قالت باحثة في معهد واشنطن، إن ماليزيا، باتت دولة معادية للاحتلال، وتضخم فوق ذلك الخطاب المعادي له، فضلا عن تسهيل أنشطة إيران.

ولفتت الباحثة ريبيكا ريدليش، في تقرير للمعهد إلى أن كوالالمبور، لها تاريخ طويل من السياسات المعادية للاحتلال، وفتحت حرب غزة، أمامها الباب لتصعيد أكبر.

تُبدي كوالالمبور مجددا استعدادها لتسهيل الأنشطة الإيرانية غير المشروعة، ودعم "حماس"، وتضخيم الخطاب المعادي لإسرائيل فيما يتخطى ما تؤيده الدول المجاورة لها.



ولفتت إلى إعلان الحكومة أنها ستحظر على سفن الشحن التي ترفع العلم الإسرائيلي دخول الموانئ الماليزية، مستهدفة على وجه التحديد شركة الشحن الدولية "زيم" (ZIM). وفي الواقع، إن آخر سفينة حاويات معروفة تنقلت بين البلدين كانت سفينة "سيسبان إميرالد" ("Seaspan Emerald")  التي ترفع علم هونغ كونغ، والتي غادرت ميناء كلانج الماليزي ورست في حيفا بتاريخ 15 كانون الأول/ ديسمبر.

وشنت الباحثة هجوما على ماليزيا، وقالت إنها اعتادت التهجم على الاحتلال، بطرق عديدة،  فعلى الصعيد الخارجي، دافعت الحكومة عن حقوق الفلسطينيين في إطار الدفاع عن القيم الإسلامية. وعلى الصعيد المحلي، تنتهج خطابا معاديا لإسرائيل ومواليا للفلسطينيين لتعزيز شرعيتها لدى سكان ماليزيا ذوي الأغلبية المسلمة.

وقد انعكس هذا الموقف في الخطوات الدبلوماسية التي اتبعتها الحكومة منذ عقود. فقد افتتحت كوالالمبور أول مكتب آسيوي لحركة "فتح" الفلسطينية في عام 1969، لكنها لم تقم بعد علاقات رسمية مع إسرائيل، حتى في ذروة "اتفاقيات أوسلو" في تسعينات القرن الماضي. وفي عام 2011، أَسست "منظمة الثقافة الفلسطينية في ماليزيا"، التي تهدف علنا لرفع الوعي المحلي بشأن القضية الفلسطينية، ولكنها استخدمت أيضا كسفارة فعلية لـ "حماس"، حيث استضافت العديد من الاجتماعات السابقة بين قادة الجماعة والسياسيين الماليزيين.



وفي الوقت نفسه، أصبح "الحزب الإسلامي الماليزي" الفصيل المفضل لمعظم المسلمين "في قلب ماليزيا الريفي"، وتفوّق على الأحزاب الأخرى في عدد المقاعد البرلمانية التي فاز بها في الانتخابات الفيدرالية لعام 2020. ويشكل بروز "الحزب الإسلامي الماليزي" دافعا أساسيا وراء تبني رئيس الوزراء أنور إبراهيم لوجهات النظر المتشددة المناصرة للفلسطينيين، والتي يعتبرها ضرورية للحفاظ على الدعم في الداخل.

وقد اشتد هذا الموقف خلال أزمة غزة. فبعد يوم واحد فقط من عملية طوفان الأقصى، أصدرت وزارة الخارجية الماليزية بيانا أشارت فيه إلى الحكومة الإسرائيلية على أنها "إدارة فصل عنصري" تخضع الفلسطينيين "لاحتلال غير قانوني طويل الأمد وتفرض عليهم الحصار والمعاناة".

وبعد شهر من ذلك التاريخ، تعهد إبراهيم علنا بمقاومة الضغوط الأمريكية الرامية إلى قطع علاقات كوالالمبور مع "حماس" وهي العلاقة التي توسعت بعد زيارة رئيس وزراء ماليزي سابق لغزة في عام 2013، مما جعله ثاني زعيم عالمي بعد أمير قطر يقوم بذلك.

