الأورومتوسطي .. بث مسيرات إسرائيلية أصوات أطفال ونساء يصرخون لاستدراج المدنيين وقتلهم غير أخلاقي
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
#سواليف
قال المرصد #الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن #الجيش_الإسرائيلي يوظف أساليب جديدة ومثيرة للقلق، تهدف إلى ممارسة الترهيب النفسي واستدراج المدنيين لقنصهم في #مخيم_النصيرات للاجئين وسط قطاع #غزة، في إطار #جريمة_الإبادة_الجماعية المستمرة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
ووثق المرصد الأورومتوسطي شهادات لسكان المخيم، أفادوا فيها سماعهم #أصوات #بكاء متكررة لأطفال رضع و #صراخ #نساء في وقت متأخر من ليلتي الأحد والإثنين، قبل أن يخرج بعضهم باحثين عن مصدر الصوت لتقديم المساعدة، ليتم قنصهم ويتبين لاحقًا أن ما سمعوه أصوات مسجلة تبثها #مسيرات ” #كوادكابتر ” إسرائيلية، لدفعهم إلى الخروج من منازلهم إلى الشوارع واستدراجهم لاستهدافهم بشكل مباشر بالقنص وإطلاق النار.
وأفادت الشهادات بأن هذا الأسلوب تضمن كذلك بث أصوات إطلاق نار واشتباكات مسلحة ودوي انفجارات فضلًا عن حركة آليات عسكرية، وفي أوقات أخرى بث أغاني باللغتين العبرية والعربية، بغرض #الترهيب_النفسي لدى المدنيين الذين يعيشون في #ظل_الظلام_الدامس ليلًا وصعوبة الاتصالات والتواصل مع العالم الخارجي.
مقالات ذات صلة صحة غزة تحذر من كارثة صحية في القطاع 2024/04/16وقال شاب من سكان المخيم (20 عامًا) -طلب عدم الكشف عن اسمه- لفريق الأورومتوسطي: “كنا جالسين ليلًا، فسمعنا أصوات فتيات ونساء يصرخن بعبارات مثل ’تعالوا اسعفوني أنا مصابة‘، خرجنا لنرى ماذا يحدث، لم نجد أي نساء، لكن طائرة كوادكابتر أطلقت النار علينا بشكل مباشر. فررت أنا إلى الداخل وأصيب شخصان أمامي إصابات خطيرة في الرأس مباشرة. لم نستطع إسعافهم ]بسبب استمرار إطلاق النار[، فاتصلنا بالإسعاف وجاء لنقلهم. هناك الكثير من السكان ممن يسمعون هذه الأصوات ويتجاوبون معها ]بقصد المساعدة[.”
وأفادت امرأة في الستينات من العمر بأنها سمعت أصوات رصاص كثيف تبع أصوات نساء يصرخن بأن أبناءهن مصابون ويطلبن المساعدة من السكان. وأضافت: “استمر هذا الصوت لنحو 10-15 دقيقة، لكن لم يخرج أحد منا في البيت لأنني عرفت بأن تلك تسجيلات تبثها الطائرات، ولأن الوقت كان متأخرًا جدًا”
وقال المرصد الأورومتوسطي إن هذا الترهيب النفسي تزامن مع هجمات عسكرية عنيفة ينفذها الجيش الإسرائيلي بالقصف المدفعي والجوي وإطلاق النار بالأسلحة الرشاشة من الطيران المروحي والدبابات والمسيرات من نوع كوادكابتر، على نحو عشوائي وبشكل مكثف ومستمر في مناطق متفرقة من مخيم النصيرات خلفت عشرات القتلى والإصابات بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وأكد الأوورمتوسطي أن الهجمات العسكرية العشوائية والمنهجية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم النصيرات شملت استهداف أي شخص بمجرد الحركة في الشارع أو النظر خارج النوافذ، وكذلك استهداف بعض السكان المدنيين لدى محاولتهم استكشاف ما يجرى في محيط المنازل ومراكز الإيواء أو محاولة التنقل بينها. وتتصاعد عمليات القصف وإطلاق النار على مدار ساعات الليل، وتستهدف على نحو مباشر ومتعمد مناطق سكنية مكتظة وأعيان مدنية، مثل المساجد والمدارس التي تأوي نازحين، فضلًا عن الاستهداف المتعمد للسكان المدنيين بغرض قتلهم وإصابتهم.
