بوابة الوفد:
2025-05-27@22:02:23 GMT

فى العاشر من رمضان حاربنا من أجل السلام

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

تحتفل مصر اليوم بذكرى عزيزة على قلب كل مصرى وهى ذكرى نصر العاشر من رمضان 1393 هجرية- الموافق السادس من أكتوبر 1973 ميلادية، وهى أغلى ذكرى فى العصر الحديث، لأنها محت هزيمة 5 يونيو 1967، وأعادت للقوات المسلحة المصرية كرامتها، وحققت انتصاراً على العدو الإسرائيلى الذى لا يقهر، واستعادت سيناء الحبيبة.
فى ذكرى انتصارات هذه الحرب دروس مستفادة يتقدمها الصوم، أسمى العبادات البدنية الذى كان مفتاح النصر ومعه هتاف «الله أكبر» الذى كان صرخة مدوية هزمت بقوة الإيمان- التى انطلقت معها- العدو الإسرائيلى، إن النصر الذى حققته القوات المسلحة المصرية فى هذه الحرب يأتى امتداداً لانتصارات باهرة فى شهر رمضان، وعلى رأسها معركة بدر، وفتح مكة، ويرتبط هذا ببركة صدق النية، وإخلاص الطوية لله عز وجل، بأداء أسمى العبادات وهى الصيام، ويزخر التاريخ المصرى القديم والحديث بمعارك وانتصارات القوات المسلحة المصرية التى أثبتت للعالم أن لمصر درعاً وسيفاً لا يمكن هزمه أو كسره، ويحقق لها الأمن والأمان، ويتصدى لكل من تسول له نفسه المساس باستقرارها وأمنها.


لا حرب تقوم بدون أسباب، فالحروب صعبة وتتسبب بالكثير من الخسائر، فيجب أن تكون أسبابها تستحق، وأن عدم خوضها يسبب خسائر أكثر من خوضها، فقد كانت أسباب قيام حرب أكتوبر كثيرة، وأولها هو استعادة شبه جزيرة سيناء، وهضبة الجولان من أيدى الصهاينة ورفض إسرائيل مطلب الرئيس السادات الانسحاب إلى حدود 4 يونيو 1967.
وتدمير خط بارليف وخط آلون المبنيين من قبل الصهاينة لمنع أى هجوم من مصر أو سوريا، كما كانت القوات الإسرائيلية تستعد لشن هجوم على سوريا، وتهدد مصر لشن هجوم عليها، فكان يجب اتخاذ رد فعل سريع، وكذلك فشل المفاوضات التى تمت بين مصر وإسرائيل عام 1968، ودعم الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل بالأسلحة والمال ما أعطى إسرائيل قوة أكبر.
وكان من نتائج الحرب نجاح القوات المصرية فى عبور قناة السويس وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، وتدمير القوات المصرية لخط بارليف، وتدمير تحصينات الجيش الإسرائيلى بالضفة الشرقية للقناة، والتمهيد لتحرير سيناء كاملة فى 25 أبريل 1982 عبر محادثات السلام.
تعتبر حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر، من الحروب التى سيظل يتحدث عنها التاريخ فترة طويلة كونها ملحمة عسكرية مصرية متكاملة الأركان، فى هذا اليوم سقطت إسرائيل من أعلى برج السكينة والاطمئنان الذى كانت قد شيدته لنفسها، فلم تكن تتصور أن الزعيم السادات، وهو يطلق فى الثانية من بعد ظهر العاشر من رمضان دباباته وجنوده لعبور قناة السويس أنه أطلق قوة عاتية رهيبة من شأنها أن تغير هذا العالم؟.. إن كل شىء من أوروبا إلى أمريكا ومن آسيا إلى إفريقيا لم يبقَ على حالته التى كان عليها منذ الحرب التى جعلت إسرائيل تشهد مصرع حلم كبير تهاوى، وغيرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط وحطمت حالة الركود، ودعمت مركز الدول العربية، وأظهرت الدور الحيوى الذى يمكن أن يلعبه الرجال تحت القيادة التى تتسم بالعزم والتصميم.
لقد حاربنا من أجل السلام الوحيد الذى يستحق وصف السلام.. وهو السلام القائم على العدل، فالسلام لا يفرض.. وسلام الأمر الواقع لا يدوم لا يقوم.. إننا لم نحارب لكى نعتدى على أرض غيرنا كما قال بطل الحرب والسلام الزعيم أنور السادات بل لنحرر أرضنا المحتلة ولإيجاد السبيل لاستعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، لسنا مغامرى حرب.. وإنما نحن طلاب سلام.
منذ العاشر من رمضان السادس من أكتوبر تغير إيقاع الحياة ونبضها من حولنا، فقد كان عبور قواتنا المسلحة إلى سيناء عبوراً إلى آفاق المستقبل، وخلفت وراءها كل ظلام اليأس والتمزق والهزيمة، وراحت ترسم خريطة جديدة للتاريخ العربى الحديث، لأن ما حدث فى هذه الحرب أزال الغبار عن العيون بعد وثبة روحية امتدت فى المكان والزمان لتحدث ثورة الإنسان على نفسه وتجاوزه لواقعه، وتحديه لمخاوفه ومواجهة قوى الشر عنفاً وتسلطاً. إن روح العاشر من رمضان السادس من أكتوبر لا تنطفئ فقد فتحت لنا طريقاً بلا نهاية، وغيرت إيقاع الحياة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العاشر من رمضان حكاية وطن محمود غلاب قناة السويس الرئيس السادات القوات المسلحة المصرية السادس من أکتوبر العاشر من رمضان