ولتحقيق هذه الغاية، رفض إبراهيم "قانون منع التمويل الدولي لحماس الذي يشق طريقه حاليا عبر الكونغرس الأمريكي.

كما حث رئيس الوزراء وسائل الإعلام المحلية على تجنب الإشارة إلى عناصر "حماس" على أنهم "مقاتلون"، وأعربت حكومته عن دعمها للقضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال أمام "محكمة العدل الدولية" في كانون الأول/ديسمبر، ووصفت الدعوى القضائية الجارية بأنها "خطوة ملموسة اتُّخذت في الوقت المناسب لمحاسبة إسرائيل قانونيا على الفظائع التي ارتكبتها في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام".

ورأت الباحثة أن مواقف ماليزيا المعادية لإسرائيل ليست مفاجئة نظرا لعلاقاتها الوثيقة مع إيران. فقد وسع البلدان علاقاتهما الاقتصادية بثبات، وتعد إيران حاليا ثالث أكبر شريك تجاري لماليزيا في الشرق الأوسط، بعد الإمارات والسعودية. والأهم من ذلك، لطالما كانت ماليزيا من الدول القليلة التي يستطيع مواطنو إيران زيارتها بدون تأشيرة وهو الترتيب الذي شجع حوالي 200 ألف إيراني على الإقامة هناك، من بينهم أصحاب الأعمال والسياح والطلاب في الجامعات الناطقة باللغة الإنجليزية.

وتعد ماليزيا أيضا بيئة متساهلة لمبيعات النفط الإيراني غير المشروعة، مما يمكن طهران من تفادي العقوبات الأمريكية. ووفقا لبعض التقارير، تُشكل البلاد نقطة لإعادة شحن النفط الإيراني المتجه إلى الصين، مما يخفي مصدر الشحنة من خلال إعادة تصنيفها سرا على أنها قادمة من دول الأطراف الثالثة مثل عمان والإمارات وماليزيا نفسها.

ومن المثير للاهتمام أن الصين استوردت رقما قياسيا بلغ 1.2 مليون برميل يوميا من النفط من كوالالمبور في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وهو ضعف كمية النفط التي أنتجتها ماليزيا فعليا (حوالي 600 ألف برميل يوميا). وفي الوقت نفسه، وصلت صادرات النفط الإيرانية الشهرية - والتي يذهب 91 بالمئة منها إلى الصين - إلى أعلى مستوى لها منذ خمس سنوات في شهر آب/أغسطس الماضي.

وأشارت إلى أن موقف ماليزيا، بدا مختلفا عن كافة الدول المجاورة، من عملية طوفان الأقصى، مثل كمبوديا وسنغافورة وتايلاند، وجميعها تقيم علاقات مع الاحتلال.

وقالت الباحثة، إن إدارة بايدن، حاولت الحد من إجراءات ماليزيا القريبة من حماس، عبر إشعارات دبلوماسية، واستدعاء السفير في واشنطن، والتلويح بالعقوبات ضد ماليزيا مباشرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ماليزيا غزة حماس امريكا حماس غزة ماليزيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

سياسي إسرائيلي يهاجم الرئيس الفرنسي بسبب موقفه من الدولة الفلسطينية

وجه عضو الكنيست الإسرائيلي، ألموغ كوهين، انتقادات حادة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب تصريحاته الأخيرة بشأن التزام بلاده بحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية، محذرًا من عواقب هذا الموقف.

وقال كوهين، في تغريدة عبر منصة X كتبها بالإنجليزية: "عزيزي الرئيس ماكرون، سمعت أنك حريص على إقامة دولة فلسطينية.. بالنظر إلى الفوضى التي شهدتها باريس الليلة الماضية، يبدو أنك تحقق تقدمًا.. فقط في فرنسا".

