر خطورة في العالم، فالصحفيون لا يواجهون فحسب مخاطر التغطية في مناطق النزاع المسلح، بل يتعرضون بشكل مباشر للاستهداف من قبل أطراف الصراع التي تسعى للسيطرة على الرواية وتكميم الأفواه”.
ولفت إلى أن” هذه الانتهاكات تتنوع هذه لتشمل القتل، والاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والتعذيب، والملاحقات القضائية الكيدية، والتهديدات المباشرة، والتحريض، بالإضافة إلى القيود المفروضة على وسائل الإعلام وإغلاقها”.
وأشار إلى أنه” في مناطق سيطرة الحوثيين، المصنفين جماعة إرهابية تعد الصحافة لديهم “جريمة وخيانة عظمى توصلك إلى حبل المشنقة والإعدام، وهذا الكلام ليس مجرد مبالغة أو مزايدة أو تحامل، بل هو واقع مرير يعيشه كل صحفي وصحفية في مناطق سيطرة الحوثيين، فمجرد معرفتهم لك أنك صحفي أو تمارس الصحافة أو تحاول البحث عن المعلومة أو نشر وجهة نظر مستقلة فإن هذا يعرض حياتك كصحفي للخطر الشديد أو يزج بك في غياهب السجون والمعتقلات لسنين طويلة”.
وأكد”هذا ما حصل مع عشرات الصحفيين اليمنيين على رأسهم الصحفيين عبدالخالق عمران وأكرم الوليدي والحارث حميد وتوفيق المنصوري الذين تم اختطافهم وتعذيبهم وإخفائهم لأكثر من ست سنوات، ثم حكم عليهم بالإعدام، ولا يزال هناك العشرات من الصحفيين مخفيين في سجون الحوثيين منذ سنوات وحياتهم باتت في خطر شديد”.
انتهاكات لا تعد ولا تحصى
وتابع” انتهاكات الحوثيين ضد الصحفيين لا تعد ولا تحصى ولا مجال لاستعراضها هنا في هذا التصريح، ولكن يمكننا اختصار القول بأن هناك جرائم حرب وجرب ضد الإنسانية يرتكبها الحوثيون ضد الصحفيين في اليمن، ابتداء من جريمتهم البشعة بوضع الصحفيين يوسف العيزري مراسل قناة سهيل الفضائية وعبدالله قابل، مراسل قناة يمن شباب، دروع بشرية لقصف طيران التحالف العربي في مبنى الرصد الزلزالي بمحافظة ذمار، في 21 مايو 2015م وحتى جريمتهم الأخيرة قبل أيام قليلة باغتيالهم للصحفي والمنتج السينمائي مصعب الحطامي وإصابة شقيقة المصور صهيب الحطامي في أطراف محافظة مأرب يوم 27 أبريل 2025م”.
وزاد” لقد أدت هذه الممارسات الإجرامية ضد الصحفيين في اليمن إلى خلق بيئة من الخوف والرعب والهلع، مما يحد بشكل كبير من قدرة الصحافة على أداء دورها الأساسي الهام والملح خاصة في ظل ما تشهده البلاد من صراعات وحروب متعددة الأطراف”.
وواصل” التحديات الجسيمة التي تواجه الصحفيين اليمنيين تتطلب تضامنًا ودعمًا دوليًا عاجلاً، وهنا يجب على المجتمع الدولي وكافة المنظمات المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان تكثيف جهودها للضغط على جميع أطراف النزاع في اليمن لوقف استهداف الصحفيين وضمان حمايتهم ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المرتكبة بحقهم”.
وضعٌ بالغ الخطورة
من جهته يقول رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، توفيق الحميدي” يواجه الصحفيون في اليمن وضعًا بالغ الخطورة؛ إذ تحولت بيئة العمل الصحفي منذ انقلاب جماعة الحوثي على الدولة في سبتمبر 2014 إلى ساحة مفتوحة للقمع والانتهاكات، كما تعيش حرية التعبير تراجعًا غير مسبوق، وسط اعتقالات تعسفية، وممارسات ترهيب، ومصادرة ممنهجة لأصوات الإعلام الحر”.
وأضاف الحميدي لـ”يمن مونيتور” هناك تقرير لمنظمة “مراسلون بلا حدود” لعام 2024، يؤكد أن جماعة الحوثي هي الجهة الوحيدة في العالم العربي التي تحتجز صحفيين بصفتهم رهائن، إضافة لأحكام الإعدام التي صدرت بحق عدد منهم مثل الصحفي طه المعمري ، واعتقال الصحفي محمد المياحي ، وآخرون، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استخدام المدنيين كأوراق تفاوض في النزاعات المسلحة”.
وأشار الحميدي إلى أنه” لا تقتصر الانتهاكات على مناطق سيطرة الحوثيين، إذ تسجَّل أيضًا حالات توقيف واعتقال في عدن وحضرموت وغيرها من المناطق، ما يعكس تآكل الضمانات القانونية والمؤسسية لحماية حرية الصحافة”.
وأكد أن” هذا الوضع أدى إلى هجرة عدد كبير من الصحفيين، وإغلاق مؤسسات إعلامية مستقلة، وتفشي خطاب الكراهية، في ظل غياب كامل للعدالة والمساءلة”.
وشدد على أن” هذا الوضع يتطلب استجابة دولية أكثر جدية لحماية الصحفيين، ودعم بيئة إعلامية حرة وآمنة، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من أي عملية تحول ديمقراطي حقيقية في اليمن”.
تعاني من شلل كبير
وعبر الصحفي والناشط الإعلامي المحرر من سجون مليشيا الحوثي، حمزة الجبيحي عن حرية الصحافة في اليمن بقوله “الصحافة اليمنية بشكل عام تعاني من نقص كبير في الحرية، ونقص كبير في استقاء المعلومات، ونقص في الشفافية، وبسبب الحرب الدائرة في اليمن تعاني الصحافة من ترهلات كبيرة ونتوءات غير صحية”.
وأضاف لـ” يمن مونيتور” في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي تعاني حرية الصحافة من شلل تام فإذا كانت تعاني في مناطق الشرعية تعاني من شلل جزئي فهي تعاني في مناطق الحوثيين تعاني من شلل تام؛ بدليل أنه لا يوجد أي مراسلين للوسائل الإعلامية والقنوات الخارجية، عدا القنوات التابعة للمحور الشيعي الإيراني”.
وتابع” في مناطق الشرعية هناك العديد من المراسلين لوسائل الإعلام الخارجي حتى من المعارضين للحكومة؛ وهذا لا يعني أنه في مناطق الحكومة الشرعية لا توجد اعتقالات أو جرائم ضد الصحفيين لكن الحوثيين قد تصدروا القائمة بهذه الانتهاكات”.
وأردف” مليشيا الحوثي قتلت العديد من الصحفيين واستخدمت بعضهم دروعا بشرية، وغيبت العديد منهم وحكمت على بعضهم بالإعدام، كما أنه ما يزال يقبع في سجونها العديد من الصحفيين والناشطين الإعلاميين، فهي لم تفرق في اعتقال الناشطين بين ذكر أو أنثى، ما يهمها هو قمع حرية التعبير المناهضة لها”.
وبهذه المناسبة دعا الجبيحي المجتمع الدولى والعالم إلى الوقوف إلى جانب الصحفيين في اليمن؛ لضمان سلامتهم، وضمان استقائهم المعلومات وضمان شفافية عملهم والإيضاح للعالم مدى خطورة النزاعات على الشعوب بشكل عام والصحفيين بشكل خاص”.