أبو نمو يوجه انتقادا حادا للحكومة بشأن اتفاق جوبا
تاريخ النشر: 8th, October 2025 GMT
متابعات- تاق برس- قال كبير مفاوضي حركة جيش تحرير السودان ووزير المعادن السابق محمد بشير أبو نمو، إن تنفيذ اتفاق جوبا للسلام تعثّر بسبب الحرب المستمرة وضعف حماس الحكومة وتراخيها في التنفيذ، مؤكداً أن الحركات المسلحة واجهت ظروفاً خارجة عن إرادتها منعتها من الوفاء بوعودها للنازحين واللاجئين.
وأوضح أبو نمو في حديث لوسائل إعلام محلية أن الاتفاقات بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح بطبيعتها غير متكافئة، إذ “تملك الحكومة كل أدوات التنفيذ بينما لا تملك الحركات سوى قواتها التي تسلمها للدولة في نهاية المطاف”.
وأضاف: “نعم، لم نتمكن من الإيفاء بكل التزاماتنا تجاه النازحين، لكن ذلك ليس تراجعاً عن الوعود بل نتيجة مباشرة للحرب وتعقيدات الواقع”.
وردّ أبو نمو على الانتقادات التي تتهم الحركات المسلحة بالانشغال بالمناصب وإهمال قضايا النازحين، قائلاً إن “الحديث غير دقيق”، مشيراً إلى أن التأخير في تنفيذ بنود الاتفاق، لا سيما الملفات الخدمية والاجتماعية، هو السبب الحقيقي وراء غياب التقدم في تلك القضايا.
وبيّن أن الجانب السياسي من الاتفاق – المتعلق بتقاسم السلطة – هو الوحيد الذي تم تطبيقه، بينما بقيت بقية البروتوكولات، مثل الترتيبات الأمنية والتنمية والعدالة الانتقالية، “حبراً على ورق” بسبب الحرب ونقص الموارد المالية.
وفي تقييمه للاتفاق بعد مرور خمس سنوات، قال أبو نمو إن الفترة الانتقالية الأولى انتهت وتم تعديل الوثيقة الدستورية لتمديدها لـ39 شهراً جديدة، معرباً عن أمله في أن تتوقف الحرب قريباً حتى تُستأنف عملية تنفيذ الاتفاق بكامل بنوده وتتحقق تطلعات النازحين واللاجئين.
أبو نمواتفاق جوباحكومة السودانالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: أبو نمو اتفاق جوبا حكومة السودان أبو نمو
إقرأ أيضاً:
اتفاق ثلاثي بين السودان وجنوب السودان لتأمين حقل "هجليج" النفطي وسط توتر متصاعد
أعلنت حكومة جنوب السودان التوصل إلى اتفاق ثلاثي مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتأمين حقل هجليج النفطي الاستراتيجي، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة في الأسبوع الماضي؛ ويهدف الاتفاق إلى حماية المنشآت النفطية وضمان استمرار الإنتاج، وسط مخاوف من تدمير الحقل نتيجة التصعيد العسكري.
تفاصيل الاتفاق وتأمين الحقل النفطيوأكد المتحدث باسم حكومة جنوب السودان، أتيني ويك أتيني، أن الاتفاق يمنح القوات المسلحة الجنوب سودانية المسؤولية الأمنية الأولى لحقل هجليج، فيما يُسحب عناصر قوات الدعم السريع إلى المناطق المحيطة، لضمان سلامة المنشآت والعاملين.
وأشار أتيني إلى أن رئيس جنوب السودان، سلفا كير، أجرى اتصالات مباشرة مع قائدَي طرفَي النزاع في السودان، الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لحضهما على وقف المعارك في محيط الحقل النفطي وتفادي أي أضرار كبيرة قد تؤثر على الإنتاج.
الإنتاج النفطي وحجم المخاطريعد حقل هجليج أكبر حقول النفط في السودان، كما أنه المركز الرئيسي لمعالجة النفط الجنوب سوداني قبل تصديره، ويُشكل المصدر الأساسي لإيرادات حكومة جوبا. ويُنتج الحقل عادة ما بين 40 و80 ألف برميل يوميًا من الخام السوداني، لكن الإنتاج تراجع بعد اندلاع الحرب إلى نحو 20–25 ألف برميل يوميًا بسبب توقف بعض الآبار والبنية التحتية المتضررة.
وتتولى المنشأة معالجة النفط الخام القادم من جنوب السودان بطاقة تصل إلى نحو 130 ألف برميل يوميًا، ويعد الحقل موضع نزاع دائم منذ انفصال جنوب السودان عام 2011، حيث تمتلك جوبا 75% من احتياطات النفط السودانية وتعتمد على البنية التحتية في السودان لتصدير نفطها عبر ميناء بورتسودان.
حماية العاملين والأمن الإنسانيتضمن الاتفاق الثلاثي أيضًا إجلاء العاملين وتأمينهم، حيث سلم عدد من الجنود من الجيش السوداني أنفسهم لجنود جنوب السودان بعد انسحابهم، بالإضافة إلى إعادة ترتيبات عودة 1650 ضابط صف و60 عسكريًا إلى بلادهم بأمان.
وأوضحت حكومة جنوب السودان أن الاتفاق يسعى لضمان سلامة المنشآت والمعدات الفنية في حقل هجليج، في حين أكدت جهة الدعم السريع التزامها بعدم المساس بالمعدات، والسماح للفرق الهندسية بمباشرة أعمال الصيانة لاستئناف الإنتاج الكامل.
السياق الإقليمي والأهمية الاستراتيجيةيقع حقل هجليج في جنوب كردفان المتاخمة لجنوب السودان، في منطقة شهدت معارك منذ سيطرة قوات الدعم السريع على كامل إقليم دارفور في أكتوبر الماضي. ويعتبر الحقل المصدر الرئيسي للنفط والإيرادات لحكومة جوبا، كما يمثل حلقة وصل حيوية لتصدير النفط إلى الأسواق الدولية عبر البنية التحتية السودانية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود دبلوماسية وإقليمية لتخفيف حدة النزاع في المنطقة الحدودية، وتأمين مصادر النفط الحيوية التي تعتمد عليها الحكومتان، مع إبقاء الإنتاج مستمرًا دون توقف طويل يضر بالاقتصادين السوداني والجنوبي.
الآفاق المستقبليةيأمل المسؤولون في أن يسهم الاتفاق الثلاثي في تثبيت الأمن في حقل هجليج، وتقليل المخاطر على العاملين والبنية التحتية، وفتح المجال أمام عودة الإنتاج النفطي بكامل طاقته تدريجيًا، بما يضمن استمرار الإيرادات الحيوية لكل من السودان وجنوب السودان، ويدعم جهود الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة.