صالح المشيقح.. 5 سنوات من الإبداع انتهت بكتابة المصحف الشريف بخط يده
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
أبدع صالح المشيقح في كتابة المصحف الشريف بخط يده خلال خمس سنوات في مدينة بريدة.
وقال المشيقح، خلال لقائه المذاع على قناة الإخبارية، إن هوايتي تتمثل في كتابة المصحف الشريف، وحينما سألت أهل الاختصاص فدلوني على الطريقة فانتهيت وبدأت في التشكيل ووضع النقاط.
وأكمل، أن الخمس سنوات التي قضيتها في كتابة المصحف الشريف لمست فيها شعورا بالراحة والمتعة والروحانية وكنت أشتاق لاستكمال هوايتي في حالة السفر.
فيديو | صالح المشيقح.. ينتهي من كتابة المصحف الشريف بخط يده #الإخبارية pic.twitter.com/ZSeoGLxm8l
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) April 6, 2024المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: بريدة المصحف کتابة المصحف الشریف
إقرأ أيضاً:
مأساة مفجعة في موزع.. قصة كفاح لإمرأة انتهت بمأساة
في صباح يوم عابس، لم يكن النهار كباقي الأيام، بل كان بداية حكاية إنسانية مؤلمة هزت مشاعر اليمنيين شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً. كانت بطلتها امرأة تُدعى سعيدة عبدالله عوض، من منطقة "السلطنة بموزع" الواقعة غرب محافظة تعز. امرأة عاشت بصمت، وكافحت بصبر، حتى انتهت قصتها في مشهد مأساوي لن يُنسى.
قبل عشرين عامًا، تبدّلت حياة المرأة إلى صفحة حزينة حين فقدت زوجها في حادث أليم أثناء عمله في مبنى سكني. تركها الحزن أرملة، لكنه لم يكسرها. نهضت من بين رماد الألم لتواجه الحياة وحدها، ومعها عبء رعاية طفلين من ذوي الإعاقة الشديدة. لم يكن لديها من السند سوى عزيمتها وإيمانها بأن على هذه الأرض ما يستحق البقاء من أجله، ولو كان مجرد كسرة خبز تسد رمق أولادها.
بدأت سعيدة رحلة نضال طويلة، تنقلت خلالها بين الأسواق تبيع الأخشاب تحت لهيب الشمس وبرودة الشتاء، حتى خانها الجسد بفعل السنين. تركت الأسواق، لكنها لم تترك الكرامة، فذهبت تعمل في بيوت الجيران مقابل القليل من الطعام والشراب. لم تكن تطلب الكثير، فقط ما يبقيها قادرة على العودة إلى أولادها بما يسد جوعهم.
ومع مرور الزمن، وهنت قواها، ولم تعد قادرة على العمل. عندها، التفت أهل القرية حولها، يمدّون لها يد العون دون أن تطلب، يعرفونها جيداً… تلك المرأة التي حملت الألم بصمتٍ وكبرياء.
في صباح أحد أيام ، خرجت العجوزة من بيتها كعادتها، على أمل أن تعود بما يسكت جوع أولادها. تركتهم خلفها يتضورون جوعاً، لكنها بذات اليوم لم تعد. مرّ الوقت، وتعالى صمت ثقيل حتى مزّقه صراخ اخترق سكون القرية.
أسرع الجيران إلى بيتها، فوجدوا الأطفال في حالة يُرثى لها، وسعيدة لا أثر لها. دبّ القلق، وبدأت رحلة البحث. شارك الجميع، يجوبون الأودية والتلال، يفتشون بعين الأمل وقلب الخوف.
حتى عثر أحدهم على مشهد لن يُنسى: عند فوهة بئرٍ قديم كانت القرية تقتات منه الماء، وُجد حذاء ممزق، تعِب من الأيام كما تعبت صاحبته. اقترب الرجل من فوهة البئر، وأطلّ بداخله... فشهق بصوت انقطع بعدها عن الكلام.
كانت الكهل تطفو على سطح الماء... جسدها الهزيل لا يزال يحتفظ بصمت طويل، لكنه يقول الكثير. لم تمت جوعًا فقط، بل خجلًا... خجلًا من أن تمد يدها لأحد، بعد عمرٍ قضته تحني ظهرها لتطعم غيرها دون أن تشتكي.
وهكذا، انتهت قصة سعيدة، لكنها لم تنتهِ في القلوب. تركت خلفها وجعًا يتردد في أروقة الضمائر، وذكرى امرأة قاومت الزمن حتى انكسر قلبها في بئر الحياة.
رحلت سعيدة، لكن صبرها سيبقى روايةً تُروى، عن كرامة لا تنحني، ووجعٍ صامتٍ لم يخذل أحدًا سوى نفسه.