مصر تعزز التحرك العربي من عمّان.. عبد العاطي يبحث دعم غزة والاعتراف بالدولة الفلسطينيةأول تعليق إسرائيلي على مطالب ماكرون بالاعتراف بالدولة الفلسطينيةماكرون: الاعتراف بدولة فلسطينية واجب أخلاقي ومطلب سياسيالدفاع الإسرائيلي: إنشاء 22 جديدة خطوة استراتيجية تمنع قيام دولة فلسطينية

وأضاف كوهين موجهًا حديثه لماكرون: "هناك ما يشير إلى أن الصفعة القادمة التي سيتلقاها الشعب الفرنسي ستكون أكثر إيلامًا"، في إشارة غير مباشرة إلى حادثة متداولة أظهرت زوجة الرئيس الفرنسي وهي تصفعه خلال زيارة إلى فيتنام الأسبوع الماضي، حسبما ألمح.

وتابع قائلاً: "كان السابع من أكتوبر مجرد عرض تمهيدي لما ينتظر العالم"، قبل أن يختم تغريدته بتهنئة لنادي باريس سان جيرمان على أدائه الكروي.

تصريحات كوهين جاءت عقب انتقادات فرنسية متصاعدة تجاه إسرائيل، حيث دعا ماكرون يوم الجمعة الماضي من سنغافورة إلى موقف أوروبي أكثر صرامة إذا لم تتحسن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدًا التزام باريس بالعمل من أجل حل سياسي، مشددًا على أن الاعتراف بدولة فلسطينية بات "واجبًا أخلاقيًا ومطلبًا سياسيًا".

في السياق ذاته، أعرب السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، عن رفضه للمواقف الأوروبية الأخيرة، معتبرًا أنها تمثل ضغطًا غير مقبول على دولة ذات سيادة. 

وقال في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز ديجيتال": "إذا كانت فرنسا جادة بشأن إقامة دولة فلسطينية، فبإمكانها تخصيص جزء من الريفييرا لهذا الغرض"، في تصريح اعتبره البعض استفزازيًا.

تأتي هذه المواقف في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل بشأن الأوضاع الإنسانية في غزة، بعد حصار دام 11 أسبوعًا، خُفف جزئيًا الأسبوع الماضي مع إدخال مساعدات محدودة.

كما نقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين وخبراء قولهم إن فرنسا تدرس بجدية الاعتراف بدولة فلسطينية، بالتزامن مع مؤتمر أممي مشترك تستضيفه باريس بالتعاون مع السعودية بين 17 و20 يونيو المقبل، لبحث خارطة طريق نحو الدولة الفلسطينية مع ضمانات أمنية لإسرائيل.

طباعة شارك ألموغ كوهين الفرنسي إيمانويل ماكرون حل الدولتين الاعتراف بالدولة الفلسطينية فرنسا وإسرائيل

مقالات مشابهة

  • عضو بمنظمة التحرير الفلسطينية: غزة تتعرض للإبادة برعاية أمريكية وصمت دولي
  • عضو منظمة التحرير الفلسطينية: غزة تتعرض لإبادة برعاية أمريكية وصمت دولي
  • اعترف بالحقيقة.. مسؤول سابق بإدارة بايدن: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة
  • التايمز البريطانية تكشف عن خليفة السنوار لـ قيادة حماس
  • "فتح": حماس "دقت كل الأبواب وذهبت إلى الولايات المتحدة لكنها لم تتجه نحو منظمة التحرير الفلسطينية
  • سياسي إسرائيلي يهاجم الرئيس الفرنسي بسبب موقفه من الدولة الفلسطينية
  • بن غفير ينتقد مقترح ويتكوف.. يجب توجيه رصاصة في الرأس لحماس
  • ‏السفير الأمريكي لدى إسرائيل: نرفض الخطط الفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • مصادر: رد حماس على مقترح ويتكوف كان إيجابياً وهذه التعديلات التي تطلبها الحركة
  • بعد إعلان إسرائيل عن اغتياله.. من هو محمد السنوار رأس الجناح العسكري لحماس في غزة؟