ويحذر المرصد الأورومتوسطي من خطورة الأساليب اللاأخلاقيةواللاإنسانية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، والآخذة بالتوسع يومًا بعد يوم، والتي تلحق بهم أضرارًا نفسية وجسدية شديدة، في ظل استمرار جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وقال الأورومتوسطي إن عمليات القتل المتعمدة وغير القانونية والإعدامات خارج نطاق القانون والقضاء، سواء بالتصفية المباشرة أو القنص وإطلاق النار التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين تنتهك حقهم في الحياة، وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتعتبر من الانتهاكات الجسيمة وفقًا لاتفاقيات جنيف، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كجرائم قائمة بحد ذاتها، وتشكل ركنًا من أركان جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة للشهر السابع على التوالي.
كما شدد الأورومتوسطي على أن مهاجمة الجيش الإسرائيلي للمناطق السكنية والمباني العزلاء، وقصفها، وتعمد قواته توجيه هجمات عسكرية ضد المواقع المدنية وبناها التحتية، وإلحاق أضرار واسعة النطاق وطويلة الأجل بها، تعد جميعها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي، وتستدعي المساءلة والمحاسبة الدولية فورًا. وهو ما أكد عليه البيان الصادر أمس من قبل خبراء في الأمم المتحدة، الذين دعوا إلى مساءلة ومحاسبة إسرائيل وجميع الدول التي مكنتها من تنفيذ جرائمها التي أدت إلى تدمير قطاع غزة على نحو غير مسبوق، سواء من خلال إمدادها بالسلاح أو الدعم المادي أو السياسي، ومطالبتهم جميعا بدفع التعويضات عن كافة الأضرار التي تسببوا بوقوعها.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأورومتوسطي الجيش الإسرائيلي مخيم النصيرات غزة جريمة الإبادة الجماعية أصوات بكاء صراخ نساء مسيرات كوادكابتر وإطلاق النار قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تحرق النازحين نيامًا.. أهوال مجزرة الجرجاوي بغزة (شهادات)
لم يكن النازحون النائمون في مدرسة « فهمي الجرجاوي » بحي الدرج وسط مدينة غزة، يدركون أن حياتهم ستنتهي مُحترقين تحت أسقف الفصول الدراسية التي احتموا بها، بعد أن مزقت صواريخ إسرائيلية سماء غزة، وأشعلت الأرض وما عليها في المدرسة.
هذه الصواريخ المدمرة حولت الفصول الدراسية المستهدفة في الطابق الأرضي بمدرسة الجرجاوي التي تؤوي آلاف النازحين، إلى أفران مغلقة حوصر من فيها أطفال ونساء وشبان وشيوخ بالنار والدخان والموت.
منظر شديد القسوة
مدير الإسعاف والطوارئ شمال غزة، فارس عفانة، يصف المشاهد المروعة والقاسية في مقطع مصور، قائلا: « تفاجئنا باحتراق 3 فصول دراسية تؤوي نازحين، اشتعلت النيران بداخلها وفيها أطفال ونساء نائمين، فاحترقت أجسادهم والتهمتها النيران ».
ويضيف: « أطفال ونساء داخل الصفوف المشتعلة كانوا يصرخون، لم نستطع إنقاذهم بسبب النيران المشتعلة، فالمنظر قاس جدا ولا يمكن وصف ما شاهدناه من شدة بشاعة المنظر ».
وتسببت المجزرة الإسرائيلية بمقتل 30 فلسطينيا على الأقل نقلت جثامينهم إلى مستشفييّ « المعمداني » و »الشفاء » بمدينة غزة، غالبيتها جثث لأطفال ونساء متفحمة، إضافة إلى إصابة أكثر من 60 آخرين بحروق وجروح متفاوتة، وفق عفانة.
ووثق أحد المقاطع المصورة أحد المسعفين يحمل طفلة صغيرة من عائلة الشيخ خليل، أُخرجت من تحت الركام وهي مصابة، وكان يحاول الاستفسار عن أفراد عائلتها قبل أن يتأكدوا من أن والد الطفلة مصاب وهو على قيد الحياة.