إقرأ أيضاً:

ترامب يرفض فكرة أن تكون الحرب خيار بوتين ونتنياهو الوحيد

حظي بنيامين نتنياهو وفلاديمير بوتين بثرثرة هاتفية ودية في مطلع الشهر الجاري بمناسبة الذكرى الثمانين لهزيمة ألمانيا النازية. وبين القائدين الإسرائيلي والروسي مشتركات كثيرة. فكلاهما يزعم أنه لا يزال ببسالة يحارب النازيين في غزة وأوكرانيا على الترتيب. ويجري استعمال هذا الوهم لتبرير القتل الجماعي للمدنيين ومفاقمة خسائر القوات والتكاليف الباهظة المدفوعة من الاقتصاد والسمعة. ولعل ذلك الوهم هو الذي يساعدهما على النوم ليلا.

بيبي وفلاد هما أكثر رجلين مطلوبين في العالم، ولعلهما الأكثر ازدراء.

ينكر نتنياهو وحلفاؤه في اليمين المتطرف على الفلسطينيين حق إقامة دولة مستقلة، وهو الحق الذي أكده مؤسسو دولة إسرائيل. وبالمثل، يرفض بوتين واقع أوكرانيا بوصفها بلدا مستقلا. وكلاهما يطرح رؤى توسُّعية مشيحانية، فهي رؤية إسرائيل الكبرى لأحدهما ورؤية بعث الإمبراطورية السوفييتية للآخر. وتقوم كلتا الرؤيتين على عقلية عنصرية قومية متطرفة.

يتنبأ زعماء أوروبا بأن بوتين- ما لم يلق جزاءه- سوف يدير فوهة سلاحه عليهم في نهاية المطاف. أما نتنياهو فقد وسّع حرب غزة بالفعل إلى لبنان واليمن وسوريا. وتشير تقارير مخابراتية أمريكية حديثة إلى أنه يستعد لضرب إيران، راجيا من ذلك إفشال المحادثات النووية الجارية بين واشنطن وطهران.

ولكن ثمة تشابها عميقا بين الرجلين يعجز عن إدراكه صناع السلام المحتملون، وبخاصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو أنه ليس بين الاثنين من يريد فعلا سلاما دائما. فالحرب المستمرة هي خيارهما الأمثل، ووضعهما الأساسي. وكلاهما يعتمد في بقائه على العنف. وهما يعلمان أنهما في حال توقف القتال سوف يواجهان حسابا قد يجهز عليهما.

فما الذي سوف يقوله الناس في روستوف-نا-دونو، أو أومسك، أو نيجني نوفجورود حينما يرجع آلاف المحاربين ويتكلمون عما جرى في الجبهة؟ وكم يحتمل أن يطول بقاء بوتين حينما تبدأ النخب الروسية في حصر التكلفة الاقتصادية والاجتماعية المذهلة لمقامرته الفاشلة؟ وعندما يتحقق السلام، سوف يواجه نتنياهو الانتخابات، والهزيمة المحتملة. وقد يعقبها الحبس بسبب مزاعم الرشوة والفساد. وسوف تطالب المحكمة الجنائية الدولية أخيرا بتسليمهما.

ولذلك فإنهما يخافان من السلام. ولذلك السبب فإن الإصرار الدولي المستمر على إنهاء الحربين، بدعم من زيادة المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا وتشديد العقوبات والضغط الدبلوماسي على حكومة إسرائيل، هما السبيل إلى إزاحة اثنين من أشد أشرار زماننا هذا شرا. فلا عجب في أن الاثنين، اللذين ترجع العلاقة ـ المتوترة في بعض الأحيان ـ بينهما إلى عقدين من الزمن، قد تبادلا «التهنئات الحارة» عبر الهاتف. فكل منهما الآن بحاجة إلى الآخر.

ولعلهما تناقشا في سبل الانتصار على منتقديهما من أمثال كير ستارمر، فذلك ما حاوله نتنياهو بشدة الأسبوع الماضي. فنتنياهو يظن أن أعمال حماس في السابع من أكتوبر سنة 2023 تعني أن له الحرية في أن يفعل أي شيء يشاء، حتى لو تنافى مع الشرعية والأخلاق. وهو مخطئ فيما يتصوره. ولعله هو وبوتين قد تبادلا النصائح بشأن التلاعب بترامب، بالإطراء والخداع، فهذه لعبة يبرع فيها كلاهما.

