نكسة كبيرة للرئيس أردوغان .. المعارضة تستعيد السيطرة وتكرر سيناريو 2019| تقرير
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
أظهرت النتائج الأولية أن المعارضة التركية تتقدم في التصويت لإدارة إسطنبول ومدن رئيسية أخرى، في مفاجأة كبيرة للرئيس رجب طيب أردوغان الذي كان يضع نصب عينيه استعادة السيطرة على تلك المناطق الحضرية.
أظهرت النتائج الأولية أن حزب المعارضة الرئيسي في تركيا سيحتفظ على ما يبدو بسيطرته على المدن الرئيسية في الانتخابات المحلية، في مفاجأة كبيرة للرئيس رجب طيب أردوغان الذي كان يضع نصب عينيه استعادة السيطرة على تلك المناطق الحضرية.
تقدم رئيس بلدية المعارضة أكرم إمام أوغلو على مرشح أردوغان لرئاسة البلدية مراد كوروم بفارق كبير قدره 8 نقاط مئوية، مع فرز ما يقرب من ثلث الأصوات، وفقًا لوكالة أنباء الأناضول الحكومية. وبالمثل، في أنقرة، يتقدم رئيس البلدية الحالي منصور يافاش، المدعوم من المعارضة، بأكثر من 20 نقطة مئوية، وفقًا للنتائج المبكرة التي نشرتها الأناضول.
وتحمل هذه الانتخابات البلدية أهمية وطنية ودولية هائلة، وخاصة في إسطنبول، حيث يواجه إمام أوغلو، وهو شخصية معارضة بارزة، كوروم، الذي يمثل حزب أردوغان الحاكم. وكانت إسطنبول، التي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 16 مليون نسمة، معقلاً لقوة المعارضة في السنوات الأخيرة، مما يجعل هذه المنافسة الانتخابية ذات أهمية كبيرة.
تتم مراقبة نتائج هذه الانتخابات عن كثب وسط التحديات الاقتصادية المستمرة التي تواجهها تركيا، والتي تميزت بأزمة تضخم طويلة الأمد. كما أدت المخاوف بشأن قيادة أردوغان والمسار الديمقراطي للبلاد إلى إثارة اهتمام مكثف سواء في الداخل أو الخارج.
ومن سيفوز بالسيطرة على إسطنبول سيرث قدراً كبيراً من السلطة، نظراً لميزانية المدينة الكبيرة وقوتها العاملة. وقد برز إمام أوغلو، الذي فاز سابقًا بالسيطرة على إسطنبول في عام 2019، منذ ذلك الحين كشخصية معارضة بارزة ومرشح رئاسي محتمل، مما يؤكد بشكل أكبر على أهمية هذه الانتخابات.
وأظهر فرز جزئي للأصوات في تركيا مساء الأحد إثر الانتخابات البلدية، توجها يصب لصالح المعارضة في كل من اسطنبول والعاصمة أنقرة، بحسب نتائج نشرتها وسائل إعلام رسمية.
وبعد فرز نحو 33 في المئة من صناديق الاقتراع في الساعة 20:00 (17:00 بتوقيت غرينيتش)، حاز رئيس بلدية اسطنبول المنتهية ولايته أكرم إمام أوغلو (اشتراكي ديمقراطي) 49.7 في المئة من الأصوات مقابل 41.5 في المئة لمنافسه الرئيسي في الحزب الحاكم.
وفي أنقرة، حصل رئيس البلدية منصور يافاس على 57.1 في المئة مقابل 35.6 في المئة لمنافسه، بعد فرز 15.4 في المئة من الصناديق.
وفي مواجهة الأزمة الاقتصادية التي يكابدها المواطنون الأتراك، رجحت استطلاعات الرأي فوز رئيسي بلديتي اسطنبول وأنقرة المعارضين.