« قبر جماعي مشتعل »
تقول الفلسطينية نوال حسن، في أواخر الأربعين من عمرها، تقطن قبالة المدرسة إنهم استيقظوا على صوت الانفجارات المرعبة، وكأن السماء سقطت عليهم.
وتتابع للأناضول أنهم خرجوا ركضا إلى الشرفة لمشاهدة ما حدث، لترى المدرسة تشتعل ودخان أسود كثيف، ونيران تتطاير في الهواء.
وتضيف بصوت مخنوق، ويديها لا تكف عن الارتجاف وهي تشير إلى نوافذ الصفوف المحترقة: « كان هناك أطفالٌ يصرخون، أصواتهم كانت تخرج من داخل الصفوف المشتعلة، لكن النيران كانت أكبر من الجميع ».
وكانت نوال تصرخ من الشرفة، تنادي الجيران، تحاول الاتصال بطواقم الإسعاف والدفاع المدني، وتقول: « رأيت بعيني جثثًا صغيرة مشتعلة ورأينا أجسادًا تتحرك بين النيران، وبعدها سكتت، لم نستطع فعل شيء ».
« كلنا صرخنا، لكن النار أسرع من صوتنا. المدرسة صارت قبر جماعي مشتعل. كيف سيقنعوننا بأن ما حدث ليس جريمة حرب؟ »، تتساءل السيدة الفلسطينية.
جثث تحترق
أما الشاب الناجي يوسف الكسيح، الذي كان متواجدًا في أحد الفصول الدراسية المجاورة، يقول: « كنا نائمين، وفجأة اخترق الصاروخ الأسقف وحدث الانفجار، لحظات والتهمت النيران كل شيء ».
ويتابع بحديثه للأناضول: « الجميع أصبح يصرخ ويحاول الهرب، لكن للأسف من حوصروا داخل النيران، احترقوا ».
وحاول الكسيح مع مجموعة شبان فتح بعض النوافذ الحديدية من الخارج، لكن أحدًا لم يستطع فتحها بسبب نقص المعدات وشدة النيران في الداخل.
ويضيف: « بعد ساعات تمكنت طواقم الدفاع المدني من السيطرة على الحريق، حاولنا إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن المشهد كان صعباً ومروعاً، فبقايا الجثامين المحترقة التصقت بالجدران والأرضيات ».
أرضنا ولا نريد إلا العيش بكرامة فوقها
وبين الجدران المحترقة ورائحة الدخان المتصاعد، جلس أبو إبراهيم، رجل خمسيني من الناجين، وقد غطّى التراب وجهه وثيابه وعيناه تلمعان من شدة الغضب.
ويقول بصوت مبحوح: « نحن أصحاب حق، ماذا فعلنا حتى يموت أطفالنا ونساؤنا حرقًا؟! لم نسرق أرضًا، ولم نطرد شعبًا، نحن أصحاب الأرض، ولن نتركها، حتى لو قتلونا جميعًا ».
ورفع يده المرتجفة ويشير إلى الدمار الكبير، ويضيف: « هذا ليس عدلاً، فليرحلوا إلى أمريكا أو إلى أي مكان، هذه أرضنا ولا نريد إلا العيش بكرامة فوقها ».
وفي مستشفى الشفاء، لم تعد ثلاجة الموتى قادرة على احتواء العدد الكبير من الجثامين المتكدسة وتلك المسجّاة على الأرض، بعضها في أكياس بيضاء، وبعضها الآخر مغطى ببطانيات مشبعة برائحة الدخان.
ملامح الأطفال كانت لا تزال واضحة على بعض الوجوه الصغيرة، بينما تحولت جثث أخرى إلى كتلة من السواد يصعب التعرف عليها.
وهمس أحد المسعفين لزميله وهو يشير إلى جثامين الشهداء: « لم نجد مكانًا نضعهم فيه، لذلك أصبحت الأرض عبارة عن ثلاجة موتى مفتوحة ».
ومع إشراقة شمس الصباح، خرجت مواكب التشييع من باحات المستشفى، الواحد تلو الآخر. وحمل الأهالي نعوش أطفالهم ونسائهم وآبائهم، وسط بكاء صامت حينًا، وصراخ موجع حينًا آخر.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي أكثر من 176 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.