يمثل ثلاثي نتنياهو وبوتين وترامب هذا، بالتضليل والخداع والتآمر، عقبة كبيرة في وجه السلام على جميع الأصعدة اليوم. فالفوضى السياسية التي اتسمت بها ولاية ترامب الأولى تبلغ الآن في ولايته الثانية مستويات جديدة وخطيرة من التناقض. ولو كان مقدورا للحربين أن تضعا أوزارهما، ولعهد نتنياهو وبوتين أن يبلغ نهايته، فلا بد من استعمال قوة الولايات المتحدة ونفوذها استعمالا كاملا في تعاون وثيق مع حلفاء واشنطن.

ولكن ما يجري في الوقت الراهن هو العكس. ففي زيارته إلى الخليج، بدا ترامب أشبه كثيرا ببائع متجول ماهر منه برئيس للولايات المتحدة. وبرغم عدم اكتراثه على المستوى الشخصي بالفلسطينيين الجياع في غزة، فإنه يحاول متأخرا أن يكبح تجاوزات نتنياهو المحرجة، ويمنعه من قصف إيران. لكن هذا لا يعني أن ترامب قد فهم أخيرا أمر فلسطين. فالآن وقد فشلت فكرته الخاصة بريفيرا غزة، يبدو أنه فقد الاهتمام. فلم تعد في الأمر فائدة ترجى بالنسبة له.

وإذا ما أُعيد فرض وقف إطلاق النار المؤقت في غزة، وتم إُطلاق سراح المزيد من الرهائن، فسوف ينسب ترامب الفضل لنفسه. ولكن المشكلة الأساسية سوف تستمر قائمة: وهي أنه يساعد ويسلّح رئيس وزراء مارقا وزمرة حاكمة من اليمين المتطرف تحذو حذو المحافظين الجدد الأمريكيين بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، إذ تستغل فظائع حماس لتحقيق أجندة شوفينية مع تجاهل للقانون الدولي، بل وتمضي إلى أبعد من ذلك من خلال التهديد بالإبادة الجماعية.

والوضع في أوكرانيا ليس أفضل حالا. فقد أطاح ترامب بإنذار نهائي مشترك من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا يطالب بوتين بقبول فوري وقف إطلاق نار لمدة ثلاثين يوما، قائلا: إنه أعلم بالوضع من هذه الدول. لكنه رضخ عندما تحدث إلى الرئيس الروسي يوم الاثنين الماضي. ومرة أخرى، خدع بوتين ترامب وفرّق بين الولايات المتحدة وأوروبا.

إدراك ترامب المبكر بأنه ليس بإله ولا ببابا، وبأن قوة شخصيته لا تكفي وحدها لحل جميع مشاكل العالم، يقدم بصيص أمل لغزة وأوكرانيا. ويحدث على سبيل التهكم أن يهدد ترامب بالانسحاب. فليته يفعل! يجب أن تبقى الولايات المتحدة منخرطة على مستويات متعددة. لكن موقفا رئاسيا ترامبيا صامتا من شأنه أن يدعم قضية السلام بشكل كبير. شأن طبيب جاهل يخطئ في تشخيص المشاكل، يزيد ترامب من تفاقم الأوضاع. ففي كل يوم، يفلت نتنياهو وبوتين من العقاب على جرائم القتل، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى أن في البيت الأبيض صديقا لهما نرجسيا ولا يفقه أي شيء. وفي كل يوم، تتعرض حياة المزيد من الأطفال للدمار.

يجب أن يتوقف ترامب عن التباهي وأن يفوض صنع السلام في غزة وأوكرانيا إلى دبلوماسيين أمريكيين محترفين ذوي خبرة، ومبعوثين للأمم المتحدة، ووسطاء عرب وأوروبيين، ورؤساء استخبارات، وخبراء عسكريين. باختصار، عليه أن يترك الأمر لمن هم أعرف بشعابه. أما بالنسبة لنتنياهو وبوتين، فعليه أن ينفض يديه من كليهما.

سيمون تيسدال معلق الشؤون الخارجية في صحيفة ذي جارديان

عن الجارديان البريطانية

مقالات مشابهة

  • محمد محمود يكتب: التصدعات بين الفيفا واليويفا.. تحركات إينفانتينو الـدبلوماسية وأولويات مثيرة للجدل
  • أكاديمية الشرطة ومركز الإصلاح والتأهيل بالعاشر من رمضان يستقبلان مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة
  • القوات المسلحة تفتتح عددًا من المجمعات الخدمية بعد إنتهاء أعمال التطوير
  • معركة هارفارد وضرب غزة بالنووي
  • تحول دراماتيكي.. ترامب يُهدد بوقف جهود السلام في أوكرانيا
  • ترامب يرفض فكرة أن تكون الحرب خيار بوتين ونتنياهو الوحيد
  • الميراث.. "قصة حزينة"
  • القوات المسلحة تفتتح نادى وفندق " 6 أكتوبر الحلمية " بعد إنتهاء أعمال التطوير الشامل
  • القوات المسلحة تفتتح نادى وفندق 6 أكتوبر الحلمية بعد انتهاء أعمال التطوير
  • القوات المسلحة تفتتح نادي وفندق 6 أكتوبر الحلمية بعد انتهاء التطوير الشامل