وألقى الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يحكم البلاد منذ أكثر من عقدين، بكل ثقله في الحملة الانتخابية وخصوصا في اسطنبول، العاصمة الاقتصادية والثقافية التي كان رئيسا لبلديتها في تسعينات القرن الماضي وانتقلت إلى المعارضة في 2019، لكن يبدو أن تحركه الكثيف لم يكن مجديا، بالنظر إلى النتائج الأولى.
ومن شأن إعادة انتخاب إمام اوغلو على رأس أكبر مدينة في البلاد أن يضعه في صلب السباق الانتخابي الرئاسي في 2028.
لكن رئيس البلدية المنتهية ولايته حرص على تبني موقف حذر. وقال للصحافيين مساء الأحد إن "المشهد الذي نراه يرضينا، ننتظر النتائج الكاملة".
والتوجه نفسه سجل في ازمير (غرب)، ثالث مدن البلاد، حيث يتصدر مرشح المعارضة النتائج. وكان الناخب سرحان سولاك (56 عاما) الذي يقيم في أنقرة واقترع لصالح مرشح المعارضة منصور يافاس قد قال صباح الأحد "ثمة حاجة إلى توازن، أقله على المستوى المحلي ضد الحكومة".
وفي بقية أنحاء البلاد، يتقدم مرشحو حزب العدالة والتنمية الحاكم كما كان متوقعا في العديد في مدن الأناضول الكبرى (كونيا، قيصرية، ارض روم) والبحر الأسود (ريز، طرابزون)، فيما يتوقع فوز مرشحي حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في كبرى مدن الجنوب الشرقي ذي الغالبية الكردية، وأبرزها دياربكر.
وطوال الحملة الانتخابية، حرص أردوغان على تنظيم تجمعين إلى ثلاثة تجمعات كل يوم، مستفيدا من تغطية إعلامية رسمية غير محدودة، لكن اي هزيمة جديدة لحزبه العدالة والتنمية (إسلامي محافظ) في اسطنبول لن تكون عواقبها سهلة عليه.
وشكل فوز إمام اوغلو ببلدية اسطنبول في 2019 أسوأ هزيمة انتخابية للرئيس التركي منذ وصوله إلى السلطة في 2003 كرئيس للوزراء.
ومنذ ذلك الوقت بات رئيس البلدية بين الشخصيات السياسية المفضلة لدى الأتراك وظهر كمنافس مباشر لأردوغان، رغم أن الأخير وصفه بأنه "رئيس بلدية بدوام جزئي".
وقد تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة منافسة بين الرجلين اللذين يتحدران معا من منطقة البحر الأسود، لكن أردوغان (سبعون عاما) أكد بداية مارس أن الانتخابات البلدية ستكون "الأخيرة" بالنسبة إليه، ملمحا إلى أنه سيغادر الحكم في 2028، إلا إذا تم تعديل الدستور ليتاح له الترشح مجددا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رئیس البلدیة إمام أوغلو فی المئة
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي: طرابلس ساحة فوضى.. والوضع الراهن في ليبيا “وهم خطر”
???? ليبيا | تقرير أمريكي: طرابلس ساحة فوضى.. واستمرار الوضع الراهن “وهم خطر”
ليبيا – سلّط تقرير تحليلي صادر عن مركز “المجلس الأطلسي” الأميركي الضوء على ما وصفه بـ”إعادة تصوّر واقع الاستقرار والمشاركة في ليبيا”، مشيرًا إلى أن أحداث الأسبوعين الماضيين نسفت وهم الاستقرار وكشفت تصدعات عميقة في البنية السياسية والأمنية والاقتصادية.
???? اغتيال الككلي فجر هشاشة الوضع ????
أوضح التقرير أن اندلاع المواجهات عقب اغتيال عبد الغني الككلي “غنيوة” لم يكن مفاجئًا، بل جاء في سياق فوضى الفصائل المسلحة، وهيمنة مؤسسات متداخلة فقدت صلاحياتها، في ظل غياب القضاء وتفاقم الفساد والأزمة الاقتصادية.
???? تحالفات مسلحة عابرة للحدود ⚔️
أشار التقرير إلى أن التحالفات بين حكومة الدبيبة وكتيبة الردع، استقطبت مسلحين من داخل وخارج طرابلس، ما يعكس تراكم المظالم وانعدام الثقة الناتجة عن الترتيبات الأمنية المؤقتة، وسط إهمال دولي متواصل.
???? الوضع الراهن “وهم” لا يمكن الدفاع عنه ????
أكد التقرير أن مفهوم الاستقرار بعد اتفاق وقف إطلاق النار في 2020 لم يعد صالحًا، مع تصاعد الفوضى والانقسامات في العاصمة التي تحوّلت إلى ساحة صراع مفتوح لمن يسعى للهيمنة بالوسائل العسكرية.
???? الحلول المطروحة “ضمادة على جرح ناري” ????
وصف التقرير المبادرات الحالية بأنها حلول سطحية لا تُعالج جذور الأزمة، بل تُفاقم التوترات وتزيد مخاطر التصعيد العنيف داخل المناطق المأهولة بالسكان.
???? البعثة الأممية عاجزة ????️
انتقد التقرير مجلس النواب “المتجاوز لفترة ولايته” لسعيه لتقويض سلطة حكومة الدبيبة وتشكيل حكومة جديدة، في وقت تبدو فيه ترتيبات البعثة الأممية ولجنة الهدنة عاجزة ميدانيًا بحسب التقرير.
???? انتخابات مؤجلة وشرعية مفقودة ????️
أوضح التقرير أن تأجيل الانتخابات منذ 2021 أبقى المؤسسات التشريعية والتنفيذية في أزمة شرعية عميقة، مؤكداً أن أي ترتيب سياسي جديد بدون إجراءات قانونية واضحة ودعم دولي قد يُشعل عنفًا جديدًا، حتى ضد المدنيين.
???? دعوة لفرض السلام وإصلاح شامل ????️
دعا التقرير إلى فرض السلام كأولوية دولية على المدى القصير، وتمهيد الطريق لإصلاح سياسي شامل في المدى المتوسط، مقترحًا اتفاقًا خارجيًا لدعم الليبيين في عكس اتجاه التصعيد.
???? بعثة حفظ سلام؟ الفيتو يعرقل ❌
رغم اقتراح بعثة دولية لحفظ السلام، فإن الفيتو المتوقع من أعضاء مجلس الأمن يجعل هذا المسار مسدودًا، ما يستدعي خيارات بديلة متعددة الأطراف.
???? الأطراف الإقليمية عاجزة والأوروبيون منقسمون ????
أكد التقرير أن مصر وتركيا غير قادرتين على لعب دور الوسيط، فيما يعاني الاتحاد الأوروبي من الانقسامات، وتُركز أجندته على الهجرة لا الاستقرار.
???? آليتان مقترحتان للخروج من الانسداد ????
اقترح التقرير مسارين محتملين:
آلية هجينة بقيادة الاتحاد الإفريقي بدعم من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ومصر.
تحالف ثنائي محدود يضم دولًا مؤثرة مثل تركيا، مصر، ودولة أوروبية جنوبية بدعم أمريكي لتثبيت تفاهم مؤقت للنفوذ واحتواء التصعيد.
???? الانتخابات ليست كافية.. ولا بد من دستور شرعي ????
أكد التقرير أن الانتخابات وحدها لا تكفي، بل لا بد من عملية دستورية متجذرة في الملكية الليبية، مع إشراف متعدد الأطراف ومحدد زمنيًا لحمايتها من الاختطاف.
???? نحو انتقال مرن ومستدام ????
اختتم التقرير بأن تنفيذ هذه الرؤية يمثل بداية انتقال سياسي مرن، مشددًا على أن النجاح يتطلب تجديد الشرعية البرلمانية أولاً، تليها عملية دستورية مؤسَّسة.
ترجمة المرصد – خاص